هيئة المحلفين تقف مع Epic Games في معركة جوجل
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
كان للدعوى القضائية التي رفعتها Epic Games ضد Google إقبال مختلف تمامًا عن معركتها في قاعة المحكمة مع Apple. انحازت هيئة محلفين فيدرالية إلى جانب مطور ألعاب الفيديو ووجدت أن Google تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية عندما يتعلق الأمر بكيفية تشغيل متجر Play.
وفقًا لموقع The Verge، وافقت هيئة المحلفين بالإجماع على أن شركة Google احتكرت بشكل غير قانوني توزيع التطبيقات وخدمات الفوترة داخل التطبيقات لأجهزة Android.
وقالت Epic في شكواها إن Google دفعت بصمت لمطوري الألعاب مئات الملايين من الدولارات لجعل عناوينهم قابلة للتنزيل من متجر Play في مبادرة كانت تُعرف في الأصل باسم "Project Hug". وزعمت أن الشركة دفعت لشركة Activision Blizzard مبلغ 360 مليون دولار للتخلي عن خططها لإنشاء متجر تطبيقات منافس، وهو ما نفاه مطور اللعبة لاحقًا. جوجل، التي قالت Epic إنها توصلت إلى برنامج الحوافز بعد إطلاق Fortnite خارج متجر Play، وقعت أيضًا صفقات مع Nintendo وUbisoft وRiot Games.
توصلت هيئة المحلفين إلى استنتاج مفاده أن Epic Games تأثرت سلبًا بإجراءات Google، لكننا لم نعرف بعد كيف سيغير انتصارها ممارسات الأخيرة. في بيان نُشر على X، قال تيم سويني، الرئيس التنفيذي لشركة Epic Games، إن المحكمة ستبدأ "العمل على سبل الانتصاف" في يناير. وسيتخذ القاضي جيمس دوناتو، الذي يشرف على القضية، القرار بشأن ما إذا كان سيأمر Google بمنح المطورين الحرية في تقديم متاجر التطبيقات الخاصة بهم وأنظمة الفوترة لأجهزة Android. في حالة الدعوى القضائية التي رفعتها Epic ضد شركة Apple، قضت المحكمة بأن الشركة المصنعة لهواتف iPhone لم تنتهك قوانين مكافحة الاحتكار الأمريكية، لكنها أمرت الشركة بالسماح لمطوري App Store بتوجيه العملاء من خلال أنظمة دفع تابعة لجهات خارجية.
ومع ذلك، فإن جوجل لا تنوي الانهيار دون قتال. وقال ويلسون وايت، نائب رئيس جوجل للشؤون الحكومية والسياسة العامة، لموقع Engadget أن الشركة تخطط للطعن في الحكم. وقال وايت: "يوفر Android وGoogle Play المزيد من الخيارات والانفتاح أكثر من أي منصة متنقلة رئيسية أخرى". "لقد أوضحت التجربة أننا نتنافس بشدة مع Apple ومتجر التطبيقات الخاص بها، بالإضافة إلى متاجر التطبيقات على أجهزة Android ووحدات التحكم في الألعاب. وسنواصل الدفاع عن نموذج أعمال Android وسنظل ملتزمين بشدة تجاه مستخدمينا وشركائنا والمجتمع الأوسع." نظام أندرويد البيئي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جوجل
إقرأ أيضاً:
انتهت معركة ولم تنتهِ الحرب
وضعت معركة «الاثني عشر يومًا» -كما يحلو للرئيس الأمريكي أن يسميها - أوزارها بين إيران وإسرائيل ومن يؤازرها، اثنا عشر يوما كانت كفيلة بأن يضع العالم يده على قلبه، وتساءل الكثيرون: «من المنتصر في هذه المعركة؟»، فكل طرف يدّعي النصر المؤزر على الطرف الآخر، ولكل حساباته، فالكيان الصهيوني -ومن خلفه الولايات المتحدة- يدّعيان أن الحلم النووي الإيراني انتهى للأبد، بينما تدّعي إيران أنها أوجعت إسرائيل، ودمرت أهدافا عسكرية كثيرة، ورغم أن هذه الإشكالية تبدو وكأنها «أحجية» صعبة الحل، إلا أن ذلك سيتضح قريبا حين يتم الكشف عن شروط وقف إطلاق النار، وستنجلي في مفاوضات السلاح النووي الإيراني.
وليس بعيدا عن هذه المواجهة محسوبة النتائج بدقة من قبل كل الأطراف، فإن المشهد يتكشف عن دول خليجية تقع بين فكّي كماشة، وتغوص في مستنقع لا ناقة لها فيه ولا جمل، فالولايات المتحدة وضعت إيران كـ«بعبع» مخيف للدول المجاورة، وعقدت على ذلك الصفقات العسكرية، والأمنية، وأقامت قواعدها العسكرية، وباعت أسلحتها الباهظة التكاليف على هذه الدول، وشغّلت مصانع الأسلحة على حسابها، وكل ذلك تحت تهديد الخطر والمطامع الإيرانية، والحرص على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وهو ما استغلته الإدارات الأمريكية على مر تعاقبها، مما جعل الدول الخليجية تسلّم أمنها إلى الحماية الأمريكية، وتعمل على رفاهية شعوبها، دون اكتراث للخطر الأمريكي - الإسرائيلي الذي أصبح عبئا على الاقتصادات الخليجية، وعلى استقرار المنطقة على المدى البعيد.
ورغم أن دول الخليج بقيت لفترة طويلة تتوجس من كل مشروع عسكري إيراني إلا أن هذا الخطر بدأ في التلاشي بعد أن استقرت الثورة الإيرانية وتراجع فكرها الثوري ليحل مكانه حسن الجوار، ولذلك جاءت التفاهمات مع المملكة العربية السعودية لتخفف حدة التوتر، وهذا ربما ما يخشاه الطرف الآخر، فالكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة، لا تريد لهذا المناخ الودي أن يسود في المنطقة، فذلك قد يشكل خطرا على وجودها العسكري في الخليج، وقد يُفشل مخططاتها في جعل هذه المنطقة تحت الضغط الأمني دائما، لذلك تعمل الدعاية الصهيونية والسلاح الأمريكي على التدخل في اللحظة الحاسمة ليبقى الوضع الخليجي - الإيراني على المحك.
لقد كانت دولة قطر في مرمى الصواريخ الإيرانية، بينما خرج الجنود الأمريكيون من قاعدة «العديد» إلى أماكن آمنة، ورغم أنه كان «هجوما رمزيا» بعد أن أعلن «ترامب» حقيقة «التنسيق» مع إيران قبل الضربة، إلا أن ذلك يشير إلى أن «الهيبة الأمريكية» ليست كما يبدو لنا، فمجرد السماح بضرب قاعدة هي الأكبر في العالم، يعني رضوخا للرغبة الإيرانية لرد الاعتبار بعد الهجوم على مفاعلاتها النووية، وفي المقابل يعني ذلك أن القوى الكبرى سواء الإقليمية أو الدولية لديها تفاهماتها الخاصة، وهي من يتحكم في مصير دول الخليج، والتي إنْ لم تصلح شأنها، وتعيد ترتيب أوراقها المبعثرة، وتعتمد على نفسها عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا، وإلا فإنها سوف تكون دائما هي الحلقة الأضعف في هذه الفوضى العارمة من حولها، وستصبح غريبا في ديارها.
لقد انتهت معركة من معارك الحسم الإيراني - (الإسرا أمريكي) - ولكن الحرب لم تنته بعد، ولذا علينا انتظار مواجهة حاسمة قادمة طال الزمان أو قصر، وحينها سنعلم جيدا أن البقاء في هذا العالم للأقوى، وليس للأصلح، كما يدّعي المثاليون.