بغداد اليوم -  متابعة 

تؤشر الضربات العسكرية الأمريكية للفصائل المسلحة في العراق إلى اعتماد واشنطن إستراتيجية "ضربة بضربة" في تعاملها القادم مع هذه الفصائل التي تلقت إحداها ضربة موجعة، الأحد، بمقتل 5 من أعضائها في شمال البلاد.

وتختلف آراء خبراء عسكريين ومحللين سياسيين عراقيين تحدثوا لموقع "سكاي نيوز عربية" بشأن ما إن كان قيام القوات الأمريكية بالرد العسكري على ضربات الفصائل لقواعدها في سوريا والعراق سيمر بسلام، لـ"وجود تنسيق" مع بغداد، أم قد يفضي إلى فوضى لا يتحملها الوضع الأمني.

والأحد، نقلت وكالة "رويترز" عن مصادر أمنية عراقية، أن فصيل مسلح يسمي نفسه "المقاومة الإسلامية في العراق" تعرض لضربة جوية، يُشتبه في أنها امريكية، قتلت 5 من أعضائه، شمال محافظة كركوك، شمال شرق البلاد، خلال استعداد هذا الفصيل لإطلاق صواريخ على قوات امريكية.

وأواخر نوفمبر، قصفت الولايات المتحدة مرتين فصائل عراقية موالية لإيران، منها فصائل الحشد الشعبي، ردا على هجمات شنتها تلك المجموعات على القوات الأمريكية وقوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش في العراق وفي سوريا المجاورة.

وتدعي هذه الفصائل أنها تقصف أهدافا امريكية، نصرة للفلسطينيين في قطاع غزة الذين تشن إسرائيل عليهم حربا منذ 7 أكتوبر الماضي بدعم أميركي، وتوقفت هذه الهجمات خلال فترة الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية في الفترة من 24 نوفمبر الماضي وحتى صباح 1 ديسمبر.

وأعلنت فصائل في العراق مسؤوليتها عن أكثر من 70 هجوما على قوات امريكية منذ 17 أكتوبر.


استراتيجية ضربة بضربة 

أستاذ العلوم السياسية و خبير العلاقات الدولية العراقي، الدكتور مهند الجنابي، يعتبر أنه منذ بدء القوات الأمريكية في توجيه ضرباتها للفصائل العراقية (في جرف الصخر ببابل وأبو غريب ببغداد خلال نوفمبر) بما اختلفت قواعد الاشتباك بين الجانبين.

أما عملية الأحد، في كركوك، فيرى أنها "رسمت معالم جديدة" في التعامل الامريكي مع هجمات هذه الفصائل، وهي اعتماد استراتيجية "ضربة بضربة"، فأي ضربة تتلقاها من الفصائل، سيتم الرد عليها، وربما تكون "موجعة".

ولا يتوقع الجنابي لهذا الأمر انعكاسا سلبيا على العلاقات بين واشنطن والحكومة العراقية، قائلا إن "هذه الضربات، بحسب البيانات الرسمية الصادرة من الجانبين العراقي والامريكي ، تأتي بتنسيق بينهما، ولا تمثل إحراجا للحكومة التي أعطت الضوء الأخضر".

كما يشير لوجود "حالة تفكك واضحة" في معسكر الفصائل المسلحة، نتيجة خلافات وانتقادات تتعلق بالموقف من ضرباتها للقوات الأمريكية حالة تفكك واضحة في معسكر الفصائل المسلحة العراقية، وهناك خلافات وانتقادات بينية فيما يتعلق بالموقف من هذه الضربات.

إلا الحكومة العراقية سبق ونددت في بيان، 22 نوفمبر الماضي، بشن القوات الأمريكية ضربات على مواقع لفصائل في البلاد، باعتبارها "انتهاكا واضحا" لسيادة العراق، كما نددت في نفس الوقت بـ"أي عمل أو نشاط مسلح يتم من خارج المؤسسة العسكرية"، باعتباره "خارجا عن القانون".

 

القلق على "هيبة الدولة"

 يخشى المحلل السياسي العراقي، علي البيدر، أن ينتهي الأمر لـ"فوضى أمنية، وخرق لحالة الاستقرار الأمني التي يعيشها العرقا، ما ينعكس على سيادة البلاد" فيما بعد.

ويرفض البيدر استخدام الولايات المتحدة العمل العسكري، قائلا إن "السلوك الامريكي مرفوض باعتباره خرقا لسيادة البلاد"، كما يرى أن الحكومة "في حرج كبير"، سواء بسبب استهداف الفصائل للمصالح الأمريكية، أو بقيام القوات الأمريكية بالرد.

ومع بقاء أيام فقط على انتخابات المجالس المحلية المقررة 18 ديسمبر الجاري، والقلق من أن تؤثر عليها هذه التحركات العسكرية، يدعو المحلل السياسي العراقي كافة الأطراف إلى "خيار الهدنة في هذه المرحلة على أقل تقدير، حفظا لهيبة الدولة، ودعما لجهود الحكومة في الاستقرار الأمني والخطوات الإصلاحية".

كما يحذر البيدر من أن تستغل الجماعات الإرهابية ما يجري للقيام بتحركات من جانبها تربك البلاد المقبلة على الانتخابات.

 

مسميات وهمية

 بوصف الخبير العسكري العراقي، محمد عاصم شنشل، فإن "موقف الحكومة صعب، لأنها ليس لديها السيطرة على تحركات الميلشيات، ولاتملك إلا الاعتراض عليها وعلى الرد الامريكي  أيضا".

ويلفت شنشل إلى أن مسميات مثل "المقاومة الإسلامية"، التي أطلقتها مليشيا على نفسها مؤخرا "لم تكن موجودة في العراق، وتم إيجادها بالتنسيق مع إيران كغطاء لما يسعون إليه"، معتبرا أن ضرباتها للقواعد الأمريكية "غير مؤثرة، ومجرد أكذوبة، وهي كشماريخ الاحتفالات".

وعما يقف وراء تنفيذ هذه المليشيات لضرباتها ضد قواعد امريكية في العراق وسوريا إذن، يرى المحلل العسكري أن "هدفها ملء الفراغ الذي استشعرته هذه المليشيات الفترة الماضية، فهي تبحث عن دور، رغم أنه ليس لديها فهم أو تكتيك عسكري للدفاع عن القضية الفلسطينية".

المصدر: سكاي نيوز عربية


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: القوات الأمریکیة ضربة بضربة فی العراق

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع ويستعيد السيطرة على أهم المناطق الإستراتيجية بدارفور

  

أعلنت سلطات إقليم دارفور السوداني استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة على منطقة العطرون الإستراتيجية من قبضة قوات الدعم السريع، بولاية شمال دارفور (غرب).

وقال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في تدوينة عبر فيسبوك، أمس الأحد، إن القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة (للحركات المسلحة) "تحقق انتصارات عظيمة بتحرير منطقة العطرون الإستراتيجية من قبضة مليشيا الدعم السريع الإرهابية"، وفق تعبيره.

من جانبها، قالت القوات المشتركة للحركات المسلحة في بيان "نعلن بفخر واعتزاز عن تحرير منطقة العطرون الإستراتيجية في صحراء شمال دارفور من قبضة مليشيات الدعم السريع".

 

وأضاف البيان، أن ما وصفه بالإنجاز العظيم جاء نتيجة عملية عسكرية دقيقة ومنسقة، نفذتها القوات المشتركة بالتعاون مع القوات المسلحة السودانية، حيث تم تكبيد "العدو" خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.

وحتى الساعة لم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع على بيان حاكم دارفور.

أهمية العطرون

وتتمتع منطقة العطرون بموقع إستراتيجي، حيث تقع في أقصى شمال ولاية شمال دارفور، على طريق حيوي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور، ويمتد باتجاه المربع الحدودي الذي يجمع السودان بمصر وليبيا وتشاد.

وفي 9 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع استيلاءها على العطرون، بعد مواجهات مع الجيش والقوات المشتركة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في العاصمة الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى في السودان، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.

  

مقالات مشابهة

  • “الجبهة الشعبية”: الحظر اليمني على ميناء حيفا ضربة استراتيجية جديدة تعمّق مأزق العدو
  • أربيل توقّع اتفاقيات استراتيجية مع واشنطن دون تنسيق مع بغداد
  • “ذا هيل” الأمريكية: مغادرة واشنطن للمستنقع اليمني أنقذها من كلفة سياسية وعسكرية باهظة
  • وزير الخارجية للرئيس الإيراني: مشروع طريق التنمية ليس للعراق فقط بل للمنطقة بأسرها
  • الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع ويستعيد السيطرة على أهم المناطق الإستراتيجية بدارفور
  • مجلس الشورى يشيد بمشاركة سمو الأمير في القمة الخليجية الأمريكية ويستعرض استراتيجية وزارة المواصلات بحضور الوزير
  • آرنولد:أرغب بشدة التأهل بالمنتخب العراقي إلى كأس العالم
  • دور الديمقراطي الكردستاني في السياسة الخارجية للعراق
  • هاكان فيدان يبحث مع نظيره العراقي المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية
  • وزير الدفاع السوري يمهل الفصائل المسلحة 10 أيام للاندماج بالجيش