بالمنشورات والمسيّرات الناطقة.. هكذا تشن إسرائيل حربا نفسية على الفلسطينيين
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
نابلس- "ألقِ السلاح، الإرهاب هو الطريق المؤكد للموت"، "سلم نفسك من أجل عائلتك"، "عليكم إخلاء منازلكم كي تسلموا"، بهذه العبارات وغيرها، أطلقت إسرائيل حربها النفسية على الفلسطينيين، عبر التهديد العلني والمبطن والتحذير المسبق للنيل من عزيمتهم.
وبخط موازٍ للعدوان المسلّح، يحاول الاحتلال الإسرائيلي بث الرعب وإرهاب الفلسطينيين بمناشير ورقية تسقطها طائراته من الجو، وأخرى يلقيها جنود الاحتلال خلال اقتحام القرى والمدن، أو برسائل عبر الهاتف الخلوي، فضلا عن طائرات مسيَّرة تزود بجهاز تسجيل ومضخم صوت.
وتتخذ تلك المنشورات أشكالا مختلفة، منها قصاصات بيضاء ورقية تحمل شعار جيش الاحتلال، وأخرى على هيئة أوراق نقدية مزيفة لعملة الشيكل الإسرائيلي، وصيغت عباراتها باللغة العربية الركيكة في أحيان كثيرة.
ولم يكن إرهاب المستوطنين على الفلسطينيين أقل وطأة، حيث جاءت منشوراتهم بشكل تحريضي مباشر والدعوة لقتل أسماء بعينها ونشر صورهم تحت عبارة "صيد ثمين"، فضلا عن ملاحقتهم داخل محالهم ومنشآتهم.
وصعَّدت إسرائيل مؤخرا من هذه الأساليب وخاصة بعد تصاعد العدوان على قطاع غزة، وتركزت في المناطق الأكثر اقتحاما واستهدافا من الاحتلال، حيث تلاحق المقاومين والمطلوبين.
وبينما تركزت المنشورات التهديدية في غزة أكثر على دعوة المواطنين لإخلاء منازلهم، حملت في الضفة صيغة التهديد والوعيد للمواطنين من إيواء المطلوبين والمطالبة بتسليمهم، أو تحذيرهم من التعامل مع فصائل المقاومة ومساندتهم بشكل أو بآخر.
وفي مخيم جنين شمال الضفة الغربية، رفض الفلسطينيون التعاطي معها قطعيا كحال المواطن شافع السعدي، الذي يقول إن المنشورات التي تصاعدت وتيرتها مؤخرا دعتهم إذا ما أرادوا "العيش بسلام" إلى مساعدة الاحتلال في اعتقال المطلوبين، وسط التلويح بإطالة أمد الاقتحامات والتدمير في المخيم.
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف السعدي "كل محاولات الاحتلال للتأثير على الأهالي باءت بالفشل، فقد مارس القتل والاعتقال والتدمير للبنية التحتية بالكامل، واليوم يحاول بث الرعب بين المواطنين، لكنهم صامدون لا يكترثون بمخططاته، لأنهم يحمون ويحتضون أبناءهم المقاومين".
ومثل مخيم جنين، استهدف الاحتلال قرى ومدنا أخرى بهذه المنشورات، لكنها وصلت للمواطن بسام نواجعة عبر طائرة مسيّرة ناطقة في قرية "أم العمد" قرب مدينة يطا بمحافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.
وهذه الطائرة، يقول نواجعة إنها تستهدفهم باستمرار وتقض مضاجعهم بالصوت وضوء الليزر المزعج، وزيادة في الترهيب كثَّف الاحتلال إرساله لهذه الطائرات تزامنا مع الحرب على غزة قبل شهرين. مضيفا "تخترق هذه الطائرات المسيرة حرمات المنازل وتقتحمها، وأثناء بثها للمنشور الصوتي تقوم بتصويرنا أيضا".
وفي حديثه للجزيرة نت، نقل نواجعة مضمون إحدى تلك الرسائل، التي تقول "احذروا وحذِّروا أبناءكم، أي شخص يفكر بعمل ما ضد الجيش سنصله وسنقتله".
ولا يريد الاحتلال من نواجعة والسكان هناك الاقتراب من الشارع الاستيطاني الجديد الذي شقه للوصول لمستوطنة "عتنائيل" الجاثمة على أراضيهم. ويقول نواجعة "اعتدى جيش الاحتلال علينا أكثر من مرة، والآن يلجأ للتهديد عبر هذه المنشورات التي لن تخيفنا أو تجبرنا على الرحيل".
الوعي مطلوب
لا يقلل الخبير بالشأن الأمني اللواء المتقاعد واصف عريقات من شأن هذه المنشورات، ويقرنها بالحرب العسكرية التي يشنها الاحتلال في غزة والضفة الغربية، ويقول إن إسرائيل برعت بها في السابق وتبرع بها اليوم، وإن الفلسطينيين أصبح لديهم خبرة كافية ووافية بها.
وأضاف عريقات للجزيرة نت، أن إسرائيل تعتقد أن هذه الأساليب تؤثر على الجبهة الداخلية الفلسطينية لثنيها وكسر إرادتها، وتلجأ إليها كأسلوب مساند للحرب العسكرية المتمثل بالقتل والتشريد، ويضيف أن المطلوب من الفلسطينيين هو "الوعي ومعرفة الغرض الإسرائيلي من وراء هذه المنشورات".
في هذا السياق، قال الباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) وليد حبَّاس، "جيش الاحتلال لا أخلاقي، وينتهك كثيرا من القوانين الناظمة لشكل الحرب بالاعتداءات على المدنيين، ويدرك أن هذا سيعرضه لمساءلة دولية أمام العالم والمنظمات الدولية التي من الممكن أن تحقق بالحرب".
وفي حديثه للجزيرة نت، أضاف حبَّاس "لذلك يضع نفسه ما يسمى خطة إنقاذ لحفظ خط الرجعة في حال تم مساءلته قانونيا، ويدعي بأنه قام بكل الإجراءات الصحيحة ورفع مسؤوليته بإبلاغ المعنيين عبر هذه المنشورات، وأن الأشخاص الذين قتلوا حتى لو كانوا بالآلاف يتحملون مسؤولية أنفسهم، وحتى الأهداف التي تضربها الطائرات كالأبراج السكنية يكون هناك بروتوكول مسبق لتبرير هذا الاستهداف".
وحتى في مناطق الضفة الغربية، لا سيما بمواقع المقاومة كمخيم جنين وغيره، يرى حبَّاس أن الحرب النفسية وإن كانت هذه المنشورات جزءا منها، غير أنها بالإضافة لاستخدامها في الهروب من المسؤولية القانونية، فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية ترصد عبر هذه المنشورات اتصالات المقاومين وتحركاتهم.
محاولات للتهجير
ويتابع الباحث في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان رأفت أبو خضر، الآثار المترتبة على اعتداءات الاحتلال. ويقول إن هذه المنشورات حرب نفسية، لكن هدفها تهجير الفلسطينيين جميعا، سواء في غزة من منطقة إلى أخرى أو بالضفة الغربية من منزل لثانٍ ومن مخيم لآخر.
وأمام ما قد يترتب على هذه المنشورات من قتل للمدنيين وتدمير لمساكنهم، يحاول الفلسطينيون التعاطي مع أجزاء منها التي تطالبهم بإخلاء منازلهم فورا عوضا عن هدمها او استهدفهم بداخلها، وذلك -بحسب حديث أبو خضر للجزيرة نت- "قد يوفر حماية لأنفسهم بعد أن أغمض العالم عينيه وصمته عن جرائم الاحتلال".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة هذه المنشورات جیش الاحتلال للجزیرة نت مخیم جنین
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تشكك في هوية إحدى الجثث التي سلمتها "حماس" أمس
قالت هيئة البث العبرية، اليوم الأربعاء، إن تل أبيب تعتقد أن إحدى الجثث الأربعة التي سلمتها حركة " حماس " عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الثلاثاء، لا تعود لأسير إسرائيلي.
وأوضحت الهيئة أن معهد الطب العدلي قام بإجراءات تحديد هوية رفات 3 من الإسرائيليين الذين أعيدوا من قطاع غزة ، وهم: تمير نمرودي وأوريئيل باروخ وإيتان ليفي.
وأشارت الهيئة إلى أن هوية الجثة الرابعة لم يتم التعرف عليها.
والاثنين، أطلقت "حماس" الأسرى الإسرائيليين الأحياء وعددهم 20، وحتى مساء الثلاثاء سلمت جثامين 8 أسرى، وقالت إنها تحتاج وقتا لإخراج بقية الجثامين التي تقدر إسرائيل أنها 20.
وفي 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري دخلت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى حيز التنفيذ، وفقا لخطة ترامب.
بالمقابل، أطلقت إسرائيل 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 1718 اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 أكتوبر 2023.
وما يزال يقبع في سجون إسرائيل أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، ويعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبدعم أمريكي ارتكبت إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و913 شهيداً، و170 ألفا و134 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 463 فلسطينيا بينهم 157 طفلا.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية مصدر أمني إسرائيلي: معبر رفح لن يُفتح اليوم لأسباب لوجستية إعلام إسرائيلي: بدء مناقشات لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب حماس: نتابع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه والاحتلال ارتكب خرقاً واضحاً الأكثر قراءة قوات الاحتلال تُقرّر إغلاق الحرم الإبراهيمي لمدة يومين أراضي الـ 48: مقتل مسن جراء حريمة قتل في اللد غزة: الاحتلال الإسرائيلي يقتل كادرا طبيا يوميا وصحفيا كل 3 أيام السيسي يدعو ترامب إلى حضور توقيع اتفاق غزة حال التوصّل إليه عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025