الحكومة ترخص لشركة رايان إير بربط 9 مدن مغربية في رحلات داخلية ابتداء من الصيف المقبل
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
أفادت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بأن شركة “رايان إير” تعتزم مضاعفة عدد مسافريها السنوي في المغرب إلى أكثر من 10 ملايين مسافر في أفق سنة 2027.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ بهذا الخصوص أنه ” بدعم من وزارة النقل واللوجستيك ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وبتعاون مع المكتب الوطني المغربي للسياحة، تتأهب شركة رايان إير لتجاوز مرحلة جديدة من تطورها في المغرب، وتخطط لمضاعفة عدد مسافريها السنوي في المغرب من 4.
ولتحقيق ذلك، تعتزم الشركة الارتكاز على ثلاثة محاور رئيسية لتطورها في المغرب ابتداء من صيف 2024، ويتعلق الأمر بإطلاق 24 خط جوي دولي جديد، ووضع طائرتين مخصصتين لمدينة طنجة، وإطلاق خطوط جوية داخلية تربط بين 9 مدن مغربية.
ونقل البلاغ، عن وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور قولها ” نشيد بهذه المستجدات الكبيرة التي يشهدها مجال النقل الجوي المغربي الذي عرف نموا استثنائيا، والتي ستساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف خارطة طريق السياحة التي تطمح لجذب 17.5 مليون سائح بحلول سنة 2026. كما نولي اهتماما خاصا للسياحة الداخلية، التي ستستفيد من دفعة قوية بفضل هذه الديناميكية الجديدة.”
وفي إطار هذا المشروع التطويري الاستثنائي، سترخص الحكومة لشركة رايان إير ببرمجة رحلات داخلية محددة بين بعض المدن المغربية.
من جهته، أبرز وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل أنه “مع هذه الشراكة الجديدة، ستواصل بلادنا الاستفادة من سياستها المتعلقة بالأجواء المفتوحة”.
وأكد أنه بالإضافة إلى مضاعفة عرضها الجوي الدولي بحلول سنة 2027، من المقرر أن تعمل رايان إير على تطوير عرض جوي داخلي عبر فتح 11 خط جوي داخلي جديد ابتداء من صيف 2024، مشيرا إلى أن هذه الخطوط ستعزز الربط الجوي داخل المملكة، وتعطي دفعة غير مسبوقة للنقل الجوي الداخلي.
وبالتالي، سيتضمن برنامج رايان إير الجديد ابتداء من هذا الصيف افتتاح 11 خط جوي داخلي جديد إلى 9 وجهات مغربية (أكادير، الرشيدية، الصويرة، فاس، مراكش، ورزازات، وجدة، طنجة وتطوان). وسيشكل هذا العرض إضافة للحضور التاريخي للخطوط الملكية المغربية في هذا القطاع بالإضافة إلى شركة العربية للطيران.
كما ستساهم هذه الرحلات الجديدة بشكل كبير في تخفيف العزلة عن بعض المدن المغربية، مثل ورزازات والصويرة والرشيدية، كما ستسمح للزوار الأجانب بتمديد مدة إقامتهم في العديد من المدن، وتعزيز السياحة في جميع جهات المغرب.
بالإضافة إلى ذلك، ستعطي هذه الرحلات دفعة حقيقية للسياحة الداخلية، من خلال تسهيل السفر داخل المغرب. وسيتم شمل وجهات أخرى أيض ا خلال المواسم المقبلة، بما في ذلك الداخلة والناظور.
ومن جهته قال عادل الفقير، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة في تصريح صحفي “إنها لحظة متميزة بالنسبة لقطاعنا، حيث سيؤكد تعزيز شبكة الربط الجوي الإنجازات في قطاع النقل الجوي المحلي، ويوطد دوره كمكون أساسي في مسار تطوير سياحتنا سواء على الصعيدين الدولي أو المحلي”.
وأضاف “نحن نشهد مرحلة جديدة حاسمة تفتح آفاقا للترويج، وستدعم سياسات تخفيف العزلة عن بعض المناطق وتعزيز التبادل بين الجهات.”
بعد افتتاح قاعدتها الجديدة بطنجة، وهي القاعدة الرابعة بعد فاس ومراكش وأكادير، ستتوفر الشركة على 14 طائرة بالمغرب.
فيما يتعلق بالربط الدولي، ستطلق الشركة، اعتبار ا من صيف 2024، 24 خطا جويا جديدا نحو المغرب، من 8 أسواق مصدرة استراتيجية، وهي: ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال والسويد والمملكة المتحدة.
كما أنها ستشمل ست وجهات مغربية، تتمثل في مراكش بـ 9 خطوط جوية جديدة، وطنجة (8)، وأكادير (3)، وبني ملال (2)، وافتتاح جديد لفاس والرباط.
ومن المنتظر أن يعزز هذا البرنامج بشكل كبير الطاقة الجوية المقترحة لوجهة المغرب، حيث ستصل إلى 164 خطا دوليا و11 خطا داخليا.
وبفضل جهود المكتب الوطني المغربي للسياحة للترويج لوجهة المغرب ضمن استراتيجيته “Light in Action”، ستشهد رايان إير نمو ا قياسيا بنسبة 33 في المائة في طاقتها الاستيعابية المخصصة لوجهة المغرب.
وبفضل هذه الزيادة المهمة في الطاقة الاستيعابية الجوية، وفي إطار خارطة طريق وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني ودعم وزارة النقل واللوجستيك، والخطة العملية للمكتب الوطني المغربي للسياحة، يعزز المغرب تموقعه في الساحة السياحية العالمية ويحصل على المزيد من الإشعاع.
وخلص البلاغ إلى أن هذه المبادرة تدفع بالنقل الجوي المغربي نحو آفاق جديدة، استعداد ا لاستضافة كأس العالم في عام 2030.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السیاحة والصناعة التقلیدیة والاقتصاد الاجتماعی والتضامنی الوطنی المغربی للسیاحة فی المغرب رایان إیر ابتداء من
إقرأ أيضاً:
صراعات داخلية وانقسامات تهدد أكبر أحزاب المعارضة التركية
أنقرة- يشهد حزب الشعب الجمهوري مرحلة حاسمة ومليئة بالتحديات الداخلية في الوقت الراهن، حيث تتصاعد التوترات السياسية على خلفية حدثين بارزين يشغلان الأوساط السياسية.
يتمثل الأول في إعلان مؤسس حزب "الوطن"، محرم إينجه، حلّ حزبه رسميا، في خطوة تمهّد لعودته المحتملة إلى صفوف الحزب الأم (حزب الشعب الجمهوري) الذي انشق عنه في 2021. أما الثاني، فيظهر في الجلسة القضائية المنتظرة اليوم الاثنين، التي ستبت في الطعون المقدمة ضد نتائج المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري لعام 2023.ومع هذه المحطات الهامة، يواجه الحزب تحديّا كبيرا في الحفاظ على تماسكه الداخلي واستقراره، في وقت تتسارع فيه المناورات السياسية وتتزايد الانقسامات داخل صفوفه، ما يضع مستقبله السياسي على المحك.
عودة منتظرةوكان إينجه أعلن، الثلاثاء الماضي، حل حزبه "الوطن" وتقديمه عرضا للعودة إلى صفوف حزب الشعب الجمهوري، بعد لقاء جمعه بأوزغور أوزيل، رئيس الحزب الحالي، الذي دعا إينجه إلى العودة إلى "بيته السياسي".
وأشار أوزيل إلى أن العودة كانت بتوجيه دعوة رسمية لإينجه ورفاقه للالتحاق بالحزب الأم، والتي لاقت قبولا من الأخير الذي أكد أنه سيعرض الموضوع على اللجان المختصة في حزبه (الوطن) قبل اتخاذ القرار النهائي.
واجتمعت اللجان المختصة في حزب "الوطن" الاثنين الماضي، واتخذت قرارا بحل الحزب، بينما شارك إينجه في اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري في البرلمان بعدها بيوم.
وأكد إينجه في اللقاء، أنه لم يأت بدافع الكبرياء أو الندم، بل استجابة لدعوة صادقة من أوزال لتعزيز وحدة الحزب والوقوف ضد النظام الحاكم، الذي وصفه بالمنهار اقتصاديا، موضحا أن عودته لا تحمل أهدافا شخصية، وإنما هي جزء من رؤية لتقوية صفوف المعارضة عموما.
ورغم أن عودة إينجه لاقت ترحيبا من بعض أعضاء الحزب، بمن فيهم عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو، الذي رحَّب بحرارة في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن هناك معارضة واضحة من بعض القادة التاريخيين، خاصة المقربين من كليجدار أوغلو الرئيس السابق للحزب.
إعلانويرون في عودة إينجه تهديدا لسلامة الحزب ومبادئه، حيث كان قد انتقد الحزب بشدة سابقا، واتهمه بعلاقات مشبوهة بجماعة فتح الله غولن وحزب العمال الكردستاني، ما أدى إلى انشقاقه وتأسيس حزب "الوطن".
ويثير الجدل في عودة إينجه تساؤلات عن مستقبل حزب الشعب الجمهوري في ظل التوترات الداخلية والصراعات الأيديولوجية بين التيار الإصلاحي بقيادة أوزيل وأكرم إمام أوغلو، التي تدعو إلى توسيع قاعدة الحزب الانتخابية، وبين التيار الكمالي التقليدي الذي يعارض هذه التوجهات ويخشى تأثيرات عودة شخصيات مثيرة للجدل مثل إينجه.
وفي السياق، يرى المحلل السياسي عمر أفشار، أن عودة إينجه المحتملة ستترك بصمة مهمة على التوازنات السياسية في تركيا، مع ما تحمله من تداعيات داخلية وخارجية.
ويقول للجزيرة نت، إنه إذا أُحسن التعامل مع هذه العودة، فقد تُعزز من قوة المعارضة، حيث ستساعد على جذب الناخبين الذين يشعرون بالإقصاء من الأحزاب الأخرى في صفوف المعارضة.
ومع ذلك، يحذّر أفشار من أن الانقسامات الداخلية في الحزب قد تقوِّض تماسكه، مما سيؤثر سلبا على إستراتيجيته الانتخابية، مضيفا أن التوترات القائمة بين الأجنحة الإصلاحية والتيار التقليدي في الحزب قد تصبح أكثر وضوحا، مما يهدد استقراره.
ويشير أفشار إلى أن نجاح هذه العودة في تعزيز قوة المعارضة يتوقف على قدرة حزب الشعب الجمهوري على إدارة خلافاته الداخلية، واستغلال هذه اللحظة لتوحيد الصفوف بدلا من تحولها لعامل يزيد من الشرخ السياسي داخل صفوف المعارضة.
زمام السلطةويواجه حزب الشعب الجمهوري تحديا كبيرا على صعيد شرعية القيادة، حيث تقترب الدوائر الحزبية من جلستين قضائيتين حاسمتين، فمن المقرر أن تنظر محكمة أنقرة، اليوم الاثنين، في الطعن القانوني المقدم ضد نتائج المؤتمر العام الـ38 للحزب، بعد شكوى من رئيس بلدية هاتاي السابق، لطفي سواش، عن وقوع تجاوزات في انتخابات المؤتمر.
وتؤكد التقارير الصحفية، أن حكم المحكمة، إذا صدر لصالح الطاعنين، قد يعيد كمال كليجدار أوغلو لرئاسة الحزب تلقائيا باعتباره الرئيس القانوني الأسبق الذي أُقصي نتيجة المؤتمر.
واجتمع وفد من كبار قيادات الحزب الاثنين الماضي، بمن فيهم عمدة أنقرة منصور يافاش، مع كليجدار أوغلو للتشاور في الأمر، حيث طلبوا منه إعلان معارضته لأي قرار يقضي بإلغاء نتائج المؤتمر أو فرض وصاية قضائية على الحزب. إلا أن كليجدار أوغلو اكتفى بالقول "نأمل ألا يكون البطلان كليا، لكن إذا كان الأمر كذلك فلا يمكنني ترك الحزب للوصاية، بعد القرار سنجلس مع أوزيل ونتحدث".
من جانبه، شدد أوزغور أوزيل، رئيس الحزب الحالي، على ضرورة احترام الإجراءات الحزبية الداخلية، محذرا من أن "أي شخص لم ينتخب في المؤتمر لا يحق له حكم الحزب"، مشيرا إلى أن قبول أي تغيير خارجي سيكون "خطأ تاريخيا".
وعن تلك التطورات، شنَّ نواب من الحزب هجوما مضادا للدفاع عن كليجدار أوغلو، وأصدر 10 منهم، الجمعة الماضية، بيانات عبر مواقع التواصل دفاعا عنه، معتبرين الهجوم عليه "غير مقبول" ومخالفا لـ "ثقافة الحزب وتقاليده".
وفي الوقت الذي تتصاعد فيه الضغوط السياسية، بدأت أوساط مقربة من كليجدار أوغلو بوضع خطط طوارئ لاحتمال عودته لقيادة الحزب، تشمل دراسة سيناريوهات لإبعاد أوزيل وإمام أوغلو من مناصبهم إذا استعاد السيطرة على الحزب.
كما عقد رؤساء فروع الحزب في الولايات أخيرا اجتماعا في أنقرة، عبروا فيه عن دعمهم التام لأوزيل، مطالبين كليجدار أوغلو برفض أي عودة مفروضة قضائيا.
إعلان تأجيج الخلافوتجسد هذه التطورات المتشابكة اختبارا حقيقيا لوحدة حزب الشعب الجمهوري. وفي حين يرى بعض القادة أن عودة محرم إينجه، خصم الحزب السابق، قد تعزز كتلة المعارضة الانتخابية، يحذر آخرون من أن عودته ستفتح من جديد الخلافات الأيديولوجية العميقة التي لطالما كانت أحد أسباب انقسامات الحزب.
من جهته، يرى بدري أغاج، الرئيس السابق لفرع حزب الشعب الجمهوري في ولاية غوموشهانة، أن التوترات الحالية في الحزب تشكل تحديا حقيقيا، ولكنها ليست نهاية الطريق. ويعتقد أن الطعن ضد نتائج المؤتمر العام يجب أن ينظر إليه بحذر، وتخوَّف من أن تكون المحكمة قد تأثرت بالضغوط السياسية، وهو ما قد يهدد نزاهة العملية القانونية.
وقال للجزيرة نت، إن عودة محرم إينجه للحزب تُعد مسألة طبيعية، مؤكدا أن إينجه جزء من تاريخ الحزب وسيعود لمكانه الطبيعي، لكنه شدد على أن اللحظة الراهنة تتطلب من جميع أعضاء الحزب التكاتف وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية.