25 مايو، 2025

بغداد/المسلة: تمضي ملامح السباق الانتخابي في العراق نحو التداخل أكثر بين السلطة التنفيذية والتحالفات الانتخابية، حيث يتبلور أمام الجمهور تحالف انتخابي جديد يقوده رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تغلب عليه صبغة “الحشد الشعبي” وتفرعاته، ما يثير تساؤلات حول مستقبل التوازنات داخل الإطار الشيعي الحاكم، وإمكانية حصول السوداني على ولاية ثانية.

ويرى تحليل ان تحالف السوداني مع الحشد لم يكن مفاجئًا، فالرجل يسعى إلى تثبيت موقعه داخل النظام السياسي عبر رقم انتخابي مؤثر قد يصل إلى خمسين مقعدًا.

وكان غياب السوداني عن التحالف الشيعي الحاكم وفّـر له هامشًا واسعًا لبناء ائتلاف خاص بعيدًا عن التزامات الإطار التنسيقي.

ويضم هذا التحالف قوى رئيسة في مقدمتها “تحالف العقد” الذي يقوده فالح الفياض، رئيس هيئة الحشد الشعبي، وهو تحالف يملك امتدادات متعددة، إذ يضم بين صفوفه شخصيات سنية مثل النائب عبد الرحيم الشمري عن الموصل، المعروف بصلاته الوثيقة بأجنحة الحشد في المناطق المحررة.

ويشارك في الائتلاف أيضًا وزير العمل الحالي، أحمد الأسدي، الذي كان في السابق المتحدث باسم الحشد وقائد فصيل “جند السماء”، وقد أعلن مؤخرًا عن تأسيس كيان انتخابي جديد تحت اسم “تجمع سومر”، بديلًا عن “تجمع السند” الذي خاض به الانتخابات السابقة.

ويبرز كذلك “تحالف حلول الوطني”، الذي يرأسه محمد الدراجي، الوزير السابق والمستشار للسوداني، وهو أحد أركان “تحالف خدمات” الذي كان يتزعمه شبل الزيدي، قائد “كتائب الإمام علي”.

ويبدو أن السوداني، في بناء هذا الائتلاف، لا يراهن فقط على الشخصيات السياسية، بل يستند أيضًا إلى دعم عشائري واسع، كما يظهر من انضمام ابن عمه، النائب محمد صيهود، الذي انشق في 2023 عن ائتلاف المالكي، إضافة إلى نصيف الخطابي، محافظ كربلاء، أحد المحافظين الثلاثة الذين توصف إداراتهم بالقوة والقدرة على الحشد الشعبي والإداري.

وتقول تدوينة للصحفي علي عبد الستار على “إكس”: “السوداني يفكر  لما بعد المرحلة.. التحالف مع الحشد ليس فقط انتخابيًا بل تأمين لولاية قد تواجه صراع مراكز داخل الإطار”، في إشارة إلى معركة النفوذ القادمة داخل البيت السياسي الشيعي.

ويُقرأ هذا التحالف، الذي يجمع أطيافًا مسلحة ومدنية من خلفيات متعددة، كخطوة هجومية من السوداني لإعادة رسم توازن القوى داخل النظام، خاصة مع غياب واضح حتى الآن لدور المالكي والعبادي، وتراجع تأثير بعض قوى تشرين التي كانت قد فرضت شروطها في الانتخابات الماضية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

تفكيك نفوذ الإخوان المسلمين داخل الجيش السوداني: رؤية إصلاحية وردود الفعل المحتملة

بقلم: م. جعفر منصور حمد المجذوب


Gaafar.hamad@gmail.com
مقدمة:
منذ سقوط نظام البشير، ظل نفوذ جماعة الإخوان المسلمين يمثل تحدياً كبيراً أمام أي عملية إصلاح مؤسسي في السودان، خصوصاً داخل الجيش. لقد ترسخ هذا النفوذ على مدى ثلاثة عقود عبر سياسات التمكين، وخلق شبكة مصالح ولاء داخل المؤسسة العسكرية والأمنية. تُطرح تساؤلات جادة حول قدرة القيادة العسكرية، ممثلة في الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على تفكيك هذا النفوذ المتجذر، دون أن يؤدي ذلك إلى انفجار داخلي أو مقاومة عنيفة.
أولاً: خطوات إصلاحية لتفكيك نفوذ الإخوان داخل الجيش
1. إحالات وتغييرات هيكلية:
إعداد قاعدة بيانات موثقة لضباط الجيش المتورطين أو المنتمين تنظيمياً أو فكرياً للإخوان.
إحالة من تثبت عليه صلات واضحة بالإخوان إلى التقاعد وفقاً للقوانين العسكرية.
نقل بعض العناصر المشبوهة إلى مواقع غير قيادية أو خارج مراكز التأثير العملياتي.
مراجعة التعيينات في الكليات والمعاهد العسكرية خلال عهد النظام السابق.
2. إعادة هيكلة جهاز الاستخبارات والمخابرات العسكرية:
إجراء مراجعة شاملة للبنية الإدارية والاستخباراتية، وفصل العناصر ذات الولاءات العقائدية.
إنشاء وحدة رقابة مستقلة داخل الجهاز تعمل تحت إشراف القيادة العليا أو مجلس إصلاح عسكري مدني.
الاستعانة بخبراء خارجيين في إعادة تنظيم الأجهزة الأمنية بشكل حديث واحترافي.
3. تعديل العقيدة العسكرية:
إدخال مناهج تدريبية جديدة تركز على القيم الوطنية والحياد السياسي.
إطلاق حملات توعية داخل الجيش حول خطورة التسييس وتأثيراته على الأمن القومي.
مراجعة مناهج الكليات العسكرية لتطهيرها من الفكر العقائدي المسيس.
4. فتح ملفات الفساد والانتهاكات:
تشكيل لجنة قانونية متخصصة داخل المؤسسة العسكرية بمشاركة مدنيين مستقلين.
مراجعة ملفات التمويل والإثراء غير المشروع، وإحالتها إلى القضاء العسكري أو المدني حسب الحالة.
التحقيق في جرائم حقوق الإنسان التي تورطت فيها وحدات عسكرية بقيادة ضباط محسوبين على الإخوان.
5. بناء تحالف مع القوى الوطنية:
تأسيس جبهة دعم للإصلاح العسكري من الضباط الوطنيين داخل الجيش.
التنسيق مع قوى الثورة المدنية لتأمين غطاء شعبي لأي خطوات إصلاحية.
تكوين لجان مشتركة بين الجيش والقوى المدنية لمراقبة وتقييم الإصلاحات.
6. الاستعانة بالقوى الدولية:
طلب دعم فني من بعثات الأمم المتحدة، الاتحاد الإفريقي، أو خبراء مختصين من دول محايدة.
تنظيم ورش عمل داخلية للقادة العسكريين بالتعاون مع مؤسسات دولية متخصصة في إصلاح الجيوش.
الحصول على دعم مالي وتقني لتأهيل البنية التحتية للمؤسسة العسكرية بطريقة مهنية غير مسيسة.
ثانياً: ردود أفعال الإخوان المتوقعة بالتفصيل
1. مقاومة داخلية صامتة:
امتناع غير مباشر عن تنفيذ الأوامر أو الالتفاف عليها.
تسريب معلومات حساسة لتعطيل مسار الإصلاح.
خلق تكتلات ميدانية تعارض القيادة الجديدة.
2. إعلام ودعاية مضادة:
شن حملات إعلامية تتهم القادة الإصلاحيين بالعمالة أو تدمير الجيش.
استخدام منصات خارجية مرتبطة بالإخوان لتشويه الإصلاح.
3. تحريك خلايا نائمة أو مجموعات ضغط:
تنفيذ أعمال تخريبية محدودة داخل الوحدات العسكرية.
تجنيد شبان من خارج الجيش لإحداث اضطرابات أمنية في المدن.
استخدام المساجد والمنابر الدينية للتحريض.
4. التحالف مع قوى إقليمية:
استدعاء دعم سياسي أو مادي من دول تتقاطع مصالحها مع بقاء الإسلاميين في المشهد.
فتح قنوات سرية للضغط على القيادة السودانية عبر تحالفات إقليمية.
ثالثاً: كيفية مواجهة ردود الفعل بالتفصيل
1. التحرك السريع والمتزامن:
تنفيذ خطة الإصلاح في أيام محددة دون تسريبات مسبقة.
تغيير القادة المحوريين في وقت واحد.
2. التواصل مع الشارع وقوى الثورة:
إصدار بيانات دورية توضح للرأي العام مبررات وخطوات الإصلاح.
إشراك لجان المقاومة والقوى الثورية في مراقبة التنفيذ.
3. ضمان دعم إقليمي ودولي:
إرسال وفود دبلوماسية لشرح خطة الإصلاح للدول المؤثرة.
الحصول على ضمانات بعدم التدخل السلبي من دول الجوار.
4. تأمين داخلي محكم واستعانة بالقوات الدولية عند الحاجة:
وضع خطط أمنية لحماية المؤسسات العسكرية والمدنية من التمرد.
تشكيل غرفة عمليات مشتركة بإشراف القيادة العليا وممثلين مدنيين.
في حال تصاعد التهديدات، يمكن طلب نشر قوات دولية محدودة تحت مظلة الأمم المتحدة لحماية المواقع الحساسة، مثل وزارة الدفاع أو القصر الرئاسي والإذاعة والتلفزيون والمطارات.
تفعيل آليات تدخل سريع بالتنسيق مع بعثات أممية أو إفريقية لحماية عملية الانتقال.
خاتمة:
عملية تفكيك نفوذ الإخوان داخل الجيش السوداني تمثل ضرورة وطنية لاستعادة الاحتراف العسكري وتحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي. نجاح هذا المسار يعتمد على خطة متكاملة تشمل خطوات داخلية جريئة وتحالفات محلية ودولية واعية، مع الاستعداد لمواجهة ردود فعل عنيفة بأسلوب احترافي يحفظ وحدة الجيش وأمن الدولة.

 

مقالات مشابهة

  • خط كركوك–بانياس.. الأنبوب الذي يسيل له لعاب الجغرافيا والسياسة
  • الإطار يستعد لاحتمالات تشكيل تحالف ثلاثي على غرار 2021
  • العثور على السلاح الذي انتحر به حفيد نوال الدجوي.. والأمن يفحص
  • المصري الديمقراطي والعدل والتنمية يدشنون «التحالف الديمقراطي» لخوض الانتخابات
  • تحالف العزم يدعو السوداني الى صرف مستحقات الجيش العراقي السابق
  • مفوضية الانتخابات:السوداني خالف الدستور في تحالفه الانتخابي مع رئيس هيئة الحشد الشعبي
  • القائمة الانتخابية لدولة القانون تضم 10 مكونات
  • تفكيك نفوذ الإخوان المسلمين داخل الجيش السوداني: رؤية إصلاحية وردود الفعل المحتملة
  • الحرب فرضت نفسها علي الواقع السوداني وكما ترون فقد تحولت البلاد الي حطام !!.. ما الذي قادنا الي هذا الوضع الكارثي ؟! الجهل هو السبب !!..