خبير اقتصادي يتوقع تثبيت الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة في اجتماعه الأخير هذا العام
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
توقع الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن يتجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى تثبيت سعر الفائدة في اجتماعه المقرر عقده غدا الأربعاء، خاصة مع انخفاض معدل التضخم في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة كبيرة واتجاه الفيدرالي الأمريكي لتهدئة سياسته التشددية والاستمرار في الإبقاء على تثبيت سعر الفائدة دون الرفع .
أوضح غراب، أن جميع المؤشرات تتجه نحو استمرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إيقاف حملته لرفع أسعار الفائدة مؤقتا والاستقرار على تثبيتها دون الرفع، موضحا أنه مع استمرار تراجع معدل التضخم الأمريكي سيتجه الفيدرالي الأمريكي إلى تخفيض سعر الفائدة والمتوقع أن يكون في مايو العام القادم 2024 أو خلال النصف الثاني من العام المقبل على أقصى التقدير، موضحا أنه من انخفاض معدل التضخم إلا أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ينظر إلى التضخم الأمريكي أنه لازال أعلى بكثير من النسبة المستهدفة عند 2% ولذلك لن يقرر خفض سعر الفائدة في الوقت الحالي لكن سيتجه إلى التثبيت .
وأضاف غراب، أن التضخم الأمريكي في التوقيت الحالي يتحرك في الاتجاه الصحيح نحو الانخفاض التدريجي حيث بلغ في سبتمبر الماضي 3.4% بعد أن بلغ ذروته 7.1% الصيف الماضي، ولذا ستكون قرارات الاحتياطي الفيدرالي بحذر خلال الفترة القادمة، موضحا أن التوقعات تشير إلى أن الفيدرالي الأمريكي قد يخفض الفائدة خلال العام القادم عدد من المرات في كل مرة بنسبة 25 نقطة أساس ليصل التخفيض الكلي ما بين 1.5% إلى 2.5% أو تزيد خلال عام 2024، وذلك بالتزامن مع إظهار الاقتصاد الأمريكي مؤشرات واضحة على التباطؤ .
وأشار غراب، إلى أن التوترات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية والحرب على غزة من العوامل التي تدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للتحرك بحذر في قرارات سعر الفائدة، موضحا أنه على الأرجح سيتجه لتثبيت سعر الفائدة حتى يحصل على وقت كاف لتقييم أوضاع الاقتصاد الأمريكي بعد رفع سعر الفائدة منذ مارس 2022 حتى بلغت أكثر من 5% في يوليو 2023.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الخبير الاقتصادي الفيدرالى الامريكى تثبيت سعر الفائدة معدل التضخم الولايات المتحدة الامريكية الاحتیاطی الفیدرالی الأمریکی سعر الفائدة
إقرأ أيضاً:
التعدين الأهلي في السودان.. كنز اقتصادي يواجه أزمات بيئية وتنظيمية
يشهد قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في السودان توسعاً ملحوظاً في ظل التحديات الاقتصادية والحرب الدائرة التي دفعت آلاف الشباب والعاطين عن العمل للانخراط في هذا المجال الذي يشكل حالياً 80% من إنتاج الذهب في البلاد، حيث تتركز الأنشطة في 6 ولايات رئيسية.
وبينما يسجل الإنتاج ارتفاعاً تجاوز 37 طناً في النصف الأول من العام، تحذر الجهات المختصة من تحديات تنظيمية وبيئية، وتبرز دعوات لتحويل القطاع إلى نموذج منظم يضمن عوائد أكبر للاقتصاد الوطني.
وقال مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية (الجهة الحكومية المسؤولة عن تنظيم قطاع التعدين في السودان، وتتبع مباشرة لوزارة المعادن) محمد طاهر عمر ، إن نشاط التعدين يتركز في 6 ولايات رئيسية هي الشمالية، نهر النيل، البحر الأحمر، كسلا، القضارف، والنيل الأزرق، إلى جانب مناطق شرقية من ولاية جنوب كردفان، التي وصفها بـ”الآمنة والواعدة للتعدين”.
وأضاف عمر لـ”الشرق”، إن الزيادة في أعداد المنخرطين بالتعدين جاءت نتيجة مباشرة للحرب، مؤكداً أن الحكومة بصدد التحول إلى نموذج تعدين منظم عبر إنشاء شركات صغيرة، وتشكيل تجمعات للأنشطة التعدينية في الولايات المنتجة، من شأنه أن يرفع الإنتاج ويقلل من الفوضى.
وبالرغم من الإنتاج المرتفع والذي بلغ أكثر من 37 طناً خلال النصف الأول من العام الجاري، بزيادة قدرها 5 أطنان عن الفترة نفسها من العام الماضي، يرى عمر أن الأرقام لا تزال أقل من الطموحات، مشيراً إلى أن فصل الخريف قد يؤدي إلى تراجع مؤقت في الإنتاج خلال النصف الثاني من العام.
تحديات التعدين تدفع نحو تنظيم القطاع
وأكد مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية، أن من أبرز التحديات التي تواجه التعدين التقليدي هي خضوع أسواق البيع للسلطات المحلية في الولايات، ما يعقّد عمليات الضبط والسيطرة، بالإضافة إلى المخاوف البيئية المرتبطة بالاستخدام العشوائي للمواد الكيميائية، وعلى رأسها “الزئبق”.
ولمواجهة هذه التحديات، أشار عمر إلى أن السلطات شرعت في تطبيق نظام المعلومات الجغرافية (GIS) لرصد وتتبع الأنشطة التعدينية غير النظامية، إلى جانب استقدام أجهزة حديثة للرصد والكشف، وتنفيذ برامج توعوية تستهدف العاملين في القطاع، بهدف تقليل الأضرار البيئية وحماية المجتمعات المحلية.
من جانبه، شدد الأكاديمي والخبير الاقتصادي د. محمد الناير على ضرورة اتخاذ قرارات جريئة لتحويل التعدين الأهلي إلى قطاع منظم، لما له من مردود اقتصادي أعلى على الدولة، نظراً لارتباطه المباشر بالقنوات الرسمية وعوائد التصدير.
وأضاف الناير لـ”الشرق”، أن الزيادة الكبيرة في أعداد المُعدنيين مؤشر يجب الوقوف عنده، مشيراً إلى أن الفائدة من التعدين الأهلي، رغم مساهمته في توفير النقد الأجنبي، لا ترقى إلى الفائدة الكاملة الممكنة في حال تنظيمه وتصديره عبر القنوات الرسمية للدولة.
وأوضح الناير، أن إنتاج الذهب يمكن أن يتجاوز 80 طناً بنهاية العام إذا استمر بنفس الوتيرة، لكنه حذر من خطر فقدان هذه الثروة عبر التهريب والفوضى، مشدداً على أهمية ضبط وجود الأجانب في مناطق التعدين، وإنشاء بورصة للذهب، وتفعيل دور مصفاة الخرطوم لتكرير الذهب محلياً.
دراسة: “الزئبق” يهدد الصحة العامة
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة ميدانية أعدها باحثون من جامعات سودانية بالتعاون مع المجلس الأعلى للبيئة، واطلعت عليها “الشرق”، مستويات مقلقة من التلوث البيئي في مناطق التعدين التقليدي الواقعة بين مدينتي عطبرة وبربر بولاية نهر النيل، نتيجة الاستخدام المكثف لمادة الزئبق في عمليات استخلاص الذهب.
وأوضحت الدراسة التي استندت إلى تحاليل شاملة لعينات من التربة والمياه والنباتات، إلى جانب اختبارات بيولوجية للسكان، أن تركيزات الزئبق تجاوزت الحدود المسموح بها دولياً، لا سيما في مياه الشرب، وسُجلت مستويات مرتفعة لدى النساء والأطفال، رافقتها أعراض صحية مثل التسمم والحساسية.
وأوصى الباحثون باتخاذ تدابير عاجلة من بينها نقل مخلفات التعدين إلى مناطق معزولة، وحظر الأنشطة العشوائية قرب المناطق السكنية والزراعية، إضافة إلى تعزيز آليات الرقابة والتوعية لتفادي تفاقم الأزمة البيئية.
وسط ظروف قاسية وعوائد ضئيلة، يروي محمد يونس، أحد العاملين في التعدين التقليدي بولاية نهر النيل، لـ”الشرق”، تفاصيل تجربته بعد فقدان عمله نتيجة الحرب، قائلاً: “جئت مع المئات إلى مناطق التعدين بحثاً عن لقمة العيش.. نعمل لساعات طويلة في بيئة شاقة، لكن ما نحصل عليه لا يتجاوز 10% من العائد بعد اقتطاع تكاليف المعدات والنقل”.
وأضاف: “بعضنا يعمل لأشهر دون تحقيق أي مردود يذكر، وهناك من يخوض مغامرات محفوفة بالمخاطر في الصحراء بحثاً عن الذهب، ضمن رحلات تستمر لأشهر، دون أي شكل من أشكال الدعم أو الحماية”.
الشرق للأخبار
إنضم لقناة النيلين على واتساب