في مشهد الفرص الاستثمارية المتطور باستمرار، ليست الأسواق التقليدية هي محور التركيز الوحيد للمستثمرين الأذكياء. مع استمرار تحول الاقتصاد العالمي، يستكشف عدد متزايد من الأفراد والمستثمرين المؤسسيين التداول في الأصول النادرة والاستثمارات البديلة كوسيلة لتنويع محافظهم الاستثمارية واحتمال جني عوائد فريدة.

تتعمق هذه المقالة في عالم الأصول النادرة والاستثمارات البديلة، وتستكشف الفرص والمخاطر والاستراتيجيات المختلفة المرتبطة بالتنقل في أسواق التداول غير التقليدية هذه.

 فهم الأصول النادرة:

تشمل الأصول النادرة مجموعة واسعة من العناصر الملموسة وغير الملموسة التي تحمل قيمة جوهرية في سبيل الاستثمار في المعرفة بسبب ندرتها أو أهميتها التاريخية أو تفردها. يمكن أن تشمل هذه العملات النادرة والطوابع والسيارات القديمة والأعمال الفنية والنبيذ وحتى المعادن النادرة. وتكمن جاذبية الأصول النادرة في قدرتها على الاحتفاظ بقيمتها وربما زيادتها بمرور الوقت، وغالبا ما تكون محصنة ضد تقلبات الأسواق المالية التقليدية.

1.    فن راقي:

لقد كانت الفنون الجميلة عنصرًا أساسيًا في عالم الأصول النادرة، حيث أصبحت الأعمال الفنية لفنانين مشهورين بمثابة استثمارات مرغوبة. يمكن أن ترتفع قيمة الفن بشكل كبير بمرور الوقت، مما يجعله خيارًا جذابًا لأولئك الذين يبحثون عن استثمارات بديلة.

2.    العملات والطوابع النادرة:

غالبًا ما يلجأ هواة جمع العملات والمستثمرون إلى العملات المعدنية والطوابع النادرة، حيث يمكن لهذه العناصر أن تحمل أهمية تاريخية وثقافية. يمكن لندرة بعض الإصدارات أو الفترات التاريخية أن تزيد من قيمتها، مما يخلق سوقًا متخصصة فريدة من نوعها.

3.    السيارات القديمة:

السيارات الكلاسيكية والعتيقة، وخاصة تلك ذات الإنتاج المحدود أو ذات المكانة المميزة، مطلوبة من قبل هواة جمع السيارات والمستثمرين على حد سواء. إن جاذبية امتلاك قطعة من تاريخ السيارات يمكن أن تجعل السيارات القديمة استثمارًا بديلًا قيمًا وممتعًا.

الاستثمارات البديلة:

وإلى جانب الأصول النادرة، تشمل الاستثمارات البديلة فئة أوسع تشمل الأدوات والاستراتيجيات المالية غير التقليدية. غالبًا ما تختلف هذه الاستثمارات عن الأسهم والسندات التقليدية، مما يوفر للمستثمرين فرصة للاستفادة من الأسواق الفريدة وإمكانية تحقيق عوائد أعلى.

·         العملات الرقمية:

وقد أدى ظهور العملات المشفرة، بقيادة بيتكوين وإيثريوم، إلى تحويل مشهد الاستثمارات البديلة. إن الطبيعة اللامركزية للعملات المشفرة تجتذب أولئك الذين يبحثون عن بدائل للعملات الورقية التقليدية وفرص الاستثمار ذات العوائد المرتفعة المحتملة.

·         الأسهم الخاصة:

يعد الاستثمار في الشركات الخاصة أو الشركات الناشئة من خلال الأسهم الخاصة وسيلة أخرى للتنويع. رغم أن المشاريع الناجحة أكثر خطورة من الاستثمارات التقليدية، إلا أنها يمكن أن تحقق أرباحًا كبيرة.

·         صناديق التحوط والعقود الآجلة المدارة:

 

تتضمن صناديق التحوط والعقود الآجلة المدارة استراتيجيات استثمارية متطورة يديرها متخصصون. غالبًا ما تستخدم هذه الصناديق استراتيجيات تداول متنوعة، بما في ذلك المراكز الطويلة والقصيرة والمشتقات وغيرها من الأدوات المالية المعقدة.

التنقل في أسواق التداول غير التقليدية:

 

يتطلب الاستثمار في الأصول النادرة والاستثمارات البديلة اتباع نهج استراتيجي للاستثمار الذكي للتغلب على تعقيدات هذه الأسواق بنجاح.

 البحث والعناية الواجبة:

يعد البحث الشامل أمرًا ضروريًا قبل المغامرة في الأصول النادرة أو الاستثمارات البديلة. يعد فهم ديناميكيات السوق والأداء التاريخي والمخاطر المحتملة أمرًا بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات مستنيرة.

إدارة المخاطر:

ونظرا للطبيعة الفريدة لهذه الاستثمارات، فإن إدارة المخاطر أمر بالغ الأهمية. إن التنويع عبر مختلف الأصول النادرة أو فئات الاستثمار البديلة يمكن أن يخفف من تأثير الانكماش في أي سوق محددة.

اعتبارات السيولة:

تتمتع العديد من الأصول النادرة بسيولة محدودة، مما يعني أنه لا يمكن شراؤها أو بيعها بسهولة. يجب على المستثمرين أن يدرسوا بعناية سيولة استثماراتهم المختارة وتقييم قدرتهم على تحويل الأصول إلى نقد عند الحاجة.

البقاء على اطلاع:

إن مشهد الأصول النادرة والاستثمارات البديلة ديناميكي. يعد البقاء على اطلاع باتجاهات السوق والتغييرات التنظيمية والفرص الناشئة أمرًا بالغ الأهمية لتكييف استراتيجيات الاستثمار وفقًا لذلك.

 

في الختام، توفر الأصول النادرة والاستثمارات البديلة وسيلة مقنعة للمستثمرين الذين يسعون إلى تنويع محافظهم الاستثمارية وتحقيق عوائد فريدة من نوعها. في حين أن هذه الأسواق تأتي مع مجموعة التحديات والمخاطر الخاصة بها، فإن النهج الاستراتيجي الجيد يمكن أن يطلق العنان للإمكانات الكاملة لهذه الفرص التجارية غير التقليدية. كما هو الحال مع أي استثمار، يعد البحث الشامل وإدارة المخاطر والقدرة على التكيف أمرًا أساسيًا للتغلب على تعقيدات الأصول النادرة والاستثمارات البديلة بنجاح.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التداول الاستثمارات البديلة العملات الرقمية الأسهم الخاصة الاستثمار الذكي غیر التقلیدیة یمکن أن

إقرأ أيضاً:

تقرير: تخزين أميركا المعادن النادرة لأغراض عسكرية يهدد حلول المناخ

يكشف تقرير جديد أن الولايات المتحدة خصصت ضمن سباق التسلح مليارات الدولارات لتخزين المعادن النادرة الحيوية للاستخدام العسكري، بما في ذلك الأسلحة الموجهة بدقة والحرب التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعيق العمل المناخي العالمي.

ويبين التقرير -الذي أجراه مشروع الأمن الانتقالي- كيف تقوم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بتخزين كميات هائلة من المعادن الحيوية اللازمة لمجموعة من تقنيات المناخ، بما في ذلك الألواح الشمسية وطواحين الهواء والمركبات الكهربائية وتخزين البطاريات.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3أكبر 10 دول منتجة للمعادن النادرة بالعالمlist 2 of 3الصين تتحدى.. سلاح المعادن النادرة في مواجهة هيمنة الدولارlist 3 of 3نقص المعادن الأرضية النادرة الصينية يهدد سلاسل التوريد العالميةend of list

وقد وجد التقرير -الذي نشرته صحيفة غارديان البريطانية- أنه منذ إقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب "مشروع القانون الكبير الجميل" في وقت سابق من هذا العام خصص البنتاغون عبر برنامج المخزون الدفاعي الوطني مليارات الدولارات لتأمين قائمة متزايدة من المعادن النادرة لاستخدامها في المعدات العسكرية.

ويشمل ذلك الاستخدام الأسلحة الموجهة بدقة وأنظمة الاتصالات المتقدمة، بالإضافة ترسانة ناشئة من التقنيات العسكرية مثل "منصات الحرب المستقلة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي".

ويحدد‭ ‬موقع ستانفورد 6 ‭‬معادن‭ ‬إستراتيجية‭ ‬تُستخدم‭ ‬بشكل‭ ‬واسع‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬وهي ‬المغنيسيوم‭ ‬والتيتانيوم و‬الرينيوم و‬المليبدونيوم و‬التنغستون و‬اليورانيوم.‭ ‬

ونظرا ‬لأهميتها‭ ‬الحاسمة‭ ‬فإن الدول تسعى‭ ‬إلى تأمين‭ ‬إمدادات‭ ‬مستقرة‭ ‬منها‭ ‬لتغطية‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬والإستراتيجية‭.

ويقول المدير المشارك لمشروع الأمن الانتقالي كيم روغالي "إن ميزانية البنتاغون البالغة تريليون دولار تدعم بنية تحتية عالمية مصممة للهيمنة العسكرية الأميركية، وليس للأمن القومي".

ويضيف أن "استخدام موارد ثمينة لتغذية المجمع الصناعي العسكري المتوسع بدلا من معالجة التهديد الوجودي لأزمة المناخ يُظهر انعدام الأمن العالمي الذي ينتجه البنتاغون".

إعلان

وفي السنوات الأخيرة زاد الإنفاق العسكري في مناطق واسعة من العالم بعد تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين والحرب الروسية في أوكرانيا.

عينات من العناصر الأرضية النادرة معروضة في منشأة للمعادن النادرة في ماونتن باس بكاليفورنيا (رويترز)هواجس المناخ

ويحذر التقرير من أن سباق التسلح الجديد يوقف محاولات معالجة أزمة المناخ، في الوقت الذي تسارع فيه البلدان إلى تأمين المعادن الأساسية من العناصر الأرضية النادرة للجيل القادم من الأسلحة.

ويشير إلى أن ما لا يقل عن 38 معدنا -بما في ذلك الليثيوم والكوبالت والغرافيت، وعناصر الأرض النادرة التي تشكل أساس التحول في مجال الطاقة- يتم تخزينها من قبل البنتاغون مع ما قد يكون لذلك من تأثيرات مدمرة على العمل المناخي.

وتخطط وكالة اللوجستيات الدفاعية التابعة للبنتاغون لتخزين ما يقارب 7500 طن متري من الكوبالت.

ويقدّر التقرير أنه يمكن استخدام هذه الكمية لإنتاج 80.2 غيغاواطا/ ساعة من سعة البطاريات، أي أكثر من ضعف سعة تخزين الطاقة الحالية في الولايات المتحدة، ويكفي لإنتاج ما يقارب 100 ألف حافلة كهربائية.

وقالت لورا ستيتشن مؤلفة التقرير إنه "يمكن استخدام كل طن من الكوبالت أو الغرافيت المخزّن للاستخدام العسكري في الحافلات الكهربائية، أو تخزين الطاقة على نطاق واسع، أو غيرها من تقنيات الطاقة المتجددة اللازمة للتحول في مجال الطاقة".

وترى ستيتشن أن من شأن هذه المواد أن تسرّع عملية إزالة الكربون، لا أن تغذي آلة الحرب الشرسة.

وتُعد وزارة الدفاع الأميركية أكبر مصدر مؤسسي للانبعاثات المسببة لارتفاع درجة حرارة الكوكب في العالم، وهي مسؤولة عن نحو 80% من انبعاثات الحكومة الأميركية، وتولّد تلوثا أكثر من بلدان مجتمعة عدة.

ولطالما أعرب مسؤولو البنتاغون عن قلقهم من أن تؤدي عواقب أزمة المناخ إلى إعاقة أنشطتهم من خلال إغراق القواعد الساحلية أو زعزعة استقرار البلدان من خلال حركة الأشخاص والطقس المتطرف، لكن في ظل إدارة ترامب تم التخلي عن هذه الاعتبارات.

وفي مارس/آذار الماضي كتب وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث على منصة إكس "وزارة الدفاع لا تُقدم على أي حماقة بشأن تغير المناخ، نحن نُجري تدريبات ونخوض معارك".

ويُظهر التقرير كيف أن ميزانية البنتاغون السنوية الضخمة البالغة تريليون دولار تمكنه من "التأثير على سلاسل توريد المعادن وتشكيل أسواق بأكملها، من امتصاص المخاطر، وتوجيه الاستثمارات، وتوليد مؤشرات الطلب التي تبني القدرات الصناعية الإستراتيجية لأغراض عسكرية".

كما وجد أن البنتاغون قام بتمويل أو أبدى اهتمامه بدعم ما لا يقل عن 20 مبادرة تعدين في الولايات المتحدة وكندا بقيمة تقارب مليار دولار منذ عام 2023، بما في ذلك الحصول على حصص مباشرة في شركات "المعادن الحيوية"، وهي خطوة غير مسبوقة في السياسة الصناعية الأميركية الحديثة.

ولم يستجب البنتاغون لطلب التعليق الذي وجهته صحيفة غارديان.

وجاء في التقرير "من خلال الاستيلاء على هذه المواد لتغذية آلة الحرب لا يستنزف البنتاغون الموارد اللازمة للحلول المناخية العاجلة فحسب، بل يعمل أيضا على إدامة دورة مدمرة من العسكرة التي تقوض السلام العالمي والاستدامة، في حين تعمل على تهميش الوظائف المدنية للحكومة الفدرالية".

إعلان

كما يشير التقرير إلى أن هذه الأولويات غير المبررة تهدد مستقبل الكوكب وإمكانية تحقيق انتقال عادل وتعاوني للطاقة يعود بالنفع على جميع الناس بدلا من المصالح العسكرية الضيقة.

ويؤكد أن سباق التسلح العالمي المتسارع يعيق العمل المناخي، حيث يتم تحويل المعادن الأساسية التي تشكل مفتاح المستقبل المستدام لصنع أحدث المعدات العسكرية.

مقالات مشابهة

  • مصر وفرنسا تبحثان تطوير الإجراءات وتعزيز الاستثمارات
  • برلمانية: القطاع الخاص يلعب دورًا محوريًا في تعزيز التنمية الشاملة بزيادة الاستثمارات
  • لقاء مصري–فرنسي موسّع لبحث تطوير الإجراءات وتعزيز الاستثمارات بين هيئة الاستثمار والجمارك والشركات الفرنسية
  • برلماني: زيادة استثمارات القطاع الخاص في عملية التنمية الشاملة يعزز النمو الاقتصادي
  • تطوير الإجراءات وتعزيز الاستثمارات بين هيئة الاستثمار والجمارك والشركات الفرنسية
  • لقاء مصري فرنسي لبحث تطوير الإجراءات وتعزيز الاستثمارات بين هيئة الاستثمار والشركات الفرنسية
  • تقرير: تخزين أميركا المعادن النادرة لأغراض عسكرية يهدد حلول المناخ
  • إيلام تحيي تراثها: الأزياء الكوردية التقليدية بين الهوية والحداثة
  • خبير: السماح الأمريكي بتداول العملات المشفرة خطوة تنظيمية تعزز الثقة والاستثمار
  • خبير: القرار الأمريكي بتداول البيتكوين والعملات المشفرة خطوة تنظيمية مهمة