تشهد مدينة إكسبو دبى بدولة الإمارات العربية، انطلاق قمة مناخ «COP28»، غدا، التى تأتى ضمن تعاون تكاملى بين مصر والإمارات فى ما يتعلق بالتغيّرات المناخية، بحيث يتم البناء على مخرجات مؤتمر شرم الشيخ «COP27». وتُسلم د. ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ممثلة عن مصر، رئاسة مؤتمر المناخ «COP28» إلى دولة الإمارات، حيث أكدت وزارة البيئة، فى بيان لها، أن مصر ستشارك فى مؤتمر قمة المناخ «COP28» بجناح رسمى، يعرض الكثير من قصص النجاح المصرية على المستوى الوطنى فى التعامل مع قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على القطاعات المختلفة.

ويستعرض المؤتمر عدداً من الأحداث الجانبية، وفقاً للأيام الموضوعية للمؤتمر، بالتنسيق بين مختلف الوزارات المعنية، فضلاً عن أحداث جانبية للرعاة ومؤسسات القطاع الخاص، والجامعات، والمنظمات الأممية، ومنظمات المجتمع المدنى. وتشارك وزيرة البيئة فى عدد من الجلسات والحوارات الوزارية رفيعة المستوى والموائد المستديرة التى تتناول موضوعات تمويل المناخ والهدف العالمى الجديد لتمويل المناخ، والانتقال العادل والاستثمار الأخضر، إلى جانب الأحداث الجانبية المختلفة مثل تعزيز مبادرة 30×30 لدعم صون التنوّع البيولوجى بالارتكاز على مواجهة تغيّر المناخ وتحالف تمويل الطبيعة.

كما سيتم عرض موقف الكثير من المبادرات التى تم إطلاقها خلال «COP27»، بالتعاون والتنسيق بين عدد من الوزارات والمنظمات الأممية الشريكة، وما شهدته من تقدّم وإقبال على المشاركة فيها من جانب عدد من دول العالم، ومنها مبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة من أجل تسريع التحول المناخى «ENACT»، ومبادرة العمل من أجل التكيّف مع المياه والقدرة على الصمود «AWARE»، وكذا حلول مناخية للحفاظ على السلام.

رئيس «COP28»: سنُركز على مد جسور التعاون ليكون منصة فاعلة

وانطلقت، اليوم، فعاليات المؤتمر الصحفى لمجلس «COP28» كإحدى أهم الفعاليات التى تسبق الانطلاق الفعلى لقمة المناخ. وعبّر سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدّمة الإماراتى الرئيس المعين لـ«COP28»، عن أمله فى إيجاد حلول فعّالة وعملية للتحديات المناخية خلال هذه النسخة من مؤتمر المناخ. وقال: «حتى الآن لدينا أكثر من 97 ألف مندوب مسجّل فى المنطقة الزرقاء، وسجّلنا أكثر من 400 ألف زائر فى المنطقة الخضراء.. نسخة مؤتمر المناخ فى الإمارات هذا العام ستكون الأكثر شمولاً على الإطلاق».

ولفت «الجابر» إلى أنه مصمّم على إسناد مسئولية تقييد ارتفاع حرارة الكوكب عند 1.5 درجة إلى جميع الشركات والدول وأصحاب المصالح، مؤكداً: «حان الوقت لنتّحد لمواجهة التغيرات المناخية»، كما شدّد على أتم الاستعداد لاستقبال ممثلى الدول والشركات والقطاعات المختلفة وفئة الشباب وممثلى السكان الأصليين حول العالم. وأكد الدكتور سلطان الجابر، أن المؤتمر سيُركز على مد جسور التواصل والتعاون ليكون منصة فاعلة لتحقيق أعلى الطموحات المناخية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لما فيه مصلحة أجيال الحاضر والمستقبل. وأضاف: «COP28» سيكون مؤتمراً استثنائياً ومحطة حاسمة لنتّحد، ونعمل، ونُنجز من أجل بناء مستقبلنا المشترك، وتركز خطة عملنا على وضع خريطة طريق لبناء مستقبل مستدام ومرن للعالم عبر أربع ركائز تشمل: تسريع تحقيق انتقال منظم ومسئول وعادل فى قطاع الطاقة، وتطوير أداء التمويل المناخى، والحفاظ على البشر وتحسين الحياة وسُبل العيش، وضمان احتواء الجميع بشكل تام.

هناك مسارات مناخية كثيرة سيتبعها مؤتمر المناخ «COP28» الذى سينطلق اليوم 30 نوفمبر، ويستمر حتى 12 من شهر ديسمبر المُقبل 2023، ومن بين هذه الأهداف خفض نسبة الانبعاثات إلى 43% بحلول عام 2030، وتسريع انتقال الطاقة، ودخول مكافحة التغير المناخى حيز التنفيذ بشكل أكثر فاعلية، والتخلى عن الأساليب التقليدية المعتادة، وضمان العمل المشترك لاتخاذ إجراءات حاسمة وفعّالة تؤدى إلى تحقيق المزيد من النتائج الجوهرية المتطورة فى مؤتمر المناخ.

وتعتزم دول عربية خلال مشاركتها فى «COP28» إطلاق مبادرات مناخية جديدة واستكمال عدد من مبادرات تم الإعلان عنها سابقاً، وهو ما يُعتبر فرصة كبيرة للدول العربية لتعزيز جهودها والمشاركة الفاعلة بإيجاد حلول عادلة لتحديات التغيّر المناخى.

وتدعم الدول العربية تنفيذ اتفاق باريس الذى تم إقراره فى مؤتمر «COP21» ومستهدف صافى الانبعاثات الصفرية وتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة ومواجهة تغيّرات المناخ للموازنة بين النمو الاقتصادى وحماية البيئة. ورغم أن مساهمة الدول العربية فى انبعاثات الكربون محدودة، إلا أن المنطقة العربية تأتى بين أكثر المناطق تأثّراً بتغيرات المناخ، حَسَبَ صندوق النقد العربى. وباستضافة الإمارات مؤتمر «COP28»، تبلغ حصة الدول العربية على صعيد استضافة قمم المناخ 18% بعدد 5 نسخ من إجمالى 28 نسخة لمؤتمر المناخ انطلقت أولاها عام 1995، وكانت المغرب أول دولة عربية تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ «COP7» فى عام 2001، فيما استضافت قطر «COP18» فى عام 2012، والمغرب للمرة الثانية «COP22» فى عام 2016، وتلتها جمهورية مصر العربية باستضافة «COP27» فى نوفمبر من العام الماضى، وفقاً لرصد أجرته وكالة الأنباء الإماراتية «وام».

إطلاق مبادرات مناخية جديدة أبرزها «الشرق الأوسط الأخضر».. وخفض الانبعاثات أبرز الأهداف 

ويتزايد التعاون العربى فى مجال المناخ عبر مبادرات عدّة أبرزها مبادرة «الشرق الأوسط الأخضر» للتخفيف من تأثيرات تغيّر المناخ على منطقة الشرق الأوسط. وتستهدف المبادرة دعم جهود المنطقة لخفض الانبعاثات الكربونية بما يعادل 10% من المساهمات العالمية، والحد من انبعاثات الكربون الناجمة عن إنتاج النفط فى المنطقة بأكثر من 60%. وتعمل المبادرة على زراعة 50 مليار شجرة فى منطقة الشرق الأوسط، بما يعادل 5% من هدف التشجير العالمى والمساهمة فى خفض الانبعاثات الكربونية حول العالم بنسبة 2.5%. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة مناخ التغي رات المناخية ياسمين فؤاد وزيرة البيئة مؤتمر المناخ الشرق الأوسط ر المناخ عدد من

إقرأ أيضاً:

تدهور الغابات يعرقل أهداف المناخ الأوروبية

حذرت دراسة جديدة من أن الأضرار التي تلحق بالغابات الأوروبية نتيجة زيادة قطع الأشجار وحرائق الغابات والجفاف والآفات تقلل من قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون مما يعرض أهداف الاتحاد الأوروبي للانبعاثات للخطر.

والتزم الاتحاد الأوروبي بالوصول إلى انبعاثات صفرية صافية بحلول عام 2050. ويتضمن الهدف توقع أن تمتص الغابات مئات الملايين من الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتخزنها في الأشجار والتربة، للتعويض عن التلوث الناجم عن الصناعة.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3دراسة: إزالة الغابات تحوّل الفيضانات إلى كوارثlist 2 of 3كيف تغير الأقمار الصناعية طريقة رصد الغابات؟list 3 of 3كيف يحصل "التعاقب البيئي" بعد حرائق الغابات؟end of list

لكن هذا الافتراض أصبح الآن موضع شك. فمتوسط الكمية السنوية من ثاني أكسيد الكربون التي تُزال من غابات أوروبا خلال الفترة من 2020 إلى 2022 كان أقل بنحو الثلث مما كان عليه في الفترة من 2010 إلى 2014، وفقا لدراسة أجراها علماء من مركز الأبحاث المشترك التابع للاتحاد الأوروبي.

وفي الفترة اللاحقة لعام 2014 امتصت الغابات حوالي 332 مليون طن صافية من مكافئ ثاني أكسيد الكربون سنويا، وفقا للورقة البحثية المنشورة في مجلة "نيتشر". وتشير بيانات أخرى حديثة من دول الاتحاد الأوروبي إلى انخفاض أكبر.

وذكر التقرير أن "هذا الاتجاه، إلى جانب تراجع قدرة الغابات الأوروبية على التكيف مع المناخ، يشير إلى أن أهداف المناخ التي وضعها الاتحاد الأوروبي، والتي تعتمد على زيادة مخزون الكربون، قد تكون معرضة للخطر".

ويُعوّض قطاع الأراضي والغابات في أوروبا حاليا حوالي 6% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري السنوية للاتحاد، وهو معدل أقل بنسبة 2% من الكمية التي يحسبها الاتحاد الأوروبي لتحقيق أهداف المناخ، ومن المتوقع أن تتسع هذه الفجوة بحلول عام 2030.

وقال أغوستين روبيو سانشيز، أستاذ علم البيئة وعلوم التربة في جامعة البوليتكنيك في مدريد، إن الاعتماد على الغابات لتحقيق أهداف المناخ "هو مجرد تفكير متفائل، فالغابات يمكن أن تساعد، ولكن لا ينبغي تحديد كميات لها لتحقيق التوازن في ميزانيات الكربون".

إعلان

وتشكل هذه النتائج صداعا سياسيا لحكومات الاتحاد الأوروبي، التي تتفاوض على هدف مناخي جديد ملزم قانونا بحلول عام 2040، وهو الهدف الذي صُمم لاستخدام الغابات للتعويض عن التلوث الذي لا تستطيع الصناعات القضاء عليه.

ويحذر البعض من أن تحقيق هذا الهدف لن يكون ممكنا. وقالت وزيرة البيئة السويدية رومينا بورمختاري في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي: "ماذا ينبغي لنا أن نفعل عندما تكون هناك عوامل ليست لدينا، كدول وحكومات، القدرة الكافية على السيطرة عليها، مثل حرائق الغابات أو الجفاف؟".

ويؤكد البحث أن الإفراط في قطع الغابات والحرائق الناجمة عن تغير المناخ والجفاف، وتفشي الآفات، كلها عوامل تؤدي إلى استنزاف مخزون الكربون في الغابات الأوروبية.

ومع ذلك، يشير إلى أنه يمكن إدارة بعض هذه المخاطر بالحد من القطع أو زراعة أنواع أكثر من الأشجار، وهو ما قد يعزز تخزين ثاني أكسيد الكربون ويساعد الغابات على تحمل الظروف المناخية المتطرفة والآفات.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الفلسطيني يوجه بإعداد خطة لتنفيذ مخرجات مؤتمر حل الدولتين
  • الحافظ بخيت: اقتراب فك الحصار عن مدينة الفاشر
  • بعد زلزال روسيا الأخير.. هل تؤثر موجات التسونامي على المنطقة العربية؟
  • حملة مداهمات ليلية واختطاف لـ ناشطين في المكلا
  • تدهور الغابات يعرقل أهداف المناخ الأوروبية
  • سفير مصر في بيروت: انتخابات الشيوخ تسير بسلاسة وتنسيق كامل مع السلطات للتأمين
  • المانيا تسلم نظامي باتريوت إلى الجيش الاوكراني بالتنسيق مع أمريكا
  • تحذير إسرائيلي شديد بشأن السفر للإمارات.. وإجلاء البعثة الدبلوماسية
  • سوريا: تزايد التوترات بين العشائر العربية وقوات سورية الديمقراطية
  • أورمان الشرقية تسلم 2634 رأس ماشية للأسر الأولى بالرعاية