روسيا: رغبة واشنطن في إجبار موسكو على التفاوض بشروط أوكرانيا كلام فارغ
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
وصفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التصريحات بشأن رغبة الولايات المتحدة إجبار روسيا على التفاوض مع أوكرانيا بشروط كييف في عام 2024 بأنها "مجرد هراء وكلام فارغ".
المصادقة على بروتوكول دور مجموعة القوات المشتركة بين روسيا وبيلاروس روسيا تدعو لضرورة وقف الأعمال القتالية وإيجاد حل لجميع المشكلات في غزة
وقالت زاخاروفا - في إحاطة صحفية اليوم الثلاثاء "يبدو لي أنهم بحاجة إلى التعبير عن موقفهم بطريقة أكثر وضوحا لأننا قبل ذلك لم نسمع منهم سوى تمتمات، مثل (ساحة المعركة هي الأمر الحاسم) و(انتصار كييف على وشك الحدوث) و(الهزيمة الاستراتيجية لروسيا)".
وكان نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي، جوناثان فاينر، أعلن في وقت سابق أن الولايات المتحدة تريد التأكد من أنه سيتعين على روسيا التفاوض مع أوكرانيا بشروط كييف في عام 2024.
وفي سياق متصل، رأت زاخاروفا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحاول إقناع واشنطن بمواصلة تمويل أوكرانيا خلال زيارته للولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت: أن "هناك سببًا آخر وراء رحلة زيلينسكي إلى واشنطن، حيث أفادت قنوات Telegram الأوكرانية أنه كان من الضروري الانتهاء من التحرك لوضع جميع الشركات والأراضي والموارد المعدنية في أوكرانيا تحت إدارة شركة BlackRock متعددة الجنسيات مقابل مساعدتها لكييف في الحصول على حزمة كبيرة أخرى من المساعدات العسكرية".
واختتمت: زيلينسكي لا يهتم في الحقيقة إلا بمستقبله السياسي والبقاء في الحكم، ومن المستحيل ببساطة تحقيق ذلك بدون المال والدعم الأمريكي".
يشار إلى أن زيلينسكي بدأ زيارته للولايات المتحدة الأمريكية اليوم، ومن المقرر أن يلتقي أعضاء مجلس الشيوخ ورئيس مجلس النواب الأمريكي.. ومع ذلك، لم يوافق الكونجرس على طلب الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات جديدة لكييف، ومن المرجح ألا ينظر في الأمر حتى العام الجديد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: روسيا واشنطن موسكو اوكرانيا
إقرأ أيضاً:
بعد 12 يوماً من النار | إيران تلملم جراحها وسط خسائر فادحة .. ورسائل متبادلة تسبق طاولة التفاوض
بعد 12 يوماً من التصعيد العنيف بين إيران وإسرائيل، وبعد أن خفت صوت المدافع وبدأ الركام يكشف عن الوجع، بدأت طهران في محاولة لملمة جراحها، بينما تتبادل الأطراف المتصارعة رسائل النصر إعلامياً، في حين أن الحقائق على الأرض تحكي قصة أخرى.. مستشفيات مدمرة، أبنية منهارة، ودماء لم تجف بعد.
حصيلة ثقيلة للدم والدمارفي أول بيان شامل عقب وقف إطلاق النار، أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، أن الضربات الإسرائيلية أودت بحياة 606 أشخاص، فيما تجاوز عدد المصابين 4700 جريح، معظمهم سقطوا تحت أنقاض المنازل والمباني المستهدفة، والبعض الآخر فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفيات.
وتشير الإحصائيات إلى أن 95% من الضحايا لقوا حتفهم تحت الأنقاض، مما يعكس شدة القصف واستهدافه المباشر للبنية التحتية المدنية. كما لحقت أضرار كبيرة بقطاع الصحة، حيث تضررت سبعة مستشفيات وتسع سيارات إسعاف، مما أعاق جهود الإنقاذ والإغاثة.
خسائر فادحة في القيادة والمنشآتلم تتوقف الخسائر عند المدنيين، بل امتدت إلى الصفوف الأولى من القيادة الإيرانية. فقد فقدت إيران عدداً من القادة العسكريين الكبار، من بينهم رئيس الأركان وقائد الحرس الثوري، إلى جانب عدد من كبار العلماء النوويين، وهو ما شكّل ضربة موجعة لبرنامجها النووي.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الضربات، التي شاركت فيها أيضاً الولايات المتحدة، استهدفت منشآت نووية حساسة أبرزها منشأة "فوردو"، وتحدثت تقارير عن تدمير جزئي أو كلي لتلك المواقع، وهو ما لم تؤكده إيران رسمياً بعد.
جبهة إسرائيل لا تخلو من الخسائرمن الجانب الإسرائيلي، أفادت فرق الإسعاف بمقتل 28 شخصاً، وأكثر من 1300 جريح، ما يعكس أيضاً حجم الرد الإيراني وقدرته على الوصول داخل العمق الإسرائيلي. ورغم أن القبة الحديدية نجحت في اعتراض عدد من الهجمات، إلا أن البعض الآخر أصاب أهدافاً حساسة، محدثاً أضراراً وموجة من القلق داخل المجتمع الإسرائيلي.
قراءة في الموقف الاستراتيجي
من جانبه، علّق اللواء سمير فرج, الخبير الاستراتيجي والعسكري، على المشهد بالقول إن الأطراف المعنية ستجلس أخيراً علي طاولة التفاوض، مما يُعد مؤشراً على إدراك الجميع لخطورة الاستمرار في التصعيد. وأشار إلى غموض الصورة بشأن الطرف الذي خرج منتصراً، فبينما تعلن إيران أنها ردت بقوة، تؤكد إسرائيل أن امريكا ضربت المنشآت النووية في إيران دمرتها.
وأشار فرج إلى أن إسرائيل كانت تعتزم توجيه ضربات جديدة لإيران بعد وقف إطلاق النار، لكن الرئيس الأمريكي تدخل لمنع هذا التطور الخطير، في خطوة عكست حرص واشنطن على تجنب حرب شاملة في المنطقة.
إيران وإسرائيل... رسائل متبادلة
برأي فرج، فإن إيران نجحت في إثبات قدرتها العسكرية وتوسيع رقعة الاشتباك، موجِّهة رسالة قوية بأنها تملك أدوات الردع الإقليمي. أما إسرائيل، فقد أظهرت قدراتها الدفاعية في صد بعض الهجمات، لكنها تلقت ضربات كشفت عن ثغرات في منظومتها، وهو ما يضعها أمام مراجعة أمنية ضرورية.
أميركا المستفيد الأكبر؟
وفي ختام تحليله، أكد فرج أن الولايات المتحدة تُعد الرابح الأكبر، إذ نجحت في لعب دور الوسيط الفعّال الذي أعاد ضبط الإيقاع، ومنع انزلاق المنطقة إلى حرب كارثية كانت ستضر بمصالح واشنطن وحلفائها في الخليج.
رغم توقف القصف، لا تزال آثار الدمار تملأ شوارع إيران، من أحياء طهران وإسرائيل المتصدعة. المشهد في المستشفيات وبين الأنقاض لا يترك مجالاً للشك بأن الثمن كان باهظاً. ومع استمرار الغموض حول مصير البرنامج النووي الإيراني، والنية الإسرائيلية في الرد المستقبلي، تبقى الهدنة هشة، والسلام بعيد المنال.