قال الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي إن الخسائر التي مُني بها جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب على غزة أثرت على قدراته ومدرعاته خاصة الدبابات وناقلات الجند من طراز "ميركافا" و"نمر".

وأوضح الفلاحي -في تحليله للمشهد العسكري بغزة- أن هذه الخسائر أدت إلى استخدام جيش الاحتلال عربات وناقلات قديمة في عملية المواجهة مع المقاومة لسد النقص الحاصل.

وتصاعدت عمليات استهداف الآليات الإسرائيلية في مدينة خان يونس (جنوبي القطاع) خلال الأيام الماضية رغم الانتشار الإسرائيلي الكثيف بالمنطقة، وهو ما أثار انتقادات كبيرة في إسرائيل.

وأمس الأربعاء، نشرت الجزيرة مشاهد حصلت عليها للكمين الذي نفذه مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد ناقلتي جند إسرائيليتين، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل ضابط و6 جنود وإصابة عدد كبير من الجنود.

ووفق الخبير العسكري، فإن القطاعات المدرعة "لا بد أن تعمل معها قطاعات من المشاة ضمن عملية تجانس لتوفير الحماية للمدرعات".

وتعتبر قوات المشاة قوات ضاربة بالجيش نظرا لإمكانياتها وقدراتها الكبيرة، لكن النقص في القدرة البشرية أدى إلى أن تعمل هذه الوحدات بمعزل عن بقية القوات الأخرى، حسب الفلاحي.

واستدل الخبير العسكري باقتراب أحد مقاتلي القسام من إحدى الناقلات الإسرائيلية -في فيديو سابق للمقاومة- ببندقية خفيفة، مما يعطي انطباعا بأن هذه القطاعات منهكة بشكل كبير جدا.

وكذلك، فعندما تضعف الروح المعنوية للقوات الإسرائيلية فإن المنطقة تشكل "رعبا حقيقيا وكبيرا للجنود"، وفق الفلاحي.

وأكد أن عدم قدرة الاحتلال على تأمين القوة البشرية اللازمة، خصوصا مع سحب عدد من القطاعات إلى أماكن أخرى "أثر بشكل كبير على القوات التي تعمل في داخل القطاع".

وخلص الخبير العسكري إلى أن هناك الكثير من المشاكل يعاني منها الجيش الإسرائيلي على مستوى القوة البشرية، والروح المعنوية، والإمكانية على الاستمرار في هذه المعركة أيضا.

إعلان

الفرق الهندسية

وكذلك، يشكل استهداف المقاومة للفرق الهندسية عبئا كبيرا على القوات الإسرائيلية باعتبارها المعنية بفتح الطرق وإزالة الألغام والعوائق أمام تقدم القطاعات الآلية والمدرعة وقوات الكوماندوز، حسب الخبير العسكري.

وفي هذه الحالة، فإن استهداف هذه الفرق الهندسية "لا يؤمن عملية تقدم للقطاعات الأخرى، مما يؤخر الخطة بشكل كبير جدا"، كما أن تعويض القطاعات الاختصاصية أثناء المعركة "صعب جدا".

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن بيان لأهالي الجنود -الذين قتلوا في كمين خان يونس– قولهم إن أبناءهم كانوا ضحايا إهمال جسيم، وإنهم يشعرون بالصدمة والهلع من التهور الذي انكشف في الحادث الخطير والمروع.

وأضاف البيان أن "هذا الحادث كان من الممكن تفاديه"، و"من غير المعقول أن تكون الكتيبة التي ينتمي إليها الجنود القتلى هي الوحيدة في الجيش الإسرائيلي التي لا تزال تستخدم معدات قديمة ومعيبة وعاجزة".

كما أن المركبات التي يتنقل بها جنود فرقة المشاة 605 في ساحة المعركة غير مجهزة بكاميرات بزاوية 360 درجة من جميع الجوانب، بينما تحتوي المركبات العسكرية الأخرى بما فيها المركبات المدنية العادية على تلك المعدات الأساسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخبیر العسکری

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط

كشف مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة عن أن حجم المساعدات الفعلية التي تصل إلى المواطنين في قطاع غزة لا يتجاوز 3% من الاحتياجات اليومية لنحو 2.4 مليون نسمة، بينهم أكثر من مليون طفل فلسطيني، رغم تعهدات الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر منذ 27 يوليو/تموز الماضي.

وفي تصريحات للجزيرة نت، قال الثوابتة إن مستشفيات غزة ما زالت تسجل وفيات يومية جراء المجاعة ونقص الغذاء، وكان آخرها 5 ضحايا -بينهم طفلان- خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الضحايا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 217 شهيدا، بينهم 100 طفل، في مشهد يعكس عمق المأساة واستمرار سياسة الحصار والتجويع التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية.

حجم المساعدات الحقيقي

وعن العدد الحقيقي للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي تدخل فعلا قطاع غزة، أشار مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة إلى أن 1210 شاحنات مساعدة فقط هي التي دخلت غزة خلال 14 يوما، من أصل 8400 شاحنة مفترضة، أي ما يعادل 14% من الاحتياجات الفعلية.

وأضاف أن معظم هذه الشاحنات تعرضت للنهب والسطو في ظل فوضى أمنية يفتعلها الاحتلال ضمن سياسة ممنهجة لما سماه "هندسة التجويع والفوضى" بهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني.

وأكد الثوابتة أن الاحتلال الإسرائيلي يحاول استخدام هذا الوضع كأداة للضغط السياسي وتصفية القضية الفلسطينية عبر فرض شروطه الميدانية والإنسانية على السكان المحاصرين.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا متواصلا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث أدت العمليات العسكرية وسياسات الإغلاق الممنهج إلى انهيار منظومة توزيع المساعدات الإنسانية، وسط تحذيرات متصاعدة من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية بشأن خطر المجاعة والموت جوعا الذي يتهدد الأطفال والنساء في المناطق المنكوبة.

إنزال جوي بلا قيمة

وتطرق المسؤول الحكومي في غزة إلى آلية توزيع المساعدات عبر إنزالها من الجو، وبيّن أن هذه العمليات لم تعد فقط بلا جدوى، بل أضحت خطيرة على حياة المجوعين.

إعلان

ويفسر ذلك بقوله إنه منذ بدء الحرب تسببت الإنزالات الجوية وحدها في استشهاد 23 فلسطينيا وإصابة 124 آخرين. مبينا أن معظم صناديق المساعدات تسقط في مناطق يسيطر عليها الاحتلال أو في أحياء تم تفريغها قسريا من سكانها، مما يعرّض المدنيين للاستهداف المباشر.

كما أوضح الثوابتة أن "عمليات الإنزال الجوي التي حدثت العام الماضي أدت إلى غرق 13 فلسطينيا بعد سقوط المساعدات في البحر"، مطالبا بوقف هذه الإنزالات الجوية "الدعائية" التي يريد منها الاحتلال تلميع صورته والتغطية على سياساته بمنع دخول الإمدادات الأساسية عبر المعابر البرية.

جرائم متواصلة

ودان مسؤول الإعلام الحكومي في غزة استمرار الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، مجددا دعوات سبق أن أطلقها للأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي للتحرك العاجل والجدي لفتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بلا قيود، خاصة الغذاء وحليب الأطفال والأدوية، بالإضافة إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين الفلسطينيين.

وتؤكد بيانات وزارة الصحة في غزة استمرار نزيف الضحايا، فقد تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب 61 ألفا، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 153 ألف جريح، وما يزيد على 10 آلاف مفقود. في حين تحذر الأمم المتحدة من أن 87% من مساحة القطاع باتت إما تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر أو أمرت قوات الاحتلال بإخلائها، مما يضاعف أزمة الغذاء ويعمّق الكارثة الصحية.

ويتوازى كل ذلك مع مخطط بدأه جيش الاحتلال لتوسيع سيطرته على غزة، وذلك بعد أن أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة "تدريجية" لاحتلال القطاع بأكمله وتهجير سكانه نحو الجنوب، وقد بدأ بالفعل فرض أوامر إخلاء جديدة بأحياء ومخيمات في شمال القطاع ووسطه وشرقه.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: لو كان الحل العسكري ممكنا بغزة لكانت الحرب انتهت بالفعل
  • جنرال إسرائيلي: لماذا لم تُهزم حماس بعد كل الضربات التي تلقتها؟
  • ميرتس يرد على انتقادات نتنياهو: أوقفنا تصدير السلاح لإسرائيل رداً على خطة توسيع عملياتها بغزة
  • باسم نعيم : نتنياهو يواصل “الأكاذيب” التي اعتاد عليها منذ بداية الحرب
  • الإعلام الحكومي بغزة: المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي إلا 3% فقط
  • 4 دول أوروبية تدين قرار "إسرائيل" توسيع عملياتها بغزة
  • بريطانيا والدنمارك وفرنسا واليونان وسلوفينيا في بيان: ندين قرار "إسرائيل" توسيع عملياتها بغزة
  • خريس: للسيادة العادلة التي تصون إنجازات المقاومة
  • هيئة البث الإسرائيلية: سموتريتش عارض خطة احتلال غزة التي صدق عليها الكابينت
  • مصر.. علاء مبارك وفيديو لوالده عن المقاومة فوق أشلاء الشهداء يثير تفاعلا