الأسيرة المحررة شروق دويات لـعربي21: الاحتلال عاقبنا وقمعنا بقسوة بعد 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
أكدت الأسيرة المُحررة شروق دويات أن فرحتها بالتحرر من الأسر كانت ممزوجة بالألم نتيجة لما يحدث لأهالي قطاع غزة من قتل وتدمير للبيوت، ولتركها لـ 51 أسيرة خلفها في المعتقل، مؤكدة أن الاحتلال عاقب الأسرى وعاملهم بقسوة أكبر بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ولفتت أبنة بلدة صور باهر جنوب القدس المحتلة خلال حديثها لـ"عربي21"، إلى أن الاحتلال منع أهالي الأسرى المُفرج عنهم من الاحتفال بأبنائهم لينغص عليهم فرحتهم بخروجهم من الأسر.
وبينت أن الاحتلال صعد ضد الأسرى وقمعهم بشدة بعد بدء طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وحرمهم من حقوق انتزعوها عبر نضالهم المتواصل، كما قام بعزلهم عن العالم الخارجي، ومنع زيارات أسرهم لهم.
وكانت دويات قد اعتقلت وأطلق عليها الرصاص في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2015 داخل البلدة القديمة، بعد ادعاء مستوطن عليها بأنها قامت بطعنه، ولهذا قام بإطلاق 4 رصاصات عليها.
وكانت وقتها تبلغ من العمر 18 عاما، وكانت قد التحقت بجامعة بيت لحم لتدرس تخصص التاريخ والجغرافيا، بعد أن حصلت على معدل 90 في المائة بنتائج الثانوية العامة، وخرجت من السجن وهي تبلغ من العمر 26 عاما بعد قضاء نصف محكوميتها بالسجن الفعلي.
ماذا تقولين عن التحرر من الأسر ولقائك أسرتك؟
أحمد الله الذي من علي بهذا الفرج، وأدعو الله بالفرج لبقية الأسرى والأسيرات، كذلك أترحم على شهداء غزة وأدعو الله أن يصبر أهالي قطاع غزة وأن يكون فرجهم قريبا ويتوقف العدوان عليهم وأن يثبتهم الله.
أشعر بالفرح للتحرر من الأسر، ولكنه فرح ممزوج بالألم، بسبب ما يحدث لأهلنا في قطاع غزة، ولأني تركت خلفي 51 أسيرة، بعضهن أمضين سنوات في المعتقل، منهن مثلا الأسيرة شاتيلا أبو عيادة والتي حكم عليها بـ 16 عاما بقي لها منها 8 سنوات.
وهناك ثلاث أسيرات كانت أسمائهن مدرجة في قائمة الإفراج التي خرجت فيها، وهن ياسمين شعبان وعطاف جرادات ونفوذ حماد، ولكن لم يتم الإفراج عنهن حتى الآن.
كيف كان وضع الأسيرات قبل وبعد 7 أكتوبر؟
قبل 7 أكتوبر الماضي كان هناك في السجون نوع من التفاهم بيننا وبين إدارة المعتقل بشأن حقوقنا، والتي بالطبع انتزعناها انتزاعا ولم تأت بسهولة، وهذه الحقوق حاربنا وناضلنا كثيرا للحصول عليها.
ولكن بعد 7 أكتوبر كان هناك سياسات وإجراءات تم التعامل فيها معنا بقمع وقسوة شديدتين، وقالت لنا إدارة المعتقل بشكل صريح – تم منحنا الضوء الأخضر للتعامل معكم بأي طريقة كانت- في تهديد واضح ونوع من الانتقام.
واتبعوا معنا سياسة التجويع والتعطيش، وأصبحوا يقدمون لنا الطعام بكميات أقل لا تتناسب وعدد الأسيرات، وكان الطعام رديئا وسيئا، وقاموا بسحب جميع الإنجازات التي تحصلنا عليها بنضالنا، وعلى رأسها التلفاز والراديو ولهذا انقطعنا عن العالم الخارجي بشكل كامل.
أيضا تم سحب أدوات الطبخ من غرفنا، على الرغم من أنها بسيطة جدا، وتم قمعنا عدة مرات خلال الحرب على غزة، حيث دخلوا علينا القسم في 7 أكتوبر بطريقة وحشية جدا واعتدوا علينا بالضرب، ثم قاموا بعزل بعض الأسيرات.
وتكرر القمع مرة أخرى في 19 أكتوبر ولكن كانت هذه المرة أصعب، حيث دخلت قوة كبيرة للقسم، وقامت بتفتيش الغرف بطريقة مستفزة جدا، ورشو وجوهنا بغاز الفلفل، وأغلقوا الغرف علينا ومنعونا حتى من غسل وجوهنا من الغاز.
وكانت هذه القوة مدججة بالدروع وكأنها متجهة للحرب، وليس على قسم لأسيرات لا يمتلكن أي شيء. ولم يبقوا لنا أي شيء بالغرف، فقط تركوا لنا الفرشة التي ننام عليها، وهي رقيقة جدا، أيضا أصبح هناك نقص في الأغطية والملابس الشتوية خاصة في ظل اعتقال أسيرات جدد.
أيضا زاد الاكتظاظ بغرف السجن، وذلك نتيجة الاعتقالات التي حدثت في الفترة الأخيرة، وخاصة لفتيات من الداخل المحتل بعضهن قاصرات، وحدثتنا الأسيرات الجدد عن ممارسات قاسية مورست ضدهن، كالضرب الشديد وعدم احترام خصوصيتهن، مثلا هناك فتاة كانت حامل بشهرها السابع ورغم ذلك تم ضربها بشدة.
أيضا قالت الأسيرات الجدد لنا أنه تم تهديدهن بتهديدات كبيرة وسيئة وغير معتادة ولم تحدث من قبل، وتم التعامل معهن والأسيرات الأقدم بوحشية، ولم تقتصر هذه الوحشية على الأسيرات بل جميع الأسرى، وبالطبع قد يكون هذا القمع نوع من الانتقام بعد 7 أكتوبر، ونوع من التنغيص خاصة أن المعركة الأخيرة في غزة كانت قضية الأسرى أحدى عناوينها الرئيسة.
وسقط عدد من الأسرى شهداء نتيجة الضرب نترحم عليهم جميعا، ولهذا نتمنى أن يلتفت العالم أجمع لما يحدث للأسرى والأسيرات، فانا مثلا بقيت في السجن 8 سنوات ولم تمر علي فترة قاسية مثل التي مررت بها خلال الحرب على غزة.
نعم كان يمر علينا فترات قمع ولكن ليس كالفترة الأخيرة، حيث لم تكن الإدارة معنية هذه المرة بأن يكون هناك هدوء في أقسامنا، ناهيك عن الشتائم والاستفزازات، واستخدام الدروع.
ومن الممارسات القاسية التي حدثت بعد 7 أكتوبر، عزلنا عن العالم الخارجي، حيث طوال الحرب لم نعلم أي شيء عن أهالينا وهم كذلك لم يعرفوا أي شيء عنا، وتم قطع الاتصال بيننا عبر منع الزيارات، وتم منعنا من استخدام الهاتف، وهذا شكل ضغطا نفسيا علينا لأنه تم عزلنا عن العالم الخارجي.
كذلك تم منعنا من التواصل مع المحامين، حيث كان هناك بعض المحامين من مؤسسات حقوقية يزورونا تم التشديد عليهم، وأصبح من الصعوبة عليهم أن يحصلوا على حق زيارتنا، لكن بالطبع الأغلب كان يتم منعهم، وبالتالي يبدو وكأنهم أرادوا منعنا من توصيل أي شيء أو معلومات للخارج وبالمقابل منع توصيل أي معلومة لنا عن ما يحدث في الضفة والقدس وغزة.
ولكن برغم الصعوبات والقسوة في الفترة الأخيرة بقيت الأسيرات عائلة واحدة ومتماسكة، وكن قويات وصابرات وثابتات، وبالتأكيد لم يهزنا أو يكسرنا شيء ولن يكسرنا.
برأيك لماذا منع الاحتلال أهالي الأسرى المُفرج عنهم تحديدا سكان القدس من الاحتفال بخروجهم؟
كان عدم احتفال أسرنا بنا من ضمن الشروط التي اشترطها الاحتلال علينا قبل الإفراج عنا، وبالنهاية هو احتلال، ماذا تتوقع منه؟ هو يحاول التنغيص علينا حتى بفرحنا، مع العلم أنه لم يكن في نيتنا أن يكون هناك مظاهر فرح واحتفال بالتحرر ليس لأنهم فرضوا ذلك علينا، بل كرامة واحتراما لما يحدث في غزة.
البعض ربط هذا المنع بعدم رغبة الاحتلال بشمول أسرى القدس بأي صفقة تبادل، ما رأيك؟
نعم هذا أحد الأسباب، أيضا هناك سبب أخر وهو أنهم لا يرغبون بالإفراج عن أي أسير، كما أن تحرير الأسرى هذه المرة تم رغما عنهم، وهم لم يكونوا يريدون ذلك، ولهذا حاولوا تنغيص الفرحة.
ماذا تقولين للشعب الفلسطيني بشكل عام، ولأهالي قطاع غزة بشكل خاص؟
أدعو الله أن ينال بقية الأسرى حريتهم كما نلتها أنا، لأن طعم الحرية جدا جميل، وأقول للشعب الفلسطيني كافة إن شاء الله في القريب العاجل ربنا سوف ينصرنا ونتحرر.
هناك دعم دائم من الشعب لقضية الأسرى، ولكن أيضا نطلب منهم تتبع ماذا يحدث مع الأسرى وما هي ظروفهم وأن يكون هناك دائما دعم أكبر لهم.
أقول لأهلنا في قطاع غزة اصبروا وصابروا، وأعلم أن ثمن المجد كان غاليا، رحم الله شهدائكم وصبر قلوبكم وثبتكم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة الاحتلال احتلال حماس غزة طوفان الاقصي مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة عن العالم الخارجی بعد 7 أکتوبر من الأسر قطاع غزة أن یکون أی شیء
إقرأ أيضاً:
هكذا علّقت عائلات أسرى الاحتلال على توسيع القتال في غزة
علّقت عائلات أسرى الاحتلال الإسرائيلي المحتجزين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، على تصعيد جيش الاحتلال لمجازره وقتاله في القطاع، وذلك في أعقاب حديث في تل أبيب عن قرب تنفيذ عملية "مركبات جدعون" البرية.
وعبّرت العائلات الإسرائيلية عن قلقها على مصير أبنائها جراء تصعيد الجيش الإسرائيلي هجماته في غزة، وحذرت حكومة بنيامين نتنياهو من إضاعة فرصة التوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار.
وقالت عائلات الأسرى في بيان نشرته عبر منصة "إكس": "استيقظت عائلات المختطفين صباح اليوم بقلوب ثقيلة وقلق كبير وسط تقارير عن تزايد الهجمات في قطاع غزة واقتراب انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة".
ومنذ أيام، يصعد الاحتلال هجماته ضد أهداف مدنية في قطاع غزة تزامنا مع جولة يجريها الرئيس ترامب في المنطقة، وضغوطه على تل أبيب لإبداء مرونة أكبر في عملية التفاوض وسط تنديدات أوروبية متزايدة بالجرائم الإسرائيلية في غزة.
ومنذ فجر الجمعة، استشهد أكثر من 100 فلسطيني في غارات على شمال القطاع، تم انتشال 50 منهم والبقية ما زالوا تحت الأنقاض، بحسب متحدث الدفاع المدني بغزة محمود بصل للأناضول.
وأضاف بيان عائلات الأسرى: "تشير كل الدلائل إلى أن دولة إسرائيل على بعد ساعات فقط من ضياع القرن"، مشيرا إلى أنه "بدلا من إعادة جميع المختطفين، والمشاركة في حراك إقليمي واسع، ووقف الحرب، ستجد إسرائيل نفسها معزولة وتغرق في وحل غزة".
واعتبرت عائلات الأسرى أن "الفرصة التاريخية الضائعة - فشل إسرائيلي مدو"، منوهة إلى أن "الجهد المبذول لتعطيل المقترحات المطروحة على الطاولة سيظل محفوراً في ذاكرة الأجيال القادمة".
وزادت: "نعيش في ساعات دراماتيكية، ساعات سيتم فيها تحديد مستقبل أحبائنا، ومستقبل المجتمع الإسرائيلي، ومستقبل الشرق الأوسط".
وناشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين "رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ورئيس الولايات المتحدة (دونالد ترامب) التوصل إلى حل".
وأكملت: "الوقت ينفد، والعالم يراقب، والتاريخ سيتذكر".
وسبق للحكومة الإسرائيلية التلويح بتصعيد حربها على غزة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال زيارة ترامب للمنطقة.
وتقول "حماس" إنها مستعدة لاتفاق يشمل جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل وقف الحرب والانسحاب الكامل من غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وتؤيد عائلات الأسرى الإسرائيليين وأحزاب معارضة هذا العرض، لكن حكومة نتنياهو ترفضه.
ويتزامن بيان عائلات الأسرى مع جولة محادثات جارية حاليا في العاصمة القطرية الدوحة يقودها الوسطاء مع إسرائيل وحماس في محاولة للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، فيما يواصل نتنياهو تعنته في مسار المفاوضات.
وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بالقطاع في 18 مارس الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، وفق إعلام عبري.
وخلال الأيام الثلاثة من جولة ترامب التي بدأت الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 260 فلسطينيا، مقارنة بـ78 قتيلا في الأيام الثلاثة السابقة لها، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة.
وبدعم أمريكي يرتكب الاحتلال، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.