- السيد سعود البوسعيدي: إشراك الشباب والاستماع إليهم في خطط التنمية

- د.حنان الجابرية: تفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان

منار الريامية: إيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك

بدأت اليوم جلسات مسقط الحوارية (نحو مستقبل مستدام مزدهر) التي نظمتها محافظة مسقط؛ استكمالًا لسلسلة اللقاءات والحوارات السابقة.

واستعرضت الجلسات التي أقيمت بنادي الشفق بالعذيبة محور أنسنة وصناعة الترفيه، ومحور التطوع البيئي ودوره المتمثل في جعل البيئة المُعاشة أكثر استدامة.

رعى افتتاح الجلسات معالي السيد سعود بن هلال البوسعيدي محافظ مسقط، الذي أكد على أهمية إشراك الشباب والاستماع إليهم ومشاركتهم في خطط التنمية، باعتبارهم ثروة الوطن ومحركه الأساس نحو التنمية والتطور والازدهار.

وقال معاليه: إن محافظة مسقط تمضي قدما لمستقبل مشرق عبر رؤية واضحة ورسالة موجهة؛ للاستفادة من طاقات الشباب وإمكاناتهم وقدراتهم وعزائمهم في شتى المجالات، معربا معاليه عن ترحيبه بأفكار الشباب الهادفة واقتراحاتهم الطموحة، مشيرا إلى أن الجلسات تأتي لدعم وتعزيز الشباب والاستفادة من آرائهم البناءة ومقترحاتهم المثرية وأفكارهم النيرة، مؤكدًا ضرورة عقد مثل هذه اللقاءات باعتبارها صورة من صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات، حيث إن الشباب هم ثروة الوطن، ومحركه الأساس نحو التنمية والتطور الازدهار، وهم هدف التنمية وغايتها الأولى.

وأوضح أن محافظة مسقط ومن خلال رؤيتها ورسالتها تعمل جنبا إلى جنب مع سائر القطاعات الحكومية من جهة، ومع مؤسسات وأفراد المجتمع من جهة أخرى؛ لتحقيق الشراكة الفاعلة، وتعد هذه اللقاءات إحدى أهم صور التكامل بين دور الشباب والمؤسسات، كما تأتي المقترحات التطويرية والأفكار البناءة التي تخرج من هذه اللقاءات داعما لتحقيق المزيد من النجاحات، فبالشراكة والتواصل نرتقي بمشاريعنا وتتحقق الرفاهية للمجتمع.

بعد ذلك بدأت الجلسة الافتتاحية باستعراض الحوارات السابقة المنبثقة من التوجيهات السامية، كما تم استعراض محاور الجلسات الحوارية الأربعة وهي أنسنة المدن وصناعة الترفيه، والتطوع البيئي، والفرص الاستثمارية، والتقنية والابتكار، وأهدافها المتمثلة في تحديد الفرص والتحديات وطرح الحلول والمقترحات التي سترفد الخطط التنموية الاستراتيجيّة لمحافظة مسقط وولاياتها، إضافةً إلى مادة فيلمية أخرى عن مقومات محافظة مسقط، وأبرز المشاريع المنجزة فيها والمقترحة.

المدن والإنسان

وناقش المحور الأول من الجلسات النقاشية (أنسنة المدن وصناعة الترفيه)؛ وذلك من خلال استعراض أهمية إيجاد مدن حديثة تتوفر فيها الأماكن العامة والمساحات المفتوحة التي تُعدّ متنفسًا للسكان في المدن العصرية، وكيفية العمل على تطويرها وتحسينها وفق معايير تخطيطية متطورة والتأكيد على أهمية الوصول إلى الغايات التي توفر على الإنسان مدنا ذات طابع حديث تلبي متطلباته و توفر له بيئة سكنية ملائمة نابضة بالحياة وملبية لاحتياجات السكان، من النواحي الاجتماعية والصحية و متطلبات الحياة اليومية.

و استعرضت الدكتورة حنان الجابرية المديرة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والتخطيط العمراني في الجلسة عددا من الجوانب في التخطيط العمراني الحديث وأنسنة المدن، وقدمت عرضا عن منهجية التخطيط العمراني، و التأكيد على أهمية جودة الأماكن العامة من خلال إيجاد مدن صغيرة داخل المدن الكبيرة تهدف بشكل أساسي إلى تسهيل الوصول لجميع الخدمات بسهولة ويسر؛ الأمر الذي ينعكس أثره اقتصاديًّا نتيجة سهولة الوصول للعقارات المختلفة لتلبية احتياجات المستفيدين، كما تم استعراض موضوع المدن المستقبلية التي تمثل أحد النماذج المعززة لموضوع أنسنة المدن، مثل: مدينة السُّلطان هيثم، ومسقط الكبرى، وصلالة الكبرى، ونزوى الكبرى، والتي تهدف إلى أن تكون شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وذات جودة خدمات مرتفعة، و علاقات إنسانية مُعززة داخل المجتمعات، ومعززة لصحة ورفاهية السكان.

وأشارت الجابرية إلى مبادرة "الأماكن العامة النابضة بالحياة" التي تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية وجود الأماكن العامة والمساحات المفتوحة في الأحياء السكنية، وأنسنة المدن وفق نمط حياة مستدام، والتقليل من حدة الكتل الإسمنتية في المدن، والإسهام في التنوع الاقتصادي، والعمل على التكامل مع الجهات الأخرى المعنية، وتفعيل المبادرات المشتركة في توفير الأماكن العامة للسكان.

التطوع البيئي

وناقشت الجلسة الثانية محور التطوع البيئي، حيث استعرضت منار الريامية - أخصائية جودة وخبيرة متحدثة من هيئة البيئة ـ مرتكزات التطوع البيئي، وأهمية إشراك الأفراد بالمجتمع في تبنّي هذه الثقافة، وبينت الريامية أهم الأهداف والمنجزات والتجارب الوطنية في المجال البيئي، وتجارب دول الجوار، مع تحليل الوضع الحالي ومقومات ولايات محافظة مسقط، مشيرة إلى أن رؤية عُمان 2040 تركز في مضامينها على إيجاد بيئة عناصرها مصانة وآمنة، وتكون نظمها متزنة وموارها متجددة.

وقالت: إن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة مع ضرورة إشراك المجتمع والأفراد في تبنّي القضايا البيئية، وتفعيل أدوارهم من خلال التطوع البيئي في المجالات المختلفة.

كما ناقشت الجلسة في محور التطوع البيئي الأهداف الوطنية القائمة على إيجاد أوساط بيئية ذات جودة عالية وخالية من التلوث، وإيجاد مصادر متجددة للطاقة مع ترشيد الاستهلاك ورفع سقف الوعي البيئي اللازم لتطبيق قواعد الاستهلاك والإنتاج المستدامين، إلى جانب الأهداف الوطنية التي تركز على تكوين اقتصاد أخضر يستجيب للاحتياجات الوطنية، وبيئة تحقق التوازن بين المتطلبات البيئية والاقتصادية والاجتماعية والعمل بقواعد التنمية المستدامة.

كما تم استعراض المنجزات والتجارب الوطنية الناجحة حول التطوع البيئي، وما يحققه على مستوى دعم السياحة البيئية، وحماية البيئة والمرافق والممتلكات، مع التطرق إلى المقومات الوطنية التي من شأنها أن تحافظ على البيئة الطبيعية، وتعمل على استدامة العطاء الفردي في الجانب البيئي وتشجيع الابتكار.

تبنّي الأفكار

وبعد استعراض محاور الجلستين، تم تقسيم المشاركين من الشباب و الأكاديميين والمختصين، إلى مجموعات، لوضع توصياتهم ومقترحاتهم حول (أنسنة المدن) و (التطوع البيئي)، حيث صاغ المشاركون عددا من الأفكار والمقترحات الهادفة بما يخص المدن و التطوع البيئي.

وقد تركزت آراء ومقترحات الشباب التي سيتم تدارسها و اتخاذ التوصيات بشأنها على ضرورة تعزيز الجوانب الترفيهية في إحياء محافظة مسقط، و التوسع في المشاريع الخاصة بأنسنة المدن، ووضع الحلول لسكن العمال وسط الاحياء السكنية، وإيجاد احياء تتمتع بتواصل مجتمعي بين سكان الحي الواحد، و العمل على مد مزيد من جسور التواصل بين أفراد المجتمع.

وفيما يخص الجانب البيئي فقد أكد المشاركون على ضرورة أن يساهم المجتمع مع الجهات الحكومية في تعزيز الجوانب البيئية والحفاظ على المشاريع البيئية والمساهمة في الحملات التطوعية من خلال إيجاد حلقة تواصل بين المجتمع والجهات الرسمية لإشراكهم في الحملات التطوعية، والحث على إيجاد مساحات تعنى بالحفاظ على البيئة وسط الأحياء السكنية.

وتستكمل الجلسات الحوارية أعمالها غدًا الأربعاء لمناقشة محور الفرص الاستثمارية وأهمية تمكين بيئة رواد الأعمال للتنافسية وإيجاد الفرص الممكنة للاقتصاد وتوليد المشاريع، كما سيناقش ضمن الجلسات محور التقنية والابتكار، بهدف إبراز أهمية أدوار تكنولوجيات المعلومات والابتكار المعلوماتي عند تخطيط وتنفيذ المشاريع، مع استخراج الأفكار ومناقشة التحديات والفرص بالمحافظة من وجهة نظر الشباب المشاركين في جلسات المحاور.

أقيمت الجلسات الحوارية بحضور سعادة أحمد بن حمد الحميدي رئيس بلدية مسقط، وبعض الأعضاء المكرمين من مجلس الدولة، وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى، وأصحاب السعادة الولاة، وأعضاء المجلس البلدي، وممثلي الجهات الحكومية، وعدد من أبناء محافظة مسقط.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأماکن العامة التطوع البیئی محافظة مسقط أنسنة المدن على أهمیة من خلال

إقرأ أيضاً:

تقرير سويسري يحدد المدن الأغلى وعادات الإنفاق لدى أثرياء العالم

كشف تقرير صادر عن بنك "جوليوس باير" السويسري عن المدن الأغلى في العالم، وعادات الإنفاق لدى أثريا العالم، مشيراً إلى أن سنغافورة تصدرت القائمة وصُنفت أغلى مدينة للأثرياء.

ويتضمن التقرير الذي يصدر للسنة الرابعة على التوالي مكونين: مؤشر أسعار يتضمن تكاليف حوالي 20 منتجا وخدمة فاخرة في 25 مدينة رئيسية، وخدمات مثل رحلات رجال الأعمال، والساعات، والتعليم الخاص، والتكنولوجيا، واستطلاع رأي أُجري بين الأثرياء لفهم أولوياتهم فيما يتعلق بالاستهلاك والاستثمار.

ولفت التقرير إلى أنه في طاع الأسعار، يُظهر مؤشر "تكلفة المعيشة" للأثرياء لأول مرة انخفاضًا في الأسعار بالدولار بنسبة 2% - وهو رقم غير مألوف، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية والتباطؤ الاقتصادي والنزاعات التجارية.

ويعزى هذا الانخفاض بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار المنتجات (-3.4%)، وخاصةً المنتجات التكنولوجية، بينما انخفضت أسعار الخدمات بمعدل معتدل (-0.2%).

من حيث المدن، لا تزال سنغافورة تتربع على عرش أغلى مدن العالم للأثرياء، تليها لندن التي صعدت إلى المركز الثاني. يليها في الترتيب: هونغ كونغ، موناكو، زيورخ، ودبي التي تتقدم بثبات إلى المركز السابع. أما بانكوك وطوكيو، فقد برزتا بقفزتيهما ستة مراكز لكل منهما إلى المركزين الحادي عشر والسابع عشر على التوالي.



جغرافيًا، يقع أكثر من نصف أغلى عشر مدن في العالم فيما يُعرف بمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا (EMEA)، وهي اختصار لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا. وتتصدّر لندن القائمة، لكن مدنًا مثل زيورخ وموناكو ودبي تتميز أيضًا بالفخامة. وشهدت باريس أكبر ارتفاع في الأسعار في المنطقة، مدفوعًا بتكاليف السفر والإقامة، كما ارتفعت تكلفة التعليم الخاص في لندن بعد التغييرات التنظيمية.

وكشف الجزء الثاني من استطلاع أسلوب الحياة عن توجه شبه عالمي: فالأثرياء لا يطمحون فقط إلى حياة كريمة، بل إلى إطالة أعمارهم.

وأفاد 87% من أثرياء أمريكا الشمالية و100% من أثرياء آسيا باتخاذهم خطوات ملموسة لإطالة أعمارهم، جسديًا وماليًا: بدءًا من تبني نمط حياة صحي ووصولًا إلى استكشاف تدخلات مبتكرة مثل العلاج الجيني والعلاج بالتبريد.

في الوقت نفسه، أصبح طول العمر المالي مصدر قلق بالغ، حيث أشار معظم المشاركين إلى أنهم سيغيرون استراتيجياتهم في إدارة ثرواتهم إذا ارتفع متوسط العمر المتوقع.

بشكل عام، يؤكد التقرير التحول المستمر من الاستهلاك المادي إلى التجارب. فبينما تراجع الإنفاق على السلع الفاخرة، لا يزال الطلب على المطاعم الفاخرة والسفر الفريد والتجارب الشخصية قويًا. ويعكس هذا تطورًا أوسع في تعريف الأفراد ذوي الثروات الكبيرة للرفاهية، مع تركيز متزايد على أسلوب الحياة والرفاهية والتجارب القيّمة بدلًا من الممتلكات.

مقالات مشابهة

  • قوات "الأمن البيئي" تضبط 4 مقيمين لاستغلالهم الرواسب في المنطقة الشرقية
  • برنامج "حكايا الشباب" يستعرض في يومه الأول التحديات التي تواجه الرياضيين
  • تقرير سويسري يحدد المدن الأغلى وعادات الإنفاق لدى أثرياء العالم
  • رفض قانون الحشد أسبابه عقائدية.. نائب يحملّ رئاسة البرلمان مسؤولية تعطل انعقاد الجلسات
  • وظيفة قيادية شاغرة / تفاصيل وروابط
  • طلبة دولة قطر يناقشون الهوية الثقافية في البرلمان العربي للطفل بالشارقة
  • إغلاق كلي للطريق المحاذي لإشارات طريق دوحة الأدب
  • تعلن نيابة ومحكمة غرب الأمانه أن على المتهمين المذكورة اسماؤهم الحضور إلى جلسات المحكمة
  • الليرة التركية تحت الضغط إثر تراجع سعر الصرف والتوسع النقدي
  • مشاورات سياسية في ترهونة.. وخوري تؤكد دعم البعثة لإنهاء الانقسام