الإمارات ترفع سقف دعم العمل المناخي والاستدامة العالمي
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كشف مركز “إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي أن السياسات التي اتخذتها دولة الإمارات على مدار السنوات الماضية، قد أهلتها إلى صدارة الدول المساهمة في تعزيز العمل المناخي العالمي، وتشجيع الأطراف الدولية المختلفة على تحفيز التعاون فيما بينها من أجل مضاعفة سياسات وتحركات مواجهة التحديات المناخية.
وأكدت ورقة بحثية حديثة أعدها “المركز” على أن المبادرات التي اتخذتها الإمارات بمناسبة استضافتها لمؤتمر “كوب 28” جاءت محفزاً كبيراً لحصول توافق عالمي على إيجاد حلول للقضايا الرئيسية المطروحة على أجندة المؤتمر.
وقال “إنترريجونال” إن دولة الإمارات رفعت سقف مساهمتها في تمويل الاستدامة البيئية العالمية بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” في الكلمة الافتتاحية لـ”كوب 28″ عن إنشاء صندوق عالمي بـ 30 مليار دولار لسد فجوة التمويل المناخي وتحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار العام 2030 لتعد أحد أكبر المبادرات العالمية ، فيما ذكر صاحب السمو رئيس الدولة أن دولة الإمارات استثمرت 100 مليار دولار في تمويل العمل المناخي والطاقة المتجددة والنظيفة، كما تلتزم باستثمار 130 مليار دولار إضافية خلال السنوات الـ 7 المقبلة.
وأشار “إنترريجونال ” إلى أن “كوب 28 ” الذي تستضيفه دولة الإمارات حالياً والذي يشهد المشاركة العالمية الأكبر ، يكتسب أهمية كبيرة في ظل الاهتمام الدولي المتصاعد بقضايا التغير المناخي، وخاصةً مع التحديات البيئية المتصاعدة التي يشهدها العالم في السنوات الأخيرة.
وأوضح أن الإمارات قدمت جميع العوامل لنجاح “كوب28″، سواء على صعيد حشد التأييد الدولي لرصد تمويلات كبيرة للعمل المناخي العالمي أو على مستوى المبادرات التي أطلقتها في سبيل خفض البصمة الكربونية للدولة.
مبادرات متنوعة
وأكد مركز “إنترريجونال” أن دولة الإمارات جاءت دائماً في طليعة الدول التي اعتمدت الاستدامة ضمن المحاور الرئيسية في استراتيجيتها التنموية وذلك تمهيداً لاستضافة “كوب 28” ، فيما انتهجت الدولة عدداً من المبادرات الرئيسية، جعلتها في مقدمة الدول التي جعلت الاستدامة والمناخ على رأس أولوياتها.
وقال : إن دولة الإمارات استثمرت وعلى مدار سنوات في تطوير البنية التحتية لمؤسسات وهيئات تطوير التكنولوجيا النظيفة؛ حيث أنشأت مدينة مصدر، ومركز الابتكار التابع لهيئة كهرباء ومياه دبي، ومركز أبحاث الطاقة النظيفة بجامعة خليفة، كما تدعم الدولة بوضوح الشركات الناشئة العاملة بمجال التكنولوجيا النظيفة التي تمكنت من جذب 70.1 مليار دولار كتمويلات.
وخصصت أبوظبي أكثر من 15 مليار دولار لبرامج الطاقة المتجددة من خلال مبادرة “مصدر”، التي تقوم في الأساس على تطوير التكنولوجيا، وإضافة الطابع التجاري لها فيما يخص الطاقة المتجددة.
وأعلنت شركة “أبوظبي لطاقة المستقبل” “مصدر” عن إتمامها بنجاح أول إصدار لسندات خضراء بقيمة 750 مليون دولار لأجل 10 سنوات من السندات غير المضمونة، حيث بلغ سجل الطلبات ذروته عند 4.2 مليار دولار.
و أطلقت الإمارات مؤخراً مبادرة تمويل بقيمة 4.5 مليار دولار لتعزيز قطاع الطاقة النظيفة في أفريقيا؛ وذلك في ضوء دعوة القادة الأفارقة إلى وضع أطر سياسية وتنظيمية واضحة ومُحسَّنة لفتح استثمارات طويلة الأجل.
ومن المتوقع أن يبدأ صندوق أبوظبي للتنمية وشركة الاتحاد لائتمان الصادرات، البرنامج بمليار دولار لتوفير مساعدات تمويلية بغية تلبية احتياجات البنية التحتية، و500 مليون دولار من التأمين الائتماني لإزالة المخاطر وجذب رأس المال الخاص، على التوالي، ومن المقرر أن تنشر 8 مليارات دولار إضافية لتمويل المشاريع.
وأوضح “المركز” أن أحد أهم هذه المبادرات التي عزز موقع الدولة في الحفاظ على المناخ في إطلاق استراتيجية دبي للطاقة النظيفة، بهدف إنتاج 75% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر نظيفة العام 2050.
وقال مركز “إنترريجونال ، إن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، وبنك التسويات الدولية، ومعهد الإمارات المالي، ورئاسة مؤتمر (كوب 28) أطلقوا مبادرة عالمية “كوب 28 الإمارات للتسارع التقني”، لتحفيز الابتكار وتطوير الحلول والمشاريع المتقدمة في توسيع نطاق التمويل المستدام، لمواجهة التحديات الفعلية لتغير المناخ.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
تنفيذاً لتوجيهات رئيس الدولة وإيمانويل ماكرون.. انعقاد لجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي في باريس
باريس (وام)
عُقد في باريس الأربعاء الماضي، الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي، تجسيداً للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
يستند الحوار الاستراتيجي الذي يشارك في رئاسته معالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، وآن ماري ديسكوتيس الأمينة العامة للوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية، على الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة الإمارات وفرنسا، وتقوم العلاقات الاستثنائية بين البلدين التي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، على الصداقة والثقة المتبادلة والتعاون في إنجاز عدد من المبادرات البارزة، مثل متحف اللوفر أبوظبي، وجامعة السوربون أبوظبي.
ويتيح الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الفرنسي 2025، توسيع آفاق التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا في المجالات ذات الأولوية، وهي الاقتصاد، التعليم، الثقافة، الفضاء، الطاقة النووية، والصحة، واتفق الجانبان على تنفيذ مبادرات جديدة مشتركة.
وأسهم الحوار في توطيد الشراكة ذات التوجه نحو المستقبل والتركيز على المجالات الحيوية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وفي ضوء التعاون الدبلوماسي المتنامي بين دولة الإمارات وفرنسا، شهد الحوار الاستراتيجي هذا العام، توقيع مذكرة تفاهم بشأن المشاورات السياسية لإرساء إطار رسمي دوري لحوار دبلوماسي رفيع المستوى بين وزارة خارجية دولة الإمارات، ووزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية.
وقع المذكرة عن الجانب الإماراتي معالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، فيما وقعها عن الجانب الفرنسي معالي فريديريك موندولوني، المدير العام للشؤون السياسية والأمنية، وذلك عقب انعقاد أولى جلسات المشاورات السياسية بين البلدين في 8 أبريل من العام الجاري.
وأتاحت الجلسة، التي شارك في رئاستها معالي لانا نسيبة ومعالي فريديريك موندولوني، للجانبين فرصة تبادل الرؤى السياسية والتقييم الاستراتيجي بشأن التطورات الإقليمية، والتعاون متعدد الأطراف والأولويات المشتركة في سياق الحوكمة العالمية.
ويجسد توقيع هذه المذكرة عزم الطرفين على إضفاء الطابع المؤسسي للتنسيق على أعلى المستويات، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية ضمن إطار نظام دبلوماسي أكثر انسجاماً في توجهه نحو المستقبل.
مخرجات الزيارة
وأشاد الجانبان، بقوة العلاقات الاقتصادية الملحوظة، وأعربا عن التزامهما بالبناء على مخرجات الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى باريس في فبراير 2025، والتي مهدت الطريق أمام البلدين لتحقيق شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي.
ورحّب رئيسا لجنة الحوار الاستراتيجي، بالاستثمار المحوري لدولة الإمارات، والذي أُعلن عنه خلال قمة «اختر فرنسا»، بهدف توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي. واستعرض الجانبان التنفيذ الجاري لشراكات الاستثمار الاستراتيجية الثنائية الموقعة في ديسمبر 2021، وبحثا كافة المشاريع الاستراتيجية للشركات الإماراتية والفرنسية في مجالات الاستثمار، والنقل، بما في ذلك النقل الجوي، والتكنولوجيا والطاقة.
الشراكة الاقتصادية
وأشاد الجانبان بإعلان إطلاق المفاوضات المتعلقة باتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين دولة الإمارات والاتحاد الأوروبي. وفي مجال التعليم، جدد الجانبان التزامهما المشترك بتوسيع شبكة المدارس الفرنسية في دولة الإمارات، ودعم تعليم اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في المدارس الحكومية. وتم الاتفاق على بحث مدى مساهمة إدخال اللغة الفرنسية إلى منهاج المرحلة الابتدائية (الحلقة الأولى)، والمراحل التالية في تحقيق نتائج أفضل، وستدرس وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات إمكانية اعتماد اللغة الفرنسية ضمن المنهج الدراسي.
التعليم العالي
وناقش الجانبان التعاون في مجال التعليم العالي، مشيدين بالنجاح الذي حققته جامعة السوربون أبوظبي، من خلال العديد من المشاريع المهمة وزيادة أعداد الطلبة الملتحقين بها. وفي هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن جامعة السوربون أبوظبي، تعتزم تمديد اتفاقيتها في 2026 لعشر سنوات إضافية. ورحب الجانبان بالتقدم المتواصل في مجال التقنيات الجديدة مع إنشاء مدرسة البرمجة 42 في أبوظبي، وإطلاق برنامج روبيكا لتصميم ألعاب الفيديو، والتعاون بين جامعة ايكول بوليتكنيك الفرنسية وبين جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي. ويشكّل مؤتمر البحوث والابتكار المقرر عقده في أبوظبي بنهاية عام 2025، محطة مهمة في تعزيز وتشكيل مستقبل العلاقات بين البلدين.
الصعيد الثقافي
وعلى الصعيد الثقافي، فقد رحب الجانبان بنجاح متحف اللوفر أبوظبي باعتباره أحد المعالم المهمة للشراكة الثقافية بين البلدين، مؤكدين اهتمامهما المشترك بتعزيز التعاون لاستمرار نجاح المتحف. ولفت الجانبان، إلى الشراكة الاستراتيجية بين دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي ووكالة متاحف فرنسا، لا سيما من خلال برنامج تدريب المحترفين في مجال المتاحف Museopro. ورحبا بالتقدم المحرز في المناقشات المتعلقة بترميم وتجديد قصر تراينون في فرساي.
تعاون فضائي
وعلى صعيد التعاون في مجال الفضاء، جدد الجانبان عزمهما المضي قدماً في توسيع التعاون في مجال استكشاف الفضاء، وخاصة فيما يتعلق برحلات الفضاء المأهولة، وأكدا التزامهما بتطوير منظومة بيئية فضائية بين الجهات المعنية من البلدين، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الثنائية، من خلال بحث إمكانية إطلاق مبادرات جديدة كإنشاء بنية تحتية مشتركة، ومركز فضائي فرنسي إماراتي، ومشاريع أخرى مشتركة.
الطاقة النووية
وفيما يتعلق بالطاقة النووية، شدد الجانبان على شراكة البلدين الوطيدة في مجال الطاقة النووية السلمية، ورحبا باستمرار التعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، والمؤسسات الفرنسية الرائدة، مثل شركة كهرباء فرنسا، وهيئة الطاقة الذرية والبديلة الفرنسية CEA، وشركة فراماتوم، وشركة أندرا، والهيئة الفرنسية للأمان النووي والوقاية من الإشعاع ASNR.
كما أكد الجانبان، التزامهما المشترك بدعم مبادرة زيادة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية ثلاثة أضعاف، وبحث الفرص الممكنة في تكنولوجيا المفاعلات المتقدمة ومفاعلات الوحدات الصغيرة وضمان توريد الوقود النووي، والأمن السيبراني، وإنتاج الهيدروجين المستدام.
القطاع الصحي
وفي القطاع الصحي، بحث الجانبان عدداً من المواضيع المهمة بهدف تعزيز التعاون الثنائي في المجال الصحي، وركزت المباحثات على توسيع نطاق التعاون الثنائي على الصعيد الأكاديمي، والتعاون مع المستشفيات، وتسهيل توفير رعاية صحية عالمية للمرضى، وإبرام اتفاقات مع شركاء دوليين، مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وشركة سانوفي (Sanofi).
وبحث الجانبان الفرص المرتقبة في المجالات المتقدمة، مثل علم الجينوم والتدريب في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعكس التزامهما بمواصلة الابتكار وتطوير أنظمة الرعاية الصحية في كلا البلدين.
محادثات بنّاءة
تضمن الحوار الاستراتيجي أيضاً، محادثات بنّاءة بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وأعرب الجانبان عن التزامهما المستمر بتحقيق السلام والاستقرار والأمن وفقاً للقانون الدولي، مؤكدين ضرورة إيجاد حلول عادلة ودائمة للأزمات في المنطقة.
ضم الجانب الإماراتي المشارك في الحوار الاستراتيجي، معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي أحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة، ومعالي لانا نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، ومعالي سارة مسلّم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة - أبوظبي، وسعود الحوسني، وكيل دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، وحمد الكعبي، المندوب الدائم للدولة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية سفير الدولة لدى النمسا، والدكتور راشد السويدي، مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة، ومحسن العوضي، مدير إدارة المهمات الفضائية في وكالة الإمارات للفضاء.
وضم وفدا البلدين أيضاً، سفيري البلدين ومسؤولين من الهيئات التي تمثل القطاعات ذات الأولوية في دولة الإمارات وفرنسا. وفي ختام الاجتماع السابع عشر للجنة الحوار الاستراتيجي الإماراتي-الفرنسي، أكد الجانبان التزامهما الثابت بمواصلة تعميق الشراكة الاستراتيجية الراسخة بين دولة الإمارات وفرنسا.