علماء يتوصلون لطريقة علاج السرطان بتفجير نواة الخلية المصابة
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
اكتشف العلماء طريقة لتفجير "الأبواب" المؤدية إلى قلب الأورام السرطانية، وفتحها على مصراعيها أمام العلاج الدوائي.
وتعمل هذه الاستراتيجية عن طريق إطلاق "قنبلة موقوتة" على الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية المرتبطة بالورم.
تتحكم هذه الأوعية في الوصول إلى أنسجة الورم، وحتى يتم فتحها، لا تستطيع الخلايا المناعية المهندسة الدخول بسهولة إلى السرطان لمحاربته.
الجدير بالذكر أن القنبلة الموقوتة الموجودة على هذه الخلايا تعتبر مستقبل "الموت" أو مستقبلت "فاس"، وهو على شكل عقار يدعى "فاس"، وعندما يتم تنشيطه بواسطة الجسم المضاد المناسب، فإنه يؤدي إلى الموت المبرمج للخلية.
يقول العلماء في جامعة كاليفورنيا، وجامعة إنديانا، إنه حتى وقت قريب، كان عقار فاس "مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية في العلاج المناعي للسرطان".
في التجارب الأخيرة التي استخدمت نماذج الفئران، تمكن العلماء في كلية دبلن الجامعية أخيرًا من تحديد أجسام مضادة محددة، والتي عند ربطها بمستقبلات "فاس"، تؤدي بشكل فعال إلى الانهيار الذاتي.
يوضح عالم المناعة وكبير مؤلفي الدراسة جوجيندر توشير سينغ، أن "الجهود السابقة لاستهداف هذا المستقبل لم تنجح، ولكن الآن بعد أن توصلنا إلى هذه النتيجة، يمكن أن يكون هناك مسار علاجي متقدم".
ويمثل الجسم المضاد الذي يرتبط بجزء محدد من مستقبل الموت، مفتاح قتل الخلية، وبمجرد فتح البوابة المناعية هذه، يمكن لعلاجات السرطان الأخرى، مثل "كارت- تي"، الوصول إلى المزيد من أهدافها، والتي غالبا ما تكون مجمعة معا ومخفية داخل الورم.
ويعمل علاج "كارت- تي"، عن طريق برمجة خلايا الدم البيضاء الخاصة بالمريض، والتي تسمى الخلايا التائية، للارتباط بأنواع معينة من الخلايا السرطانية ومهاجمتها، ولكن تمت الموافقة على "كارت- تي" فقط لعلاج سرطانات الدم، حيث فشل في توفير نجاح ثابت ضد الأورام الصلبة.
وفي التجارب الأخيرة، طور العلماء اثنين من الأجسام المضادة المهندسة التي كانت "فعالة للغاية" في الارتباط بمستقبلات "فاس" والتسبب في انفجار الخلايا ذاتيا، وكان هذا عمليا في نماذج سرطان المبيض والعديد من خطوط الخلايا السرطانية الأخرى التي تم اختبارها في المختبر.
وإذا أمكن هندسة خلايا "كارت- تي" يوما ما لاستهداف أجزاء المستقبلات هذه في الخلايا المتجاورة أيضا، فقد يكون العلاج أكثر فعالية ضد الأورام.
عن سبوتنيك عربيالمصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
صراع سعودي - إماراتي على حضرموت ينذر بتفجير الأوضاع باليمن
وفي إطار مخططات الإحتلال والتقسيم التي يواصل تنفيذها تحالف دول العدوان السعودي - الإماراتي تسعى دول العداء هذه - وداعميها الأمريكان والبريطانيين والصهاينة - إلى الاستمرار في تنفيذ أجنداتها الاستعمارية ومطامعها التي لم ولن تتحقق إلا من خلال خلق الفوضى ودعم الفصائل المسلحة الموالية لها ضد بعضها البعض وجعلها تتناحر من وراء حجاب ليسهل تنفيذ تلك المساعي الشيطانية لدول الشر ضد اليمن أرضا وإنسانا.
ولا شك ان من ضمن أولويات تلك الأطماع والمخططات السعودية - الإماراتية هو الاستيلاء على محافظة حضرموت أكبر المحافظات اليمنية مساحة والتي تعادل مساحتها تلث مساحة اليمن كاملة، كما تعد المحافظة الأغنى بالمخزون النفطي والسمكي والمعادن الثمينة.
ووفق المعلومات الموثقة: تمتلك حضرموت موقعاً مترامي الأطراف، وتمثل 36% من مساحة اليمن، وتكتنز 70% من ثروات اليمن، وترتبط جغرافياً بمأرب وشبوة والمهرة، وتمتد إلى الحدود الدولية مع سلطنة عمان والسعودية، وتمتلك مخزوناً استراتيجياً كبيراً من النفط، إضافةً إلى إطلالتها على البحر العربي، وصولاً إلى أعالي البحار.
وبحسب مراقبين فإن هذه المقومات الطبيعية والجغرافية والطاقوية تجعل من حضرموت محطة يسيل لها لعاب دول العدوان على اليمن، أبرزها السعودية والإمارات، ومن ورائهما أميركا وبريطانيا، وهذا ما يفسر الحرب الباردة بين الإمارات والسعودية عبر خطواتهما المتوالية، وخصوصاً الأخيرة منها.
وبحسب سياسيين وعسكريين فإن ثمة تهديدات محدقة بمحافظة حضرموت، بعضها من وجهة نظر سعودية، والبعض الآخر من وجهة نظر محلية، تتلخص على النحو التالي:
التهديد الأول: الوجود العسكري الأميركي في مطار الريان وغيره من المواقع الاستراتيجية، وتردد المسؤولين العسكريين والسياسيين والدبلوماسيين الأميركيين إلى المحافظة، وهو، في اعتقاد خبراء عسكريين، من أهم التهديدات وأخطرها.
التهديد الثاني: مساعي الإمارات لتوسيع نفوذ ذراعها مايسمى ب (الانتقالي) عسكريا وسياسياً وديموغرافياً تمهيداً لإعلان فصل الجنوب عن الشمال، ولأنَّ (الانتقالي) هو الذي يحمل طموح الإمارات وأطماعها وأجندتها في السيطرة على الموانئ والمطارات والجزر الاستراتيجية في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وهو تهديد خطر أيضاً.
التهديد الثالث: التهديد السعودي بقضم حضرموت وضمّها أو في أقل الأحوال تأسيس فيدرالية حضرموت، على أن يتم تسييد الشخصيات ذات الميول الوهابي من الشخصيات ورجال المال والأعمال الحضارم الذين يحملون الجنسية السعودية لخدمة أهدافها وأطماعها التي أشرنا إليها سابقاً، وهو تهديد خطر قديم ومتجدد.
وبين تلك التهديدات تشهد محافظة حضرموت اليمنية تنافسًا حادًا بين السعودية والإمارات للسيطرة على مواردها الغنية واستراتيجيتها الجيوسياسية، فيما تشير تقارير محلية ودولية أن هذا الصراع المعقد والمشكلات الداخلية بالمحافظة سببه الأطماع المتزايدة لدول العدوان (السعودية والإمارات).
وتتميز حضرموت بأهمية استراتيجية لكل من السعودية والإمارات بالنسبة للسعودية، تعد حضرموت حيوية لأمنها القومي بفضل الحدود الطويلة التي تربطها بالسعودية، بالإضافة إلى العلاقات القبلية والاقتصادية التي تجمعها مع العديد من القبائل الحضرمية الكبيرة المقيمة في السعودية.
أما الإمارات، فقد رأت في حضرموت فرصة لزيادة نفوذها في اليمن، خاصة بعد تدخلها وعدوانها العسكري ضمن دول العدوان في عام 2015. رغم أن الإمارات لم يكن لها تاريخ طويل في حضرموت قبل هذا التدخل، إلا أنها استغلت العدوان لتعزيز وجودها السياسي والعسكري. وقد ركزت استراتيجيتها على السيطرة على السواحل والموانئ والجزر الاستراتيجية جنوب اليمن، وذلك لتعزيز نفوذها في المحيط الهندي والقرن الأفريقي. كما أنشأت الإمارات مليشيات محلية مثل مايسمى ب “قوات النخبة الحضرمية” للسيطرة على مناطق مثل المكلا، وقدمت الدعم اللوجستي والعسكري لهذه القوات لضمان ولائها وتثبيت نفوذها.
ووفق تقارير وإحصائيات فقد تبنت السعودية والإمارات استراتيجيات متعددة لتعزيز نفوذهما في حضرموت، حيث عملت كل منهما على دعم فصائل محلية وإقامة تحالفات مع القوى المؤثرة على الأرض.
في المقابل، تبنت الإمارات سياسة تهدف إلى تعزيز سيطرتها على الأرض من خلال تأسيس فصائل عسكرية محلية ذات ولاء قوي لها. وقد ركزت الإمارات على تشكيل مليشيات مثل مايسمى ب“قوات النخبة الحضرمية” التي أصبحت أداة رئيسية لفرض سيطرتها في المكلا والمناطق المحيطة.
إلى جانب ذلك، دعمت الإمارات ما يسمى ب“المجلس الانتقالي الجنوبي” الذي يرفض بشكل علني تشكيل ما يسمى ب“مجلس حضرموت الوطني” المدعوم من السعودية، ونظمت فعاليات واحتجاجات استفزازية تهدف إلى تعزيز موقفها في مواجهة النفوذ السعودي.
ويرى مهتمون بالشأن المحلي أن الخيار الأخطر في التنافس السعودي الإماراتي بحضرموت يتمثل في تصاعد التنافس بين السعودية والإمارات إلى مستوى يؤدي إلى مواجهات مباشرة بين الفصائل المدعومة من الطرفين في حال تحقق هذا السيناريو، فإن الوضع قد يتفاقم بشكل سريع، مما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الاستقرار في حضرموت واليمن ككل.
كما أن الصراع المباشر بين الفصائل المدعومة من السعودية والإمارات - بحسب مراقبين - قد يؤدي إلى انفجار الأوضاع الأمنية في المنطقة، وهو ما سيكون له تأثير سلبي على جهود تحقيق الاستقرار في اليمن.
وتؤكد معطيات الواقع أن حضرموت أصبحت ساحة للصراع الجيوسياسي بين السعودية والإمارات، مع سعي كل منهما لتعزيز نفوذهما في المحافظة دون الإهتمام بتبعات ذلك الصراع على المواطن الذي تتفاقم جراحه يوما بعد يوم بسبب العدوان الغاشم الذي اصبح يحتل مناطق الجنوب اليمني ومنها حضرموت، فقد أصبح الاحتلال السعودي الإماراتي لجنوب اليمن وشرقه أمراً واقعاً، وصارت هاتان الدولتان تعبثان بكل شيء هناك، فأعاقتا حركة الموانئ والمنشآت الغازية والنفطية والمطارات واحتلتا الجزر ورفضتا تشغيل مصافي عدن وسيطرتا على واردات النفط والغاز وتم تحويلها إلى بنوك الرياض، وأنشأتا الميليشيات المسلحة وغذّتا الصراع فيما بينها وأصبحتا تتبعان السياسة الاستعمارية نفسها التي كانت بريطانيا تتبعها أثناء احتلالها لجنوب الوطن "فرق تسد".
والمؤسف أن العالم كله يعرف جيداً حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعيشها الجمهورية اليمنية في ظل الاحتلال السعودي الإماراتي، لكن الشيء الأكثر أسفا وألما أننا نعيش في وقت بلغ الانهيار القيمي والأخلاقي أقصى مدى له، وباتت المبادئ السامية تباع وتشترى بالدولار وأصبح البعض يبرر لتواجد الإحتلال بصور عدة دون خوف من الله ولا وازع من ضمير.