قال المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، اليوم السبت، إن المهاجرين غير الشرعيين “يسممون دماء بلادنا”، مكررا لهجة أثارت في السابق انتقادات باعتبارها معادية للأجانب وتكرارا للخطاب النازي.

وأدلى ترامب، بهذه التصريحات خلال حملة انتخابية في نيو هامبشاير حيث انتقد العدد القياسي للمهاجرين الذين يحاولون عبور الحدود الأمريكية بشكل غير قانوني.

 

ووعد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة غير الشرعية وتقييد الهجرة القانونية إذا تم انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

وقال ترامب، أمام حشد في مدينة دورهام حضره عدة آلاف من أنصاره: 'إنهم يسممون دماء بلادنا'، مضيفًا أن المهاجرين يأتون إلى الولايات المتحدة من آسيا وإفريقيا بالإضافة إلى أمريكا الجنوبية، في جميع أنحاء العالم يتدفقون على بلادنا.

واستخدم ترامب نفس لغة 'تسميم الدم' خلال مقابلة مع موقع The National Pulse، وهو موقع إلكتروني ذي توجهات يمينية، نُشرت في أواخر سبتمبر. 

وأدى ذلك إلى توبيخ من رابطة مكافحة التشهير، التي وصف زعيمها جوناثان جرينبلات اللغة بأنها 'عنصرية ومعادية للأجانب وحقيرة'.

وقال جيسون ستانلي، الأستاذ بجامعة ييل ومؤلف كتاب عن الفاشية، إن استخدام ترامب المتكرر لهذه اللغة أمر خطير، وقال إن كلمات ترامب تحاكي خطاب الزعيم النازي أدولف هتلر، الذي حذر من تسميم اليهود للدماء الألمانية في أطروحته السياسية 'كفاحي'.

وأضاف ستانلي: إنه يستخدم الآن هذه المفردات في التكرار في المسيرات. 

وتكرار الكلام الخطير يزيد من تطبيعه والممارسات التي يوصي بها.. هذا حديث مقلق للغاية بشأن سلامة المهاجرين في الولايات المتحدة.

وفي أكتوبر، رفض المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونغ، الانتقادات الموجهة إلى لغة الرئيس السابق ووصفها بأنها 'غير منطقية'، بحجة أن اللغة المماثلة كانت سائدة في الكتب والمقالات الإخبارية وعلى شاشات التلفزيون.

وعندما طلب منه التعليق يوم السبت، لم يتطرق تشيونج بشكل مباشر إلى تصريحات ترامب وأشار بدلا من ذلك إلى الخلافات حول كيفية تعامل الجامعات الأمريكية مع الاحتجاجات في الحرم الجامعي منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، قائلا إن وسائل الإعلام والأوساط الأكاديمية قدمت ملاذا آمنا لمناهضي الإرهاب الخطرين - الخطاب السامي والمؤيد لحماس خطير ومثير للقلق في نفس الوقت.

ولم تكن لغة 'تسميم دماء بلادنا' موجودة في تصريحات ترامب المعدة مسبقًا والموزعة على وسائل الإعلام قبل حدث يوم السبت، ولم يكن من الواضح ما إذا كان استخدامه لهذا الخطاب مخططًا له أو تم تبنيه على الفور.

ترامب هو المرشح الرئيسي لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة لعام 2024، وقد جعل أمن الحدود موضوعًا رئيسيًا لحملته، وتعهد باستعادة السياسات المتشددة التي اتبعها خلال رئاسته 2017-2021، وتنفيذ سياسات جديدة لتضييق الخناق على الهجرة.

وسعى الرئيس جو بايدن، المرشح المفترض للحزب الديمقراطي، إلى سن سياسات هجرة أكثر إنسانية وتنظيما، لكنه واجه صعوبات في التعامل مع مستويات قياسية من المهاجرين، وهي مشكلة ينظر إليها على أنها نقطة ضعف في حملة إعادة انتخابه.

وخلال حملته الانتخابية، استخدم ترامب مرارا وتكرارا لغة تحريضية لوصف قضية الحدود وانتقد سياسات بايدن. وفي يوم السبت، تلا كلمات أغنية أعاد تصميمها لتشبيه المهاجرين بالثعابين القاتلة.

وفي حالة إعادة انتخابه، وعد ترامب 'بوقف غزو حدودنا الجنوبية وبدء أكبر عملية ترحيل داخلي في التاريخ الأمريكي'.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: اجراءات صارمة الاحتجاجات الرئاسة الأمريكية الحدود الأمريكية المرشح الجمهوري المهاجرين غير الشرعيين انتخابات الرئاسة الامريكية هجرة غير الشرعية حملة انتخابية شكل غير قانوني

إقرأ أيضاً:

ماذا يريد المواطن من المرشح للانتخابات البرلمانية في العراق؟

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في كل دورة انتخابية، تتجدد آمال العراقيين بتحقيق التغيير الحقيقي والخروج من أزمات متراكمة أثقلت كاهل الدولة والمجتمع. ومع اقتراب كل موسم انتخابي، يعود السؤال الجوهري ليتردد في أذهان المواطنين: ماذا نريد من المرشح للانتخابات البرلمانية؟ وما هي المعايير التي يجب أن تتوافر في من نمنحه صوتنا وأملنا في بناء مستقبل أفضل؟

الواقع العراقي بما يحمله من تعقيدات سياسية واقتصادية وأمنية يجعل من مهمة الناخب ليست مجرد واجب دستوري، بل مسؤولية وطنية ذات أبعاد مصيرية. المواطن العراقي، الذي عانى لعقود من الحروب والفساد وسوء الإدارة، لم يعد يطمح بشعارات براقة ووعود فضفاضة، بل يبحث عن مصداقية حقيقية، وكفاءة واضحة، وإرادة سياسية جادة لإحداث إصلاح حقيقي.

يريد المواطن من المرشح أن يكون صوته الحقيقي تحت قبة البرلمان، لا أن يتحول إلى أداة بيد الأحزاب أو قوى النفوذ. يريد من النائب أن يكون مدافعًا عن حقوقه، مناصرًا لهمومه، ساعيًا لتشريع القوانين التي تحفظ كرامته وتحقق له الحد الأدنى من الحياة الكريمة. فالتمثيل البرلماني لم يعد شرفًا شخصيًا للمرشح، بل هو تكليف أخلاقي أمام الشعب والتاريخ.

كذلك، يطالب المواطن بمرشح يمتلك رؤية واضحة وعملية لحل الأزمات، بدءًا من ملف البطالة والفقر، ومرورًا بإصلاح النظام التعليمي والصحي، وليس انتهاءً بإعادة الثقة بين الدولة والمواطن. فالبرلمان ليس ساحة للخطابات الجوفاء، بل منبر لتشريع السياسات العامة التي تمس حياة الناس اليومية وتبني دولة المؤسسات والعدالة.

ولا يمكن إغفال رغبة العراقي في رؤية مرشحين يعبرون فعلاً عن تطلعات جميع مكونات الشعب العراقي، دون تحزب طائفي أو انغلاق قومي. المواطن يطمح اليوم إلى نواب يوحّدون، لا يفرّقون، يبنون جسور التواصل، لا يرفعون جدران العزل والتخوين. فالعراق، بتعدده وغناه الثقافي، بحاجة إلى من يؤمن بوحدته ويعمل على ترسيخها.

أخيرًا، ما يريده المواطن العراقي ببساطة هو الأمل… الأمل بوجود من يستمع له، يفهم معاناته، ويتخذ من مصلحة الوطن والمواطن بوصلته الوحيدة. يريد المرشح الصادق، النزيه، القادر، لا من يبحث عن منافع آنية أو مكاسب فئوية. ولعلّ الانتخابات القادمة ستكون بمثابة اختبار حقيقي لوعي الناخبين وقدرتهم على التمييز بين من يستحق ومن لا يستحق، فصوت المواطن هو حجر الأساس في بناء عراق جديد.

انوار داود الخفاجي

مقالات مشابهة

  • قاضٍ أمريكي يمنع إدارة ترامب من ترحيل مهاجرين إلى ليبيا دون منحهم فرصة للطعن
  • اعتداء على المرشح السابق لمنصب المدعي الفيدرالي في واشنطن (شاهد)
  • اعتقال رئيس بلدية نيوارك في ولاية نيو جيرسي الأمريكية بسبب المهاجرين
  • خطة ترامب.. إحباط محاولة ترحيل مهاجرين من أمريكا إلى ليبيا.. تفاصيل
  • قاض أميركي يأمر بإطلاق سراح طالبة تركية تحتجزها سلطات الهجرة
  • قسنطينة: تسمم عجوز بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • ميدو يكشف عن حقيقة تصريحاته ضد أحد الموجودين داخل الزمالك
  • بريطانيا تشترط إجادة المهاجرين للغة الانجليزية للحصول على حق الإقامة على أراضيها
  • ماذا يريد المواطن من المرشح للانتخابات البرلمانية في العراق؟
  • حكومة الدبيبة تنفي وجود أي اتفاق بخصوص المهاجرين.. واشنطن تختبر حدود النفوذ الليبي عبر «بوابة الهجرة»