من القبة الحديدية إلى مقلاع داود.. كم تكلف أنظمة الدفاع الإسرائيلي؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
قال جيش الاحتلال الإسرائيلي في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إن أكثر من 11 ألف صاروخ أُطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ بدء العدوان على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبرز سلاح الصواريخ أحد أهم الأسلحة التي تمتلكها كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- وفصائل المقاومة الأخرى ضد الاحتلال.
وتستخدم إسرائيل في التصدي لصواريخ المقاومة 3 أنظمة متكاملة للدفاع الجوي؛ وهي:
القبة الحديدية. نظام أرو (السهم) مقلاع داود.وهذه المنظومات ذات أبعاد مختلفة، فبعضها يستخدم لصد الصواريخ قصيرة المدى، وأخرى للصواريخ المتوسطة، أو بعيدة المدى.
وتكلف هذه الأنظمة الميزانية الإسرائيلية مبالغ طائلة من المال، وهو ما سنعرفه في هذا التقرير.
القبة الحديديةتستخدم إسرائيل نظام "القبة الحديدة" أو "كيبات برزيل" بالعبرية لاعتراض الصواريخ التي تطلقها فصائل المقاومة الفلسطينية، ردا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.
والقبة الحديدية عبارة عن سلسلة من البطاريات التي تستخدم الرادارات لاكتشاف الصواريخ قصيرة المدى واعتراضها، وتحتوي كل بطارية على 3 أو 4 قاذفات و20 صاروخا من نوع "تامير"، ورادار يتحكم بمسار الصاروخ، وفقا لشركة "رايثيون"، عملاق الدفاع الأميركي الذي يشارك في إنتاج النظام بالتعاون مع شركة رافائيل الدفاعية الإسرائيلية، حسب ما ذكرت مجلة "تايم" مؤخرا.
وبمجرد أن يكتشف الرادار صاروخا معاديا، يحدد النظام ما إذا كان الصاروخ متجها نحو منطقة مأهولة بالسكان أو لا، فإن كان الأمر كذلك، فإن القبة تطلق صاروخا لاعتراض الصاروخ المهاجم وتدميره في الجو، وإذا حدّد النظام أن الصاروخ يتجه إلى منطقة مفتوحة أو إلى البحر، فإنه يسمح له بالمرور.
ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على عدد بطاريات القبة الحديدية المنتشرة حاليا، لكن بداية من2021، كان لدى إسرائيل 10 بطاريات منتشرة في جميع أنحاء البلاد، كل منها قادرة على الدفاع عن منطقة تبلغ مساحتها 60 ميلا مربعا (155 كيلومترا مربعا)، وفقا لشركة رايثيون.
ما مدى دقة وفعالية القبة الحديدية؟
هي فعالة بنسبة 90% تقريبا، وفقا لشركة رافائيل، ولكن يمكن التغلب عليها إذا أُطلق عدد كبير من الصواريخ في الوقت نفسه، مما يسمح لبعضها بالمرور كما حدث مرات كثيرة أثناء الحرب.
التكلفة المادية للقبة الحديدية على الخزينة الإسرائيليةالتكلفة الإجمالية لتطوير النظام وتصنيعه ونشره وصيانته غير معروفة، لكن من المحتمل أن تصل إلى مليارات عدة حسب ما ذكرت منصة "أكسيوس".
وتقدر تكلفة إنتاج البطارية الكاملة بنحو 100 مليون دولار، في حين تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراضي حوالي 50 ألف دولار، وفقا لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية.
وخصصت الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما في ذلك نحو 3 مليارات دولار للقبة الحديدية، وفقا لخدمة أبحاث الكونغرس الأميركي.
واستثمرت الولايات المتحدة بكثافة في النظام، وساعدت في دفع تكاليف تطويره وتجديده خلال أوقات القتال.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن مؤخرا، إنه سيطلب من الكونغرس 14.3 مليار دولار مساعدات عسكرية لإسرائيل.
وسيساعد جزء كبير منها في تطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي، وقال بايدن -أيضا- "إننا نعمل على زيادة المساعدات العسكرية الإضافية لإسرائيل، بما في ذلك الذخيرة والصواريخ الاعتراضية لتجديد القبة الحديدية".
وقال الجيش الإسرائيلي، إن حوالي 11 ألف صاروخ وطائرة دون طيار أُطلقت على إسرائيل من غزة وجبهات أخرى، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وإذا استثنينا منها 2000 صاروخ لم تُعترض بواسطة القبة الحديدة لسقوطها في مناطق مفتوحة وغير مأهولة -حسب ما ذكرت وكالة أنباء رويترز-، فإن الباقي يساوي 9 آلاف صاروخ تم اعتراضها، أو محاولة اعتراضها بواسطة القبة الحديدية.
وإذا ضربنا هذا الرقم بـ 50 ألف دولار تكلفة صاروخ الاعتراض الواحد؛ فإن الرقم الكلي يبلغ 450 مليون دولار ثمن الصواريخ فقط.
ومع إضافة الكلفة التشغيلية لهذه الصواريخ، بما في ذلك تكاليف نقلها وتحميلها والأفراد القائمين على خدمتها وتلقيمها وإطلاقها، وغيرها من التكاليف التشغيلية؛ فإن الرقم سيرتفع بشكل كبير.
ويكفي أن نعلم أن تكلفة الصاروخ الواحد الذي تطلقه حركة حماس لا يتجاوز مبلغ 600 دولار فقط، ومن ثم فهي أقل تكلفة بحوالي 100 مرة من تكلفة صواريخ القبة الحديدية الاعتراضية.
هكذا إذا أطلقت حماس 11 ألف صاروخ فقط، فإن التكلفة ستكون 6.6 ملايين دولار.
وتُظهر صواريخ المقاومة بوضوح شديد أن أفضل أنظمة الدفاع الجوي يمكن هزيمتها إذا تغلب عليها عدد التهديدات التي يتعين عليها مواجهتها في الوقت ذاته.
مقلاع داود.. الصاروخ الواحد يكلف مليون دولارمقلاع داود، هو أحد الأنظمة المتقدمة لاعتراض الصواريخ الباليستية، وصواريخ كروز، وهذا النظام الذي تنتجه شركة رافائيل الإسرائيلية بالتعاون مع شركة رايثيون الأميركية قادر على اعتراض الصواريخ والقذائف التي يصل مداها من 40-300 كيلومتر (25-185 ميلا)
ودخل النظام الخدمة الفعلية في إسرائيل منذ 2017، ويشكل الطبقة الوسطى من قدرات الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، التي تشمل -كذلك- القبة الحديدية قصيرة المدى، ومستوى أعلى من نظام الدفاع الصاروخي "السهم"، التي تهدف إلى الاشتباك مع الصواريخ الباليستية طويلة المدى.
وعلى الرغم من أن النظام يعمل منذ حوالي 6 سنوات، فإنه لم ينفذ أول اعتراض له على أرض الواقع إلا في شهر مايو/أيار الماضي، عندما أسقط صاروخا أُطلق على تل أبيب من قطاع غزة، وأُسقط صاروخ آخر أُطلق على القدس من غزة بواسطة مقلاع داود في الشهر ذاته.
واستُخدم النظام مرة أخرى خلال الحرب الحالية، حيث أُسقط صاروخ طويل المدى أُطلق من غزة على شمال إسرائيل، في بداية المعركة.
ويكلف الصاروخ الواحد من هذا النظام مليون دولار أميركي، ولا يُعرف على وجه الدقة عدد المرات التي استُخدم فيها هذا النظام، لكن اسرائيل اعترفت باستخدامه مرة واحدة على الأقل خلال عداونها الحالي على قطاع غزة.
نظام السهمأُنتج نظام الدفاع الصاروخي "السهم" من شركة صناعات الطيران الإسرائيلية بالتعاون مع وكالة الدفاع الصاروخي الأميركية، ويعدّ الطبقة العليا من الدفاعات الجوية الإسرائيلية متعددة الطبقات، ويركز على اعتراض الصواريخ الباليستية المهاجمة، ويتكون من نوعين من الصواريخ الاعتراضية؛ وهما: السهم 2، والسهم 3.
ويهدف نظام" السهم 3″ الأكثر تقدما إلى الدفاع ضد التهديدات الصاروخية طويلة المدى، بينما يهدف نظام "السهم 2" إلى الدفاع ضد التهديدات متوسطة المدى.
واستخدمت إسرائيل صاروخ السهم 3 لإسقاط صاروخ باليستي قادم من اليمن يوم 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وهو أول استخدام عملي لهذا النظام.
أما نظام السهم 2 فاستُخدم لأول مرة في 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أن اعتراض السهم 2 لصاروخ آخر قادم من اليمن حدث خارج الغلاف الجوي على ارتفاع حوالي 60 ميلا، مما يجعلها أول حالة قتال في الفضاء.
وتبلغ تكلفة صواريخ الاعتراض السهم1، والسهم 2 حوالي 1.5 مليون دولار، ومليوني دولار على التوالي.
تكاليف هائلة على الميزانية الإسرائيليةإن التكلفة الضخمة لأنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية تزيد من الضغط الذي تعاني منه الميزانية الإسرائيلية بشدة نتيجة الحرب التي تشنها تل أبيب على قطاع غزة، وكل صاروخ تطلقه حماس – سواء نجحت القبة الحديدية في اعتراضه أو أخفقت- يزيد من تكلفة الحرب التي ينبغي للخزينة الإسرائيلية تحملها.
وسجلت الموازنة في إسرائيل خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عجزا بقيمة 23 مليار شيكل (6.14 مليارات دولار)، في وقت أعلنت فيه إسرائيل أنها استدانت نحو 30 مليار شيكل (8 مليارات دولار) منذ بدء الحرب.
وقال بنك الاستثمار "جيه.بي مورغان"، إن حرب إسرائيل على غزة ستؤدي إلى عجز أكبر من المتوقع في ميزانية العام المقبل، مضيفا أن التكلفة ستؤدي إلى قفزة كبيرة في الميزانية.
وقال محللو البنك، إنهم يتوقعون أن يتسع عجز ميزانية الحكومة إلى حوالي 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي في 2023 و2024.
ويمكن أن تصل نسبة الدين الحكومي إلى 63% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول نهاية 2024 مقارنة بـ 57.4% قبل الحرب.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على موازنة ملحقة "غير مسبوقة" بقيمة 8 مليارات دولار لتلبية احتياجات الحرب، وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الحكومة صادقت على ميزانية جديدة للدولة بمبلغ 30 مليار شيكل (نحو 8 مليارات دولار) حتى نهاية العام الحالي فقط لتمويل نفقات الحرب.
وتوقع محافظ بنك إسرائيل (البنك المركزي) أمير يارون أن تبلغ تكاليف الحرب على قطاع غزة نسبة 10% من الناتج المحلي الإجمالي، أي ما يعادل 52 مليار دولار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الماضی الدفاع الصاروخی اعتراض الصواریخ القبة الحدیدیة ملیارات دولار أنظمة الدفاع على قطاع غزة ملیون دولار هذا النظام مقلاع داود السهم 2
إقرأ أيضاً:
إنهم يقتلون عمّال النظافة!
في ساعة متأخرة من ليل السادس من ديسمبر الجاري خرج زياد نعيم أبو داود ليؤدي عمله الذي أتقنه طوال حياته: تنظيف المدينة من مخلفاتها، ومن بقايا العابرين، ومما تتركه الأيام بلا اكتراث. كان يقف أمام حاوية قمامة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل بالضفة الغربية، حين أطلق عليه جندي إسرائيلي مستهتر النار بدم بارد. كان أبو داود - لسوء طالعه - من «الأغيار» الذين لُقِّن الجندي في عقيدته العسكرية وتدريباته الميدانية أنهم سيئون، وغير مرئيين، ولا دية لهم. ولهذا أيضا مُنِعت طواقم الإسعاف من الاقتراب من عامل النظافة الذي ظل ينزف حتى الموت.
ذات يوم قال مارتن لوثر كينج (الذي قُتِلَ هو الآخر بدم بارد) إنه «إن كان الرجل مدعوًّا ليكون كناسًا في الشوارع، فعليه أن يكنسها كما رسم مايكل أنجلو، وكما ألّف بيتهوفن، وكما كتب شكسبير»، في تأكيد منه على أن مهنة عامل النظافة لا تقل أهمية عن عمل المبدعين. ولا أظن زياد أبو داود إلا تجسيدا لهذه العبارة، فقد روت عائلتُه لقناة الجزيرة بعد يوم من استشهاده أنه كان -عندما تلقى رصاص الجندي - في اليوم الأول من دوامه بعد إجازة، وإنه يعمل في بلدية الخليل منذ خمسة وعشرين عامًا، كان فيها مثالًا للالتزام والتفاني والإخلاص.
ولأن المدينة تحب من يحبها، وتُخلص لمن يُبادلها الإخلاص، وتحزن حين تفقد من يُميط عنها أذى الطريق، فقد قررت «الخليل» في الصباح التالي أن تحول جنازة عامل النظافة إلى رسالة احتجاج: أعلنت نقابة العاملين وبلدية الخليل والقوى السياسية الإضراب الشامل في كافة مرافق المدينة، حدادًا على روحه. أغلقت المتاجر أبوابها، وأعلنت المدارس والجامعات تعليق الدراسة في ذلك اليوم، وتعطلت المؤسسات الخاصة والعامة، وتوقفت حركة المواصلات إلا للضرورة. وعمّ التعاطف مع عامل النظافة الشهيد؛ ليس في فلسطين وحدها، بل أينما وصلت قصة الاعتداء عليه، مما اضطر إسرائيل لتغيير روايتها التي زعمتها بالأمس، وهي أن الفلسطينيَّيْن اللذين قتلتْهما لأنهما كانا يحاولان دهس جنودها لم يكونا كلاهما «إرهابيَّيْن»، فقد اتضح أن أحدهما (أي زياد أبو داود) قُتِل بالخطأ، فقط لأنه كان موجودًا في المكان! هكذا بكل بساطة. أما الآخر (وهو أحمد خليل الرجبي) فقد تمكن الجيش من «تحييده»! نعم. هكذا تتعهّر اللغة لتصف قتل فتى لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره، ولمجرد الاشتباه: «تحييدا».
لم تكن تلك المرةَ الأولى التي تقتل فيها إسرائيل عامل نظافة، فقبل أبو داود بعام، وتحديدًا في سبتمبر 2024، قتلت عامل نظافة آخر يُدعى سفيان جابر عبد الجواد يعمل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). كان سفيان يقف فوق سطح بيته عندما باغته القناص الإسرائيلي فقتله. وكالعادة برر الجيش الإسرائيلي عدم اكتراثه بأرواح الفلسطينيين بالزعم أنه كان يرمي عبوات ناسفة على الجنود! وفي الشهر نفسه (سبتمبر 2024)، قتلت غارة إسرائيلية مدنيَّين كانا يستقلان سيارة على الساحل الجنوبي للبنان، من بينهما موظف في شركة تنظيف متعاقدة مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وقبل ذلك بأحد عشر عاما، وتحديدًا في 5 يناير 2013 أطلقت قوات إسرائيلية النار على شاحنة جمع نفايات لبلدية بيت حانون في غزة أثناء تفريغها القمامة قرب مكب حدودي، ما أدى لإصابة عامل النظافة عوض الزعانين بشظايا في الرأس.
لكن لماذا تعتدي إسرائيل على عمّال النظافة؟ ببساطة لأنهم يذكّرونها بأهم قيمة تفتقدها: نظافة اليد والقلب واللسان والسلوك السياسي، ولأنها لا تطيق أن يعيش الفلسطيني حياة طبيعية كما سواه من الناس. فتنظيف المدينة، وجمع النفايات، وصيانة الفضاء العام هي أفعال تؤكد حق الفلسطيني في هذه الحياة الطبيعية، وفي إدارة مدينته وحياته اليومية. الاعتداء على عامل النظافة هو اعتداء رمزي على فكرة الاستمرار في الحياة الفلسطينية، وعلى إمكانية أن تبدو عادية ومستقرة. إنه اعتداء على الكل من خلال أهم جزء فيه، لكنه الأضعف في الآن ذاته. تشرح ذلك ــ في سياق آخر - الروائية البريطانية أماندا كريج في مقال طريف لها في صحيفة الجارديان عن أفضل عشرة كتب أُلِّفتْ في عامل النظافة. تقول: «بوصفي ممن عملوا في النظافة خلال العشرينيات من عمري، أعرف أنه لا توجد وظيفة أخرى بهذه الأهمية، ولا بهذا التدني في الأجر، ولا بهذا القدر من الإثارة بالنسبة لروائية مثلي. فالعامل يرى الأشياء من مستوى متدنٍّ جدًّا؛ ليس فقط من زاوية الأوساخ، بل لأن الآخرين يفترضون - بشكل تلقائي- أنه غبي أو حتى دون إنساني».
وهكذا تفترض إسرائيل بتلقائية أن الفلسطينيين كلهم، وليس فقط عمّال النظافة، في الدرجة الأخيرة من الإنسانية، ولذا تقتلهم بلا أدنى وازع من ضمير، ثم تدبج في آلتها الإعلامية تبريرات لا يهمها حتى أن تكون على قدر قليل من الإقناع واحترام العقول، تبريرات تبعث على الحزن، من ذلك النوع من الحزن الذي تحدث عنه ماركيز، ويخصّ عمّال النظافة تحديدًا: «لقد انتهى كل شيء. وبقي ذلك الأسى الغريب الذي لا يعرفه سوى كنّاس المسرح بعد خروج آخر الممثلين».
سليمان المعمري كاتب وروائي عُماني