جيميني.. غوغل تطلق نموذجها الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي حتى الآن بظل التنافس مع شات جي بي تي
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
(CNN)-- أطلقت غوغل، الأربعاء، أكثر جهودها طموحًا حتى الآن للتنافس في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي سريع النمو، حيث أعلنت عن نموذج للذكاء الاصطناعي يُعرف باسم "جيميني" مصممًا للتنافس مع أمثال نماذج GPT التابع لشركة OpenAI.
انعكس نطاق طموحات غوغل في إعلان الشركة، الذي قدم "جيميني" باعتباره "نموذج الشركة الأكبر والأكثر قدرة في الذكاء الاصطناعي" وأعلن عن "عصر جيميني" الذي يتوقع استخدام هذا النموذج العملاق في التكنولوجيا في كل بيئة، من أجهزة الشركات الكبيرة إلى المستهلكين مثل Google Pixel 8 Pro.
وقالت غوغل إنه على عكس نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية التي تتعامل عادةً مع نوع واحد فقط من أوامر المستخدم، مثل الصور أو النصوص حصريًا، فقد تم تصميم "جيميني" ليكون "متعدد الوسائط". وهذا يعني أنه يقبل المدخلات التي تتضمن أنواعًا متعددة من الوسائط، وتجمع بين النصوص والصور والصوت والفيديو ورموز البرمجة.
وقال ساندر بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، في منشور على مدونته: "يمثل هذا العصر الجديد من النماذج أحد أكبر الجهود العلمية والهندسية التي قمنا بها كشركة."
قالت الشركة، الأربعاء، إنه تم ترقية برنامج الدردشة الآلي "بارد" المملوك لشركة غوغل فعليًا بنسخة من نموذج "جيميني"، مع خطط لإضافة "جيميني" إلى المنتجات المستخدمة على نطاق واسع بما في ذلك محرك بحث غوغل ومتصفح الويب كروم، والتي يستخدمها مليارات الأشخاص حول العالم.
يمثل هذا الإعلان محاولة لاستعادة المبادرة بعد أن فوجئت شركة غوغل وغيرها من عمالقة التكنولوجيا على ما يبدو قبل عام بالإصدار المفاجئ والشعبي على نطاق واسع لبرنامج ChatGPT من OpenAI، والذي أطلق تدافعًا على مستوى الصناعة لتسريع أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية ونقاشا عالميا حول مخاطر وفوائد الذكاء الاصطناعي.
تم تصميم البرنامج الذي أطلق، الأربعاء، أيضًا لعرض التقدم الذي حققته غوغل في الحوسبة السحابية، وهو مورد بالغ الأهمية لمطوري الذكاء الاصطناعي. وقالت الشركة إنها دربت "جيميني" باستخدام جيل جديد من المعالجات السحابية القوية التي يمكنها بشكل جماعي تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة بشكل أسرع بثلاث مرات تقريبًا من الإصدار السابق. هذه التكنولوجيا، التي سيتم إتاحتها أيضًا لعملاء غوغل السحابيين، وقد تعني دفعة كبيرة لصناعة الذكاء الاصطناعي الأوسع، مما يجعل التدريب على الذكاء الاصطناعي أكثر سهولة ويعزز مكانة غوغل في المركز الثالث في سوق الخدمات السحابية العامة. لكن من غير الواضح كيف يمكن لرقائق الذكاء الاصطناعي التي تنتجها غوغل أن تتنافس مع تلك التي تقدمها شركات تصنيع الرقائق الرائدة مثل "إنفيديا".
وقالت الشركة إنه في اختبار نموذج "جيميني" من غوغل، تفوق على نماذج الذكاء الاصطناعي المنافسة عبر أكثر من عشرين معيارًا يستخدمها عادة باحثو الذكاء الاصطناعي لتقييم فهم القراءة للخوارزمية، والقدرة الرياضية، ومهارات التفكير متعدد الخطوات.
وقال إيلي كولينز، نائب رئيس المنتجات في DeepMind Google، للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف يوم الثلاثاء: "إننا نرى أنها ترسم أنواعًا جديدة من الحدود في جميع المجالات."
لكنه بدا وكأنه يعترف بالمخاطر المستمرة المتمثلة في أن نماذج الذكاء الاصطناعي قد تغذي المستخدمين بنتائج مضللة، في إشارة إلى مخاوف مجموعات المجتمع المدني وصانعي السياسات والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي.
قال كولينز بأن غوغل قامت "بالكثير من العمل لتحسين الواقعية في جيميني"، لكن النماذج اللغوية الكبيرة "لا تزال قادرة على الهلوسة"، وهو مصطلح يستخدمه باحثو الذكاء الاصطناعي عندما تختلق أنظمة الذكاء الاصطناعي الحقائق وتخطئ في الأمور ولكن بثقة شديدة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي شركات غوغل نماذج الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
نموذج ذكاء اصطناعي جديد لأوبن إيه آي لتبقى في الصدارة أمام غوغل
سان فرانسيسكو "أ ف ب": أطلقت شركة "أوبن إيه آي" نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي "جي بي تي-5.2" سعيا منها إلى إعادة تأكيد تفوقها بعد أيام قليلة من استنفارها فريق عملها لمواجهة المنافسة المتزايدة التي تشكلها أداة "جيميناي" من غوغل وسواها من البرامج المماثلة.
فرئيس "أوبن إيه آي" سام ألتمان أوعز إلى موظفيه في رسالة "إنذار أحمر" وجهها إليهم في مطلع ديسمبر بالتعجيل في تركيز جهودهم وإمكانات الشركة التي تتخذ سان فرانسيسكو مقرا على منتَجها الرئيسي "تشات جي بي تي".
وأكدت مديرة التطبيقات في "أوبن إيه آي" فيدجي سيمو في مؤتمر صحافي الخميس أن هذا "الإنذار الأحمر" أتاح "زيادة الإمكانات المخصصة لتشات جي بي تي" وكان "مفيدا" لإنهاء العمل على "جي بي تي-5.2".
لكنها نفت أن تكون أجواء الاستنفار هذه وراء تقديم موعد إطلاق "جي بي تي-5.2"، وفقا لموقع "وايرد".
وصفت "أوبن إيه آي" هذه النسخة الجديدة التي تتوافر منها نماذج متنوعة من بينها الفوري والاحترافي، بأنه أكثر إصداراتها فاعلية إلى اليوم. وأوضحت الشركة أن تقدما ملحوظا تحقَّقَ في مجالات المنطق وإنشاء العروض التقديمية، وقراءة الصور وإدارة سلسلة من المهام والرموز البرمجية.
وأكدت "أوبن إيه آي" أن عدد أخطاء الوقائع (أو ما يُعرف بـ"الهلوسات") التي ترتكبها النسخة الجديدة المسماة "ثينكينغ" Thinking تقل بنسبة 38 % عن النسخة السابقة.
وتهدف هذه التحسينات إلى احتواء تقدّم الأدوات المنافِسة، ومن أبرزها نموذج "كلود" من "أنثروبيك" الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في صفوف عموم المستخدمين لكنه ينال إعجاب المهتمين منهم بالصيغة الاحترافية. كذلك تسعى "أوبن إيه آي" إلى كبح الصعود الذي سجّله نموذج غوغل.
فالشركة العملاقة في مجال البحث على الإنترنت أطلقت في نوفمبر نموذجها "جيميناي 3" وأعلنت أن عدد مستخدمي أداتها المساعِدة القائمة على الذكاء الاصطناعي شهريا تجاوز 650 مليونا. وفي المقابل، أكدت "أوبن إيه آي" أن عدد مستخدمي "تشات جي بي تي" أسبوعيا يبلغ 800 مليون.
وعلى خلاف غوغل التي تجني ربعيا مليارات الدولارات بفضل نشاطها القديم، وخصوصا من الإعلانات، تتكبد "أوبن إيه آي" شهريا خسائر مالية، ولا تتوقع تحقيق ربح قبل سنة 2029.
إلاّ أن رئيسها سام ألتمان أكّد الخميس في حديث لمحطة "سي إن بي سي" الأميركية ثقته بقدرة شركته "على مواصلة تحفيز نمو الإيرادات لمواكبة هذا التصاعد في القدرات الحاسوبية".
التزمت "أوبن إيه آي" بالفعل رفعَ قدراتها في مجال الحوسبة من خلال مشاريع بقيمة 1400 مليار دولار على مدى ثمانية أعوام، من بينها شراء ملايين الرقاقات، وبناء المراكز لتشغيلها، وضمان توفير التيار الكهربائي والتبريد لهذه المنشآت.
وتثير هذه المبالغ الضخمة تساؤلات متزايدة نظرا للفجوة بينها وبين إيرادات "أوبن إيه آي" الحالية. ويُتوقع أن تصل إيرادات الشركة السنوية بحلول نهاية 2025 إلى 20 مليار دولار على الأقل، وفق ما قال سام ألتمان في مطلع نوفمبر، واعدا بأن تبلغ "مئات المليارات بحلول 2030".
وأضاف الخميس "من دون هذه الزيادة للقدرات الحاسوبية، لا نستطيع طبعا تحفيز نمو الإيرادات، لكننا نرى أسبابا للتفاؤل أكثر بكثير من أسباب التشاؤم".
وافاد ألتمان بأن الشركة باتت تتقاضى رسوما من المستخدمين مقابل توليد مقاطع فيديو عبر أداتها "سورا". وأكد أن "المستخدمين لم يُبدوا أي تردد في الدفع مقابل توليد مقاطع فيديو تعجبهم".