غليون: إسقاط مشروع وقف النار في غزة سقوط أخلاقي مدو للإدارة الأمريكية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
عربي 21
قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة السوربون الدكتور برهان غليون: "إن وضع واشنطن فيتو ضد قرار يدعو لوقف النار في غزة بعد شهرين من حرب لا يتردد الرأي العام العالمي عن وسمها بحرب الإبادة هو إدانة من قبل أكبر قوة عالمية بالموت على مئات آلاف البشر، والتعبير عن روح الانتقام وارادة اذلال شعب كامل والتنكيل به ودفع حكومة "إسرائيل" الى الاستمرار في نهج العنصرية والتشجيع على الكراهية".
وأكد غليون في تصريحات مكتوبة له اليوم أرسل نسخة منها لـ "عربي21"، تعليقا على فشل مجلس الأمن في تمرير قرار بوقف إطلاق النار بسبب فيتو أمريكي، أن "واشنطن توجه بهذا الفيتو طعنة قاتلة لمنظومة المجتمع الدولي وللقانون الانساني وتضع السلام العالمي على كف عفريت وتقدم الدليل على انهيارها الأخلاقي وشرعية ادعائها احتكار القرار الدولي والقيادة العالمية بذريعة الحفاظ على الأمن والسلام العالميين".
وأشار غليون إلى أن الفيتو الأمريكي أبعد من أن يكون موجها ضد فلسطين وحدها، وقال: "لقد أثبت الفيتو الأمريكي أن الحرب هي بالأساس حرب الولايات المتحدة ضد الشعب الفلسطيني وما تبقى منه في الأراضي المحتلة، وأن "إسرائيل" ليست في النهاية سوى أداة تسخدمها وشنطن لتحقيق مصالحها الشرق أوسطية".
وتابع: "هي لا تستهدف الفلسطينيين فقط وإنما تأديب الحكومات العربية التي سعت إلى الانفتاح على الدول الأخرى وإجبارها على الالتحاق من دون شروط بالاستراتيجية الأمريكية وتحقيق كل ما يتطلبه أمن "إسرائيل" وسلامتها وتوسع استيطانها وهيمنتها. وهو ينبىء بإعطاء صك على بياض لتنفيذ حكومة المتطرفين في "إسرائيل" مخطط إجلاء سكان غزة والضفة لبناء مزيد من المستوطنات تضمن حفاظها على تفوقها وهيمنتها الإقليمية وتمكينها في مستقبل قريب من تحقيق حلمها بهدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل المزعوم مكانه".
ووفق غليون فإن "هذا القرار لا يمكن إلا أن يوقظ العرب، حكومات ورأي عام، ويدفعهم إلى التفكير في مستقبل دولهم ومشاريعهم التنموية ويشجعهم على التحرر من وهم الرهان على الدول الأجنبية في الدفاع عن أنفسهم وحقوقهم ومصالحهم، ومن ثم إلى إدراك أن مصيرهم كدول وأقطار وحكومات، وحفاظهم على أمنهم واستقلال قرارهم لا يضمنهما سوى تطوير قدراتهم الذاتية واعتمادهم على أنفسهم والتعاون فيما بينهم لتكوين تحالف قوي قادر على الدفاع عن مصالحهم الأساسية وردع أعدائهم".
وأضاف: "لقد أثبتت غزة التي لا تزال تخوض حربا شرسة ضد الغزو الإسرائيلي الأمريكي الكبير منذ شهرين أن ذلك ليس مستحيلا بل هو في متناول اليد. كل ما يحتاج إليه هو انسجام الحكومات مع مصالح شعوبها والرهان على دعمها وتأييدها. هذا هو البديل الوحيد والأكيد لتسول الحماية والأمن والسلام وتحرير الأرض على أبواب الدول الأجنبية"، على حد تعبيره.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قطاع غزة الفلسطيني.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء أمس الجمعة، جلسة طارئة للتصويت على مشروع القرار الذي قدمته الإمارات العربية المتحدة وشاركت فيه أكثر من 80 دولة بينها تركيا.
ولم يتمكن مجلس الأمن الدولي من اعتماد مشروع القرار بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض.
وأيد 13 عضوا من أعضاء المجلس الخمسة عشر المشروع مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
صفقة بـ25 مليار دولار.. بالو ألتو الأمريكية تستحوذ على سايبر آرك الإسرائيلية
استحوذت شركة "بالو ألتو نتوركس " الأمريكية على شركة "سايبر آرك"الإسرائيلية المتخصصة في حلول الحماية الرقمية، في صفقة ضخمة في قطاع الأمن السيبراني، مقابل مبلغ يصل إلى 25 مليار دولار أمريكي.
وتعتبر الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ في تاريخ قطاع التكنولوجيا "الإسرائيلي"، إذ تحتل المرتبة الثانية بعد صفقة استحواذ شركة "غوغل" على شركة "ويز" (Waze) التي بلغت قيمتها 32 مليار دولار، والتي تم الإعلان عنها في وقت سابق من هذا العام.
وأكد تقرير "بلومبرغ" أن شركة "سايبر آرك" تعد من الشركات الرائدة عالميًا في مجال الأمن السيبراني، حيث تقدم حلولا متقدمة لحماية المعلومات الحساسة والهوية الرقمية، وتعمل مع العديد من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص لضمان سلامة بياناتها من الهجمات السيبرانية المعقدة والاختراقات المستمرة.
وأشار التقرير إلى أن الصفقة ستتم عبر مزيج من المدفوعات النقدية والأسهم، حيث سيحصل كل مساهم في شركة "سايبر آرك" على 45 دولارًا نقدًا، بالإضافة إلى 2.2 سهم من أسهم شركة "بالو ألتو نتوركس" مقابل كل سهم يمتلكه في "سايبر آرك".
ويُعكس هذا العرض قيمة عالية لشركة "سايبر آرك" ويعزز مكانة "بالو ألتو نتوركس" كواحدة من الشركات الرائدة في مجال الأمن السيبراني على المستوى العالمي.
ومن المتوقع أن تخضع الصفقة لموافقات الجهات التنظيمية في الولايات المتحدة ودول أخرى، بالإضافة إلى تصويت المساهمين في شركة "سايبر آرك"، ويتوقع إتمامها خلال النصف الثاني من عام 2026، كما تتابع الأسواق هذه الصفقة عن كثب، نظرًا لتأثيرها الكبير على مستقبل صناعة الأمن السيبراني، خصوصًا في ظل تزايد الهجمات الإلكترونية وتعقيد التهديدات الرقمية في كل القطاعات.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الاستحواذ يأتي في وقت يشهد فيه قطاع الأمن السيبراني نموا متسارعًا مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية، والحاجة المتزايدة إلى حماية المعلومات الشخصية والمؤسساتية من الهجمات المتطورة.