صحيفة أميركية: هذه ليست حربا ضد حماس بل إبادة لغزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
فنَّد صحفي أميركي الروايات الإسرائيلية والأميركية حول وقائع الحرب الدائرة الآن في قطاع غزة، ووصفها بالكاذبة والمتطرفة.
وقال الصحفي جيريمي سكاهيل إن أحداث الأسبوع الماضي ينبغي أن تزيل أي شكوك بأن الحرب ضد الفلسطينيين في غزة ما هي إلا عملية مشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
واستدل على ذلك بوقوف إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بمفردها -من بين دول العالم- ضد قرار مجلس الأمن الدولي الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار مستخدمة حق النقض (الفيتو).
وأشار في مقال بصحيفة (إنترست) الإلكترونية، إلى أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن كان مشغولا بالتحايل على مراجعة الكونغرس لقرار الإدارة تفعيل إعلان الطوارئ للموافقة على بيع 13 ألف قذيفة دبابات لإسرائيل.
بلينكن مجرد مروّجووفقا للصحفي الأميركي، فقد كان بلينكن يجوب أنحاء الشرق الأوسط، ويظهر على عشرات القنوات التلفزيونية في "جولة علاقات عامة" تهدف إلى الترويج لفكرة مفادها أنه يشعر بقلق عميق إزاء مصير سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.
وكان بلينكن صرح في 10 نوفمبر/تشرين الثاني بأن "عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قد قُتل؛ وأن عددا كبيرا جدا قد عانى في الأسابيع الماضية، ونريد أن نبذل كل ما في وسعنا للحيلولة دون إلحاق الأذى بهم".
وبعد شهر -ومع ارتفاع عدد القتلى بشكل كبير وتزايد الدعوات لوقف إطلاق النار- أكد بلينكن للعالم أن إسرائيل كانت تنفذ تدابير جديدة لحماية المدنيين وأن الولايات المتحدة كانت تفعل كل ما في وسعها لتشجيع إسرائيل على استخدام قدر أكبر قليلا من الاعتدال في حملة القتل واسعة النطاق.
ومنذ اللحظة التي وصف فيها بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"الصديق العظيم" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول فور وقوع هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، لم تكتفِ الولايات المتحدة، بإرسال مزيد من الأسلحة لدولة الاحتلال والدعم الاستخباراتي، بل وفرت لها أيضا غطاء سياسيا "حاسما" لحملة الأرض المحروقة التي تشنها "لإبادة" غزة باعتبارها أرضا فلسطينية.
أميركا متطرفة للغاية في دعمها لإسرائيل
واعتبر سكاهيل أن عبارات القلق والحذر التي خرجت من أفواه مسؤولي الإدارة الأميركية "في غير محلها"، في حين كانت كل أفعالهم تهدف إلى إلحاق مزيد من القتل والدمار بالفلسطينيين.
ووصف الدعاية الأميركية التي أطلقتها إدارة بايدن بـ"المتطرفة للغاية" أحيانا، حتى أن الجيش الإسرائيلي اقترح تخفيف حدتها قليلا.
وادعى بايدن "زورا" أنه شاهد صورا لـ"إرهابيين يقطعون رؤوس الأطفال"، ثم نقل عن عمد هذا الادعاء -الذي لم يستوثق من صحته- على أنه حقيقة، وشكك علنا في أعداد القتلى الفلسطينيين.
وقال الصحفي الأميركي إن كل ما نعرفه عن تاريخ بايدن الممتد زهاء 50 عاما هو أنه تميّز بدعمه وتسهيله ارتكاب إسرائيل أسوأ الجرائم والانتهاكات.
هجوم حماس لا يبرر الحملة الإسرائيليةوأضاف سكاهيل أن الطبيعة "المروعة" لهجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول لا تبرر بأي حال من الأحوال -لا أخلاقيا أو قانونيا- ما فعلته إسرائيل بالسكان المدنيين في غزة، الذين استُشهد منهم أكثر من 18 ألفا خلال 60 يوما، وأن لا شيء يبرر قتل الأطفال بذلك الحجم الكبير.
وأردف أن ما تقوم به إسرائيل يتجاوز بكثير أي مبادئ أساسية تتعلق بالتناسب أو الشرعية، وأن جرائمها تفوق ما ترتكبه حماس والجماعات الأخرى التي شاركت في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حسب قوله.
دفاع عما لا يمكن الدفاع عنهومع ذلك، يواصل بايدن وغيره من المسؤولين الأميركيين الدفاع "عما لا يمكن الدفاع عنه" بطرحهم فكرتهم "البالية والملتوية" حول حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
إن هذا التبرير -برأي سكاهيل- يصب في مصلحة إسرائيل وحدها، لأن الفلسطينيين لا يستطيعون إيقاع مثل هذا الدمار على إسرائيل وشعبها، ففلسطين "لا تملك جيشا، ولا سلاح بحرية، ولا قوة جوية، وليس هناك دول قوية لتمدها بأحدث المعدات العسكرية وأشدها فتكا، وليس لديها مئات الأسلحة النووية".
وطبقا لمقال إنترسبت، فإن بمقدور إسرائيل أن تحرق غزة وسكانها، وتسويها بالأرض "لأن الولايات المتحدة تُسهِّل لها ذلك، سياسيا وعسكريا".
وطوال الشهرين الماضيين، درج العديد من المسؤولين والمشرعين الإسرائيليين على الكشف عن نواياهم في التضييق على الفلسطينيين بشكل جماعي "لإجبارهم على الاستسلام، أو الموت، أو الفرار".
وخلص سكاهيل إلى أن أي تحليل للحملة "الإرهابية" التي تشنها إسرائيل ضد شعب غزة لا ينبغي أن يبدأ بأحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول. "فأي تدقيق صادق للوضع الحالي يجب أن ينظر إلى السابع من أكتوبر/تشرين الأول في سياق الحرب الإسرائيلية التي دامت 75 عاما ضد الفلسطينيين وخلال العقدين الماضيين".
منطق غير عقلانيوبدمغ كل من يخالفها بمعاداة السامية، تطالب إسرائيل والمدافعون عنها الجميع بقبول منطقها الرسمي لتصرفاتها "غير العقلانية" باعتباره عملا مشروعا.
ويمضي الصحفي الأميركي إلى أنه لا يمكن للمرء مناقضة "جرائم" حماس أو الجهاد الإسلامي، أو أي فصائل مقاومة مسلحة أخرى، دون مسببات وجود تلك الحركات أولا وتلقيها هذا الدعم.
إن تدقيقا "حقيقيا" للأسباب التي تجعل جماعة مثل حركة حماس تكتسب شعبية بين الفلسطينيين، أو لماذا يلجأ الناس في غزة إلى الكفاح المسلح، لا بد أن يركز على الكيفية التي يرد بها المضطهدون على الظالم عندما يُجردون من كافة أشكال المقاومة المشروعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السابع من أکتوبر تشرین الأول الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
غزة تباد.. عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين بقصف إسرائيل منازل وخيام
غزة – قُتل وأصيب العشرات من الفلسطينيين في غارات إسرائيلية عنيفة ومكثفة استهدفت منازل وخيام نازحين في مناطق متفرقة بقطاع غزة منذ فجر الأحد، في تصعيد إسرائيلي لحرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
جاء ذلك خلال ليلة دامية ومرعبة جديدة على قطاع غزة، وخصوصاً محافظة الشمال، حيث ارتكب الجيش الإسرائيلي خلال الليل وساعات الفجر عددا من المجازر جراء استهداف من الطيران الحربي لعدة منازل مأهولة، وفق ما كشفت مصادر طبية للأناضول.
ففي شمال القطاع، قُتل 8 فلسطينيين وأصيب وفقد آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا لعائلة “مقاط” في منطقة جباليا البلد، وفق المصادر.
وقالت المصادر الطبية إن 12 فلسطينيا قتلوا وأصيب وفقد آخرون في قصف منزل لعائلة “نصر” في منطقة جباليا النزلة، بشمال القطاع.
كما أسفر القصف الإسرائيلي عن مقتل 7 فلسطينيين وفقدان وإصابة آخرين من عائلة “البراوي” في بلدة بيت لاهيا، حسب المصدر نفسه.
وأوضحت المصادر أن “العديد من الشهداء هم أسر كاملة مسحت من السجل المدني”، فيما تم تفجير عدد من الروبوتات المفخخة في مناطق ببيت لاهيا وأنحاء أخرى من شمال القطاع.
وذكر شهود عيان لمراسل الأناضول، أن عشرات الغارات العنيفة من الطيران الحربي الإسرائيلي على حي تل الزعتر شرق مخيم جباليا، استهدفت بنايات ومنازل مخلاة، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة طالت مستشفى العودة القريب.
وأفاد الشهود باستمرار القصف المدفعي على أنحاء واسعة من شرق مخيم جباليا وبلدة بيت حانون وشمال وغرب بلدة بيت لاهيا.
كما قالت مصادر طبية للأناضول إن 15 فلسطينيا قتلوا، معظمهم نساء وأطفال من عوائل (جبر، غبون، المدهون، وصلاح)، وفقد وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا مكتظاً بالنازحين في منطقة الصفطاوي شمال مدينة غزة.
وفي دير البلح (وسط) قتل 4 فلسطينيين في قصف منزل عائلة “أبو سيف”، بينهم الصحفية نور قنديل وزوجها وابنتهما، وفق مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى شرق المدينة.
وأشارت المصادر إلى مقتل وإصابة 9 فلسطينيين ومصابون بقصف منزل لعائلة عياش في بلدة الزوايدة (وسط).
وجنوب القطاع، قتل 35 فلسطينيا في غارات إسرائيلية استهدفت فجر الأحد خيام النازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، حسب مصادر طبية.
وأكدت المصادر الطبية وقوع أضرار بالمستشفى الميداني الكويتي في منطقة المواصي، وتوقف العمل بقسم العمليات فيه، نتيجة القصف على خيام النازحين بالقرب من المستشفى.
كما قتل فلسطينيان بقصف إسرائيلي لمنزل لعائلة الفرا في منطقة الفخاري شرقي خان يونس، حسب المصادر نفسها.
وكثّفت إسرائيل خلال الأيام الخمسة الماضية وتيرة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وارتكبت عشرات المجازر المروعة، وذلك بالتزامن مع جولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المنطقة والتي وعد خلالها فلسطينيي غزة بـ”مستقبل أفضل وإنهاء الجوع”.
وخلال جولة ترامب التي استمرت ثلاثة أيام وغادر من الإمارات في يومها الرابع، قتل الجيش الإسرائيلي أكثر من 378 فلسطينياً، في حصيلة تعادل نحو أربعة أضعاف عدد الضحايا خلال الأيام الأربعة السابقة للجولة، والتي بلغت قرابة 100 قتيل، وفق رصد مراسل الأناضول لبيانات وزارة الصحة بغزة.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة قاسية؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي، والتزمت به الحركة الفلسطينية.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، تنصل من بدء مرحلته الثانية واستأنف الإبادة الجماعية بغزة في 18 مارس/ آذار الماضي، استجابة للجناح الأشد تطرفا في حكومته اليمينية، لتحقيق مصالحه السياسية، وفق إعلام عبري.
الأناضول