نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" مقال رأي لوزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس حذر فيه "إسرائيل" من "القتل الغاضب" والعشوائي الذي تمارسه في غزة وأنه قد يؤدي إلى خسارتها السلطة القانونية في النزاع.

وقال والاس إن الهجمات التي لا ترحم وبدون توقف ضد الفلسطينيين "تحمل مخاطر تغذية نزاع لـ 50 عاما أخرى" ولزيادة التشدد بين الشبان المسلمين حول العالم.



وجاء تدخل وزير الدفاع بعد دعوة وزير الخارجية لورد كاميرون إلى وقف إطلاق نار "مستدام" في النزاع محذرا أن الحملة الإسرائيلية "قتلت أعدادا كبيرة من المدنيين".

ومع زيادة أعداد القتلى قال والاس إن "ملاحقة حماس مشروع لكن محو مناطق واسعة من غزة ليس مشروعا"، مضيفا أن "استخدام قوة متناسبة قانوني ولكن العقاب الجماعي والتهجير القسري للمدنيين لا".

وأضاف: "نحن ندخل مرحلة خطيرة يتم فيها تقويض السلطة القانونية الإسرائيلية والأصلية لدخول الحرب من خلال أفعالها، وهي ترتكب خطأ بخسارة السلطة الأخلاقية إلى جانب القانونية". وعلق: "لا يوجد ولا جندي واحد خدم في أيرلندا الشمالية لم يلعن في سره أحداث يوم الأحد الدامي، والساعات التي قضاها في مستنقعات جنوب أرما، أو الشوارع الخلفية لبلفاست الغربية حيث كانت شهادة عن الأحداث التي أشعلها يوم في 1972".

واستمرت "المشاكل" عقدين لتنتهي حيث اعترف القوميون بأن الجيش الأيرلندي ليست لديه القوة ولا المصالح الإقتصادية في جذوره لمواصلة الحرب، وعندما قبلت الحكومة البريطانية أنها غير قادرة على توفير الأمن وأنك لا تستطيع الخروج من الإنقسام السياسي والمشاكل. وكما كشف التاريخ فالقمع يتبعه التشدد. 

قال: "علمنا الإعتقال في أيرلندا الشمالية أن الرد غير المتناسب من دولة قد يخدم ضباط التجنيد في منظمة إرهابية. وبالنسبة للكثيرين الذين يراقبون غزة يوميا يجعلنا غير مرتاحين".

وذكر بالالتزامات بشأن ميثاق جنيف وضرورة تطبيق بنوده من الموقعين عليه. لكن هذا لا يعني تدميرا لغزة وقتل المدنيين من أجل ملاحقة حماس. وقال "أنا متأكد من شعور بنيامين نتنياهو بالعار لعدم اكتشافه هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر، وبخاصة لواحد يقدم نفسه على أنه "صقر" فيما يتعلق بالأمن ورجل شديد، وربما دفعه هذا الخجل لفقدان الرؤية على المدى البعيد".


وكان خطأ نتنياهو هو عدم التكهن بالهجوم أولا "لكنه لو اعتقد أن القتل الغاضب سيصحح الأمور، فهو مخطئ جدا، فأساليبه لن تحل هذه المشكلة. وفي الحقيقة، اعتقد أنه سيثير نزاعا لخمسين عاما، وستؤدي أفعاله لتشدد الشبان المسلمين حول العالم".

وسيتراجع التعاطف مع "إسرائيل" ليس لدى "المتطرفين" ولكن "المعتدلين" الذين يريدون حل الدولتين، وعليها أن تعدل من ميثاقها و "كل ما أقوله هو توقف إسرائيل عن استخدام الطرق العشوائية في الهجوم، وهي بحاجة لمواجهة حماس بطريقة مختلفة".

وعلى إسرائيل الإعتراف بأن الوقت في صالحها، وتحمل كل الأوراق، من السيطرة على الجو إلى الحدود. ومن السهل التساؤل عما حدث للساسة الإسرائيليين الحكماء القدماء، الذين كانوا سيكتشوا أي علامة عن الهجوم ولن يخضعوا للإبتزاز من المستوطنين غير الشرعيين المتطرفين، ولم يلعبوا مع بوتين والمال الروسي الذي مول صواريخ إيران وصناعتها للمسيرات.

ولكن غياب الحكمة لدى قادة إسرائيل جعل الساسة في إسرائيل يتصرفون كـ"ثور في محل للأواني الصينية"، ويسقطون من كارثة لأخرى.

وقالت السفيرة "الإسرائيلية" في لندن إنه لن تكون هناك دولة فلسطينية مطلقا، ولكن يجب كما يقول، وهي الجواب منذ نشوء "دولة" إسرائيل و " طريق السلام، كما في أيرلندا الشمالية يعني المحاولة بعد الأخرى ونعمل كل ما بوسعنا لتهميش المتطرفين، ومع اتفاقيات أوسلو اقتربنا من حل الدولتين، وحان الوقت لتفعيل العملية".

ويظهر التدخل من والاس الذي ترك منصبه في نهاية آب/أغسطس تغيرا في النبرة البريطانية، وفي مقال مشترك مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيبروك ولورد كاميرون دعما وقف إطلاق النار إن كان "دائما".

وفي مقال نشرته صحيفة "صاندي تايمز" قالا فيه "نعرف أن الكثيرين في المنطقة وخارجها يطالبون بوقف فوري لإطلاق النارـ ونعترف بما يدفع هذه الدعوات التي نتعاطف معها" و "لا ندعم في الوقت الحالي الدعوات لوقف إطلاق للنار عام وفوري، على أمل أن يصبح دائما، وهي دعوات تنكر ما أجبر إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد هجوم حماس البربري ضد إسرائيل وتطلق الصواريخ لقتل المدنيين الإسرائيليين كل يوم". و "يجب أن تضع حماس سلاحها".

وقالا :"إسرائيل لها حق الدفاع عن نفسها ولكن عليها الإلتزام بالقانون الدولي الإنساني". و "لن تنتصر إسرائيل في هذه الحرب لو كانت عملياتها من أجل تدمير منظور التعايش السلمي مع الفلسطينيين، ولها الحق بمحو التهديد الذي تمثله حماس". وأضافا: "لكن الكثير من المدنيين قتلوا، وعلى الحكومة الإسرائيلية عمل ما يكفي للتمييز بين الإرهابيين والمدنيين والتأكد من انها حملة تستهدف قادة حماس وناشطيها".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية تلغراف غزة نتنياهو غزة نتنياهو القانون الدولي تلغراف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«الاتحاد»: قرار الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة جريمة ضد القانون الدولي ونسف لحل الدولتين

 حزب الاتحاد: الاستيطان الإسرائيلي تهديد مباشر للسلام ويقوّض الحقوق الفلسطينية المشروعةالاتحاد يدين التصعيد الإسرائيلي بالضفة: لا شرعية للمستوطنات وعلى المجتمع الدولي التحرك الفوري

أدان حزب الاتحاد، برئاسة المستشار رضا صقر، بأشد العبارات القرار العدواني الصادر عن سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشأن الموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، في تصعيد خطير واستفزاز سافر يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والمواثيق الدولية، وتحديًا لإرادة المجتمع الدولي الداعي للسلام والاستقرار في المنطقة.

وزير الدفاع الإسرائيلي من الضفة الغربية: حركة الاستيطان ستستمرإسرائيل تواصل جرائمها.. تصعيد استيطاني يُقابل برفض برلماني واسع

وأكد الحزب، في بيان له اليوم، أن هذا القرار الاحتلالي الغاشم يُعد ضربة قاسية لمساعي إحلال السلام العادل والشامل، ويقوض بشكل كامل أي فرص حقيقية لتحقيق حل الدولتين الذي يُعد الخيار الوحيد المقبول دوليًا والمنصف للشعب الفلسطيني المناضل.

وشدد حزب الاتحاد على أن هذا الإجراء غير الشرعي يُخالف بوضوح قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2334، واتفاقية جنيف الرابعة، كما يتجاهل الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بشأن عدم قانونية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.

وأكد الحزب أن الاستيطان الإسرائيلي لا يمتلك أي أساس قانوني، بل يمثل جريمة مستمرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، وانتهاكًا ممنهجًا لحقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأهاب حزب الاتحاد بكافة القوى السياسية العربية والدولية، والبرلمانات، ومنظمات حقوق الإنسان، بضرورة اتخاذ موقف موحد وحازم تجاه هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير، والعمل الجاد على وقف سياسة الاستيطان التي تُعد العقبة الأكبر أمام إحلال السلام، وتثبيت الحقوق الفلسطينية المشروعة.

وجدد الحزب تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني البطل، ووقوفه إلى جانب قضيته العادلة، داعيًا إلى استمرار الدعم العربي والدولي لنضاله المشروع في مواجهة سياسات القمع والتهجير والتمييز العنصري التي يمارسها الاحتلال يوميًا.

طباعة شارك الاحتلال الاستيطان البرلمان رضا صقر

مقالات مشابهة

  • استخدام إسرائيل سلاح التجويع بحربها على غزة من منظور القانون الدولي الإنساني
  • «الاتحاد»: قرار الاحتلال بإنشاء مستوطنات جديدة جريمة ضد القانون الدولي ونسف لحل الدولتين
  • قرار تاريخي بقطع العلاقات مع الاحتلال| برشلونة تنتفض ضد انتهاكات إسرائيل.. وخبير: يعزز الضغط الدولي
  • حوار شانغريلا.. وزير الدفاع الأمريكي يدعو الآسيويين لزيادة الإنفاق العسكري
  • رئيس عمليات جيش الاحتلال السابق يتهم نتنياهو وسموتريتش بتوريط إسرائيل
  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • ترامب يتهم الصين بخرق اتفاق الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة
  • قبور مسكونة بالسحر.. ما الذي يُدفن مع الموتى في الجزائر( فيديو)
  • حماس: المقترح الأميركي الذي وافق عليه الاحتلال لا يستجيب لمطالبنا
  • حماس: المقترح الأمريكي الذي وافقت عليه إسرائيل حول الهدنة في غزة لا يستجيب لمطالبنا