فضل الكلمات العشر الطيبة .. والمقصود بقوله تعالى: "فاذكروني"
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، فضل الكلمات العشر الطيبة، وذلك من بيانه لآيات سورة البقرة وفضل الذكر.
فضل الكلمات العشر الطيبةوقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي"فيس بوك": في سورة البقرة يقول ربنا ذلك القول الجامع المانع : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ } وبيَّن لنا رسول الله ﷺ كيف نذكر ربنا, أمرنا رسول الله ﷺ بالباقيات الصالحات فعلمنا "سبحان الله" أي أنزِّه الله عن كل شيء وعن كل مثل وعن كل نقص فهو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي { لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ (3) ولَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } وهو رب العالمين - سبحانه وتعالى - وهناك فارق بين المخلوق والخالق فالرب رب والعبد عبد لا حلول ولا إتحاد ولا تجسد, تفريد وتوحيد أمرنا رسول الله ﷺ بأن نتذكر ربنا بقولنا "الحمد لله" , "لا إله إلا الله"، وقال : « وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله » ، "الله أكبر" وجعلها عنواناً ومفتاحاً للصلاة تسمى بتكبيرة التحريم لأنها تحرم علينا الكلام ونحن في الصلاة , " لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنها كنز من كنوز الجنة .
وتابع: الكلمات العشرة الطيبة, التي هي الخمسة الطيبات الصالحات ونضيف إليهم "أستغفر الله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, توكلت على الله, اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله" عشر كلمات { إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيماً } قَالَ أُبَىٌّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاَتِى؟ فَقَالَ :« مَا شِئْتَ ». قَالَ قُلْتُ : الرُّبُعَ. - يعني في الذكر- قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : النِّصْفَ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قَالَ قُلْتُ : فَالثُّلُثَيْنِ. قَالَ : « مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ ». قُلْتُ : أَجْعَلُ لَكَ صَلاَتِى كُلَّهَا. - يعني كل الجلسة يصلى على النبي في جلسة ذكره - قَالَ : « إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ ». وبالتجربة ومما علمه أهل الذكر أن الصلاة على النبي ﷺ تغفر الذنوب .
وبين علي جمعة: {فَاذْكُرُونِي} كلمة جامعة عجيبة غريبة عليها أساس هذا الكون والذكر أعلى من الصلاة, والصلاة عماد الدين وذروة سنامه إلا أن الله يقول: {إنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } .
وشدد في بيانه الكلمات العشر الطيبة: "سبحان الله, والحمد لله, ولا إله إلا الله, والله أكبر, ولا حول ولا قوة إلا بالله، أستغفر الله, إنا لله وإنا إليه راجعون, حسبنا الله ونعم الوكيل, توكلت على الله, اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد وآله" .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: آيات سورة البقرة فضل الذكر الدكتور علي جمعة لا إله إلا الله رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
تعرف على درجات أهل الجنة المذكورة في القرآن
إنَّ أهل الجنَّة متفاوتون فيما بينهم على قدر أعمالهم، وتوفيق الله لهم، وكذلك درجاتهم في الآخرة، بعضها فوق بعض. قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ .
وأولياء الله المؤمنون في تلك الدَّرجات بحسب إيمانهم، وتقواهم، قال تعالى: ﴿انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخرةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾ [الإسراء: 21]، وقال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ﴾.
﴿لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ ﴾.
إنَّ نعيم الجنَّة شيءٌ أعدَّه الله لعباده المتَّقين، نابعٌ من كرم الله، وجوده، وفضله، ووصف لنا المولى – عزَّ وجلَّ – شيئاً من نعيمها، إلا أنَّ ما أخفاه الله عنَّا من نعيمٍ شيءٌ عظيم، لا تدركه العقول، ولا تصل إلى كُنْهِهِ الأفكار، قال تعالى: ﴿فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [السجدة: 17].
وقد بيَّن سبحانه وتعالى سبب هذا الجزاء، وهو ما وفَّقهم إليه من أعمالٍ عظيمةٍ؛ من قيام ليلٍ، وإنفاقٍ في سبيله. قال تعالى: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ *فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾
في الجنَّة عيونٌ كثيرةٌ، مختلفة الطُّعوم، والمشارب. قال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ﴾ [الحجر: 45]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُونٍ ﴾ [المرسلات: 41]، وقال في وصف الجنَّتين اللَّتين أعدَّهما لمن خاف ربه: ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ﴾ [الرحمن: 50]، ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ ﴾ [الرحمن: 66] .
وفي الجنَّة عينان يشرب المقرَّبون ماءهما صِرْفاً غير مخلوطٍ، ويشرب منهما الأبرار الشَّراب مخلوطاً ممزوجاً بغيره:
العين الأولى: عين الكافور قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا *عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا ﴾ [الإنسان: 5 – 6]. فقد أخبر: أنَّ الأبرار يشربون شرابهم ممزوجاً من عين الكافور، بينما عباد الله يشربونها خالصاً.
العين الثانية: عين التَّسنيم. قال تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعْيمٍ *عَلَى الأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ *تَعْرِفُ فِي وَجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ *يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ *خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ *وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ *عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ﴾.