علماء يقترحون بناء منازل المريخ من خرسانة حية وذاتية النمو
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
منذ عقود، كان العيش على كوكب المريخ حلمًا يظهر في أفلام الخيال العلمي. لكن اليوم، ومع هبوط العديد من المركبات على سطح المريخ، صار هذا الحلم أكثر واقعية.
ومن حين لآخر يتحدث رواد أعمال مثل إيلون ماسك عن السكن على الكوكب الأحمر، لكن كان هناك دائما تساؤل عن كيفية ذلك، حيث لا يمكن نقل مواد البناء من الأرض، لأنها ثقيلة ومكلفة جدًا.
لكنّ فريقا من جامعة تكساس إيه آند إم وجد حلًا مبتكرًا، حيث استخدم تكنولوجيا حيوية لصناعة مواد بناء حية وذاتية النمو. فبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "جورنال أوف مانيوفاكتشرينغ ساينس آند إنجنيرينغ"، يعتقد هذا الفريق البحثي أنه يمكن الاعتماد على نظام إشنات صناعي.
وتعرف الأشنة بأنها كائنات حية معقدة تتكون من علاقة تكافلية بين فطر وطحلب أو سيانوبكتيريا (بكتيريا زرقاء مخضرة)، الفطر هو الشريك المسيطر ويوفر الهيكل والمأوى، بينما يوفر الطحلب أو البكتيريا الغذاء بعملية التمثيل الضوئي.
وبحسب الدراسة، فإن سطح المريخ يحتوي على تراب وغبار وصخور في مزيج غير مناسب للبناء بمفرده، لكن يمكن ربط جزيئات التربة المريخية بواسطة مواد تفرزها تلك الكائنات الحية، هذه المواد تُحوّل التربة إلى مادة صلبة يمكن تشكيلها.
ويمكن للفطريات الخيطية، أن تنتج مواد لاصقة حيوية بشكل كبير، تتحمل الظروف القاسية على سطح المريخ (مثل الإشعاع والحرارة)، أما البكتيريا الزرقاء المخضرة فتقوم بعملية البناء الضوئي، وتنتج الأوكسجين والمغذيات اللازمة للفطريات، كما ترفع تركيز كربونات الكالسيوم (اللازمة لصلابة المادة).
ويعتقد العلماء، أن هذا النظام الحيوي هو الأفضل لحالة المريخ، لأنه ذاتي النمو، أي لا يحتاج إلى تدخل بشري مستمر، كما أنه يعمل فقط بالضوء والهواء والماء والتربة مريخية، وكلها متوافرة على المريخ.
إعلانكما أن هذا النظام يخلق مواد بناء صلبة يمكن استخدامها في طباعة المنازل والمباني والأثاث، ومن ثم لا حاجة لنقل مواد من الأرض، مما يُقلّل التكاليف بشكل هائل.
وحاليا، يعمل الفريق على صنع "حبر مريخي" باستخدام التربة المعدّلة بالكائنات الحية، يمكن أن يدخل هذا الحبر في الطابعات ثلاثية الأبعاد، ومنه يمكن طباعة الجدران والهياكل مباشرة على سطح الكوكب.
يعمل الفريق كذلك على اختبارات في بيئات شبيهة بالمريخ على الأرض، وحاليا يجري العمل على تطوير نماذج أوّلية لطباعة أبنية صغيرة، بحسب بيان صحفي رسمي من الجامعة.
استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد يساعد في بناء مستعمرات مريخية ذاتيًا، دون إرسال بشر. أما استخدام الموارد المحلية على المريخ، فهو مبدأ أساسي لاستدامة أي حياة هناك، يجعل الاستكشاف طويل الأمد للمريخ أمرًا ممكنًا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سطح المریخ
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يدمّر حي الزيتون ويُهجر سكانها قسرًا
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ قوات الاحتلال تقوم منذ ستة أيام بتسوية حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة بالأرض، مدمّرة نحو 400 منزل عبر تفجيرها بروبوتات مفخخة وقصفها بالطائرات الحربية.
وأوضح المرصد، يوم السبت، أن هذا يأتي ضمن هجوم عسكري واسع النطاق يستهدف تدمير محافظة غزة على غرار ما جرى في محافظات رفح، وخان يونس، وشمالي القطاع، والقضاء على سكانها وتهجير من ينجو منهم قسرًا، في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها ضد الفلسطينيين في القطاع.
وأضاف أنّ الهجوم العسكري على حي الزيتون، الذي بدأ في 11 أغسطس، يأتي في إطار خطة معلنة من الاحتلال لفرض سيطرته الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمالي القطاع، والذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع.
وأشار إلى أنّ قوات الاحتلال تستخدم طائرات مسيّرة من نوع "كوادكوبتر" لحصار المربعات السكنية في حي الزيتون وإجبار السكان على المغادرة تحت تهديد السلاح، فيما تتقدّم آلياتها العسكرية تحت غطاء ناري كثيف وتتمركز خلف شارع 8 وقرب مفترق "دُولة" وأرض "البرعصي" و"عليين"، منبها إلى أن ذلك دفع أكثر من 90 ألف مواطن يقطنون الحي على النزوح منه تحت القصف المكثف.
وبيّن أن فريقه الميداني، وثق استهداف قوات الاحتلال منازل عائلات "لبد"، "العايدي"، "دادر"، و"ارحيم"، ما أسفر عن استشهاد 9 مواطنين من عائلة "ارحيم".
ووثق شنّ الطائرات الحربية غارات على منازل في محيط مسجد "بلال بن رباح"، شملت منازل عائلات "دلول" و"النعسان" ومقر شركة "السكسك"، إضافة إلى عمارات "كحيل" و"شهد" و"صيام"، وقصفت منزلًا لعائلة "الحصري" قرب مسجد "الفاروق"، ما أدى إلى استشهاد 4 مواطنين.
وأفاد بأنّ قوات الاحتلال فجّرت عشرات المنازل في شارع 8 وبداية منطقة "حسن البنا"، واستهدفت خيام نازحين من عائلة "حنيدق"، ما أسفر عن استشهاد 7 مواطنين.
كما استهدف عدة منازل في محيط "الكلية الجامعية"، ومدرستي "الفلاح" و"عين جالوت"، ومركز إيواء تابع للأوقاف في شارع "البساتين" ما أوقع 8 شهداء، بالإضافة إلى منزل عائلة "أبو دف" الذي أسفر قصفه عن استشهاد 12 شخصًا.
وبيّن المرصد أنّ القصف المدفعي والجوي ما يزال مستمرًا على مناطق "حسن البنا" و"المصلّبة" و"الكلية الجامعية" و"النديم" وشارع المدارس، مع وجود جثامين لمدنيين قتلوا في غارات إسرائيلية في الطرقات قرب مدرسة "عين جالوت" ومسجد "بدر"، تعذر انتشالهم بسبب استمرار القصف.
ولفت إلى أن الطائرات الإسرائيلية قصفت عمارة "الحويطي" في البلدة القديمة قرب مسجد "كاتب ولاية"، ما أسفر عن استشهاد سيدة وطفلتها، إلى جانب استهداف أرض فارغة قرب المسجد.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنّ تدمير نحو نصف منازل حي الزيتون لم يُبرَّر بأي ضرورة عسكرية، إذ لم تُسجَّل اشتباكات مسلحة في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
وأشار إلى أنه جرى استخدام وسائل تفجير آلية وروبوتات مفخخة بشكل واسع ومنهجي بعد إخلاء المنازل من سكانها، ما يؤكد أن الغاية من العملية ليست تحقيق هدف عسكري مشروع، بل استهداف مقومات الحياة الفلسطينية ودفع السكان نحو التهجير القسري.
وشدّد على أنّ ما يجري في حي الزيتون، أكبر أحياء مدينة غزة مساحة، يندرج ضمن سياسة إسرائيلية منهجية تهدف إلى استكمال جريمة الإبادة الجماعية ومحو المدن الفلسطينية من خلال التدمير الشامل للمنازل والبنية التحتية وإزالة مقومات الحياة الأساسية.
ودعا المرصد المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات إنفاذ القانون الدولي، إلى التدخل العاجل لوقف المجازر، وضمان حماية المدنيين، ومساءلة قادة الاحتلال عن الجرائم المروعة المرتكبة بحق السكان.
وحذّر من أنّ استكمال الاحتلال عدوانه وتوسعه لإحكام السيطرة العسكرية التامة على محافظة غزة ينذر بارتكاب مذابح جماعية غير مسبوقة بحق المدنيين، ويقضي نهائيًا على ما تبقى من جهود الاستجابة الإنسانية المتهالكة أصلًا.
وأكد أن هذا التصعيد، في حال تنفيذه، سيكرّس فصلًا غير مسبوق من الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تُرتكب على مرأى من المجتمع الدولي الذي يواصل توفير الغطاء السياسي والمالي والعسكري لمرتكبيها، ما يجعل المجازر القادمة أفعالًا معلنة سلفًا، لا باعتبارها تطورات ميدانية مفاجئة، بل نتيجة محسوبة لسياسة رسمية وعلنية، يتحمّل المجتمع الدولي مسؤوليتها الكاملة بصمته وتخاذله، وتواطؤ العديد من الدول بشكل مباشر.
وحثّ المرصد الأورومتوسطي الدول والكيانات على ممارسة جميع الضغوط الممكنة على "إسرائيل" لإجبارها على التوقف عن تنفيذ جريمة التجويع، والدفع فورًا باتجاه استعادة الوصول الإنساني ورفع الحصار الإسرائيلي غير القانوني عن قطاع غزة، باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بوقف التدهور الإنساني المتسارع وضمان دخول المساعدات الإنسانية والبضائع، في ظل الخطر الوشيك بحدوث مجاعة.
ودعا إلى ضمان إنشاء ممرات إنسانية آمنة بإشراف الأمم المتحدة لضمان وصول الغذاء والدواء والوقود إلى جميع مناطق القطاع، مع نشر مراقبين دوليين مستقلين للتحقق من الامتثال، وضمان إعادة تأهيل القطاعين الزراعي والحيواني في غزة بأسرع وقت ممكن، كجزء من جهود الإغاثة الطارئة والتعافي على المدى الطويل.
وطالب جميع الدول، منفردة ومجتمعة، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والتحرك العاجل لوقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة بأفعالها كافة، واتخاذ جميع التدابير الفعلية لحماية الفلسطينيين المدنيين هناك، وضمان امتثال "إسرائيل" لقواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية، وضمان مساءلتها ومحاسبتها على جرائمها ضد الفلسطينيين.
ودعا أيضًا إلى تنفيذ أوامر القبض التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الاحتلال ووزير جيشه السابق في أول فرصة وتسليمهم إلى العدالة الدولية، ودون إخلال بمبدأ عدم الحصانة أمام الجرائم الدولية.