اختيار مخرجة فيلم باربي لترؤس لجنة تحكيم دورة 2024 لمهرجان كان السينمائي
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
بعد النجاح التجاري الواسع صيفا لفيلمها عن الدمية الشهيرة، تتخذ السجادة الحمراء لمهرجان كان السنة المقبلة اللون الوردي، إذ اختيرت لترؤس لجنة التحكيم في دورته السابعة والسبعين مخرجة "باربي" غريتا غيرويغ التي تقدمت إلى الواجهة.
وتتولى المخرجة والممثلة وكاتبة السيناريو البالغة 40 عاما رئاسة لجنة التحكيم في المهرجان الذي يقام من 14 إلى 25 أيار/مايو 2024 خلفا للسويدي روبن أوستلوند الذي منحت اللجنة برئاسته السعفة الذهبية هذه السنة لفيلم "أناتومي دون شوت" ("Anatomie d'une chute") للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه .
وأوضح المهرجان في بيان أن غيرويغ ستكون "أول مخرجة أمريكية تتولى" هذا الدور. وسيضفي إسناد المهمة إليها نفحة شبابية على المهرجان، إذ لم يسبق أن كانت رئاسة لجنة من نصيب أحد بمثل هذه السن منذ أن شغلتها صوفيا لورين عام 1966 عندما كانت في الحادية والثلاثين.
وهي كذلك أول امرأة يعهد إليها بهذا المنصب المرموق منذ الممثلة كيت بلانشيت عام 2018، إذ لا يزال الرجال يغلبون عليه مع بعض الاستثناءات البارزة، كجاين كامبيون أو إيزابيل أوبير.
ونقل بيان للمهرجان عن غيرويغ قولها "أنا أحب الأفلام بشدة". وأضافت "أحب إخراجها، وأحب مشاهدتها، وأحب التحدث عنها لساعات. وباعتباري من عشاق السينما، كان مهرجان كان دائماً بالنسبة لي ذروة ما يمكن أن تمثله اللغة العالمية للأفلام".
بداية مبكرة للجدل
وبإعلانه في كانون الأول/ديسمبر اختيار مخرجة بارزة لترؤس لجنة التحكيم فيه، سحب أكبر مهرجان سينمائي في العالم البساط من تحت مهرجان برلين الذي يقام في شباط/فبراير.
وأعلن المهرجان الألماني الاثنين إسناد رئاسة لجنة التحكيم في دورته المقبلة إلى الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو البالغة 40 عاما أيضا، مما يجعلها أول امرأة سوداء تتولى هذه المهمة.
وشكل الإعلان عن ترؤس غيرويغ لجنة تحكيم مهرجان كان بداية مبكرة جدا للضجة المتعلقة به، سبقت حتى بدء السباق إلى جوائز الأوسكارالتي أرجئ احتفال توزيعها إلى 10 آذار/مارس بعد إضراب تاريخي في هوليوود استمر ستة أشهر وتسبب بالشلل في عاصمة السينما الأمريكية.
وكانت بداية موسم الجوائز السينمائية قوية لغيرويغ، إذ حصل "باربي" على العدد الأكبر من الترشيحات لجوائز "غولدن غلوب"، وسينافس على تسع منها، أبرزها "أفضل فيلم كوميدي"، إضافة إلى ترشيح غيرويغ لجائزة الإخراج وبطلَي الفيلم مارغو روبي وراين غوسلينغ في فئتي التمثيل الرئيسيتين.
وفي كل الأحوال، تمكنت غيرويع من الفوز باستحسان الجمهور، إذ دخلت تاريخ هولييود كأكثر مخرجة تحقيقاً للإيرادات نظراً إلى أن فيلمها هو الأول لامرأة تتجاوز مداخيله عتبة المليار دولار. وقد حصد "باربي" الذي شكّل ظاهرة ثقافية وتجارية أكثر من 1,44 مليار دولار في مختلف أنحاء العالم.
صون الروابط مع السينما الأمريكية
وبعيدا من هذا الفيلم الكوميدي ذي الرسالة النسوية الذي شاركت في كتابة السيناريو له، اشتهرت غريتا غيرويغ بكونها "أبرز وجوه السينما الأمريكية المستقلة"، وفق ما أفاد المهرجان.
فهي أخرجت عام 2017 فيلم "ليدي بيرد" الكوميدي عن المراهَقة الذي رُشحت بطلته الإيرلندية الأصل سيرشه رونان لجائزة الأوسكار، ثم شاركت هذه الممثلة مع إيما واتسون وفلورنس بيو ولورا ديرن عام 2020 في فيلم "ليتل ويمن"، وهو اقتباس نسوي عصري لرواية بالعنوان نفسه من القرن التاسع عشر للكاتبة الأميركية لويزا ماي ألكوت.
وكانت غيرويغ التي تعمل راهنا على اقتباس رواية "كرونيكلز أوف نارنيا" لحساب منصة "نتفليكس"، مثلت في أكثر من 20 فيلما، من بينها الفيلم الكوميدي بالأبيض والأسود "فرانسيس ها" الذي كتبته بالتعاون مع شريك حياتها المخرج نوا باومباك، وفيلم "وايت نويز" من إخراج باومباك، وشاركها في بطولته آدم درايفر.
وعلل كل من رئيسة المهرجان إيريس كنوبلوك ومندوبه العام تييري فريمو اختيار غيرويغ بكونها "تجسد بجرأة تجدد السينما العالمية". وأضافا أنها كذلك "ممثلة لعصر يلغي الحدود ويمزج بين الأنواع لإعلاء شأن الذكاء والإنسانوية."
ومن خلال تعيين غريتا غيرويغ، يبرز المهرجان أيضا استمرار روابطه مع الصناعة السينمائية الأمريكية القوية.
وعزز تعيين إيريس كنوبلوك التي كانت تعمل في شركة "وارنر" العام الماضي شهر العسل بين هوليوود والكروازيت. وشهد مهرجان كان هذه السنة عودة عدد من السينمائيين الأمريكيين الكبار كهاريسون فورد ("إنديانا جونز") ومارتن سكورسيزي ("كيلرز أوف ذي فلاور مون").
ويفترض أن يعلن المهرجان خلال الأشهر المقبلة عن بقية أعضاء لجنة التحكيم بالإضافة إلى القائمة الرسمية للأفلام التي سيختارها ضمن مسابقته.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج فيلم سينما هوليوود ثقافة مهرجان كان الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إسرائيل الجيش النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا لجنة التحکیم فی مهرجان کان
إقرأ أيضاً:
عشرات الفنانين ينسحبون من مهرجان سونار 2025 رفضا لتمويل الاحتلال
تلقى مهرجان "سونار" الشهير في برشلونة ضربة موجعة قبيل انطلاق نسخته المرتقبة عام 2025، بعد إعلان 28 فناناً و6 كيانات ثقافية و6 عارضين تقنيين انسحابهم الرسمي من المشاركة، في خطوة احتجاجية على العلاقة المالية التي تربط إدارة المهرجان بصندوق الاستثمار الأمريكي العملاق "KKR"، المتهم بتمويل مشاريع استيطانية إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشملت الانسحابات أسماء بارزة من برنامجي "سونار دي نوتشي" (Sonar de Noche) و"سونار دي ديا" (Sonar de Día)، إضافة إلى جهات أكاديمية وثقافية بارزة كان من المزمع مشاركتها في القسم الموازي للمهرجان "Sónar+D"، من بينها جامعة بومبيو فابرا (UPF) و"برشلونة ديزاين ويك"، إلى جانب شركات متخصصة في الإبداع الرقمي انسحبت من فضاء "Project Area".
يُعد "سونار" أحد أضخم وأشهر المهرجانات الموسيقية والفنية في أوروبا والعالم، ويجمع سنوياً عشرات الآلاف من الزوار من مختلف القارات، مزاوجاً بين الموسيقى الإلكترونية، والتقنيات الرقمية، والفنون المعاصرة، وقد تأسس سنة 1994 في مدينة برشلونة، ويُعرف ببرامجه المبتكرة التي تجمع فنانين، ومصممين، ومهندسي تكنولوجيا، وباحثين في مجالات متعددة.
ويبرز الجانب الفكري والتقني للمهرجان في برنامج "Sónar+D"، الذي يهدف إلى استكشاف التقاطعات بين الفن والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية، مما جعله منصة عالمية للتجريب والتفكير النقدي حول المستقبل.
وأصدرت إدارة مهرجان "سونار" بيانا رسميا للتعامل مع الأزمة، أكدت فيه "إدانتها الصريحة للإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني"، وأعربت عن دعمها لحرية التعبير والتضامن، مشيرة إلى أنها ستسمح للزوار بإظهار رموز داعمة للقضية الفلسطينية داخل فضاءات المهرجان.
أما بشأن علاقتها بصندوق "KKR"، فقد أوضحت أن ملكية المهرجان تعود لشركة "Superstruct Entertainment"، وهي شركة تدير أكثر من 80 مهرجاناً عالمياً، وقد استحوذ عليها تحالف مالي بقيادة "KKR" في أكتوبر 2024 بعد انسحاب المستثمر السابق "Providence Equity Partners". وأكدت إدارة "سونار" أنها لم تكن طرفاً في الصفقة، ولا تربطها علاقة مباشرة بالقرارات الاستثمارية للصندوق.
كما نفت ذهاب أرباح التذاكر لصالح "KKR"، مشيرة إلى أن جميع الإيرادات يعاد ضخها في تمويل الدورات المستقبلية بعد تغطية التكاليف التشغيلية. وأعلنت إدارة المهرجان عن فتح باب استرداد ثمن التذاكر للحضور، والتعامل مع كل طلب على حدة.
وتأتي هذه المقاطعة الواسعة في سياق تنامي الضغوط الشعبية والثقافية في أوروبا ضد المؤسسات التي يُشتبه في مساهمتها المباشرة أو غير المباشرة في تمويل الاحتلال الإسرائيلي أو مشاريع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، خاصة في ظل الجرائم التي ارتُكبت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2023 وما تلاه من تصعيد.
ويُنظر إلى هذا الانسحاب الجماعي كأكبر رد فعل ثقافي ضد مهرجان دولي منذ سنوات، ما يعكس التحول المتسارع في المزاج العام داخل الأوساط الفنية الأوروبية، وخاصة الإسبانية، التي باتت أكثر حساسية تجاه قضايا العدالة والحقوق الإنسانية.
ويخشى مراقبون أن يتسبب هذا الجدل في تراجع صورة مهرجان "سونار" بوصفه منصة تقدمية منفتحة على القيم الإنسانية والتقدم، في حال لم تتخذ خطوات حقيقية لفك الارتباط مع جهات متورطة في دعم انتهاكات القانون الدولي.