مكتبه محمد بن راشد تستثمر كوب28 لتعريف العالم برسالة الدولة الثقافية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
دبي – الوطن
تنظم مكتبة محمد بن راشد بالتزامن مع مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28، والذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي الذي سيبدأ أعماله غدا ويستمر حتى الثاني عشر من ديسمبر القادم سلسلة من الفعاليات التي تسلط الضوء على الاستدامة وتتضمن ورش عمل ونوادي القراءة ومعرض كتاب بعنوان «أفق الاستدامة.
وخلال هذا المعرض، تستعرض المكتبة نحو 200 كتاب تشمل مجموعة مميزة من العناوين والموسوعات التي تسلط الضوء على الاستدامة، والتغير المناخي العالمي، والأقاليم والبيئة، والطاقة النظيفة والمتجددة وغيرها من محاور هذا المجال، وذلك بهدف نشر الوعي والثقافة حول قضايا الاستدامة ودورها في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
مبنى صديق للبيئة
صُمم مبنى مكتبة محمد بن راشد، ليتوافق مع الخطط والاستراتيجيات التي تنتهجها إمارة دبي للتحول نحو الاستدامة ويفي بالتزامات الحفاظ على البيئة؛ حيث يوفر حوالي 10 في المئة من طاقته بواسطة الألواح الشمسية الموجودة على سطحه، بالإضافة إلى تقليل استهلاك مياه الري بنسبة 50 في المئة، وإعادة استخدام المياه التي يتم جمعها من مكيفات الهواء لريّ المساحات الخضراء.
ويتميز تصميم الهيكل الخارجي لمبنى المكتبة، بقدرتها على عزل داخله عن المؤثرات الخارجية، بالإضافة إلى زيادة فترات التظليل الذاتي إلى أقصى درجة ليسهم في التقليل من الاحتفاظ بالحرارة، إلى جانب استخدام النوافذ نظاماً ذكياً لتعديل كميات الضوء والحرارة التي تدخل إلى المبنى لزيادة مستويات كفاءة استهلاك الطاقة وتوفير جو مريح للزوار.
وبهذه المواصفات والأنظمة والمعايير العالية، حصلت مكتبة محمد بن راشد على العلامة الخضراء والشهادة البلاتينية لعام 2022، من برنامج «الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED)»، التابع للمجلس الأمريكي للمباني الخضراء (USGBC)، والذي يعتبر أكثر نظام معتمد لتصنيف المباني الخضراء في العالم. كما فازت بجائزة «السعفة الذهبية» ضمن نظام «السعفات» للمباني الخضراء في دبي، والذي يضم 3 فئات لتمييز المباني الصديقة للبيئة والخضراء.
فعاليات الاستدامة
نظمت مكتبة محمد بن راشد، منذ افتتاحها، مجموعة من الفعاليات والأنشطة وورش العمل التعليمية والترفيهية المبتكرة بشكل دوري، والموجهة إلى الشباب والأطفال والعائلات، الهادفة إلى نشر الوعي والثقافة حول قضايا الاستدامة ودورها في الحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
وتنوعت فعاليتها لتعزيز المعرفة بقضايا التغير المناخي، لتسلط الضوء على الطاقة المتجددة، وإعادة التدوير، والزراعة، والحفاظ على البيئة المحيطة، والتي يشارك فيها نخبة من الخبراء والمتحدثين والمتخصصين في العديد من المجالات، لتشكل المكتبة اليوم منصة حوارية وتثقيفية وتعليمية رائدة لتبادل الأفكار والخبرات في قطاع الاستدامة.
ومن بين ورش العمل، نظمت المكتبة ورشة عمل للأطفال، حول مفهوم الاستدامة، والتي تضمنت أنشطة تعليمية وتفاعلية تتعلق بالبيئة والاستدامة، لتشجيعهم على فهم أهمية إعادة التدوير والتفكير في كيفية استغلال المواد والأشياء المتاحة من حولهم بطرق أكثر إبداعاً.
كما نظمت ضمن برنامج فعالياتها الصيفية، سلسلة ورش عمل ممتعة بعنوان «تبسيط العلوم للصغار»، والتي شهدت مشاركة واسعة وتفاعلاً كبيراً من الأطفال؛ حيث ركزت على الاستدامة وكيفية تطبيقها في حياتهم اليومية، إلى جانب تقديم شرح للعلوم بطريقة مبسطة ومسلية، وكيفية إعادة التدوير للمواد والحد من استخدام المواد البلاستيكية.
وركزت ورش العمل، على عدة موضوعات من بينها: حماية كوكب الأرض والاستدامة والتغيرات المناخية، إلى جانب تقديم نصائح عملية للأطفال حول كيفية المشاركة في الحفاظ على البيئة ببساطة وسهولة في حياتهم اليومية، بالإضافة إلى تطبيقات عملية عن زراعة النباتات الصغيرة.
وعمل قسم الخدمات المكتبية على إحيـــاء وتفعيـــل الكتـــب الورقيـــة بحضـــور مهرجـــان الوراقيـــن للكتـــاب المســـتعمل، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل بمكتبة الطفل لزراعة حبوب العدس وتلوين وقـــراءة مجموعة من القصص حول الاســـتدامة، وتنظيـــم نشـــاط كتابـــي لأطفـــال المدارس والزوار حول كيفيـــة المحافظة علـــى البيئة؛ وذلـــك من خلال كتابة مشـــاركاتهم ووضعها على شـــجرة الاســـتدامة فـــي مكتبة الأطفال.
وفي إطار الالتزام بتعزيز الاستدامة، تعمل المكتبة على تنظيم ورشة مستقبلية حول التغير المناخي بالتعاون مع جمعية الإمارات للطبيعة، ومن بين المبادرات العمل على وصول فريق الاستدامة إلى المناطق النائية لتعزيز التعليم والمعرفة، وتوفير المياه المجانية ومرافق إعادة التدوير، إضافة إلى الأنشطة الموجهة لأصحاب الهمم، وإطلاق مبادرة القوى العاملة، وصناديق إعادة التدوير داخل المكتبة، وغيرها من المبادرات المتميزة.
مبادرة عالم يقرأ
تشكل مبادرة «عالم يقرأ»، مبادرة طموحة أطلقتها مكتبة محمد بن راشد بالتعاون مع عدة جهات، تهدف إلى تحفيز شغف المعرفة والقراءة بين الأجيال القادمة، ومن خلال استقبال تبرعات الكتب من دور النشر المحلية والكتّاب والمؤلفين وإعادة توزيعها على المكتبات المدرسية والمؤسسات المحلية، نعزز مفهوم الاستدامة من خلال إعادة استخدام الكتب وتقليل الفاقد في الموارد. وسيسهم إعادة تدوير الكتب وتوزيعها في الحفاظ على البيئة وتقليل الهدر، مما يجعل المبادرة ليست فقط وسيلة لنشر المعرفة، ولكن أيضًا وسيلة لتعزيز الوعي البيئي والاستدامة في المجتمع.
رؤية مستقبلية
تسهم مكتبة محمد بن راشد، بدور مهم بوصفها أحد الركائز المعرفية في المنطقة، من خلال برنامج واستراتيجية واضحة وخطة عمل مستقبلية تستهدف تشكيل مستقبل أكثر استدامة ووعيًا بيئيًا للأجيال القادمة، من خلال ما تحتضنه من كنوز معرفية وموارد رقمية ومطبوعة حول موضوعات البيئة والاستدامة.
كما تعمل المكتبة، على تشجيع البحث العلمي في هذا المجال وتقديم المساعدة للباحثين والطلاب من خلال توفير مساحات وقاعات للدراسة والبحث مجهزة وفق أحدث المعايير العالمية، حيث تضم 6 قواعد بيانات عالمية تضم أكثر من 6 ملايين إجمالي العناوين في درجتي الماجستيـر والدكتوراه، بالإضافة إلى استضافة الخبرات والأكاديميين حول العالم لتبادل المعرفة مع زوار المكتبة.
ويتضمن برنامج فعاليات مكتبة محمد بن راشد المستقبلي، تنظيم سلسلة من ورش العمل والدورات التعليمية حول موضوعات الاستدامة، مثل إدارة النفايات، والزراعة المستدامة، والطاقة المتجددة، والمتاحة لجميع الأعمار والخلفيات، بالإضافة إلى استضافة معارض دورية تستعرض أحدث التقنيات والابتكارات في هذا المجال.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.
فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of listوفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.
ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:
كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.
روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليوناتوتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.
وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.
كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".
إعلانوتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".
وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.
قطاع الرعاية الصحيةتُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.
وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.
وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".
وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.
مراكز البياناتويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:
المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية).وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.
وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".
أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.
النحاس والطاقةترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.
وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.
وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".
الحياة اليوميةوتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.
إعلانغير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.
ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.