أمام شاشة التلفاز... ستحاول أن ترى كل شيء
من نجا، من يحاول أن ينجو، وكم من خيط أبيض تحرك في السماء نحو الجهة الأخرى من البلاد.
سيطل أمامك ملثم من صدى حلم وعبرة، وسيخرج بعده عدو من على وجه الزمن والفكرة،
تلك حكمة الجدات قديما.. لا يُطعم الشر الشر إلى الأبد.
أما الصرخة التي ستشق المسافة من مكانها إليك، فستقول الكثير:
سيصبح التاريخ وعاء يملأه كل من معه حكاية.
أما حكايتنا فاختلطت كثيرا عند التفسير المقتضب،
سيتحول البيت إلى قاعدة لإطلاق الصواريخ،
وستكون البنت في المدرسة هدفا لقذيفة،
وسيصبح المشفى ملجأ «الإرهابيين»،
سيكون المحاصر محاصرا باللغة وعلى الشاشة!
أمام شاشة التلفاز...ستدمن التفاصيل حد المعرفة،
فهناك من سيخرج من بطولة البلاغة وظلم السياسة، وسيقف على الأرض جاهزا كما لم يكن من قبل.. سيشرح لك مبدأ التراكمية... وفكرة الحتمية التاريخية.. ولكن بمعانٍ أخرى! وعلى لسان بلغة مبتكرة، لن تراها على الشاشات الكبرى.
سيتحدث من قيامة المظلومين على الظالمين، ومن لحظة تقلب الأرض نفسها عليها!
وسيستيقظ طفل على بلاغته قائلا: لا بأس سنعود إلى البيت غدا أو بعد غد،
فأخيرا خرجنا من بطون أمهاتنا ومن بطن الوحش.
رولا سرحان شاعرة وصحفية فلسطينية من رام الله
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
العرض الأول لفيلم "عاطف الطيب" على شاشة الوثائقية الأثنين المقب| يوثق رحلة حياته
تعرض قناة الوثائقية، لأول مرة الفيلم الوثائقي الجديد "عاطف الطيب"، الذي يوثق رحلة المخرج الراحل أحد أبرز رواد السينما الواقعية في مصر، وذلك يوم الاثنين المقبل في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً.
يتناول فيلم عاطف الطيب مراحل التكوين الأولى للمخرج الكبير وسط أسرته البسيطة، وهي الفترة التي أسهمت في تشكيل شخصيته وأفكاره الفنية، كما يتتبع أهم المحطات في حياته منذ التحاقه بـ المعهد العالي للسينما في ستينيات القرن الماضي، مرورًا بعمله في السينما التسجيلية وتوثيقه مشاهد القتال على الجبهة خلال حرب أكتوبر 1973، ومساعدته اثنين من كبار المخرجين هما يوسف شاهين وشادي عبد السلام.
ويستعرض الفيلم أيضًا مسيرته في السينما الروائية التي بدأت بفيلم "الغيرة القاتلة" عام 1982، قبل أن يقدّم مجموعة من أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية، منها "سواق الأتوبيس"، "الهروب"، "البريء"، "ليلة ساخنة"، و"جبر الخواطر" الذي رحل قبل عرضه.
ويؤكد الفيلم أن تلك الأعمال مثلت علامات بارزة في مسيرة السينما المصرية والعربية، وجعلت من عاطف الطيب واحدًا من أهم المخرجين الذين عبّروا بصدق عن الإنسان المصري وقضاياه.