حول الوضع الراهن على الجبهة الأوكرانية واحتمالات الهجوم الروسي
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أعتقد أن هجوما روسيا كبيرا غير مرجح قبل أبريل 2024.
تتقدم القوات الروسية على طول خط المواجهة بالكامل، دون أن تحدث أي اختراقات كبيرة حتى الآن، فيما يقاس النجاح بالتقدم بضع مئات من الأمتار أو بضع كيلومترات على الأكثر. وكما يقول الخبراء العسكريون، فسنرى بالقرب من أفدييفكا حصارا أو اختراقا يمكن أن يتطور إلى هجوم كبير.
ومع ذلك، أعتقد أن القوات الروسية ستتصرف بحذر في الأشهر المقبلة، ومن غير المرجح أن نشهد معركة كبيرة أو تقدما لمئات الكيلومترات.
وها هي العوامل التي أستند إليها في تقديري للموقف:
1- يتمتع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشعبية مرتفعة، ولا يوجد شك حاليا في فوزه بسهولة في الانتخابات المقررة شهر مارس المقبل. لهذا لا تبرز حاجة إلى حافز إضافي في صورة انتصارات عسكرية لرفع شعبيته، سيكون ذلك أمرا زائدا عن الحاجة، وفي حالة الهجوم، هناك مخاطر مرتفعة في شكل خسائر كبيرة في صفوف الجنود الروس أو إذا ما لم ينجح الهجوم فجأة. يكفي الحفاظ على الخلفية العامة "نحن نسير قدما بنجاح".
2- لقد بدأت مظاهر تفوق الروس في حرب الاستنزاف للتو في الظهور، فقد استنفد الغرب ذخيرته القديمة، وهو غير قادر و/أو غير راغب في إنتاج ذخيرة جديدة. والحرب في الشرق الأوسط والأزمة الداخلية والتحديات المتزايدة التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية في السنوات المقبلة ستحرم واشنطن، بغض النظر عمّن في السلطة، من القدرة على احتواء أوكرانيا وتسليحها، فيما تجري عمليات مماثلة في أوروبا.
لهذا فمن المنطقي بالنسبة لروسيا أن تواصل القتال على المستوى الراهن من أجل زيادة إضعاف الجيش الأوكراني وإحباط معنوياته، بعدها سيكون الهجوم أكثر نجاحا وبخسائر أقل.
إقرأ المزيد3- أدى فشل الهجوم الأوكراني وتقليص المساعدات الغربية إلى نقل إدارة زيلينسكي وأغلبية السكان الأوكرانيين إلى حالة من اليأس والذعر والبحث عن المسؤولين عن الفشل، بينما نشأ احتكاك وتنافس بين زيلينسكي والجيش، ويطالب الجزء غير المحظور وغير المسجون من المعارضة بإجراء انتخابات رئاسية في مارس، بعد انتهاء صلاحيات زيلينسكي. تشهد أوكرانيا زعزعة استقرارها بسرعة، وتتزايد احتمالات نشوب حرب أهلية، على الرغم من أنها ضئيلة في الوقت الراهن. والأخبار اليومية عن التقدم البطيء للجيش الروسي مدمرة للغاية بالنسبة للمجتمع الأوكراني، وربما تكفي لانهيار أوكرانيا من الداخل.
4- إلا أن العامل الاستراتيجي الرئيسي، ولضمان أمن موثوق وطويل الأمد وإعادة توحيد أوكرانيا أو جزء منها بنجاح مع روسيا، لا يكفي مجرد السيطرة على هذه المنطقة بالوسائل العسكرية، وإنما من الضروري أن تفشل الفكرة الأوكرانية التي تدعو إلى التخلي عن الجذور الروسية مقابل توفير الغرب لمستوى معيشي مرتفع. فإذا قمنا بضم أوكرانيا الآن، سوف تعتقد الأجيال القادمة من الأوكرانيين أننا كدنا ننجح تقريبا، لكن الروس جاءوا وحرمونا من المستقبل الأوروبي الرائع. لهذا من الضروري أن يخون الغرب أوكرانيا ويبيعها، حتى تنهار الآمال الطفولية الساذجة لدى الأوكرانيين في الحصول على مزايا مجانية، فتفلس النازية الأوكرانية، كما حدث مع نازية هتلر في ألمانيا.
لذلك، فمن الناحية الاستراتيجية، ليست هناك حاجة لروسيا إلى الاندفاع في أوكرانيا. علاوة على ذلك، فإن الأحداث هناك وفي العالم تتسارع وهناك احتمال كبير أن ينهار هذا البلد من الداخل عام 2024.
في الوقت نفسه، فقد زادت روسيا من ميزانيتها العسكرية لعام 2024 بشكل كبير، كما تعمل على زيادة حجم جيشها. ومع ذلك، فمن الخطر أن تعيش روسيا على هذا المنوال لفترة طويلة، ومن المنطقي أن يتوقع بوتين تحقيق أهدافه في عام 2024 أو 2025. مع ذلك، يبدو لي أن زيادة الجيش وقدرته القتالية مطلوبة فقط في حالة تدخل "الناتو" المباشر في الحرب أكثر من تكثيف الحرب مع أوكرانيا.
بالطبع، ليس هذا سوى رأيي المتواضع، ويمكن أن أكون مخطئا.
المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف
رابط قناة "تليغرام" الخاصة بالكاتب
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: القوات الروسية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم الأوكراني زيلينسكي ألكسندر نازاروف أسلحة ومعدات عسكرية ألكسندر نازاروف الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو وزارة الدفاع الروسية
إقرأ أيضاً:
بوتين: ضمان أمن روسيا هو الهدف الرئيسي في القضية الأوكرانية
موسكو - صفا
نشرت الرئاسة الروسية (الكرملين)، يوم الجمعة، لقطات من استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حيث عقدا اجتماعا غير رسمي في جزيرة فالام، الواقعة في جمهورية كاريليا الروسية.
وقيّم بوتين إيجابيا نتائج المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا وتبادل الأسرى، مبررا ذلك بعودة الأسرى إلى عوائلهم وبلادهم.
وقال بوتين للصحفيين: "أُقيّم (المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول) بأنها إيجابية بشكل عام، كيف يمكن للمرء ألا يقيّم بإيجابية عودة مئات الأشخاص إلى وطنهم؟ هذا أمر إيجابي، ولأسباب إنسانية، كما تعلمون، سلمنا آلاف جثث العسكريين الأوكرانيين القتلى، وفي المقابل استقبلنا العشرات من رجالنا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم. أليس هذا إيجابيا؟ بالطبع، إنها لحظة إيجابية".
وأضاف بوتين للصحفيين: "لا بد من حوارات جادة لحل القضايا سلميًا ومجموعات العمل التابعة لروسيا وأوكرانيا المعنية بالتسوية لم تبدأ عملها بعد".
وأوضح بوتين الفرق بين روسيا وأوكرانيا بالقول: "النظام السياسي في روسيا يعتمد على الدستور الروسي، وهو نظام قانوني وذلك لا يمكن قوله عن أوكرانيا".
نظامنا السياسي قائم على دستور روسيا، وقد تمت صياغته للحكم (إدارة البلاد) وفقا للقانون الأساسي للدولة، وهذا الأمر لا ينطبق على أوكرانيا.
وكشف بوتين، أن الخبراء العسكريين الروس والبيلاروسيين حددوا مواقع تثبيت منظومة الصواريخ "أوريشنيك".
وتابع بوتين: "روسيا ترى منطقيا مناقشة التسوية الأوكرانية في سياق الأمن الأوروبي الشامل".
وأكد بوتين على أن ضمان أمن روسيا هو الهدف الرئيسي في القضية الأوكرانية.
يقوم زعيما روسيا وبيلاروسيا، بزيارة الجزيرة (فالام) معا، منذ عدة سنوات، وكما في السنوات السابقة، زار بوتين ولوكاشينكو الكنيسة الأرثوذكسية "أيقونة سمولينسك" في دير سمولينسك، حيث سيحضران صلاة للرهبان على أرواح العسكريين الروس الذين سقطوا في حروب مختلفة، وبعد صلاة قصيرة، بحضور الرئيسين، سيواصل بوتين ولوكاشينكو لقاءهما غير الرسمي.
وصرّح المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، دميتري بيسكوف، بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سيعقدان اجتماعا غير رسمي، اليوم الجمعة، لمناقشة العلاقات الثنائية وجدول الأعمال الدولي.
وأضاف بيسكوف في إفادة صحفية: "سيتم مناقشة جميع جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك العلاقات التجارية والاقتصادية وتنفيذ مشاريع الاتحاد، بالإضافة إلى تبادل معمق لوجهات النظر حول القضايا الدولية".
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، أفادت قناة "بول بيرفوفو" على تلغرام، المقربة من المكتب الصحفي لرئيس بيلاروسيا، بأن رئيسي الدولتين سيناقشان أيضا قضايا الأمن الإقليمي.
وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بزيارة إلى بيلاروسيا لمدة يومين، في 26 حزيران/ يونيو، حيث هبطت طائرة الرئيس الروسي في مطار مينسك.
وشارك بوتين حينها في المجلس الاقتصادي الأوراسي الأعلى، في العاصمة البيلاروسية مينسك، وذلك بمشاركة عدد من الزعماء.