وصفت وكالة "بلومبرج" إمارة أبوظبي بأنها "أحدث ملاذ لثروة المليارديرات"، بعدما كان العديد من أغنياء العالم يختارون بلدانا مثل جزر كايمان وسويسرا وجزر فيرجن البريطانية لحماية أموالهم على مدى عقود.

وذكرت الوكالة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن أبوظبي أصبحت مركز الثروة الجديد الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى المليارديرات، فأغنى رجل في مجال العملات المشفرة، تشانغبينغ تشاو، وعائلة أداني الهندية، وملياردير صناديق التحوط، راي داليو، وقطب الصلب الروسي، فلاديمير ليسين، من بين عشرات المليارديرات الذين أنشأوا شركات ذات أغراض خاصة في المركز المالي الدولي بأبو ظبي هذا العام.

ووفقًا لمراجعة مئات من إيداعات الشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، أجرتها "بلومبرج" هذا العام، فإن أبوظبي باتت تضم أكثر من 5 آلاف شركة ذات غرض خاص مقارنة بـ 46 فقط في عام 2016.

واستندت المراجعة إلى بيانات جمعتها M/HQ، وهي شركة متخصصة في استشارات الثروات، والتي أوردت أنه ليس من المعروف من أين نقل المليارديرات أصولهم، أو لماذا فعلوا ذلك، ومع ذلك، يعكس تدفق الثروة إلى عاصمة الإمارات تحولات عالمية واسعة النطاق في كيفية حماية أثرياء العالم لأموالهم.

وتمثل التدفقات المالية إلى الإمارات دورًا جديدًا لاقتصادها البالغ حجمه 509 مليارات دولار، حيث تحاول عائلة آل نهيان الحاكمة تنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.

 وتأتي مكاسب أبو ظبي في وقت تواجه فيه بعض المناطق ذات الضرائب المنخفضة، مثل جزر فيرجن البريطانية وجزر كايمان، تدقيقًا أكبر وشهدت انخفاضًا في تسجيلات الشركات الجديدة.

وفي السياق، قال باسكار داسجوبتا، مستشار الشركات الذي عمل سابقًا في المنطقة الحرة بأبوظبي: "سوق أبوظبي العالمي مكان رائع لتأسيس شركات ذات غرض خاص، وهو يشهد نموًا كبيرا. نشهد انتقال المزيد من الأفراد ذوي الثروات العالية من جزر فيرجن البريطانية وجزر الكايمان وموريشيوس وسنغافورة إلى هنا."

الوافدون المليارديرات

ويعتبر المركز المالي العالمي في أبوظبي جذابًا بسبب ضماناته لحماية الأصول من الولايات القضائية الأجنبية واستفادته من اتفاقية الازدواج الضريبي في دولة الإمارات، وفقًا لأشخاص لديهم معرفة مباشرة بالمسألة، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

ويمكن لاتفاقية الازدواج الضريبي أن تساعد الأثرياء على تقليل الفاتورة الضريبية لشركاتهم الموجودة داخل الهيئة ذات الأغراض الخاصة، إذا كانت الدول الأخرى، التي يمارسون فيها أعمالًا، لديها اتفاقية مع الدولة الخليجية.

ويشير مستشارو الثروات والمستثمرون الدوليون، الذين تحدث الكثير منهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم، إلى سلسلة من المزايا التي تقدمها إمارة أبوظبي وإمارة ودبي المجاورة، وقالوا إن أولئك الذين يديرون باستثمارات كبيرة في كلا الإماراتين "مؤهلون للحصول على إقامة طويلة الأجل وحتى في بعض الحالات جوازات سفر إماراتية".

وبالنسبة لبعض المستثمرين، توفر الشركات ذات الأغراض الخاصة القدرة على تعزيز العلاقات رفيعة المستوى مع أفراد العائلة المالكة في أبو ظبي، وفقًا لمصادر مطلعة.

وأثار داليو ضجة كبيرة في وقت سابق من هذا العام عندما أنشأ شركته داخل سوق أبو ظبي العالمي، بالتزامن مع خطط لفتح فرع لمكتب عائلته في الإمارة، حسبما أورد تقرير نشرته "بلومبرج" في أبريل/نيسان الماضي.

اقرأ أيضاً

نظرة من الداخل إلى العالم الغامض لصناديق الثروة السيادية الإماراتية

وأعلن الملياردير المصري، نصيف ساويرس، الأسبوع الماضي، أنه سينقل مكتب عائلته إلى سوق أبو ظبي العالمي أيضًا، على أن يتم تسجيلها كشركة ذات غرض خاص مع انتقال بعض الموظفين من لندن ولوكسمبورج.

وتشير "بلومبرج"، في هذا الصدد، إلى أن دولة الإمارات كانت أيضا ملاذاً لأولئك الذين يخوضون "تحديات تنظيمية" بالخارج، في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن تشاو، الرئيس التنفيذي السابق لبورصة الأصول الرقمية "باينانس"، أعلن بناء منزله الأول في دبي في عام 2021، مشيرًا إلى سياساتها المؤيدة للعملات المشفرة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اعترف تشاو و"باينانس" بالذنب في تهم مكافحة غسيل الأموال وانتهاكات العقوبات الأمريكية بموجب تسوية مع الولايات المتحدة.

وتظهر سجلات سوق أبوظبي العالمي أن تشاو أنشأ عدة شركات ذات غرض خاص في أبو ظبي هذا العام، بما في ذلك Binary Finance Group Holdings وAlphanest Holdings وCZ Labs Holdings.  ويحمل الجنسيتين الإماراتية والكندية، بحسب سجلات القضاء الأمريكي.

وأصبحت سوق أبوظبي العالمية، المنطقة المالية الحرة الدولية في الإمارة، التي تم افتتاحها في عام 2015، جذابة في السنوات الأخيرة بعدما أحجمت الإمارات عن فرض عقوبات على دول مثل روسيا، بينما قمعت سويسرا والمملكة المتحدة وبعض دول الكاريبي رجال الأعمال الذين لديهم علاقات مع الدول الخاضعة للعقوبات.

وتكتسب الشركات ذات الأغراض الخاصة في أبو ظبي دعم أفراد العائلة الإماراتية المالكة بشكل متزايد، إذ قامت الشركات التابعة لمجموعة رويال، التي يسيطر عليها مستشار الأمن القومي الشيخ، طحنون بن زايد آل نهيان، شقيق رئيس دولة الإمارات وأحد أكثر صانعي الصفقات نفوذاً في العالم، بإنشاء عدد من الشركات ذات الأغراض الخاصة في سوق أبوظبي العالمية في النصف الثاني من هذا العام، وفقاً لمصادر "بلومبرج".

وفي شهر فبراير/شباط، أدرج وزراء مالية الاتحاد الأوروبي جزر فيرجن البريطانية على القائمة السوداء للملاذات الضريبية، ما أدى إلى فرض عقوبات على الجزيرة وتقييد حصول المنطقة على بعض التمويل الأوروبي، ثم جرى التراجع عن تلك الخطوة لاحقًا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد تعديلات قانونية نفذتها الحكومة.

وكانت حملة تدقيق أجرتها حكومة جزر كايمان للخروج من القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي في باريس "فاتف"، قد أسفرت، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عن زيادة متطلبات التسجيل الخاصة بالشركات الجديدة.

وتشهد جزر فيرجن البريطانية حاليًا أسوأ عام لتسجيلات الشركات منذ عقد من الزمن على الأقل، إذ يتوقع أن تشهدل تسجيل ما يزيد قليلا عن 10 آلاف شركة في عام 2023، وهو ما يمثل أقل عدد من عمليات تأسيس الشركات منذ عام 2013.

وواجهت الإمارات أيضا تدقيقًا من مجموعة العمل المالي، خاصة منذ إدراجها في القائمة الرمادية في مارس/آذار 2022، لكن قضية الشركات ذات الأغراض الخاصة لم تكن محورية في المحادثات حول الخروج من القائمة، حسبما أفادت مصادر مطلعة.

وقال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لشركة "مينا كاتاليستس": "إن الموقع الاستراتيجي لسوق أبوظبي العالمي واستقرار السياسات وقربه من رأس المال هي عوامل جذب رئيسية للأفراد ذوي الثروات العالية، ما يوفر بديلاً آمناً لجزر فيرجن البريطانية التقليدية وجزر كايمان التي لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الحالي".

وجهة جذابة

وقال متحدث باسم سوق أبوظبي العالمية إن المنطقة المالية الدولية الحرة جذابة لعدد من الأسباب، منها الحماية القوية للمستثمرين والضرائب المنخفضة، مشيرا إلى أن الشركات ذات الأغراض الخاصة تتمتع بالعديد من المزايا، مثل عدم وجود حد أدنى لمتطلبات رأس المال، وعدم وجود قيود على جنسية المساهمين وسهولة نقل الأسهم.

وقال مقدمو الخدمات، الذين يساعدون في إنشاء الشركات ذات الأغراض الخاصة إن جزءًا من جاذبية سوق أبو ظبي العالمية هو السرية الممنوحة للأثرياء، ففي يدرج سجل الشركات أعضاء مجلس الإدارة والمساهمين، إلا أن هناك إجراءات روتينية أقل حول التدقيق والإفصاح عن المالك النهائي.

وتمتلك عائلة الملياردير الهندي، غوتام أداني، شركة ذات غرض خاص تم إنشاؤها في سوق أبوظبي العالمية، تسمى Ardor Investment Holding، ويُظهر سجل المنطقة الحرة أن الشركة تم تأسيسها في أغسطس/آب 2023، وتساهم فيها RVG Exim DMCC وهي شركة أنشأها شقيق رجل الأعمال، فينود أداني، ويديرها: سوبير ميترا، رئيس مكتب عائلة أداني.

وعززت شركة Ardor مؤخرًا حصتها في شركة Adani Power Ltd المملوكة للملياردير الهندي، وفقًا لملفات الشركة.

واجتذبت أبوظبي ملياردير آخر مؤخرًا هو، مرتضى لاخاني، قطب التجارة الباكستاني الذي ذكرت "بلومبرج" أنه ذا نفوذ كبير ببيع النفط الروسي عالميا، وهو ما نفاه محاموه.

وفي يونيو/حزيران، سجل لاخاني، في أبوظبي، شركة ذات غرض خاص تسمى Kings Road Investments Holding Ltd، وتم إدراجه باعتباره المساهم الوحيد فيها، حسبما تظهر سجلات سوق أبوظبي العالمي.

وفي الوقت ذاته، أنشأ العديد من المديرين التنفيذيين المرتبطين بشركة صناعة الساعات السويسرية الفاخرة "أوديمار بيجيه" شركة ذات غرض خاص خاص بهم في أبوظبي منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، حسبما تظهر سجلات سوق أبوظبي العالمي.

اقرأ أيضاً

الإمارات السبع.. تفاوت كبير في الثروة والنفوذ

المصدر | بلومبرج/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات العملات المشفرة أبوظبي جزر كايمان سويسرا سوق أبوظبی العالمیة سوق أبوظبی العالمی دولة الإمارات ظبی العالمیة ظبی العالمی هذا العام سوق أبو أبو ظبی فی أبو فی عام

إقرأ أيضاً:

اللجنة العليا المنظمة لألعاب الماسترز «أبوظبي 2026» تطلق شعارها الرسمي

 

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة ذياب بن محمد بن زايد يستقبل وزير المواصلات القطري 9 لاعبين يمثلون «جودو الإمارات» في «مونديال بودابست»


أطلقت اللجنة العليا المنظمة لألعاب الماسترز أبوظبي 2026، التي يرأسها سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، الشعار الرسمي للألعاب، وهو مستوحى من التراث الإماراتي الأصيل ومستمد من البيئات الصحراوية والبحرية والجبلية، تعبيراً عن جذور المكان من جهة، وتجسيداً لهوية أرض الإمارات الطيبة كحاضنة لمختلف الشعوب والجنسيات في كنف من التعاون والمودة من جهة أخرى.
وتُجسد ألوان الشعار مبادئ الوحدة والتضامن المجتمعي، ويعكس الشعار تداخلاً مميزاً لمعالم الدولة التراثية والحضارية، كمتحف زايد الوطني، ومدينة زايد الرياضية، ومتحف المستقبل، مع أمواج البحر العاتية والكثبان الرملية العالية، تعبيراً عن قيم الاتحاد في القوة والطموح وروح التحدي، ومبادئ الوحدة والتواصل والتقدم المستدام. وتستحضر الأنماط المتداخلة في الشعار حيوية المنافسة والسعي المستمر نحو التقدم والتطور.
وأكد سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان أن احتضان الدولة لهذا النوع من الألعاب هو تجسيد للرؤية المُلهمة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل الرياضة أسلوب حياة لجميع الشرائح المجتمعية والفئات العمرية، وخصوصاً كبار المواطنين، ودعم وتطوير القطاع الرياضي كمساحة للتواصل العالمي، وهو تكريسٌ أيضاً لمكانة الإمارات الرياضية الدولية، والتزامها بتطوير الأحداث الرياضية العالمية بمشاركة مجتمعية واسعة.
وأضاف سموّه أن دولة الإمارات تُرحب بكل المشاركين في ألعاب الماسترز من مختلف دول العالم وقاراته، ليجتمعوا معاً للمشاركة في رسم لوحة رياضية حضارية تُعبر عن قيم التسامح والوئام والتعايش والسلام والانفتاح على جميع الثقافات، منوهاً سموّه إلى أن الدولة تُعد وجهة مثالية لاستضافة الفعاليات والأحداث الرياضية العالمية، لما تتسم به من موقع جغرافي مركزي مُهم في منطقة الشرق الأوسط، ومرافق رياضية حديثة وبنية تحتية بمستويات عالمية متقدمة تُحفز الارتقاء بجودة الحياة المجتمعية، وممارسة الألعاب الرياضية، وتحسين الصحة البدنية، بمشاركة جميع أطياف ومكونات المجتمع.
وقال سيرجي بوبكا، رئيس الاتحاد الدولي لألعاب الماسترز، إنَّ ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 تمثّل منصة دولية مهمة للتألق الرياضي والتواصل بين مختلف المشاركين، الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم، مصحوبين بشغف المشاركة في الألعاب الرياضية المتنوعة والالتزام بنمط الحياة الصحية، مؤكداً أنَّ استضافة دولة الإمارات لهذه الألعاب هي استمرار لدورها الرياضي العالمي الرائد كوجهة استثنائية لاحتضان كُبرى الفعاليات الرياضية وتنظيمها على مستوى العالم، وتُعبّر عن مدى ثقة الاتحادات والمؤسسات الرياضية العالمية في أن تؤدي الدولة دوراً محورياً على خريطة الرياضة العالمية في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع.
وتُعدّ ألعاب الماسترز 2026 أبوظبي الحدث الرياضي الدولي الأكبر والأكثر تنوعاً في منطقة الشرق الأوسط، وتقام في إمارات الدولة خلال الفترة من 6 إلى 15 فبراير 2026، ويتوقع أن تشهد مشاركة واسعة لأكثر من 25000 رياضي من مختلف بلدان العالم، يتنافسون في 33 رياضة، منها أربع رياضات تراثية، وتشمل كرة القدم، وكرة السلة، والكرة الطائرة، والجودو، والكاراتيه، والجوجيتسو، والمواي تاي، والرماية، وكرة الريشة، ورفع الأثقال، وتنس الطاولة، والتنس الأرضي، والبادل، وألعاب القوى، والإسكواش، وركوب الدراجات، وسباقات الحواجز، والسباحة، والجولف، والتجديف، والتجديف بالكاياك، والإبحار، والملاحة الرياضية، والصيد بالصقور، وسباقات الهجن، والترايثلون، والبولينج، وسباقات الخيول للقدرة والتحمل، وكرة الشبكة، والرجبي.

مقالات مشابهة

  • شركة عملة الإمارات للاستثمار تحصل على أول رخصة للأصول الافتراضية في الإمارات من هيئة الأوراق المالية والسلع
  • شراكة بين «أبوظبي للصحة العامة» و«الإمارات للسرطان»
  • «إتش إس بي سي»»: %94 من الشركات في الإمارات واثقة بآفاق تجارتها الدولية
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • «ويز إير أبوظبي» توسّع عملياتها في مصر
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد توقيع اتفاقية بين ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 و«أدنوك»
  • المركزي يفرض عقوبة مالية بـ3.5 مليون درهم على شركة صرافة
  • اللجنة العليا المنظمة لألعاب الماسترز «أبوظبي 2026» تطلق شعارها الرسمي
  • مدينة مصر تبدأ إجراءات تأسيس شركة تابعة في دولة الإمارات تحت اسم
  • جامعة أبوظبي تستضيف مسابقة «بحوث وابتكارات طلبة الجامعات»