سلطان الجابر رئيس شركة "أدنوك" النفطية العملاقة يترأس مؤتمر المناخ "كوب 28"
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يثير رئيس مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب28" الذي ينطلق الخميس في دبي، الإماراتي سلطان الجابر، الجدل بسبب ترؤسه أيضا شركة "أدنوك" النفطية العملاقة... وهو أمر يستغربه الجابر الذي لا يرى أساساً في انتقادات ناشطين بيئيين يتحدثون عن تضارب مصالح في المهام المناطة به في ما يتعلق بالمناخ.
أمام الملأ، يتكلّم الجابر الطويل القامة (50 عامًا) الذي يشغل أيضًا منصبَي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة والمبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، بحذر وبلهجة رتيبة الى حدّ ما.
لكن في الجلسات الأكثر خصوصية، يبدو أكثر ارتياحًا، يبتسم ويتحدث بارتياح... ويبدي انزعاجه من الاتهامات القائلة بأنه بمثابة حصان طروادة للنفط في مؤتمر الأطراف حول المناخ.
وقال الجابر في مقابلة نادرة مع وكالة فرانس برس في تموز/يوليو، "الناس الذين يتّهمونني بتضارب المصالح، لا يعرفون مسيرتي". وأضاف "قضيتُ معظم مسيرتي المهنية في التنمية المستدامة وإدارة المشاريع والطاقات المتجددة".
إلا أن هيئة "بي بي سي" نشرت الاثنين إحاطات داخلية حصلت عليها من "سنتر فور كلايمت ريبورتينغ" تشير إلى خلط بين مسائل تتعلق بمؤتمر كوب ومناقشة فرص نفطية خلال اجتماعات مع حكومات. وأكد فريق كوب28 أن "الاجتماعات الخاصة، تبقى خاصة".
كوب28 يوجه الأنظار إلى انبعاثات غاز الميثانومن المؤكد أن خبرته مختلفة عن خبرات أسلافه وكذلك نظرائه في مجال النفط. فقد مثّل دولة الإمارات في الكثير من مؤتمرات الأطراف حول المناخ، وأسّس العام 2006 الشركة الإماراتية الوطنية للطاقة المتجددة "مصدر" التي لا يزال يرئس مجلس إدارتها. حاليًا، تملك "مصدر" ضعف قدرات منشآت الطاقة المتجددة في العالم التي تملكها شركة "توتال إنرجي" الفرنسية. وعُيّن الجابر العام 2016 مديرًا عامًا لشركة "أدنوك" العملاقة، وكُلّف بمهمة "إزالة الكربون من أدنوك وإعدادها للمستقبل".
وتنتقد منظمات غير حكومية كونه رجل الغاز والنفط وتدعو إلى استقالته من شركة "أدنوك" أو من رئاسة مؤتمر "كوب28". وكتب نحو مئة عضو في البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي في رسالة في أيار/مايو الماضي، أن الإصلاحات المطلوبة من كوب28 "مقوّضة بفعل وجود مدير شركة نفطية في رئاسة" المؤتمر.
لكن مفاوضًا أوروبيًا يرى أن هذا الأمر يشكل ميزة يتمتّع بها الجابر، بما أن أي إجماع سيتطلّب موافقة قرابة مئتَي بلد، بينها دول الخليج.
الإمارات تسعى إلى جعل "كوب 28" مؤتمراً صديقاً للوقود الأحفوريفي كلّ الأحوال، مواصفاته لافتة وغير تقليدية نظرًا إلى الدور الذي يضطلع به. وهو مدينٌ لدوره في مجال النفط، بحضوره الإعلامي بعد حضور خافت نسبيا لأسلافه في رئاسة مؤتمرات المناخ. ويدرك الجابر جيّدًا أن صورته وكذلك إنجاح كوب28، هما عاملان مؤثّران على سمعة دولة الإمارات. ولذلك فقد وظّف فريقًا مخضرمًا مؤلفًا من متخصصين في مجال التواصل معظمهم من دول ناطقة بالانكليزية.
ويقول "حياتي كلّها تدور حول مؤشرات الأداء الرئيسية، وهذه هي الطريقة التي أدير بها الشركات". ويشدّد على أنه "براغماتيّ" و"واقعي"، مشيرًا إلى أنه يريد تقديم نتائج "حقيقية"، كل ذلك من أجل "الحفاظ على هدف 1,5 درجة مئوية (زيادة في درجة حرارة الأرض) في متناول اليد".
نقطة تحوّل
على نحو مفاجئ، نجح خلال فترة تسعة أشهر في إقناع جزء من المشكّكين.
ويقول هارجيت سينغ من شبكة "كلايميت أكشن نتوورك" Climate Action Network التي تضمّ 1900 منظمة، إن الجابر "صريح جدًا، ومستعدّ للإصغاء". ويدرك سينغ جيّدًا أنه يمتدح مدير شركة نفطية. وقد التقى الرجلان من قبل، كما أن فريقهما يتواصلان كل شهر.
ويرى سينغ أن خطاب الجابر تطوّر مع الوقت.
كانت نقطة التحوّل الأولى في بون في حزيران/يونيو الماضي، عندما اعتبر سلطان الجابر أن "لا مفرّ" من تخفيض استخدام الوقود الأحفوري. وكان المعنيّون بمؤتمر المناخ لا يتوقعون هذا التبدّل في الخطاب من مسؤول خليجي.
وفي "رسالة إلى الأطراف" المشاركة في المؤتمر في تموز/يوليو، شرح بالتفصيل موقفه من الوقود الأحفوري والطاقات المتجددة والتمويل وغيرها، ما أدى إلى نزع فتيل الانتقادات من أولئك الذين اتهموه بإخفاء نواياه وأهدافه.
ويؤكد هارجيت سينغ أن الجابر "حازم جدًا، لكنّنا متفقون على خلافاتنا".
ولا يزال سينغ يشعر بالريبة من المكانة الممنوحة لجماعات الضغط النشطة في مجال النفط في مؤتمر كوب28، وقد أعرب عن أسفه لتأييد هذا القطاع تقنيّات احتجاز الكربون.
طريقة الجابر
وتقول السنغالية مادلين ضيوف سار، رئيسة مجموعة البلدان الأقلّ نموًّا وهي 46 دولة ممثلة في آلية كوب، إن الجابر "يصغي إلى جميع الأطراف، يستمع أيضًا إلى المجتمع المدني، والشقّ الجديد هو مكان الشباب في عملية اتخاذ القرار".
من الصين إلى أوروبا والبرازيل... زار سلطان الجابر خلال تسعة أشهر أكثر من 25 بلدًا، وفق ما أفاد فريقه الإعلامي وكالة فرانس برس.
في المواقف الرسمية للدول، لا يبدو الجابر موضع انتقاد. ويقول وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبو الذي يعمل رسميًا مع المسؤول الإماراتي للتحضير لكوب28، لوكالة فرانس برس، "يبدو حاضرًا".
ويتحدث سلفه لوران فابيوس، رئيس كوب21، عن "رجل يعمل، ويعرف ملفّاته جيّدًا".
لكن هل سيتمكن الدكتور سلطان، كما يسمّيه أفراد فريقه، من جعل مؤتمر المناخ يقرّ نصًّا طموحًا ومقبولًا من جانب 198 طرفًا في آنٍ؟
يرى المفاوض الأوروبي أن الجابر "أقل استباقيةً بكثير مما كان عليه البريطانيون في كوب26"، معتبرًا أنّ الرئاسة الإماراتية "متأخّرة قليلاً" في التفاوض على النص النهائي.
في كلّ مرة سنحت له الفرصة، يذكّر الجابر بأنّه لن يقرّر أي شيء... لكن التاريخ يُظهر أن رؤساء مؤتمرات الأطراف يمكنهم تحفيز الاتفاقات.
ما هي دوافع اختيار الإمارات رئيسا تنفيذيا لشركة نفطية لرئاسة مؤتمر الأطراف حول المناخ؟مسؤول أمريكي يؤكد أن بايدن لن يشارك في كوب28 في دبيقمة كوب 28: ترقب مواقف الرئيس الإماراتي خلال مؤتمر للمناخ ترعاه الأمم المتحدةبدلًا من ذلك، تتضمّن خطته إعداد إعلانات كبيرة عن تعهّد تحالفات شركات على هامش مؤتمر المناخ، بممارسات صديقة للبيئة مثل الحد من انبعاثات غاز الميثان. ولكن ذلك لن يكون لديه قوة نصّ أمميّ.
هل سيثبت سلطان الجابر للمتشائمين بأنّهم على خطأ؟
الجواب لن يعرفه أحد قبل 12 كانون الأول/ديسمبر، الموعد المقرر لاختتام مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ كوب28، إذا تمكّن رئيسه المنهجيّ من انهاء النقاشات في الوقت المحدد.
المصادر الإضافية • أ ف ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لفترة تجريبية.. بيع موانع الحمل الطارئة بدون وصفة طبية في اليابان معتمرا القلنسوة اليهودية.. الرئيس الأرجنتيني المنتخب يزور ضريح حاخام متشدّد خلال زيارته نيويورك "أنتم محميّون".. تقارير تؤكد لقاء رهائن إسرائيليين بقائد حماس يحيى السنوار في أحد الأنفاق بغزة البيئة دولة الإمارات العربية المتحدة النفط مؤتمر المناخ دبي تحولات الطاقةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: البيئة دولة الإمارات العربية المتحدة النفط مؤتمر المناخ دبي إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة هدنة الشرق الأوسط روسيا بريطانيا إسرائيل حركة حماس غزة فلسطين الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قطاع غزة الأطراف حول المناخ مؤتمر الأطراف دولة الإمارات سلطان الجابر مؤتمر المناخ یعرض الآن Next فی مجال
إقرأ أيضاً:
أدنوك للإمداد والخدمات تتسلم رابع ناقلة للغاز الطبيعي المسال
أعلنت "أدنوك للإمداد والخدمات"، الشركة الرائدة عالمياً في مجال الخدمات اللوجستية والبحرية لقطاع الطاقة، والتي يتم تداول أسهمها في سوق أبوظبي للأوراق المالية، عن استلامها ناقلة "الصدف"، وهي الرابعة من أصل ست ناقلات جديدة للغاز الطبيعي المسال تعاقدت الشركة على بنائها مع حوض "جيانغ نان" الصيني لبناء السفن. ومع تسلّم الناقلة في الموعد المحدد، ستنطلق قريباً في أولى رحلاتها التجارية.
يندرج تسليم "الصدف" في إطار برنامج تبلغ تكلفته مليارات الدولارات لتجديد أسطول "أدنوك للإمداد والخدمات" وزيادة الطاقة الاستيعابية بما يعزز القدرات التشغيلية للشركة. كما تؤكد هذه الخطوة التزام "أدنوك للإمداد والخدمات" ببناء أسطول متعدد الاستخدامات، يحقق كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، ويتيح لها الاستفادة من الفرص العالمية المتاحة، والمساهمة في تلبية الطلب المتزايد على موارد الطاقة منخفضة الكربون.
من ناحية أخرى، يُبرز الأداء القياسي الذي حققته الشركة خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 دور استراتيجيتها القوية وتنفيذها المُنضبط في تحقيق نمو ملموس. كما يساهم برنامج تجديد وتوسعة الأسطول في تعزيز أرباح الشركة، ويدعم تركيزها طويل الأمد على تحقيق القيمة لمساهميها.
حضر حفل تسليم الناقلة "الصدف" كل من القبطان عبد الكريم المصعبي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك للإمداد والخدمات"؛ وفاطمة النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك للغاز"، التي تولت تسمية السفينة بصفتها راعية للناقلة. ويؤكد هذا الاحتفال المشترك التعاون الوثيق بين "أدنوك للإمداد والخدمات" و"أدنوك للغاز" في دعم سلسلة القيمة المتكاملة لمجموعة "أدنوك" وتعزيز مساهمتها في تلبية احتياجات العالم المتزايدة من الطاقة بشكل مسؤول، وترسيخ مبادئ الاستدامة والتميز التشغيلي.
وبهذه المناسبة، قال القبطان عبد الكريم المصعبي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك للإمداد والخدمات": "يؤكد تسليم الناقلة ’الصدف‘ التزام ’أدنوك للإمداد والخدمات‘ بتنفيذ برنامج تجديد وتوسيع أسطولها، حيث تساهم كل إضافة جديدة في زيادة قدرتنا على الاستفادة من فرص النمو، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتحقيق قيمة مضافة لمساهمينا، بالتزامن مع التزامنا المستمر بتوفير خدمات لوجستية بحرية متكاملة منخفضة الكربون."
من جهتها، قالت فاطمة النعيمي، الرئيس التنفيذي لشركة "أدنوك للغاز": "يسرنا التعاون مع ’أدنوك للإمداد والخدمات‘ لتسليم ناقلة الغاز الطبيعي المسال المتطورة ’الصدف‘، والتي تجسد التزامنا المشترك بالنمو والتميز التشغيلي. ويعزز هذا التعاون مشروع تطوير رصيف الغاز الطبيعي المسال في جزيرة داس، الذي يرفع القدرة الاستيعابية للرصيف لاستقبال ناقلات أكبر تصل سعتها إلى 180 ألف متر مكعب، مما يتيح مرونة أكبر في التصدير، ويساهم في تعزيز قدرتنا على الوفاء بالتزامات العملاء، وتحسين عمليات الشحن، وتحقيق قيمة تجارية أعلى".
وتساهم "أدنوك للإمداد والخدمات" بدور مهم في تمكين "أدنوك للغاز" من إيصال منتجاتها للعملاء في جميع أنحاء العالم. وبفضل قدراتها اللوجستية البحرية المتكاملة، تضمن الشركة خدمات آمنة وفعالة وموثوقة لنقل الغاز الطبيعي المسال ومنتجات الطاقة الأخرى من دولة الإمارات إلى الأسواق العالمية.
يشار إلى أن سعة الناقلة "الصدف" تبلغ 175 ألف متر مكعب، وتستخدم تقنيات موفرة للطاقة بما يشمل محركين رئيسيين يعملان بالوقود المزدوج للغاز الطبيعي المسال. وتم تصميم الناقلة بميزات تساعد على تقليل انبعاثات غاز الميثان بنسبة تصل إلى 50 بالمئة مقارنة بتكنولوجيا الناقلات السابقة.
ومن المخطط تسليم ناقلتي الغاز الطبيعي المسال المتبقيتين من حوض "جيانغ نان" خلال النصف الأول من عام 2026. وتُشكل هذه الإضافات جزءاً من برنامج "أدنوك للإمداد والخدمات" الأوسع لبناء ناقلات جديدة، والذي يشمل أيضاً بناء تسع ناقلات إيثان عملاقة وأربع ناقلات أمونيا عملاقة من حوض بناء السفن في شنغهاي.