شهدت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين وزارة الثقافة، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، في مجال تطوير ودعم صناعة محتوى الطفل من رسوم متحركة وبرامج للأطفال.

وقع البروتوكول الدكتور هشام عزمي، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور محمود محمد صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وذلك بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وخلال توقيع البروتوكول، قالت نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة إن هذا البروتوكول يأتي ضمن مجموعة البرامج والسياسات التي تسعى وزارة الثقافة لتنفيذها، وضمن محور عملها لبناء الإنسان، من خلال تفعيل البرامج الهادفة لبناء وصقل قدرات الأجيال الجديدة، وحمايتهم من الأفكار الهدامة والمتطرفة".

وأكدت وزيرة الثقافة، أن هذا البروتوكول يُمثل نقطة انطلاقة لتطوير آليات التعاون بين وزارة الثقافة، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وإحداث التكامل المطلوب بين ما يملكه الجانبان من إمكانيات تكنولوجية وفنية تُساهم في تقديم محتوى للطفل من رسوم متحركة وبرامج للأطفال، تُحقق التواصل الفكري البناء لدى الأطفال، بما يتواكب مع التطورات التكنولوجية العالمية، وتقديمها على أسس علمية وتربوية تتسق مع قيم المجتمع المصري.


ووجهت وزيرة الثقافة الشكر للدكتور أيمن عاشور، على اهتمامه بتفعيل آليات التعاون بين الجانبين، ودعمه البناء لتطوير المحتوى الثقافي الذي تستهدف وزارة الثقافة تقديمه للطفل، عبر وسائل تكنولوجية متطورة، تُسهم في إذكاء وعي النشء المصري بالقيم الأصيلة، باعتباره رهانًا صائبًا لبناء لمستقبلنا المنشود.

وأشار د. أيمن عاشور إلى أن البروتوكول يهدف لتعزيز التعاون، ودعم صناعة محتوى فني قائم على أسلوب علمي وتربوي موجه للنشء والأطفال، والاستفادة من الإمكانيات العلمية والفنية والثقافية لدى الطرفين، وتبادل الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك بالمحتوى.

وأوضح د. أيمن عاشور أن هذا البروتوكول يأتي في إطار اهتمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي بالطفل المصري من خلال صناعة وتطوير محتوى ثقافي وتعليمي وترفيهي ليكون بمثابة حصن لحماية ثقافتنا وأخلاقيات مجتمعنا من خلال الأجيال الجديدة مع زرع الانتماء وحب الوطن والفهم الصحيح للأديان وتأصيل المفاهيم الأساسية لدى أطفالنا لمواجهة ما يتعرضون له من محتوى غريب عن مجتمعنا وثقافتنا من كل اتجاه، فضلًا عن دعم وتطوير الصناعات التكنولوجية في شكل صناعة الرسوم المتحركة وبرامج الأطفال لجعل هذه الصناعة مصدر دخل قومي.

وثمن د.عاشور التعاون القائم بين الوزارتين في تنفيذ عدد من المبادرات، والذي يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة المصرية لشبابها؛ بهدف دعمهم وإطلاق طاقاتهم الإبداعية، وحثهم على المشاركة في كافة الأنشطة الثقافية والمجتمعية.

ومن جانبه، أكد د. محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، علي جاهزية الأكاديمية للتعاون في تطوير صناعة الرسوم المتحركة والسينما وتكاتف الجهود في إنتاج محتوى هادف ومدروس للثقافة العلمية، والتركيز على الهوية والتراث واستعادة مصر لدورها التنويري والريادى، وذلك من خلال مبادرة الأكاديمية لتوطين وتطوير وريادة صناعة الرسوم المتحركة في مصر، والتي أطلقت في 2015، و نتج عنها إنتاج الأكاديمية بالتعاون مع الشركاء مئات الساعات من الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسلسل الكارتون ثلاثي الأبعاد «الأزهر» بأجزائه الخمسة بالتعاون مع مؤسسة الأزهر الشريف، والذي يعرض في رمضان من كل عام والذى تم ترجمته إلى كل اللغات بواسطة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر الشريف ودعم وتوجيه فضيلة الامام ويعرض فى معظم دول العالم الاسلامي، وعرض في البرازيل ببث مباشر باللغة البرتغالية، وأيضا مسلسل «حلم الفضاء» وهو أول مسلسل في الوطن العربى يهتم بنشر ثقافة علوم وتكنولوجيا الفضاء، وكذلك مسلس نور وبوابة التاريخ والذى حصل على جائزة محمد بن راشد ال مكتوم كأفضل عمل فنى للأطفال بتقنيات الرسوم المتحركة باللغة العربية، ونور والبطولات الخارقة والحاصل على جائزة أفضل مسلسل في ملتقى القاهرة الدُولي للرسوم المتحركة. ووجه رئيس الأكاديمية الشكر  لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزيرة الثقافة على مبادرتهم وتبنيهم لدعم صناعة المحتوى والرسوم المتحركة، متمنيًا استعادة دور مصر للريادة في مجال صناعة المحتوى الثقافي الهادف، وأن يكون هناك قناة مصرية للرسوم المتحركة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة وزارة الثقافة أكاديمية البحث العلمي صناعة محتوي رسوم متحركة البحث العلمی والتکنولوجیا الرسوم المتحرکة وزیرة الثقافة وزارة الثقافة أیمن عاشور من خلال

إقرأ أيضاً:

حتى لا يصبح التطرف نمط حياة

اعتاد العالم أن يوجه أصابع الاتهام إلى المتطرفين بوصفهم استثناء عن القاعدة. لكن ماذا لو لم يعد التطرف استثناء؟ ماذا لو بات قاعدة في تفكير المجتمعات، وسلوك الأفراد، وخيارات الدول؟ بل ماذا لو أصبح التطرف ـ دينيا كان أم سياسيا، ثقافيا أم طائفيا ـ هو النَفَس اليومي الذي نتنفسه، دون أن ندرك أننا نختنق به؟

لم يعد التطرف اليوم مقصورا على الجماعات المسلحة أو الحركات الدينية المتشددة، بل تسلل إلى تفاصيل الحياة اليومية، تسلل إلى نقاشاتنا، وإلى انحيازنا واختياراتنا، وإلى نظرتنا للآخر، وحتى إلى طريقة قراءة الأخبار وتفسيرها. صار الغلو، مع الأسف الشديد، جزءا من منظومة التفكير. وما كان يُعدّ يوما سلوكا شاذا، أصبح اليوم مقبولا، بل محبّذا، ومطلوبا في بعض البيئات الإعلامية والسياسية.

وساعدت التحولات التكنولوجية الهائلة، وثورة وسائل التواصل الاجتماعي، في تكريس منطق «الاصطفاف» المتطرف.. إما أن تكون معي، أو فأنت ضدي. إما أن تتبنى موقفي بالكامل، أو فأنت خائن. لا منطقة وسطى أبدا، ولا احتمال للتعدد في وجهات النظر. وهذا النوع من التفكير الثنائي هو الوجه الجديد للتطرف، وهو أكثر تعقيدا من مجرد خطاب كراهية، وأشد تأثيرا لأنه يتخفى في شعارات الفضيلة والمبادئ والخطاب الشعبوي الذي يدغدغ المشاعر الدينية والوطنية.

لا يولد هذا الغلو من فراغ، فثمة أسباب عميقة تتضافر لصناعته تتمثل في ما يمكن أن نسميه بالفقر الثقافي، وهشاشة الهوية، والخوف من التغيير، والعجز عن قبول التعدد الفكري. لكن هذا النوع من الغلو، وفي الحقيقة كل أنواعه، إنما هو نتيجة منطقية للمجتمعات لم تُربَّ على فكرة النقد، وعاشت حياتها على فكرة التلقين، ومجتمعات لم تعتد أن تعيش مع المختلف عنها ثقافيا وفكريا، واعتادت أن تهاجمه وتخوّنه، وتسخر منه. ويتأسس هذا المستوى من التفكير من داخل الأسرة، ومن المدرسة وحتى من المؤسسات التي لا يسودها التفكير المشترك إنما «الصواب الأوحد» الذي لا يأتيه الباطل من أي مكان.

ويبدو أن الكثير من الموازين باتت مقلوبة، فحتى الاعتدال لم يعد ينظر له باعتباره قيمة نبيلة لا بد أن نكرسها في حياتنا وحياة مجتمعاتنا. وتحول المعتدل في هذه البيئة الجديدة إلى «متخاذل» أو «جبان».

والأزمة هنا لا تكمن في التطرف بوصفه ظاهرة، ولكن في تحوله إلى معيار جديد للحكم على المواقف، فالغلو لم يعد دخيلا، ولكنه هو الطبيعي، وبديله يُستقبل بالريبة. بل إن بعض التيارات الدينية والثقافية باتت تقدّم الغلو بوصفه دليلا على الالتزام الحقيقي، وكأن الوسطية ضعف، والرحمة تواطؤ، والانفتاح تفريط.

ومع هذا كله، فإن الخطورة الأكبر لا تكمن في الأفكار المتطرفة بحد ذاتها، بل في البنية الثقافية التي تتقبل التطرف بوصفه أسلوب حياة، كأن تصبح لغتنا التي نتعامل بها في حياتنا وفي بناء أفكارنا لغة متطرفة، وذوقنا متطرف، ونقاشاتنا اليومية متطرفة، واحتفالاتنا متطرفة، وغضبنا متطرف، فإننا حينها نكون أمام حالة مجتمعية كاملة لا مجرد أفعال هامشية.

لا يسود هذا الأمر في المجتمعات العربية فقط، ولعل مشاهد الاصطفاف العنيف في السياسات الغربية، وتصاعد الشعبويات القومية، والحروب الثقافية في الجامعات الغربية، تؤكد أن التطرف لم يعد مشكلة شرق أوسطية فقط، بل هو أزمة إنسانية عالمية.

نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى إعادة بناء الثقافة الوسطية باعتبارها موقفا معرفيا وأخلاقيا وسلوكيا بدءا من العتبات الأولى للتربية وليس انتهاء إلى الأطروحات الفكرية والفلسفية الكبرى التي ينتجها المفكرون والفلاسفة. كما نحتاج إلى تفكيك البنى النفسية والثقافية في مجتمعاتنا لفهم أسس بناء التطرف والغلو فيها، وهذا وحده الذي يستطيع أن يحمي المجتمعات من نفسها ومن خطر التحلل الداخلي، حتى لو كانت هذه المجتمعات ترفع شعارات النهضة والتقدم؛ فالمجتمع المتطرف لا يحتاج إلى أعداء خارجيين كي يسقط؛ يكفيه أن يظل غارقا في صراعاته الداخلية حتى يتحلل من داخله، بصمت، وعلى مرأى من الجميع.

مقالات مشابهة

  • الإمارات و«بريكس».. آفاق جديدة لتطوير تطبيقات «الذكاء الاصطناعي»
  • المعهد العالي للعلوم الصحية بمأرب يحتفي بتخريج دفعة جديدة في 7 تخصصات
  • المركزي والاتصالات يوقعان مذكرة لتطوير التقنيات المالية
  • برلمانية تطالب ببرامج إعادة التأهيل النفسى للسائقين المخالفين
  • نسخة حية من كيف تروض تنينك؟ هل تصمد أمام سحر الرسوم المتحركة؟
  • التعليم العالي.. استخدمات الذكاء الاصطناعي فى البحث العلمي
  • ثقافة الإسماعيلية ينظم ندوة عن صناعة المحتوى
  • "إرجاء الإضراب لا يعني التراجع".. أزمة رسوم المحامين تدخل مرحلة تفاوض جديدة مع القضاء | تقرير
  • حتى لا يصبح التطرف نمط حياة
  • «الذئبة الحمراء تحت المجهر العلمي».. مؤتمر طبي يفتح آفاقًا جديدة للتشخيص والعلاج بـ طب طنطا