"دراسة صادمة" بشأن مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
حذّرت دراسة جديدة واسعة، الخميس، من أن مستويات ثاني أكسيد الكربون الحالية تعد "غير مسبوقة منذ 14 مليون عام".
وتغطي الدراسة، التي نشرتها مجلة "ساينس"، الفترة من 66 مليون عام حتى اليوم، إذ تحلل البصمات البيولوجية والجيوكيميائية من الماضي البعيد لإعادة بناء السجل التاريخي لثاني أكسيد الكربون بشكل أدق من أي وقت مضى.
وقالت بيربل هوينيش من مرصد "لامونت-دوهرتي"، التابع لكلية كولومبيا للمناخ، لفرانس برس: "يجعلنا الأمر ندرك بأن ما نقوم به غير عادي إطلاقا بالنسبة لتاريخ الأرض".
وخلصت الدراسة الجديدة إلى أمور من بينها أن آخر مرة تضمن فيها الهواء 420 جزءا في المليون من ثاني أكسيد الكربون كانت من فترة ما بين 14 إلى 16 مليون عام عندما لم يكن هناك أي جليد في غرينلاند وكان أسلاف البشر ينتقلون من الغابات إلى الأراضي العشبية.
ويعد ذلك قبل وقت طويل من فترة ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين عام تحدّثت عنها دراسات سابقة.
وحتى أواخر القرن الثامن عشر، بلغ ثاني أكسيد الكربون في الجو حوالى 280 جزءا في المليون، مما يعني أن البشر تسببوا بالفعل حينذاك بزيادة نسبتها 50 في المئة في الغازات الدفيئة، التي تحبس الحرارة في الجو وأدت إلى ارتفاع حرارة الكوكب بـ1,2 درجة مئوية مقارنة بمستوى ما قبل الثورة الصناعية.
وقالت هوينيش إن "المهم هو أن الجنس البشري لم يتطور غير قبل ثلاثة ملايين عام.. وبالتالي فإن حضارتنا مضبوطة على مستوى البحر كما هو الآن، على المناطق الاستوائية الحارة والقطبين الباردين والمناطق المعتدلة حيث تهطل الأمطار بكثرة".
وفي حال واصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية بالازدياد، يمكن أن نصل إلى ما بين 600 و800 جزء في المليون بحلول العام 2100.
وسجّلت هذه المستويات آخر مرة في الفترة الإيوسينية قبل 30 إلى 40 مليون عام، أي عندما لم تكن القارة القطبية الجنوبية مغطاة بالجليد بعد وعندما كانت الحياة النباتية والحيوانية على الأرض مختلفة بشكل كبير عما هي عليه الآن وكانت على سبيل المثال، حشرات ضخمة تجوب الأرض.
وتعد الدراسة الجديدة نتاج عمل استمر سبع سنوات أنجزته مجموعة من 80 باحثا في 16 دولة وتعد حاليا بمثابة الإجماع المحدّث للمجتمع العلمي.
ولم يجمع الفريق بيانات جديدة، بل قام بتوليف وإعادة تقييم والتحقق من أعمال منشورة بناء على التحديثات العلمية وصنّفها بناء على مستوى الثقة قبل أن يجمع تلك الأعلى تصنيفا في إطار زمني جديد.
وأكد العلماء بأن الفترة الأكثر حرا على مدى السنوات الـ66 مليون الماضية كانت قبل 50 مليون عام عندما وصل ثاني أكسيد الكربون إلى 1600 جزء في المليون وكانت الحرارة أعلى بـ12 درجة مئوية، قبل أن تشهد تراجعا بقي مدة طويلة.
وبحلول 2,5 مليون عام مضى، بلغ ثاني أكسيد الكربون ما بين 270 و280 جزءا في المليون، ما أذن ببدء العصور الجليدية.
وبقي المستوى على حاله إلى أن وصل البشر قبل 400 ألف عام وإلى أن بدؤوا إحراق الوقود الأحفوري على نطاق واسع.
ويقدر الفريق بأن مضاعفة ثاني أكسيد الكربوين يمكن أن ترفع حرارة الكوكب بما بين 5 و8 درجات مئوية، لكن على مدى مئات آلاف السنوات عندما تؤثر درجات الحرارة بشكل كبير على أنظمة الأرض.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الأرض ثاني أكسيد الكربون الأمطار حشرات البشر الكوكب ثاني أكسيد الكربون أخبار البيئة أخبار المناخ منوعات الأرض ثاني أكسيد الكربون الأمطار حشرات البشر الكوكب مناخ ثانی أکسید الکربون فی الملیون ملیون عام ما بین
إقرأ أيضاً:
الأغذية العالمي يعلّق عمله في غزة.. الإجراءات الحالية لا تفي بالمتطلبات
أعلن برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP)، عن وقف عقود 77 سائق شاحنة تجارية عن العمل، بشكل "مؤقّت"، إلى حين التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ووجود آلية تضمن عمل المؤسسات الأممية والإنسانية بشكل آمن، داخل قطاع غزة، الذي تشنّ ضدّه قوات الاحتلال الإسرائيلي حرب إبادة جماعية منذ 19 شهرًا.
وبحسب موقع "فلسطين أون لاين" فإنّ سائقو شاحنات قد أفادوا بأن إدارة "الأغذية العالمي" أوقفت عقودهم بعد تفشي الفوضى وحالات السرقة والسطو على المخازن والإمدادات الغذائية داخل القطاع. وذلك في خضم تفشّي المجاعة بين سكانه البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون إنسان.
وفي السياق نفسه، أبرز السائقين أنّ: "عصابات اللصوص أقدمت على تكسير الشاحنات وسرقة الإطارات والمحركات والبطاريات والسولار وأشياء أخرى، ما عطّل عمل المؤسسة وآلياتها الإغاثية".
تجدر الإشارة إلى معظم الشاحنات حديثة الطراز، كان البرنامج قد أدخلها إلى قطاع غزة خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار (19 كانون الثاني/ يناير - 2 آذار/ مارس)، وذلك قبل أن تتنصل منه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وتستأنف حرب الإبادة على القطاع.
ووفق المصادر ذاتها، فإنّه خلال الأيام القليلة الماضية، قد لوحظت حالات فوضى وسرقة لمخازن الغذاء التابعة للبرنامج، مع نهب محتوياتها من الدقيق والمكملات الغذائية، بالإضافة إلى سرقة وتخريب الشاحنات والمولدات الكهربائية الضرورية لتشغيل البرنامج ومستودعاته.
إلى ذلك، تسبّب قصف الاحتلال الإسرائيلي المتكرّر، لعناصر الشرطة ودورياتها، إلى انتشار عصابات اللصوص و"قطاع الطرق"، ناهيك عن تكرار حوادث السطو على شاحنات المساعدات التي كانت تدخل لصالح برنامج الأغذية فقط، دون غيره من مؤسسات الأمم المتحدة، بالآونة الأخيرة.
وفي يوم 2 آذار/ مارس، أصدر رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قرارًا بإغلاق جميع معابر ومنافذ غزة، ما تسبّب في انهيار غير مسبوق بكافة القطاعات، وعمّق من حجم الكارثة الإنسانية داخل القطاع.
وعدّة ضغوطات دولية، قد سمحت سلطات الاحتلال قبل أيام بدخول كميات جد محدودة من المساعدات الغذائية لبرنامج الأغذية فقط؛ غير أنّ الغزّيين الذي تُمارس عليهم "المجاعة" لم يشعروا بأي تغيير ملموس بعد دخول تلك المساعدات المحدودة، وسط استمرار إغلاق المطابخ الخيرية "التكيات"، وتوقف عمل المخابز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية القليلة المتبقية في الأسواق المحلية.
إلى ذلك، اعتبرت المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة هذه الخطوة "غير كافية"، فيما وصفوها بـ"قطرة في بحر" مقارنة بحجم الكارثة، مطالبين بإدخال نحو 1000 شاحنة مساعدات يوميًّا لتوفير الاحتياجات الأساسية من غذاء ودواء وغيرهما.
ووصف برنامج الأغذية العالمي عمله في غزة بأنه "سباق مع الزمن لوقف مجاعة شاملة"؛ كما أصدرت منظمات الأمم المتحدة موقفا موحّدا عبّرت فيه عن رفضها للآلية التي يعتمد عليها جيش الاحتلال من أجل إدخال المساعدات، إذ تُعرّض طواقمها وسائقي الشاحنات للخطر، وطالبت بفتح شامل لجميع المعابر، وضمان دخول كميات كبيرة من المساعدات يوميًا.
أيضا، ترفض المنظمات الإنسانية، خلال موقفها، مخطط دولة الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات عبر "مؤسسة غزة"، التي أُنشئت مؤخرا بدعم أمريكي-إسرائيلي، لتكون بديلا عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
في السياق نفسه، أوضحت "الأونروا" أنّ: "مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف شخص لمدة شهر، تشمل دقيقًا وطرودًا غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وهي جاهزة للإرسال الفوري".
وأردفت بأنّ: "المستودع لا يبعد سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة"، في إشارة إلى أن الحصار الإسرائيلي الخانق هو ما يعرقل وصول هذه الإمدادات إلى مستحقيها. مشددة على أن الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتطلب تدخلًا عاجلًا.