لجريدة عمان:
2025-12-11@02:05:08 GMT

قمة الدوحة الخليجية وتحديات المرحلة

تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT

مع ظهور هذا المقال تكون القمة الرابعة والأربعون لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة القطرية الدوحة قد أنهت أعمالها بصدور البيان الختامي الذي سوف يشكل عمل المجلس في المرحلة القادمة.

الاثنين الماضي نظمت الأمانة العامة لمجلس التعاون وتلفزيون قطر سهرة تلفزيونية بمشاركة عدد من المفكرين وقادة الرأي والإعلاميين والمبدعين، وكان الحوار يدور حول أهمية تعزيز دور مجلس التعاون الخليجي في مرحلة التحديات الحالية، وهي تحديات كبيرة خاصة على الصعيد الجيوسياسي.

أجمعت تلك الكوكبة الخليجية من خلال النقاش والحوار الذي امتد لساعات في استوديو خاص بحديقة متحف الفن الإسلامي الجميلة في الدوحة، على أن مصير المنطقة واحد، وأن الجغرافيا والتاريخ المشترك، وكل ما يجمع أبناء هذه المنطقة يحفز على مزيد من التنسيق والوحدة والتكامل الاقتصادي وبناء الهوية الوطنية من خلال جملة من الخطوات الجادة لعل من أهمها التنسيق في مجالات القوة الناعمة التي تعد إحدى الأدوات القوية التي تملكها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة القوة الاقتصادية والدبلوماسية والحوار وتقديم المنطقة كمنطقة السلام والتسامح وحل الأزمات الإقليمية من خلال فلسفة الدبلوماسية.

إن مجلس التعاون الخليجي يواجه جملة من التحديات، خاصة على الصعيد السياسي ومستقبل المنطقة في ظل الصراعات والحروب وفي مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي، وما يدور من أحداث مؤلمة في قطاع غزة، وفي عموم فلسطين المحتلة. كما أن التحديات في مجال التقنية ومستقبل الأجيال الجديدة والثورة الصناعية الرابعة وقضايا الهوية الوطنية والتدفق السريع للمعلومات من خلال شبكات التواصل الاجتماعي علاوة على الأمن الجماعي للدول الست كلها تحديات طرحت خلال تلك الندوة القيمة من خلال رؤية مشتركة تحلل أهمية الانتقال بالعمل الخليجي المشترك إلى مستوى أكبر قياسًا بتلك التحديات.

لقد صمد مجلس التعاون الخليجي في مواجهة تحديات كبيرة خلال العقود الأخيرة، منها الحرب العراقية ـ الإيرانية، والاجتياح العراقي لدولة الكويت والغزو الأمريكي للعراق وحتى على الصدمات النفطية، وأخيرًا الأزمة الخليجية وحرب اليمن، والآن المواجهة الاستراتيجية بين المقاومة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي. ومن هنا، فإن هناك حاجة لمزيد من اللحمة الواحدة والتنسيق في المواقف السياسية وتحصين الهوية الوطنية والحرص على خطاب إعلامي موضوعي وشفاف يتماشى مع تحديات المرحلة.

إنَّ الرؤى الخليجية متطابقة في كثير من القضايا، وهناك تطور نوعي على صعيد التعاون الاقتصادي وفي مجال التعليم وفي مجال ربط الكهرباء والماء وفي توحيد عدد من التشريعات والقوانين، ومع ذلك هناك طموحات كشف عنها حوار الدوحة التلفزيوني من خلال جملة من الأمور التي تحتم على الدول الخليجية أن تكون حاضرة فيها من خلال استثمار رجال الفكر والعلم والباحثين ومراكز البحوث الاستراتيجية للوصول إلى رؤية مشتركة حول جملة الأهداف الوطنية لدول مجلس التعاون الخليجي.

إن نسبة السكان من الشباب في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عالية، تقترب من ستين بالمائة، وهناك تحديات حقيقية أمام الأجيال الجديدة في مجال التحكم في المعلومات المضللة المتدفقة من منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تشكل هاجسًا للتربويين وقيادات المجتمع المدني، ومن هنا، فإن المشهد الخليجي يحتاج إلى جهود كبيرة في مجالات حيوية تعد جزءًا من الاستراتيجية الأمنية والوطنية وكسياج لحماية الأجيال الجديدة.

لقد أصبح مجلس التعاون الخليجي قوة سياسية واقتصادية مهمة على الصعيد الدولي، وهناك تأثير سياسي كبير لهذا التكتل الخليجي خاصة على الصعيد الاقتصادي في ظل الموقع الاستراتيجي للمنطقة، حيث البحار المفتوحة ووجود أحد أهم الممرات البحرية وهو مضيق هرمز، حيث يتم تصدير الطاقة إلى الغرب والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى في آسيا، كما أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تقود وساطات مهمة لإيجاد حلول سياسية وخفض التصعيد كما حدث مع الدبلوماسية العمانية في الملف النووي الإيراني، وتجنيب المنطقة مخاطر الحرب وعدم الاستقرار بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، ونرى الآن الدور المحوري لدولة قطر الشقيقة على صعيد بذل الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، علاوة على جهود بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في عدد من القضايا الإقليمية، وفي مجال المناخ والطاقة المتجددة، وفي مجال الهيدروجين الأخضر. ومن هنا، فإن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أمام مرحلة تحديات حقيقية تحتاج إلى جملة من الخطوات، وهناك لا شك حراك سياسي وتنموي تشهده الدول الست. وتبقى القمم الخليجية محطات حيوية لتنشيط العمل الخليجي بما يعزز مكانة دول المجلس وأيضا ترسيخ مبدأ التعاون الخليجي لما يعود بالخير والتقدم والازدهار على شعوب المنطقة، وأكدت الندوة التلفزيونية في الدوحة على الترابط التاريخي والاجتماعي منذ عقود، لتظل تلك الأسس الراسخة خطوة كبيرة في مزيد من الانطلاق لأحد أهم التكتلات العربية التي تواصل النهج السياسي الموضوعي والحرص علي الدفع بالطموحات إلى الأمام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: دول مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة مجلس التعاون الخلیجی على الصعید وفی مجال من خلال فی مجال جملة من

إقرأ أيضاً:

إبرام شراكة استراتيجية بين”مجموعة يانغو” و “نون” لتوسيع نطاق خدمة التوصيل بالروبوتات ذاتية القيادة في دول مجلس التعاون الخليجي

 

أعلنت اليوم مجموعة يانغو، شركة التكنولوجيا العالمية المرموقة، عن إبرام شراكة استراتيجية مع “نون”، منصة التجارة الإلكترونية الرائدة في المنطقة، وذلك لنشر وتوسيع نطاق خدمة التوصيل بالروبوتات ذاتية التشغيل في جميع أنحاء المنطقة. تبدأ الشراكة بالتوصيل الذاتي لعملاء “نون مينتس”، مما يُعتبر نقطة انطلاق هذه التقنية من المرحلة التجريبية إلى خدمة تشغيلية مباشرة على نطاق واسع. تعكس هذه المبادرة المشتركة التزام الشركتين ببناء الجيل القادم من الخدمات اللوجستية الحضرية وتوفير الاستقلالية اليومية للعملاء في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي.

ستركز هذه الشراكة على نشر الخدمة في جميع أنحاء دبي، مع توسيع نطاقها على المدى البعيد ليشمل جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، استناداً إلى بيانات الأداء التشغيلي وآراء العملاء من مرحلة النشر والتفعيل الأولية.

​​في أول إطلاق ضمن هذه الشراكة، بدأت روبوتات يانغو أوتونومي الكهربائية بتلبية طلبات التجارة السريعة من “نون مينتس” في مجمع شوبا هارتلاند السكني، حيث أصبح بإمكان السكان الآن اختيار روبوت التوصيل من “نون مينتس” مباشرة من تطبيق “نون” عند الدفع، ومتابعة مسار الروبوت بصورة لحظية على الخريطة، وفتح الحجرة الآمنة للروبوت عند وصوله باستخدام هواتفهم الذكية. يوفر هذا خيار توصيل إضافي سلس، إلى جانب خدمات التوصيل الحالية من “نون مينتس”. يعكس هذا الإطلاق إمكانيات الاندماج السلس لتقنية التوصيل الذاتي مع شبكة نون للميل الأخير، مما يمنح العملاء طريقة سريعة ومبتكرة مدعومة بالتكنولوجيا للحصول على احتياجاتهم اليومية الأساسية.

وبهذه المناسبة، علّق علي كافل حسين، الرئيس التنفيذي للأعمال في “نون”، قائلاً: “شراكتنا مع مجموعة يانغو تتيح لنا تقديم خيار توصيل مبتكر وجاهز للمستقبل مباشرة لعملائنا. الروبوتات الذاتية تضيف طبقة ذكية ومستدامة إلى شبكة التوصيل الأخيرة لدينا. فهي تزيد قدرتنا خلال أوقات الذروة، وتساعدنا في الحفاظ على مستوى خدمة ثابت، وتقلّل الانبعاثات والازدحام، وتقدّم تجربة طبيعية لعملائنا الذين يعتمدون على الحلول الرقمية في حياتهم اليومية ”

ومن جهته، قال إسلام عبدالكريم، الرئيس الإقليمي لمجموعة يانغو الشرق الأوسط: “ننظر إلى شراكتنا مع “نون” باعتبارها خطوة استراتيجية فاعلة لدفع عجلة التوصيل الذاتي وترسيخ مكانتها كخدمة يومية موثوقة وآمنة للمجتمعات في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة. من خلال الجمع بين خبرات مجموعة يانغو الضليعة في مشهد التوصيل المدعوم بالذكاء الاصطناعي وحضور “نون” القوي في مجال التجارة الإلكترونية، سنتمكن من دعم المدن والشركات والهيئات التنظيمية في رحلتها نحو تحقيق تنقلٍ أكثر ذكاءً ومدن رقمية أكثر استدامة.”

وأضاف نيكيتا جافريلوف، الرئيس الإقليمي لشركة يانغو تك أوتونومي: “لقد أثبتت روبوتاتنا قدرتها على الأداء الموثوق على أرض الواقع في مختلف الظروف في دبي، والخطوة التالية هي تحويل هذا إلى منتج قابلٍ للتطوير يتكامل بسلاسة مع العمليات اليومية لشركائنا.”
تخطط روبوتات يانغو أوتونومي الكهربائية مساراتها بشكل مستقل، وتتجاوز العوائق، وتفسح المجال للمشاة. وبفضل تقنيات يانغو المتطورة للملاحة والتوجيه بالذكاء الاصطناعي، قطعت هذه الروبوتات أكثر من 1,500 كيلومتر من التنقل الذاتي بالكامل في تجارب توصيل سابقة بدبي، مما يثبت قدرتها على دعم عمليات التوصيل اليومية في البيئات السكنية على أرض الواقع.

تأتي هذه المبادرة استناداً إلى الموافقة المسبقة من هيئة الطرق والمواصلات بدبي، والتي أتاحت الدمج السريع والآمن للخدمة في شوارع دبي والمناطق السكنية، حيث حصلت روبوتات التوصيل ذاتية التشغيل من يانغو على التصريح بالعمل على الممرات العامة وداخل الأحياء السكنية، مما يعكس التزام دبي بتجربة وتبني حلول التنقل المبتكرة.

يدعم التعاون بين مجموعة يانغو ومنصة “نون” الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة ودبي في تعزيز التنقل الذكي، وزيادة استخدام وسائل النقل ذاتية القيادة، وخفض الانبعاثات الكربونية في المناطق الحضرية. كما يعكس تحولاً أوسع نحو إنشاء بنية تحتية رقمية قوية للمدن المستقبلية، حيث تُسهم خدمات التنقل المدعومة بالذكاء الاصطناعي في تسهيل الحياة اليومية للسكان والشركات على حد سواء.


مقالات مشابهة

  • سلطنة عُمان تُشارك في اجتماع العمل الإحصائي الخليجي بالرياض
  • اللجنة الدائمة لشؤون العمل الإحصائي لدول الخليج تعقد اجتماعها الـ13 في الرياض
  • إبرام شراكة استراتيجية بين”مجموعة يانغو” و “نون” لتوسيع نطاق خدمة التوصيل بالروبوتات ذاتية القيادة في دول مجلس التعاون الخليجي
  • الدوحة.. رئيس مجلس الشورى ونظيره القطري يوقعان مذكرة تفاهم
  • الرياض تستضيف غدًا الاجتماع الـ13 للجنة الدائمة لشؤون العمل الإحصائي لدول مجلس التعاون
  • المملكة تستضيف غدًا الاجتماع الـ13 للجنة الدائمة لشؤون العمل الإحصائي
  • "اقتصادية الدولة" تناقش "التنظيم الصناعي الخليجي"
  • السعودية.. شرط جديد للسفر لدول «مجلس التعاون»!
  • «مجلس التعاون الخليجي» يدعو إيران لااحترام سيادة دوله
  • جدل بعد انفعال جواد ظريف خلال نقاش مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي