في أيوا بعد شهر.. ترامب يخوض اختبار الانتخابات الجدي
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
بعد شهر من الآن، يبدأ موسم الانتخابات التمهيدية الأميركية لعام 2024 من ولاية أيوا الواقعة في الغرب الأوسط، ومعه سيعلم دونالد ترامب ما إذا كان يُحرز تقدّماً لا يمكن اللحاق به للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، أو ما إذا كان منافسوه سيحقّقون مفاجأة.
وتجري هذه الانتخابات فيما يواجه الرئيس السابق أربع لوائح اتهام جنائية، الأمر الذي يعرّضه لخطر السجن.
وبالتالي، لا يزال ترامب مهيمناً على السباق بينما يتنافس غيره من الجمهوريين للحصول على بطاقة الترشّح للانتخابات المقرّرة في نوفمبر المقبل، في ظلّ سعي الحزب لإطاحة الرئيس الديمقراطي جو بايدن.
"سنعيد لأميركا عظمتها"، قال ترامب خلال التجمّعات الانتخابية، مردّداً الشعار الذي أوصله إلى السلطة في العام 2016.
ولكن بناء على ما أظهرته الانتخابات الأميركية السابقة، يجب أن يُنظر بحذر إلى استطلاعات الرأي التي تجري قبل فترة طويلة من التصويت. إذ إن الحكم الحقيقي يصدر خلال سباقات الترشّح داخل الحزب في مختلف الولايات، انطلاقاً من المجمع الحزبي في ولاية أيوا في 15 يناير، حيث سيتواجه ترامب مع الناخبين لأول مرة منذ مغادرته البيت الأبيض.
وبناء على التقاليد المستمرّة منذ العام 1972، سيفتتح الناخبون في ولاية أيوا موسم الانتخابات التمهيدية، عبر التجمّع في أماكن كالمدارس وصالات الألعاب الرياضية ومحطات الإطفاء، لاختيار مرشحهم المفضّل في اجتماعات تعرف باسم "المجمع الانتخابي".
تنافس هيلي وديسانتيسوفي أيوا، كما في أماكن أخرى، لا يزال ترامب يتمتع بقاعدة موالية له تتجاهل مشكلاته القانونية.
وقال آدم ميلر (61 عاماً) وهو مزارع مؤيد لترامب التقته وكالة فرانس برس في ماكوكيتا الواقعة في شرق أيوا قرب نهر ميسيسيبي، "أنا لا أفهم ما هي الجريمة حتّى". وأضاف "أعني، إن كان متهماً بالقتل أو الرشوة... عندها قد أغيّر رأيي".
وفي 15 يناير، عند الساعة السابعة مساءً، سيجتمع هذا الرجل ذو الشعر الداكن، الذي يضع نظارتين طبيتين، مع سكان منطقته في مكان يبعد ثلاث ساعات بالسيارة، لوضع اسم الملياردير على بطاقة الاقتراع.
وفي هذه الليلة، سيكون هناك 6 جمهوريين آخرين مرشّحين بهدف قطع الطريق على ترامب. ولكن يبدو أنّ اثنين فقط لا تزال لديهما فرصة للمنافسة الفعلية.
أحدهما هو حاكم فلوريدا رون ديسانتس، المحافظ والمعروف بمواقف يمينية متشدّدة بشأن الهجرة وحقوق المثليين. وقد راهن بكل شيء على ولاية أيوا، إذ زار مقاطعاتها الـ99 في بضعة أشهر.
ويمكن للرجل، البالغ 45 عاماً، الاعتماد أيضاً على رعاية حاكمة أيوا كيم رينولدز، التي أعلنت تأييدها له. وفي حين لا تزال رينولدز تتمتع بشعبية كبيرة بين الجمهوريين، فقد هاجمها ترامب بعنف بعدما دعمت ديسانتس، واصفاً إياها بأنّها "الحاكمة الأقل شعبية في أميركا".
ويبدو أنّ دعم ديسانتس، العضو السابق في البحرية الأميركية، قد تراجع في الأشهر الأخيرة، الأمر الذي يُرجعه البعض إلى سلوكه "الخشبي" في بعض الأحيان وافتقاره إلى الكاريزما.
أما المنافسة الثانية فهي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي تعدّ المحبوبة الجديدة لدى اليمين الأميركي.
وسلكت حاكمة ولاية ساوث كارولينا، البالغة 51 عاماً طريقاً مختلفاً، عبر التركيز على موقف أكثر اعتدالاً بشأن حقوق الإنجاب، مدركة أنّ حزبها مُني بعدّة انتكاسات انتخابية منذ ألغت المحكمة العليا العام الماضي الحق الدستوري في الإجهاض.
نيوهامشير ونيفاداوطوال فترة الحملة الانتخابية، استخدم كل من هيلي وديسانتس طرقاً عدة لتجنّب الهجمات المباشرة على ترامب، خوفاً من الإساءة إلى أنصاره.
غير أنّ نسبة تأييد كلّ منهما تناهز 12 في المئة في استطلاعات الرأي، وهي نسبة بعيدة جدّاً عن الـ60 في المئة التي يحوزها عليها الرئيس السابق.
لكن المراقبين لا يستبعدون احتمال أنّ أيّاً منهما قد يُحدث مفاجأة، ويقلّص الفارق الكبير مع ترامب.
وقالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون ويندي شيلر لوكالة فرانس برس، إنّ "أي شيء أقل من فوز ساحق يعني أنّ ترامب سيبدو أكثر ضعفاً في سباق ترشيح الحزب الجمهوري ممّا توقّعه المراقبون والمانحون والناخبون".
وبعد أيوا، تنتقل الأنظار إلى نيوهامشير الواقعة على الحدود مع كندا، وبعدها إلى ولايتي نيفادا وساوث كارولينا في نهاية فبراير.
وبحلول يونيو، ستحدّد كلّ الولايات الخمسين حصص مندوبيها تمهيداً للمؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو، الذي سيتم خلاله الإعلان عن مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية.
وعلى الجانب الديمقراطي، سيتمّ ترشيح بايدن، البالغ 80 عاماً، في أغسطس خلال مؤتمر الحزب في شيكاغو، إلا إذا حصلت مفاجأة حالت دون ذلك.
ومع ذلك، يتنافس مرشّحان هما عضو الكونغرس دين فيليبس والكاتبة ماريان ويليامسون، في مواجهة بايدن، غير أنّ فرصهما تبدو ضئيلة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ولایة أیوا
إقرأ أيضاً:
صحف عالمية: دول الخليج شركاء رئيسيون خلال ولاية ترامب الثانية
سلطت الصحف والمواقع العالمية الضوء على الجولة الخليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعلى التوتر الحاصل في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، في ضوء رغبة واشنطن بإنهاء حرب غزة ومعارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لذلك.
وذكر موقع "برايت بارت" الأميركي أن ترامب يقوم بأول زيارة خارجية رئيسية له في ولايته الجديدة، وقال إن "دول الخليج وضعت نفسها شركاء دبلوماسيين رئيسيين خلال ولاية ترامب الثانية". وأضاف الموقع أن الدوحة لا تزال وسيطا رئيسيا في المفاوضات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، بينما سهّلت السعودية المحادثات بشأن الحرب في أوكرانيا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: سقوط صاروخ صيني بالهند قد يكشف أسرارا عسكريةlist 2 of 2إيكونوميست: ما أبرز التحولات الجيوسياسية جراء الأزمة بين الهند وباكستان؟end of listوفي موضوع العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، قال مراسل صحيفة "لوموند" الفرنسية في القدس إن رئيس الوزراء الإسرائيلي منزعج من مبادرات ترامب بشأن غزة واليمن وإيران.
ويوضح الكاتب بأن ترحيب ترامب بإطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وتصريحه للمرة الأولى بوضوح بأنه يريد إنهاء الحرب في غزة، يتناقض جذريا مع مخطط الحكومة الإسرائيلية الذي يتضمن تدمير ما تبقى من غزة، وهو ليس التباين الوحيد بين ترامب ونتنياهو، وفق الكاتب.
ويُعلق المقال بأن "الأرض على ما يبدو تتحرك تحت أقدام رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي بدأ نجمه يتلاشى في واشنطن".
إعلانورأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أنه يجب على إسرائيل أن تتمسك بما سمته طوق النجاة الذي ألقاه ترامب وتُنهي الحرب على غزة. وتابعت "لا ينبغي اعتبار تحركات الرئيس الأميركي الأخيرة في الشرق الأوسط صفعة لإسرائيل، بل دعوة أخيرة لها لوقف عملية "عربات جدعون" المخطط لها في قطاع غزة، قبل أن تنطلق تلك العربات على طريق سيقودها إلى كارثة، برعاية زعيم فاشل لم يعد ينظر يمينا ولا يسارا، وهو بنيامين نتنياهو".
تحول جذريوفي موضوع سوريا، اعتبر موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إعلان الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة جديدة "تحولا جذريا في السياسة الأميركية تجاه سوريا، بعد أقل من 6 أشهر على انهيار نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إذ شلّت العقوبات الاقتصاد السوري ودفعت البلاد إلى حافة الإفلاس".
وفي صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، سلط مقال للكاتب رينو جيرارد الضوء على أسلوب الرئيس الأميركي، وقال "على الرغم مما يقوله العديد من المعلقين، فإن ترامب ليس مجنونا، بل زعيم عملي بطريقته، وأسلوبه يتلخص -سواء في مناقشة دبلوماسية أو تجارية- في طلب الكثير، ثم التفاوض، ويمكن للصين أن تشهد على ذلك".
ورأى الكاتب أن من السابق لأوانه تقييم السياسة الخارجية لترامب، وفي الأمور المالية لا بد من الانتظار لمدة عام على الأقل قبل الحكم على تأثيره في أكبر اقتصاد بالعالم.