غازات الدفيئة ومستقبل الأرض.. ما موقف المصدر الأول؟
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
تعد الصين أكبر مصدر لانبعاثات غازات الدفيئة، وغالبا ما تعد استراتيجيتها المناخية الرامية إلى تحقيق تحييد أثر انبعاثات الكربون حاسمة لمستقبل الكوكب.
ما هي الكمية التي تصدرها الصين؟في عام 2021، أطلقت الصين 14.3 مليار طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، وفق بيانات لمعهد بوتسدام لبحوث آثار تغير المناخ استنادا إلى أرقام أداة "كلايمت ووتش".
وهذا الرقم يجعل الصين أكبر مصدر للانبعاثات في العالم. ومع الأخذ في الاعتبار الانبعاثات التراكمية للبلدان، تظهر الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.
وتؤكّد الوكالة الدولية للطاقة أن لا "سيناريو معقولا" يمكن من خلاله حصر الاحترار عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة من دون الصين.
من أين تأتي الانبعاثات؟تفيد الوكالة الدولية للطاقة أن الفحم هو مصدر نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين التي تولد من خلاله 60% من حاجاتها من الكهرباء.
والصناعة مسؤولة عن 36% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في حين يساهم قطاع النقل بنسبة 8% والبناء بنسبة 5 %.
وتعمل الصين على زيادة قدراتها لتوليد الطاقة المتجددة بوتيرة قياسية، خصوصا الطاقة الشمسية، لكن الأخيرة لم تلب حتى الآن سوى الطلب المتزايد على الكهرباء، أي أنها لم تحل مكان قدرات أحفورية.
وقد يكون 2024 عام التغيير. بحسب دراسة أجراها موقع "كاربون بريف"، فالزيادة في قدرات توليد الطاقة المتجددة والزيادة المتوقعة في إنتاج الطاقة الكهرومائية من شأنهما "تقليل إنتاج الكهرباء من الوقود الأحفوري وبالتالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون" من الصين بدءا من العام 2024.
ما هي أهداف الصين المناخية؟في العام 2020، تعهّد الرئيس الصيني شي جينبينغ أن تحاول بلاده الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون قبل العام 2030 وتحقيق "تحييد أثر انبعاثات الكربون" بحلول العام 2060.
وفي العام التالي، تعهد وضع حد لتمويل وإنشاء محطات جديدة عاملة بالفحم في الخارج، وأعلن خطة لخمس سنوات بأهداف جديدة.
ثم التزمت الصين خفض انبعاثاتها نسبة إلى ناتجها المحلي الإجمالي بنسبة 65% مقارنة بالعام 2005 مع هدف الوصول إلى إنتاج أكثر من 1200 غيغاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بحلول العام 2030.
وفي العام 2021، تمكّنت البلاد من إنتاج 1056 غيغاوات بالطاقات النظيفة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة، متقدمة بفارق كبير عن الولايات المتحدة (345 جيغاوات).
وفي نوفمبر، كشفت بكين خطة للسيطرة على انبعاثات غاز الميثان لكن دون تحديد أهداف معينة.
هل الصين على الطريق الصحيح؟بشكل عام، يؤكّد الخبراء أن الصين ستحقق أهدافها المناخية، لكن ذلك يعود جزئيا إلى أن طموحاتها ليست كبيرة بما يكفي.
وقال 70% من 89 خبيرا شملهم استطلاع أجرته مؤسسة "سنتر فور ريسيرتش أون إنرجي أند كلين إير" للبحوث إنهم يعتقدون أن الصين ستصل إلى ذروة انبعاثاتها قبل العام 2030.
وكان برنامج الأمم المتحدة للبيئة قال في نوفمبر إن الصين "ستحقق على الأرجح" أهدافها، مشيرا إلى أن أكثر من نصف قدرات توليد الكهرباء تأتي الآن من مصادر غير أحفورية.
وقد حقِّق هذا الهدف قبل الموعد المحدد (2025) ومن المتوقع أن تستمر هذه الحصة في النمو.
لكن من المتوقع أيضا أن يرتفع الطلب على الطاقة، وقد أدت المخاوف بشأن العرض إلى توسّع القدرات المرتبطة بالفحم، بحسب المصدر نفسه، ما يهدد التقدم الذي أحرزته البلاد بحسب الخبراء.
ورغم الوعود التي قطعها الرئيس الصيني في ما يتعلّق بالفحم، أبدت الصين ترددا في التعامل مع أي صيغة تقترح التخلص أو حتى الحد من استخدام الوقود الأحفوري، وهي مسألة يرجح أن تكون نقطة تفاوض رئيسية في محادثات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب28).
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ثانی أکسید الکربون
إقرأ أيضاً:
قصف روسي على مركز للسكك الحديدية قرب كييف وانقطاع الكهرباء عن محطة نووية
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، أن محطة زابوريجيا الأوكرانية للطاقة النووية انقطعت عنها الكهرباء مؤقتا من مصدر خارج الموقع خلال الليل، بينما قالت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية (أوكرزاليزنيتسيا) إن مركزا للسكك الحديدية قرب العاصمة كييف تعرض لهجوم روسي كبير.
وذكرت الوكالة أن المحطة أعيد توصيلها بخط كهرباء بجهد 330 كيلوفولت بعد انقطاع دام نصف ساعة، لكن الخط البالغ جهده 750 كيلوفولت لا يزال مفصولا.
وأضافت إن العمليات العسكرية واسعة النطاق خلال الليل أثرت على شبكة الكهرباء في أوكرانيا ودفعت محطات الطاقة النووية العاملة إلى خفض الإنتاج، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".
ومن ناحية اخرى، قالت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية إن مركزا للسكك الحديدية قرب العاصمة كييف تعرض لهجوم روسي كبير بطائرات مسيرة وصواريخ مما ألحق أضرارا بمستودع وعربات قطارات.
ولم تبلغ السكك الحديدية عن سقوط أي قتلى أو جرحى جراء الهجوم الذي وقع ليلا في بلدة فاستيف. وكثفت روسيا هجماتها على قطاع الطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مستهدفة محطات الكهرباء ومراكز السكك الحديدية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها على منصة "إكس" (تويتر سابقا) "تواصل روسيا تجاهل أي جهود للسلام، وتقصف بدلا من ذلك البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك نظام الطاقة والسكك الحديدية لدينا".
وأضاف "هذا يدل على أنه لا يمكن تأخير أي قرارات لتعزيز قوة أوكرانيا وزيادة الضغط على روسيا، خاصة ليس بحجة عملية السلام".
وقالت شركة أوكرزاليزنيتسيا على تيليجرام إنها اضطرت إلى إلغاء عدد من رحلات قطارات الضواحي قرب العاصمة ومدينة تشيرنيهيف في شمال شرق أوكرانيا.
وأبلغت أجهزة الطوارئ عن اندلاع حريق ووقوع دمار في المنطقة التي تضم محطة السكك الحديدية والمستودع، لكنها لم تخض في تفاصيل. وأشارت أيضا إلى وقوع هجوم على البنية التحتية في منطقة تشيرنيهيف.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها شنت "ضربة كبيرة" خلال الليل ردا على ما وصفته بهجمات أوكرانية على أهداف مدنية.
وذكرت الوزارة أن الضربة استخدمت أسلحة جوية وأرضية عالية الدقة وبعيدة المدى، ومنها صواريخ كينجال الأسرع من الصوت وطائرات مسيرة بعيدة المدى.
وأضافت الوزارة أن الضربة استهدفت مؤسسات عسكرية صناعية في أوكرانيا ومنشآت طاقة تدعم عملياتها وبنية تحتية للموانئ تستخدم لأغراض عسكرية.
قال الجيش الأوكراني إن روسيا أطلقت 653 طائرة مسيرة و51 صاروخا على البلاد خلال الليل. وأضاف أنه تم إسقاط 585 طائرة مسيرة و30 صاروخا.
وقالت وزارة تنمية المجتمعات والأقاليم الأوكرانية إن منشآت لتوليد الطاقة والتدفئة في مناطق تشيرنيهيف وزابوريجيا ولفيف ودنيبروبتروفسك استُهدفت في الهجوم.
وأضافت عبر تيليجرام أن التدفئة توقفت لدى 9500 من السكان وانقطعت إمدادات المياه عن 34 ألف شخص في منطقة أوديسا الجنوبية.
وقالت الوزارة "تعرضت مرافق الموانئ (في أوديسا) للهجوم أيضا.. قطع التيار الكهربائي عن جزء من البنية التحتية، وانتقل المشغلون لاستخدام طاقة المولدات الاحتياطية".
وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجمات أصابت بنية تحتية للطاقة في ثماني مناطق خلال الليل، مما تسبب في حالات انقطاع للتيار الكهربائي.
وكتبت الوزارة على تيليجرام "أعمال الإصلاح الطارئة جارية بالفعل حيثما تسمح ظروف السلامة. وتبذل شركات الطاقة قصارى جهدها لإعادة التيار الكهربائي إلى جميع العملاء في أسرع وقت ممكن".
وفي بولندا المجاورة، أفادت إذاعة آر.إم.إف إف.إم الخاصة بأن صفارات الإنذار دوت في وقت مبكر اليوم السبت في لوبارتوف بمنطقة لوبلين في شرق البلاد.
ونقلت آر.إم.إف عن رئيس البلدية قوله إن التحذير جرى تفعيله بسبب الوضع في أوكرانيا.
وسارعت بولندا بنشر طائرات خلال الليل بسبب الهجمات الروسية على أوكرانيا، لكن قيادة العمليات في القوات المسلحة البولندية قالت إنه لم تحدث انتهاكات للمجال الجوي.