أخبارنا المغربية ــ الرباط

عقد شكيب بنموسى، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يومه الثلاثاء 28 نونبر الجاري، بالمقر الرئيسي للوزارة، لقاء تواصليا مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ.

وخصص هذا اللقاء، الذي يأتي عقب الاجتماع الذي ترأسه السيد رئيس الحكومة أمس الإثنين 27 نونبر الحالي مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية الموقعة على اتفاق 14 يناير 2023، حيث تم تقاسم مخرجات هذا الاجتماع الهام مع الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ، باعتبارها شريكا استراتيجيا للوزارة، حيث أكد السيد الوزير على أن الحكومة قد استجابت للمطالب التي تقدمت بها النقابات من قبيل تجميد النظام الأساسي الخاص بموظفي قطاع التربية الوطنية بهدف التعديل مع تضمين التعديلات تحسين دخل موظفي وموظفات القطاع.

 

 كما خصص هذا اللقاء وفق بلاغ توصلت به أخبارنا المغربية، للتداول في مجموعة من المستجدات ذات الصلة بمواصلة تنزيل الإصلاح التربوي وفق التزامات وأهداف خارطة الطريق 2022-2026. 

وقد أكد الوزير على حرص الوزارة على التجاوب الإيجابي مع انتظارات أسرة التربية والتكوين وتطلعات الأسر من أجل تعليم ذي جودة لبناتهم وأبنائهم، وهو ما تعمل الوزارة على تحقيقه من خلال تنزيل خارطة الطريق 2022-2026، والتي تم بناؤها وإغناؤها وفق منهجية تشاورية أشركت الجميع، حيث يتم حاليا التنزيل الفعلي للبرامج المتضمنة في إطارها الإجرائي لسنتي 2023 و2024، والتي تروم إحداث تحول شامل في أداء المؤسسات التعليمية.

وفي هذا السياق، فقد شكل اللقاء مناسبة للوقوف على التقدم والتغيير الإيجابي الذي تم تحقيقه بالمؤسسات التعليمية المنخرطة في مشروع "مؤسسات الريادة"، بفضل المجهودات الاستثنائية التي تم بذلها من أجل توفير الظروف المادية والتربوية والبيداغوجية اللازمة للارتقاء بجودة التعلمات بهذه المؤسسات، ونتيجة لما أبان عنه الأستاذات والأساتذة وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ من انخراط في هذا المشروع الذي يقوم على أساليب بيداغوجية جديدة أثبتت جدواها، وهو ما مكن من تحسين مستوى  التلميذات والتلاميذ، والرفع من نسبة تحكمهم في الكفايات التي تم تقييمها، والتي لم يكن80%   منهم يتحكمون فيها عند بداية السنة الدراسية، وذلك بمضاعفتها أربع (4) مرات بالنسبة للرياضيات، وثلاث (3) مرات بالنسبة للغة الفرنسية، ومرتين (2) بالنسبة للغة العربية.

وشكل اللقاء كذلك، مناسبة للتأكيد على حرص الوزارة على ضمان الزمن المدرسي للتلميذات والتلاميذ واتخاذ جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لتمكينهم من المكتسبات الأساسية في مسارهم الدراسي ومساعدتهم على تجاوز التعثرات المسجلة، بما في ذلك إطلاق مخطط وطني للدعم التربوي لفائدة التلميذات والتلاميذ بالمؤسسات التعليمية العمومية بجميع جهات المملكة.

ومن جهتها، ثمنت الهيئات الممثلة لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلميذات والتلاميذ المقاربة التشاورية والتشاركية التي تعتمدها الوزارة، مشيدة بالموقف الإيجابي الذي اتخذته الحكومة من خلال استجابتها لمطالب النقابات التعليمية، وتدعو الأستاذات والأساتذة للتفاعل الإيجابي مع هذه المستجدات واستئناف العمل داخل الفصول الدراسية تأدية للرسالة النبيلة التي يحملونها.

كما أكدت هذه الهيئات على موقفها الإيجابي من مبادرة الوزارة لدعم تعلمات التلاميذ من خلال الدعم التربوي عن بعد، وجددت انخراطها في الإصلاح التربوي الحالي وفي إنجاح مشروع "مؤسسات الريادة"، والتي مكنت الزيارات الميدانية التي قامت بها بمختلف مناطق المملكة لهذه المؤسسات، من الوقوف عن كثب على التقدم الملموس على تعلمات التلميذات والتلاميذ واستدراكهم للتعثرات المتراكمة، مشيرة إلى ضرورة الحرص على تغليب المصلحة الفضلى للتلميذات والتلاميذ، وضمان حقهم في الاستفادة من الزمن المدرسي كاملا، وعلى ضرورة تظافر الجهود وانخراط الجميع في الارتقاء بجودة التعلمات، والمساهمة كل من موقعه في تحسين جودة التعليم العمومي.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: التلمیذات والتلامیذ وآباء وأولیاء

إقرأ أيضاً:

تهاني العيد.. بين الأصالة والحداثة

خولة علي (أبوظبي)

تشهد الساعات الأولى من صباح عيد الأضحى المبارك تدفقاً كثيفاً لرسائل التهاني والمباركات عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس التحول الرقمي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من طقوس العيد. وبين مقاطع الفيديو المصورة، والبطاقات المصممة رقمياً، والمكالمات المرئية التي تعبر القارات، تبدو التكنولوجيا اليوم حاضرة بقوة في تفاصيل العلاقات العائلية، لاسيما بين مَن فرّقتهم المسافات وجمعتهم الروابط. وفي ظل هذه التغيرات المتسارعة، تبرز الحاجة إلى فهم أعمق لدور هذه الوسائل الحديثة في الحفاظ على روح العيد ومكانته الاجتماعية والوجدانية، المتمثلة في الزيارات ودفء اللقاء. 

أخبار ذات صلة «أفلام العيد».. أكشن وكوميديا محمد بن راشد يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك


فضاءات
ولم تعد وسائل التواصل الاجتماعي مجرد أدوات ترفيهية، بل تحولت إلى فضاءات حيوية تعيد تشكيل علاقاتنا الإنسانية، وعلى رأسها الروابط العائلية، لاسيما في المناسبات ذات الطابع الوجداني كالأعياد. وترى الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني خلود الحبسي أن التكنولوجيا الرقمية أتاحت للأسرة العربية سبلاً جديدة للتواصل، لاسيما بين الأقارب الذين فرقتهم الجغرافيا أو ظروف العمل والغربة. إذ أصبح بإمكانهم، عبر تطبيقات مثل «واتساب» و«سناب شات» و«إنستجرام»، مشاركة لحظات العيد بالصوت والصورة، وإرسال التهاني والبطاقات المصممة شخصياً، في لحظات تلامس الوجدان وتبعث في النفس شعوراً بالانتماء والاحتواء.
وتشير الحبسي إلى أن هذه المنصات الرقمية، وإن كانت قد فتحت نوافذ جديدة للتواصل، فهي لا تغني بالكامل عن اللقاء الواقعي الذي يحمل في تفاصيله دفء المصافحة، وحرارة اللقاء، وبهجة الضيافة، ما لا يمكن تقليده عبر شاشة. وبالرغم من ذلك، فإن القيمة الرمزية للتواصل الرقمي تظل بالغة، لاسيما حين يصبح الخيار الوحيد الممكن، كما هو الحال لدى المغتربين أو كبار السن الذين لا يستطيعون التنقل.
وتتحدث الحبسي كذلك عن الآثار المتباينة للتكنولوجيا على العادات الاجتماعية، حيث أسهمت في نشر روح العيد وتوسيع دائرة المشاركة، لكنها في المقابل أدت إلى تراجع بعض الطقوس التقليدية، مثل الزيارات العائلية وتبادل المجالس. فالمعايدة باتت أحياناً مجرد رسالة موحدة ترسل جماعياً، تفقد شيئاً من الروح الشخصية والعاطفية.
وتؤكد الحبسي أن الحل لا يكمن في الانفصال عن التكنولوجيا، بل في تبني وعي اجتماعي يجعل منها أداة داعمة للروابط الإنسانية، لا بديل عنها. فالعيد في جوهره، ليس لحظة رقمية، بل مناسبة إنسانية تستحق أن تعاش بكل تفاصيلها الحية. ولعل التحدي الأبرز في هذا العصر هو الحفاظ على حرارة العلاقات في زمنٍ يبرد فيه الوجدان أمام شاشات مضيئة.

بالصوت والصورة
يرى المتخصص الاجتماعي خالد الكعبي أن التواصل الرقمي، بالرغم ما يوفره من حلول مؤقتة، لا يمكن أن يعوض اللقاءات الشخصية والوجدانية التي تميز العيد، لاسيما أن طقوس العيد مليئة بالتفاصيل الحسية التي لا يمكن للشاشات أن تنقلها، كالعناق وتبادل العيديات والجلوس الجماعي حول السفرة. ويشير الكعبي إلى أن بعض فئات المجتمع، ما زالوا يجدون فرحة العيد الحقيقية في اللقاء الواقعي وليس في تهنئة مكتوبة أو مكالمة عابرة.
أما فيما يخص أثر التكنولوجيا على العادات والتقاليد الاجتماعية المرتبطة بالأعياد، يقول الكعبي: الصورة تحمل جوانب إيجابية وأخرى سلبية. فمن جهة، ساعدت التكنولوجيا في تعزيز التواصل مع الأقارب البعيدين، وتوثيق لحظات العيد بالصوت والصورة، ونشر التقاليد وتعزيز الهوية الثقافية، بل وساهمت أيضاً في نشر المحتوى الديني والتوعوي الذي يضفي على العيد بعداً روحياً. ومن جهة أخرى، فإن الإفراط في استخدام الوسائل الرقمية قد أدى إلى ضعف صلة الرحم، وسطحية المشاعر، والانشغال بالتصوير على حساب التفاعل الحقيقي، فضلاً عن فقدان الخصوصية والتأثير السلبي للشاشات على الأطفال، الذين قد ينشغلون بالألعاب الرقمية بدلاً من مشاركة الأقارب فرحة العيد.
وفي خضم هذه التحولات، يبقى التوازن هو الحل الأمثل، كما يؤكد المتخصص خالد الكعبي، حيث يفترض أن تكون التكنولوجيا وسيلة داعمة ومساندة، وألا تكون بديلاً عن اللقاءات الإنسانية الحقيقية التي تبني الذاكرة العاطفية وترسخ القيم الاجتماعية الأصيلة.

توثيق اللحظات
وتشير شيخة النقبي (ولية أمر) بأن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دوراً محورياً في حياتنا اليومية، حيث سهلت العديد من جوانب الحياة، لاسيما في المناسبات الاجتماعية المهمة كالأعياد. وتقول: أصبحت هذه الوسائل جسراً يصل بيني وبين أحبتي، لاسيما أولئك الذين يعيشون خارج الدولة للعلاج أو الدراسة. وبات بإمكاننا أن نرى وجوههم، ونسمع أصواتهم، ونتبادل التهاني عبر مكالمات الفيديو، فنشعر بأن المسافات قد تقلصت، وأن العيد يجمعنا على الرغم من بعد المسافات. وتوضح أن هذه الوسائل، على الرغم من فوائدها العديدة، لا يمكنها أبداً أن تعوض اللقاءات الشخصية، فهناك فرق شاسع بين السلام عبر الشاشة والسلام باليد، بين أن تسمع صوتاً وبين أن تحضن شخصاً عزيزاً عليك. والتكنولوجيا تخفف من مشاعر الغربة، لكنها لا تنقل دفء اللقاء الحقيقي، ولا تضاهي جمعة العائلة حول مائدة واحدة، ومشاعر الفرح التي تتسلل إلى القلوب في لحظات اللقاء الواقعي. وتقول: التكنولوجيا يسّرت نشر الأخبار السعيدة داخل العائلة، وساعدت في توثيق أجمل اللحظات، بل وحتى في تعريف المجتمعات الأخرى بعاداتنا وتقاليدنا. ولكن للأسف، لوحظ أن البعض بات يكتفي برسالة أو مكالمة قصيرة بدلاً من الزيارة. 
وتشير بدرية عبدالله ولية أمر لا يمكن أن أعّبر عن مدى فرحتي عندما تصلني رسالة تهنئة بالعيد على هاتفي عابرة الحدود والمسافات من شخص تربطني به ذكريات الطفولة، وبالرغم من انقطاع التواصل بيننا لسنوات طويلة، فقد أنعشت هذه الرسالة علاقتنا من جديد.

مقالات مشابهة

  • شهادات وذكريات يرويها مصطفى بكري:‬‮الإخوان ‬‭ ‬وطريق‭ ‬الألف ميل‭
  • 5 أسرار يطبقها الآباء لتنشئة أبناء ناجحين.. ليست مجرد “العمل الجاد”
  • تجمع النقابات الزراعية في الجنوب: لاتخاذ إجراءات حازمة لحماية الأراضي والمزارعين
  • أصغر متحدث رسمي في سوريا.. من هو الطفل الذي عينته وزارة الاتصالات؟
  • 3 أخطاء لا تفعليها عند استحمام طفلك الرضيع.. تعرفي عليها
  • تهاني العيد.. بين الأصالة والحداثة
  • وزير الدفاع يستقبل وفداً من مديرية الشؤون السياسية بريف دمشق وممثلين عن النقابات والاتحادات
  • هل يحمى القانون الآباء والأمهات المسنين حال تخلف الأبناء عن سداد نفقاتهم؟
  • ميدينسكي: من الصواب أن تستقبل كييف قتلاها في سبت الآباء
  • «التعليم العالي»: رصد مكثف على السوشيال ميديا لملاحقة الكيانات التعليمية الوهمية