هل يُرجح عدد الأبناء كفة الزوجة الأولى في المبيت؟.. عطية لاشين يجيب
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، يقول صاحبه: “تزوج عليّ زوجي وأنجب من الثانية ولدًا، وله مني ثلاثة أولاد كلهم في سن المدارس، فهل نكون في القسم سواء؟”.
وأجاب الدكتور لاشين قائلًا: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى في القرآن الكريم: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، رُوي عنه في كتب السنة قوله: (من تزوج امرأتين ولم يعدل بينهما جاء يوم القيامة وشقه مائل).
وبيّن الدكتور لاشين أن في كتب الفقه بابًا يُعرف بـ"باب القسم والنشوز"، ويتناول وجوب تقسيم الزوج لياليه بين زوجتيه أو زوجاته بالسوية، بحيث لا يُؤثر إحداهن على الأخرى بليالٍ زائدة، فإذا لم يُسوِّ الزوج بينهما في القسم كان ظالمًا ويحاسبه الله تعالى يوم القيامة.
وأضاف أن التسوية في المبيت واجبة شرعًا، أما قول الله تعالى: (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة)، فليس فيه منع للتعدد كما يظن البعض، لأن المقصود بالعدل المنفي في الآية هو العدل القلبي، وهو ما لا يملكه الإنسان، بدليل قول النبي ﷺ: (اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك وتملك)، أي أن المطلوب هو العدل الظاهري في المبيت والنفقة.
وأكد الدكتور لاشين أن وجود أولاد من إحدى الزوجتين لا يُؤثر على وجوب العدل في القسم، وإنما يجوز للزوج الاطمئنان على أولاده في النهار وقضاء مصالحهم، ثم المبيت عند صاحبة النوبة المقررة شرعًا.
وختم بقوله: والله أعلم، وصل اللهم على سيدنا محمد، وكتبه الأستاذ الدكتور عطية لاشين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: عطية لاشين العدل بين الزوجات القسم تعدد الزوجات النفقة المبيت
إقرأ أيضاً:
أستاذ فقه يكشف حالة زواج بين الأقارب محرمة شرعا.. انتبه
ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، من أحد المستمعين يقول في رسالته: رضعت بنت خالتي من جدتها لأمها، وأريد أن أتزوج بها، فما حكم ذلك شرعًا؟
فأجاب الدكتور عطية لاشين قائلًا: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة}، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي روت عنه كتب السنة قوله الشريف: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب».
وأوضح أستاذ الشريعة أن الشرع الإسلامي اشترط لصحة الزواج ألا تكون المرأة محرمة على الرجل، وأن أسباب التحريم جاءت على ثلاثة أنواع واضحة في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهي:
التحريم بالنسب، وهن المذكورات في قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ}.التحريم بالرضاعة، وهن المذكورات في قوله تعالى: {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة}، وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم القاعدة العامة بقوله: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب»، أي أن الرضاعة تُنشئ روابط محرمية تمامًا كالروابط التي تنشأ من النسب.التحريم بالمصاهرة، مثل زوجة الأب وأم الزوجة وبنت الزوجة بعد الدخول وأخت الزوجة ما دامت الأخت في عصمة الزوج، وكذلك العمة والخالة من جهة الزوجة بنص السنة، غير أن بعض هذه التحريمات تكون مؤقتة تزول بزوال الزوجية القائمة.وبخصوص واقعة السؤال، أوضح الدكتور عطية لاشين أن البنت التي رضعت من جدتها لأمها صارت بالرضاعة ابنةً لهذه الجدة، أي أنها أصبحت أختًا لبنات الجدة من الرضاعة، وبالتالي فهي خالَةٌ لأولاد خالاتها من الرضاعة.
وأشار أستاذ الفقه المقارن إلى أن الخالة من الرضاعة تحرم كما تحرم الخالة من النسب، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب». ومن ثم، فإن بنت خالته التي رضعت من جدتها لأمها لا تحل له زواجًا لأنها أصبحت خالته من الرضاعة شرعًا.
واختتم الدكتور عطية لاشين فتواه بقوله: وعليه، لا يجوز لك أن تتزوج من بنت خالتك نسبًا لأنها غدت خالة لك من الرضاعة.