بعد كسر الهدنة.. محلل سياسي يكشف تأثيرات الحرب الإسرائيلية على غزة (فيديو)
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
كشف عبد الهادي مطاوع، المحلل السياسي الفلسطيني، عن تأثيرات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي بدأت عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.
"القسام" تعلن تدمير 28 آلية عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة وزير العدل الفلسطيني: عدوان إسرائيل على غزة "جريمة حرب" (فيديو) أين المفر؟وقال "مطاوع" في اتصال هاتفي على فضائية "اكسترا نيوز" اليوم الاثنين، إن تأثيرات هذه الحرب ستستمر لسنوات طويلة، والمواطن الفلسطيني في قطاع غزة الآن لا ينظر إلا لسؤال واحد وهو "أين المفر؟".
وأضاف أن إسرائيل لا توقفها أي جهة سواء مجتمع دولي أو الولايات المتحدة أو غيرهما، لذلك مازالت مستمرة في طغيانها وحرب الإبادة التي تشنها على أهالي القطاع.
خرق الهدنة الإنسانيةوأوضح أن ما قامت به مصر منذ بداية حرب الإبادة مكنها من دعم صمود الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى أن إسرائيل بذلت كل ما تستطيع من أجل خرق الهدنة الإنسانية ومحاولات وقف إطلاق النار الشامل، ومن ثم التحول مباشرة لاستكمال مذابحها وجرائمها التي تشنها على الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أنه من الواضح أن إسرائيل لديها قرار ليس فقط على مستوى الحكومة والجيش بل أيضا على مستوى الشارع الإسرائيلي يهدف بشكل رئيسي إلى قتل الفلسطينيين، وكأن إسرائيل تريد معاقبة الشعب الفلسطيني عما حدث لها من تقصير في الحكومة الإسرائيلية أو الجيش الإسرائيلي دون النظر إلى كل السنوات الماضية التي عانى بها الفلسطينيين من بطش هذا الاحتلال وانتهاكاته.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة غزة الشعب الفلسطيني قطاع غزة المحلل السياسي الفلسطيني الحرب الإسرائيلية على غزة حرب الإبادة الحرب الإسرائيلية أن إسرائیل
إقرأ أيضاً:
حرب غزة التي لم تنته
لا شيء في غزة يشير إلى أن الحرب انتهت عدا اللغة الدبلوماسية الباردة التي اختارت أن تطلق على ما يجري اسم «اتفاق سلام» أو«وقف إطلاق نار». الواقع على الأرض يقول شيئا آخر تماما، قصف مستمر رغم أن البعض يطلق عليه اختراق للاتفاق، وحصار خانق لا ينتبه له الكثيرون، ومعاناة إنسانية تتفاقم كل يوم مع دخول الشتاء، فيما يتراجع الاهتمام الدولي خطوة بعد أخرى، كأن العالم قرر أن يُغلِق الملف لمجرد أن نصا «للسلام» وقع في شرم الشيخ.
لا يوجد أي نوع من أنواع «السلام» في المخيمات العشوائية التي انتشرت على طول القطاع وعرضه، مجرد خيام متهالكة تغرق في مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي. ينام الأطفال بملابس مبللة، والمرضى بلا دواء. وجميع الأسر بلا مأوى إلا بطانيات متهالكة ورطبة وبعض خبز جاف.
ورغم أن المنظمات الدولية تتحدث بصوت واضح عن استمرار المجاعة، وتفشّي الأمراض والأوبئة، وعن نظام صحي منهار لا يستطيع التعامل مع أبسط الطوارئ إلا أن أحدا لا يكاد يصغي لكل هذا، ولا حديث إلا عن اتفاق السلام «الهش» وما يعتريه بين حين وآخر من اختراقات إسرائيلية! لكن الحقيقة لا أحد يراها أو يريد أن يراها أن الوضع ما زال مستمرا إلى حد كبير.. الهجمات مستمرة، والشهداء يسقطون كل يوم، والجوع مستمر، وغزة كلها من شمالها إلى جنوبها مكشوفة أمام الشتاء القارص. لا يوحي هذا المشهد أن غزة دخلت «مرحلة ما بعد الحرب».. ما زالت الحرب مستمرة بطريقة أو بأخرى. الذي تغير فقط أن الضمير العالمي يعتقد أنه أدى ما عليه وتم توقيع اتفاق «للسلام» حتى لو كان ذلك على الورق فقط أو في بعض وسائل الإعلام.
أما الاحتلال الإسرائيلي فما زال يتحكم في إيقاع الحياة والموت في غزة؛ يتحكم في المعابر، ويحدد عدد الشاحنات التي تدخل، ونوعية المساعدات المسموح بها، ولم يتحول الاتفاق إلى آلية لتدفق المساعدات وتحول في كثير من الأحيان إلى غطاء سياسي يتيح استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على القطاع مع قدر أقل من الضجيج الإعلامي.
تقع المسؤولية إضافة إلى إسرائيل على الدول التي رعت الاتفاق وقدّمت نفسها ضامنة لوقف إطلاق النار الذي لم يتحقق وفق ما تم الاتفاق عليه. وعلى هذه الدول أن تعود مرة أخرى إلى الضغط على إسرائيل وتغير من مستوى اللغة المستخدمة التي تبدو أقرب إلى إدارة أزمة طويلة الأمد منها إلى مواجهة انتهاك سافر للقانون الدولي الإنساني.
والعالم الذي ملأ الشوارع باللافتات المطالبة بوقف الحرب لا يمكن أن يكتفي الآن بالقول إن «اتفاق سلام» وُقِّع وإن الملف في طريقه إلى الإغلاق. إذا كان لوقف إطلاق النار معنى حقيقي، فهو أن يتوقف القتل بالكامل، وأن تُرفَع القيود عن الغذاء والدواء والوقود، وأن تُحمى المستشفيات والمدارس ومخيمات النزوح.
ما ينبغي أن يُقال بصراحة هو أن ترك غزة في هذا الوضع، بعد كل ما شهدته من تدمير وتهجير هو استمرار للتواطؤ الذي بدأ مع بداية الحرب. وأن محاولة تكريس فكرة أن غزة في مرحلة ما بعد الحرب هو وصف تجميلي لحرب ما زالت متواصلة بأدوات أقل صخبا، لكن بالوحشية نفسها.