أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أن المملكة المغربية تعتزم مواصلة عملها الدؤوب لتجديد وتكييف الأطر السياسية لعمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، طبقا للرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وقال هلال، خلال مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام، المنعقد يومي 5 و6 دجنبر، بأكرا، إن مشاركة المغرب في هذا المؤتمر الخامس تندرج في إطار انخراطه في هذا المسلسل، منذ انطلاقه سنة 2017.

وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن هذا المسلسل المبتكر أداة مركزية في مسعى الأمم المتحدة والدول الأعضاء فيها من أجل عمليات حفظ سلام ناجعة وملائمة للسياقات العملياتية للقرن الحادي والعشرين، مذكرا بالتحولات العميقة للسياقات التي تجري فيها عمليات حفظ السلام.

وفي هذا الصدد، حدد هلال ثلاثة عوامل أساسية أفضت إلى إحداث تغييرات في مشهد حفظ السلام، يتمثل أولها في تآكل الحدود الفاصلة بين الوقاية من النزاعات وحفظ السلام وتوطيد السلام، مما يستلزم بلورة تصورات عملياتية تتميز، في الوقت ذاته، باستجابة أسرع وشمولية أكبر، وذلك بهدف وحيد يتمثل في التوصل إلى حلول سياسية دائمة.

أما العامل الثاني فيتجسد، حسب هلال، في ظهور تهديدات جديدة لحياة القبعات الزرق، بما في ذلك الهجمات الإرهابية، والأوبئة وغيرها من حالات الطوارئ الصحية، واستخدام عبوات متفجرة تقليدية الصنع، وانتشار خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي، في حين يتعلق العامل الثالث بالنزاعات التي تعرف تدخل عدد كبير من الأطراف، مما يزيد الحاجة إلى تنسيق أكبر من جانب الأمم المتحدة.

وانطلاقا من هذه الملاحظات، أكد الدبلوماسي المغربي أهمية جعل هذا المسلسل متعددة الأطراف منصة لاستشراف مستقبل عمليات حفظ السلام، باعتبارها أكثر من مجرد عمل تقني لتحديد الحاجيات.

وفي معرض تناوله لالتزامات المملكة في مجالات العمل الثمانية ذات الأولوية، أوضح السيد هلال أنه تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، سيوفر المغرب تكوينات في مركز التميز لعمليات حفظ السلام بابن سليمان، وذلك في مجالات حماية المدنيين، ومكافحة التضليل الإعلامي، والرقمنة، والتطبيب عن بعد، والصحة العقلية، وكذا حماية البيئة.

وبخصوص الشق المتصل بالمرأة في عمليات حفظ السلام، أعلن السيد هلال عن أن المغرب سيرفع من تمثيلية المرأة في وحداته، وسينظم تدريبا للمستشارين العسكريين في مجال مقاربة النوع الاجتماعي.

وفي مجال الصحة، سيضع المغرب رهن إشارة الأمم المتحدة قدرة إيوائية في مستشفى من المستوى الرابع، وسيوفر تكوينا في مجالات التطبيب عن بعد، والصحة العقلية، والإسعافات الأولية.

وفي ما يتعلق بالسلامة والأمن، أشار إلى أن المغرب سيضع رهن إشارة الأمم المتحدة أربع فرق “سينوتقنية”، وكتيبة مشاة، وسرية للهندسة المختلطة.

كما ذكر، في هذا السياق، بأن المملكة المغربية تعد من بين 10 دول الأكثر مساهمة بالقوات في عمليات حفظ السلام الأممية، ب1718 جنديا من القبعات الزرق في جمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وجنوب السودان.

ويهدف مؤتمر الأمم المتحدة الوزاري لحفظ السلام إلى تعبئة الدعم السياسي من المجتمع الدولي لعمليات حفظ السلام، وتحديد الالتزامات الجديدة للدول لتعزيز عمليات حفظ السلام وتقييم تنفيذ هذه الالتزامات.

ويترأس المغرب، منذ عدة سنوات، مجموعة تنسيق حركة عدم الانحياز بشأن حفظ السلام للأمم المتحدة في نيويورك. كما كان مبادرا إلى إنشاء مجموعة للدول المتوافقة إزاء قضايا مكافحة خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي ضد القبعات الزرق.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: عملیات حفظ السلام الأمم المتحدة فی هذا

إقرأ أيضاً:

المغرب ثالث أكبر مستورد إفريقي للسلع الأمريكية في 2024

كشفت بيانات حديثة صادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي ومكتشف السوق العالمي التابع لإدارة التجارة الدولية أن المغرب جاء في المرتبة الثالثة ضمن قائمة أكبر الدول الإفريقية استيرادًا للسلع الأمريكية خلال عام 2024، بإجمالي واردات بلغ 5.2 مليار دولار.

وأفاد التقرير أن الصادرات الأمريكية إلى المغرب استفادت من نمو ملحوظ في قطاعات الزراعة، الطاقة المتجددة، وصناعات الفضاء، مما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين الرباط وواشنطن.

وتصدرت مصر القائمة بإجمالي واردات أمريكية بلغ 6.89 مليار دولار، تلتها جنوب إفريقيا في المرتبة الثانية بـ 5.8 مليار دولار، بينما جاءت نيجيريا رابعة بـ 4.1 مليار دولار.

وضمت قائمة الدول العشر الأولى كلًا من إثيوبيا، الجزائر، غانا، كينيا، أنغولا، وكوت ديفوار، حيث تراوحت قيمة الواردات الأمريكية إلى هذه الدول بين 1.01 مليار و596 مليون دولار.

وسلط التقرير الضوء على تنوع صادرات الولايات المتحدة إلى القارة، والتي شملت الآلات الصناعية، المركبات، الطيران، القمح، فول الصويا، الدواجن، الأدوية، الأجهزة الطبية، الأسمدة، والكيماويات الصناعية.

وأكدت إدارة التجارة الدولية أن هذا التوجه يتماشى مع الأولويات التنموية في إفريقيا، مشيرة إلى توقعات بنمو إضافي في المبادلات التجارية بفضل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، التي من شأنها تعزيز فرص الشراكات المستدامة بين الولايات المتحدة والدول الإفريقية.

مقالات مشابهة

  • سكان يرشقون دورية للأمم المتحدة بالحجارة في جنوب لبنان
  • البعثة الأممية تطلق مشاورات مع الشباب في نالوت حول العملية السياسية
  • غروندبرغ: السلام في اليمن لن يتحقق إلا بحل سياسي تفاوضي
  • المغرب ثالث أكبر مستورد إفريقي للسلع الأمريكية في 2024
  • نداء عاجل من البعثة الأممية في ليبيا بضرورة احترام هدنة طرابلس
  • المغرب تفوز على بنين وديًا بهدف وحيد
  • عبد السلام فاروق يكتب: الهيمنة التكنولوجية لمن؟
  • إسرائيل تدعو لسحب قوات الأمم المتحدة مع لبنان
  • حتى 9 امتار.. فيديو جديد لعمليات الحفر للجيش في منطقة المريجة
  • بلاغ الى النائب العام بسبب حمادة هلال