"مجازر إنسانية هائلة"..ماذا حدث في غزة منذ انتهاء الهدنة؟
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
انهارت الهدنة في غزة ليومها الثالث على التوالي، وواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجماتها على قطاع غزة، والتي تستهدف بها مناطق جديدة، حيث أكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال يوسع دائرة استهداف المدنيين ولم يترك شبرا واحدا في غزة بلا قصف وارتكب عشرات المجازر خلال الساعات الماضية.
ودعا المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي اليوم سكان جباليا، والشجاعية، والزيتون، والبلدة القديمة، في غزة، أن يقوموا بإخلاء منازلهم فورًا عبر محوريْ حيفا وخليل الوزير، والتوجه إلى مراكز الإيواء المعروفة والمدارس في حي الدرج وتفاح وغرب مدينة غزة.
وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية مساء السبت، تصديق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن الداخلي رونان بار، على خطط عسكرية جديدة لمواصلة القتال في قطاع غزة، حيث قال هاليفي: "نحن نركز على تفكيك حماس بشكل أكبر، وتهيئة الظروف لعودة المزيد من المختطفين".
تعطل القطاع الصحي في غزة بشكل تامقال أحمد مجدلاني وزير التنمية الاجتماعية الفلسطيني إن وضع قطاع الصحة في غزة شبه معطل، حيث أن الاحتلال قام بـ تدمير مربعات سكنية كاملة في القطاع، مؤكدًا أنه يتم العمل على إعادة ترتيب مراكز توزيع الكادر البشري في غزة لتقديم الخدمات بشكل أفضل، وذلك بالتعاون مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 35 من كوادر القطاع الصحي في مقدمتهم مدير مجمع الشفاء الطبي، مشيرة إلى أن الطواقم الطبية تتعامل مع مئات الجرحى على الأرض في ظل نقص الإمكانيات العلاجية والسريرية.
مجازر إنسانية في غزة بعد انتهاء الهدنة
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الشهداء جراء القصف الإسرائيلي على القطاع وصل إلى 15523 شهيد وأكثر من 41 ألف مصاب، مشيرة إلى وجود عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال الإسرئيلي منذ انتهاء الهدنة في قطاع غزة ارتكب مجازر بحق المدنيين والأطفال، راح ضحيتها مئات الشهداء خاصة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، موضحًا أن الاحتلال يهاجم قطاع غزة بالطائرات والأسلحة والصواريخ والقنابل المختلفة ذات الأوزان الثقيلة قارب عددها على 100 ألف قنبلة وصاروخ، منها قنابل تزن 2000 رطل من المتفجرات.
وقالت الحركة الفلسطينية في بيان صادر عنها أن الاحتلال الإسرائيلي بعد انتهاء الهدنة استهدف منطقة خان يونس، حيث تم تدمير العديد من البيوت والبنايات السكنية وتشريد سكانها.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: قطاع غزة فلسطين اسرائيل الهدنة الإنسانية أمريكا
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء والجرحى جراء مجازر وحشية جديدة في غزة (حصيلة)
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 60 ألف و332 شهيدا و147 ألف و643 جريحا، في حصيلة غير مسبوقة تعكس حجم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، وسط تجاهل دولي صارخ للنداءات الإنسانية والقرارات الدولية.
وفي بيانها الإحصائي اليومي، أوضحت الوزارة أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة 83 شهيدا و554 مصابا، جراء الغارات والقصف الإسرائيلي المكثف الذي يستهدف الأحياء السكنية ومراكز توزيع المساعدات.
وأضاف البيان أن 9 آلاف و163 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 35 ألف و602 آخرون منذ استئناف الاحتلال عملياته العسكرية بشكل أكثر وحشية في 18 آذار/ مارس 2024، رغم الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف العمليات التي ترقى إلى جرائم حرب وإبادة جماعية.
مجازر المساعدات: جوع وقتل في آن واحد
وسلطت وزارة الصحة الضوء على المجازر المتكررة بحق الفلسطينيين المصطفين على طوابير المساعدات، مؤكدة أن عدد الشهداء الذين قُتلوا أثناء انتظارهم الحصول على الغذاء والإغاثة الإنسانية منذ 27 أيار/مايو الماضي ارتفع إلى ألف و383 شهيدا، إضافة إلى 9 آلاف و218 مصابا.
وخلال اليوم الأخير فقط، استشهد 53 فلسطينيا وأُصيب أكثر من 400 آخرين، أثناء محاولتهم الحصول على الطعام قرب مراكز التوزيع، في استهداف متعمد من قبل قوات الاحتلال، وفق ما أكده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأشار المكتب إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم سلاح الجوع والرصاص معا ضد المدنيين العزل، تاركا آلاف الأسر أمام خيارين: الموت جوعا أو القتل أثناء محاولة النجاة".
مأساة متفاقمة ومجتمع دولي غائب
منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يواصل الاحتلال تنفيذ سياسة الأرض المحروقة التي تشمل القتل الجماعي، والتدمير الشامل، والتجويع الممنهج، والتهجير القسري، وسط دعم أمريكي معلن وتواطؤ دولي فاضح.
وتشير تقارير المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي هم من النساء والأطفال، في حين بلغ عدد المفقودين أكثر من 9 آلاف شخص، يُعتقد أن غالبيتهم ما زالوا تحت أنقاض المباني المدمرة التي تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليها بسبب الحصار والقصف المستمر.
كما أدت العمليات العسكرية إلى نزوح مئات الآلاف من سكان القطاع، وانتشار المجاعة في معظم المناطق، خاصة في شمال غزة ومدينة رفح، حيث تُمنع الإمدادات الغذائية والطبية من الوصول، في خرق فاضح لكل المواثيق الإنسانية الدولية.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي تحديه العلني لقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف العدوان على غزة واتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
ورغم هذا، فإن حكومة بنيامين نتنياهو تصعّد من عملياتها العسكرية وتُمعن في استهداف البنى التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، في سلوك وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بأنه يرقى إلى "جرائم إبادة جماعية".
كارثة إنسانية شاملة
تعيش غزة واحدة من أشد الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، مع انهيار شبه كامل للقطاع الصحي، وتفشي الأوبئة، وندرة في مياه الشرب والغذاء والوقود.
وبحسب وزارة الصحة، فإن غالبية مستشفيات القطاع باتت خارج الخدمة أو تعمل بشكل جزئي في ظروف كارثية، وسط نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، فيما يحذر الأطباء والمختصون من تفشي المجاعة بشكل شامل قد يؤدي إلى وفاة آلاف الأطفال والمرضى.
ويحذر المراقبون من أن استمرار هذا الصمت الدولي، في ظل الأرقام الصادمة التي تُسجل يوميًا، يشكّل غضّا متعمدا للطرف عن جريمة مستمرة تُرتكب أمام أنظار العالم.
رغم تصاعد المطالبات الدولية بوقف الحرب، وبدء عشرات الدول في الاعتراف بدولة فلسطين كخطوة رمزية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ذلك لم يوقف آلة القتل والدمار التي يواصلها جيش الاحتلال.
وترى جهات حقوقية أن الموقف الغربي، خصوصا من الولايات المتحدة وبعض دول أوروبا، لا يزال بعيدا عن ممارسة ضغط فعلي على الاحتلال الإسرائيلي لوقف مجازرها في غزة، معتبرة أن التواطؤ الدولي يرقى إلى الشراكة في الجريمة.
في المقابل، تصف مؤسسات حقوقية وإغاثية الوضع في غزة بأنه "نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى أن حجم الدمار وعدد الضحايا، وتفشي المجاعة، ستخلف آثارًا كارثية لعقود قادمة، إن لم يتم التدخل الدولي العاجل لوقف هذه الإبادة الجماعية وإدخال المساعدات دون قيود.