لندن- رأي اليوم- خاص وجه رئيس الوزراء الأردني الدكتور بشر الخصاونة صباح الخميس ولأول مرة عمليا بدون توضيح الخلفيات رسائل سياسية ولوجستية الطابع تجاه مشاريع نيوم العملاقة في المملكة العربية السعودية في البحر الاحمر . وظهر الخصاونة في زيارة تفقدية مبرمجة فيما يبدو بحضور وسائل الاعلام بالقرب من المركز الرئيسي للحدود الاردنية السعودية وهي خطوة لم يفعلها اي رئيس وزراء اردني حتى الان .
الأهم ان الخصاونة كان يتفقد تطوير أعمال وصيانة مركز الدرة الحدودي في مدينة
العقبة الذي يخضع لإعادة الهيكلة والتأهيل الان . الخصاونة يتحدث نادرا بالملفات السياسية لكنه استعمل كما ورد في نص الخبر لرسمي لزيارته التفقدية عبارة قال فيها ” تجمعنا علاقة استراتيجية متجذرة بالمملكة العربية السعودية “. قال الخصاونة ذلك رغم علم الخبراء والأوساط السياسية بان العلاقات سياسية الطابع مع السعودية ليست إستراتيجية وليست متجذرة على الاقل كما يبدو الامر للإعلام الخارجي بل هي علاقات تشوبها بعض التجاذبات والخلافات وتفتقد الى الاتصالات ذات المستوى الرفيع بين الجانبين . ولاحظ الجميع بان تصريح الخصاونة الذي ينطوي على رسالة مجاملة قوية تجاه السعودية أعقب زيارة قام بها وفد برلماني أردني برئاسة رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي الى السعودية لثلاثة ايام وبدعوى وترتيب مع مجلس الشورى السعودي وهي زيارة يفترض ان تزيل الغموض الذي أحاط بالعلاقة بين المجلسين بعد مناكفة شهيرة اثناء مؤتمر للبرلمانات العربية عقد في بغداد . لم يعرف بعد ماذا كانت رسالة الخصاونة في العقبة صباح الخميس مرتبطة باي صيغة بتقديم او معلومات عاد بها الصفدي من الرياض . لكن الامر لم يقف عند حدود اطلاق الخصاونة لعبارة كبيرة سياسيا لها علاقة بثنائية استراتيجية متجذرة وبصيغة قد لا تعكس الواقع العملي خصوصا بعد عدم حضور اي شخصية سعودية رفيعة المستوى لحفل زفاف ولي العد الاردني الامير الحسين بن عبد الله الشهر الماضي رغم ان الاميرة العروس فتاة سعودية . في الجزء اللوجستي من الرسالة الاردنية كشف الخصاونة أثناء التفقد المشار اليه بان حكومته في طريقها لإعتبار مركز الدرة بالقرب من البحر الاحمر ومدينة العقبة المعبر الرئيسي للربط مع المملكة العربية السعودية سواء عن طريق الشاحنات او الافراد . كما إستخدم الخصاونة ثانيا رسالة لوجستية اضافية عندما ربط بين اعادة تأهيل مركز الدرة الحدودي وبين المشاريع الاستثمارية الكبيرة مع ضرب مثال هو مشروع نيوم السعودي الشهير . هوامش رسائل الخصاونة هنا تشير الى ان العقبة الاردنية مستعدة للتعاون اللوجستي مع مشاريع نيوم السعودية وحكومة عما مهتمة بإعادة تطوير وتأهيل المعبر الحدودي لتكريس هذا التعاون واظهار الاستعداد لرفع منسوب الاهلية الديمقراطية بصورة تليق بمشاريع نيوم الكبيرة . ما لا يعرفه المعنيون بعد هو الجزء المتعلق بتوقيت الزيارة التفقدية والسؤال عما اذا كانت مرتبطة بصيغة ما بتنسيق محدد مع الجانب السعودي خصوصا وان مدينة العقبة على تماس مباشر جغرافيا ومائيا مع مشروع نيوم ولدى مستثمرين فيها رغبة بالحصول ولو على جزء معقول ومأمول من النشاط الاستثماري السياحي في نيوم . رسائل عمان الودية واضحة الملامح هنا بإسم النشامى وقد وجهت بتحية خاصة وذكية وبيروقراطية بانتظار ان يرد على التحية بمثلها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان .
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
“نصر يليق بنا”… حين يكتب الشعر النصر وتحتفل به دمشق في دار الأوبرا
دمشق-سانا
لأن الشعر يُسطّر تاريخ الشعوب ومآثرها، والكلمة حين تُقصى لا تموت، بل تنتظر لحظة النصر لتضيء من جديد، جاء مساء دمشق مختلفاً هذه المرة، فعلى خشبة مسرح دار الأوبرا، وبرعاية وزارة الثقافة عادت الأصوات الحرّة إلى مكانها الطبيعي، في أمسية شعرية بعنوان “نصر يليق بنا”، أحياها الشاعران أنس دغيم وحذيفة العرجي.
أنشد الشاعران حكاية وطنٍ وشعبٍ لم تنكسر إرادتهما، فارتفعت القصائد في قلب العاصمة، توثّق آلة القمع، وتُجسّد صمود الإنسان السوري، مستدعيةً الذاكرة من عمق الجراح، فحملت القصائد قيم الحرية والكرامة، والعدالة والحق، ومجّدت التضحيات، ورسمت ملامح النصر المؤزّر، فكانت القصائد إعلاناً بأن الكلمة قد عادت إلى موطنها، إلى قلب سوريا، لا خافتة ولا منفية، بل حرّة كما وُلدت.