«أكشاك المناخ».. رسائل إلى «العالم الأخضر»
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
شروق عوض (دبي)
توجه «أكشاك المناخ» في المنطقة الزرقاء بموقع مؤتمر الأطراف (COP28) مجموعة من الرسائل بشأن التغيرات المناخية ومسبباتها وتداعياتها وآثارها السلبية والحلول الناجعة للجمها، ومن أبرزها «رحلة التغيير لحماية كوكب الأرض والبشرية بدأت الآن»، «التعايش السلمي بين الشعوب»، و«الحب»، و«السلام للعالم»، و«العدالة المناخية»، و«تفعيل صندوق الخسائر والأضرار وتمويله من قبل مختلف بلدان العالم»، و«عالم أخضر للآجيال القادمة»، و«بيئة مستدامة»، كما تقدم في نفس الوقت أفضل الممارسات للحد من تداعيات الآنية والمستقبلية لتغير المناخ.
وتوزع “أكشاك” 50 منظمة مدنية من مختلف أنحاء العالم على مساحة خصصتها الأمم المتحدة لها في المنطقة الزرقاء بموقع «COP28» بهذه الحرفية، أعطت لكل منظمة خصوصيتها، ومنحتها القدرة على تقديم مبادراتها وبث رسائلها بشكل متميز بما يتماشى مع مكانة هذا الحدث العالمي، وسط إقبال واسع من الزوار على الإطلاع واكتشاف رسالة كل “كشك” على حدة. وتواصل المنطقة المحددة لهذه المنظمات أنشطتها المتنوعة طوال أيام انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28» في مدنية إكسبو دبي، حيث شملت مجموعة من المبادرات والمشاريع المستدامة في مجال البيئة ومواجهة التغير المناخي.
«الاتحاد» تجولت في منطقة «أكشاك المنظمات المدنية»، لتجد في كل “كشك” لمنظمة ما، سحر مبادرتها، فالمكان عبارة عن لوحة بيئية زاخرة بألوان الطبيعة ومفرداتها الإبداعية، وبالتالي، لا مفر لزائرها إلا بتوثيق بعض رسائلها الخاصة بحماية البيئة والإنسان معاً من تداعيات أزمة تغير المناخ العالمية.
العدالة المناخية
قال دانيال بيريل، ممثل لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وعضو في الجامعة البهائية العالمية، إن الجامعة تحرص على دعم الجهود لمواجهة التحديات العالمية كتغير المناخ، مشيراً إلى أن “كشك” الجامعة في المنطقة الزرقاء بـ «COP28» أتاح الفرصة أمام الزوار في كتابة أمنياتهم الخاصة بالمستقبل على قصاصات من الأوراق وتعليقها على جدران “الكشك”. وبيّن أن معظم أمنيات زوار الكشك من مختلف دول العالم تمثلت بـ (الحب، السلام، العدالة المناخية، عالم أخضر للآجيال القادمة، رحلة التغيير لحماية كوكب الأرض والبشرية بدأت الآن، التعايش السلمي بين شعوب العالم، ومستقبل أفضل للبشرية، وتفعيل صندوق الخسائر والأضرار وغيرها الكثير)، موضحاً أن المغزى من المبادرة تكمن في إتاحة الفرصة أمام زوار «COP28» لسماع بعضهم بعضاً.
وأشاد بيريل بجهود الإمارات العربية المتحدة في العمل المناخي العالمي، حيث تلعب الإمارات دوراً بارزاً في دعم الجهود الدولية الرامية إلى مواجهة تحديات التغير المناخي، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة لعام 2030.
بث الأمل
وقالت ايفا لوشين، عالمة اجتماع في معهد الاقتصاد الأخضر في جامعة أوكسفورد بالمملكة المتحدة، إن “الكشك” يحرص على إيصال رسالة تحمل في مفادها تحفيز النساء على القيام بأدوارهن البيئية من أجل تنمية المجتمعات والمحافظة عليها من آثار تغير المناخ كنقص المياه والجفاف.
وأضافت أن رسالة المنظمة عبر مشاركتها في “COP28”، تتمثل بـ “بث الأمل لمستقبل أفضل للإنسانية بدون تغير المناخ”، لافتة إلى حرص المعهد على إبراز وإيصال وجهات نظر النساء الاقتصادية والاجتماعية حول قضية تغير المناخ وشرحها بطريقة مبسطة، وذلك انطلاقاً من إيمانها بجهود هذه الفئة من المجتمع في المحافظة على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، والأمن الغذائي، والزراعة، والماء وغيرها الكثير.
وأشارت لوشين إلى أن “COP28” يعد منصة مثالية للعمل المناخي، حيث يحتضن العديد من الجلسات والورش لخبراء دوليين من أجل وضع حلول مبتكرة لتغير الوضع القائم، إضافة إلى إتاحة الفرصة أمام المشاركين من مختلف دول العالم من أجل ابداء آرائهم في قضية تغير المناخ العالمية.
مراقبة المحيطات
من جانبها، أوضحت فيونا بيكمان، عضو في منظمة “بوجو” لمراقبة المحيط العالمي، أن آلية عمل المنظمة تتعلق في مراقبة المحيطات والتوعية والدعوة إلى حمايتها من تداعيات تغير المناخ، حيث يمثل تغير المناخ تهديداً كبيراً لسلامة المحيطات على مستوى العالم، وهو تهديد يضاف إلى التغيرات البيئية التي تسببها الأنشطة البشرية.
وبيّنت أن المنظمة تسعى من خلال مشاركتها في “COP28” إلى توعية الزوار بحجم التأثيرات المناخية على المحيطات ومن أبرزها ارتفاع درجة حرارة مياهها، وارتفاع منسوبها، وزيادة حموضتها، وتغيرات في أنماط تيارات مياهها، وهو أمر يسهم في نهاية المطاف التأثير سلباً على سلامة المحيطات وأنواع الكائنات البحرية فيها.
وأشارت بيكمان إلى أن “COP28” يعد مؤتمراً مهماً للمنظمات المدنية العالمية، بهدف إتاحة المجال أمامها في نشر التوعية البيئية بين أبناء الشعوب، ونشر الحلول المناخية المرتكزة على الطبيعة والسياسات المناخية، لما لهما من الدور الأبرز في حماية كوكب الأرض ومواجهة التحديات المناخية، لافتة إلى أن الزخم الكبير في جلسات المؤتمر الذي تستضيفه دولة الإمارات حتى 12 الجاري في مدينة إكسبو دبي، تسهم في إلهام دول العالم حول أهمية العمل الجماعي في مواجهة قضية تغير المناخ ووضع حلول فورية لها.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: المناخ مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ التغير المناخي الاستدامة الإمارات مؤتمر الأطراف تغیر المناخ إلى أن
إقرأ أيضاً:
وزيرة البيئة: قرار تقليل الأكياس البلاستيكية خطوة كبيرة على طريق التحوّل الأخضر
عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، لقاءً ثنائيًا مع السيدة إنغر أندرسون، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وذلك ضمن سلسلة اللقاءات الثنائية التي تعقدها على هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (UNOC3)، المنعقد بمدينة نيس الفرنسية خلال الفترة من 9 إلى 13 يونيو 2025.
وخلال اللقاء، ناقشت وزيرة البيئة آخر المستجدات المتعلقة بمفاوضات إعداد معاهدة عالمية للحد من التلوث البلاستيكي، والتي من المقرر أن تبدأ جولتها الجديدة في أغسطس المقبل، مشيرة إلى أن رئيس جهاز شئون البيئة، بصفته رئيس الوفد التفاوضي المصري، قد قدم تقريرًا بشأن نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات.
وأعلنت الوزيرة أنها دعت لاجتماع وطني موسع يضم الوزراء المعنيين وممثلي الجهات الحكومية والخبراء لمناقشة الموقف المصري من المسودة الحالية للمعاهدة، تمهيدًا للجولة المقبلة من المفاوضات.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد حرصها على خروج قرار "المسؤولية الممتدة للمنتج" الخاص بالأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، والذي أقرّه مجلس الوزراء في فبراير الماضي، بعد مشاورات استمرت أكثر من عامين، لافتة إلى أنه تم تنفيذ عدد من حملات التوعية المباشرة والمجتمعية، بالإضافة إلى حملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، للتأكيد على أهمية تقليل استخدام هذه الأكياس. وأشارت إلى أن القرار يشكل خطوة نوعية تضع مصر في مصاف الدول التي تتبنى إجراءات للحد من استخدام المواد البلاستيكية الضارة.
وأضافت الوزيرة أن مصر طالبت خلال المفاوضات بضرورة مراعاة الظروف الوطنية للدول المختلفة، لا سيما الدول النامية التي يمثل فيها إنتاج البلاستيك جزءًا من الاقتصاد الوطني وسوق العمل، مشددة على ضرورة التوازن بين الأهداف البيئية والاقتصادية.
كما أكدت أهمية وجود آلية تمويل مستقلة تدعم تنفيذ معاهدة الحد من التلوث البلاستيكي، لا سيما وأنها معاهدة جديدة تتطلب موارد وآليات مستحدثة، داعية إلى صياغة مرنة للمواد التعاقدية بما يسمح بالتشاور المتواصل لتحقيق الأهداف المرجوة.
من جانبها، شددت السيدة إنغر أندرسون على أهمية التعامل مع دورة حياة البلاستيك بشكل متكامل، بما يشمل مراحل الإنتاج وإعادة التدوير والتخلص النهائي، مشيرة إلى أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (UNEA) يوصي بالنظر إلى دورة حياة المادة وليس فقط إلى التلوث الناتج عنها، وذلك لتحديد حجم المشكلة بدقة والتوصل إلى حلول واقعية قابلة للتطبيق.