مسؤولون تايلانديون: قفزة في الاستثمارات الإماراتية في تايلاند
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
بانكوك (وام)
أكد مسؤولون تايلانديون أن العلاقات بين تايلاند ودولة الإمارات تمضي بخطى واثقة نحو مستقبل اقتصادي مزدهر، مستندة إلى شراكة استراتيجية أثمرت عن تبادل تجاري قوي، وتعاون واعد في مجالات الابتكار والرقمنة والأمن الغذائي.
67 % نسبة مؤشر ثقافة الاستدامة بين موظفي «كهرباء ومياه دبي»
جاء ذلك خلال مشاركتهم في فعالية منتدى «مزاولة الأعمال مع تايلاند» الذي نظمته غرف دبي ضمن بعثتها التجارية إلى بانكوك بين 28 و30 مايو الماضي حيث أكدوا أن التدفقات الاستثمارية المباشرة من الإمارات إلى تايلاند شهدت ارتفاعات مطردة على مدار السنوات القليلة الماضية، وتوجهت إلى قطاعات حيوية وابتكارية، مع توقعات بنمو زخم هذه الاستثمارات بدفع من الخطوات التي يتم اتخاذها من قبل مختلف الجهات الفاعلة في البلدين، لا سيما خطوة غرف دبي الأخيرة بقيادة البعثة التجارية وافتتاح المكتب التمثيلي، والتي تم وصفها بالجسر الجديد الذي يتم افتتاحه مع تايلاند.
وقال الدكتور بوج أرامواتانانونت، رئيس غرفة التجارة التايلاندية ومجلس التجارة التايلندي، خلال المنتدى: في وقت يحتفل فيه البلدان بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية، فإن الإمارات باتت شريكاً تجارياً رئيسياً لتايلاند في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن غرفة التجارة التايلاندية ملتزمة بدفع الشركات التايلاندية نحو الأسواق العالمية، لافتاً إلى أن سياسة «فتح مسارات النمو» التي أطلقتها تايلاند هذا العام تركز على جاهزية التحول المستقبلي، وتعزيز الثقة في بيئة الأعمال، وتكثيف الاستثمارات في سلاسل الإمداد العالمية، بالإضافة إلى دمج التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، وتنمية المواهب ذات الصلة بالاستدامة.
من جانبه، وصف تشوتينتورون غونغساكدي، سكرتير وزير الخارجية التايلاندي، البعثة التجارية إلى بانكوك بأنها ليست مجرد مهمة تجارية، بل احتفاء بشراكة متجذرة عمرها خمسون عاماً بين البلدين.
وقال: افتتاح مكتب غرفة دبي العالمية في بانكوك، وهو الثالث في رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» يعكس التزامنا المشترك بمستقبل اقتصادي ديناميكي.
وأشار إلى أن العامين الماضيين شهدا دخول 19 مشروعاً استثمارياً من الإمارات إلى تايلاند بقيمة تتجاوز 90 مليون دولار، من بينها مركز بيانات لمجموعة «داماك» ومشاريع طاقة شمسية، معتبراً هذه الاستثمارات ركائز استراتيجية لمستقبل مشترك.
وشدد على التزام تايلاند بالنمو المستدام من خلال نموذج الاقتصاد الحيوي والدائري والأخضر، الذي يتيح فرصاً واسعة للاستثمار الإماراتي في مجالات مثل الزراعة الذكية، التصنيع الأخضر، التعبئة الحيوية، الابتكار الطبي، والحلول الرقمية.
ومن جهته أكد بورنفيت سيلاون، نائب المدير العام لإدارة ترويج التجارة الدولية بوزارة التجارة التايلاندية، أن البعثة التجارية من دبي تأتي في توقيت مثالي، تزامناً مع معرض تايفكس، أحد أكبر المعارض الغذائية في العالم.
وأشاد بافتتاح المكتب التمثيلي من قبل غرفة دبي العالمية في بانكوك، واصفاً إياه بالجسر الحيوي بين مجتمع الأعمال في البلدين، مؤكداً دعم وزارة التجارة التايلندية لهذه الخطوة المهمة.
ومن جهتها أشارت تانيتا سيريسوب، مستشار أول للاستثمار في مجلس الاستثمار التايلاندي، إلى أن تايلاند تشكل بوابة استراتيجية إلى أسواق آسيا وجنوب شرق آسيا، بفضل اتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بأسواق تضم أكثر من 2.3 مليار مستهلك، أي نحو 30% من سكان العالم.وأوضحت أن تايلاند تتمتع بسلاسل إمداد قوية في قطاعات الأغذية، الزراعة، السيارات، الإلكترونيات، والكيماويات، وتوفر بيئة أعمال مرنة وانفتاحاً كبيراً على المستثمرين. وتحدثت عن المشاريع الاستثمارية التي تم تقديمها عبر هيئة تشجيع الاستثمار التايلندية، لافتة إلى أن السنوات الخمس الماضية شهدت دخول 25 مشروعاً من الإمارات، بقيمة إجمالية تقدّر بـ125 مليون درهم إماراتي.
وأكدت ارتفاع وتيرة الاستثمارات الإماراتية في تايلاند لا سيما في عام 2024، الذي سجل وحده 11 مشروعاً استثمارياً عبر الهيئة، وهو أعلى رقم خلال السنوات الخمس.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025 ترسم مسارات مستقبل التطور التكنولوجي
دبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأطلقت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، فعاليات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسمو الشيخ محمد بن راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، ومعالي محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، عضو مجلس قيادات المنتدى الاقتصادي العالمي.
حضر إطلاق أعمال المجالس معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي، وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، بمشاركة واسعة لمسؤولين في حكومة دولة الإمارات، وأكثر من 700 خبير ومختص من أعضاء مجالس المستقبل.
وأكد معالي محمد القرقاوي تركيز قيادة دولة الإمارات في توجهاتها المستقبلية على تعزيز جاهزية ومرونة القطاعات الحيوية، وتبنيها تطوير أطر التعاون الدولي، من خلال منصات حوار مفتوح توفر المساحة لحراك مشترك متنوع الرؤى وأكثر تعدداً وشمولاً.
وقال معاليه: إن تجربة مجالس المستقبل العالمية التي تنظمها حكومة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تمثل ترجمة عملية للرؤى المشتركة بين الجانبين، وتعكس إدراكاً عالياً في دولة الإمارات بأن صناعة المستقبل هي المحور الأهم على جدول أعمال الحكومات والمنظمات والمجتمعات، والمحرك الرئيس لأي توجه تطويري في القطاعات كافة. وأضاف الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية أن المجالس رسخت ريادتها منصة عالمية لتصميم وتطوير وإنتاج المعرفة والفكر المستقبلي والحلول المبتكرة للتحديات، وعززت دورها مختبراً لبناء التوجهات الجديدة ومشاركتها مع العالم، من خلال مخرجات عملها التي أصبحت العنصر الأهم في تشكيل أجندة الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
من جانبها، أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، في كلمة رئيسية في افتتاح أعمال مجالس المستقبل العالمية، أن حكومة دولة الإمارات بتوجيهات ورؤية قيادتها الرشيدة، أدركت حقيقة أن المستقبل لا يمكن تصميمه بمعزل عن الشباب، إذ بات فهم عقلية الأجيال الجديدة، وإشراكهم في صنع القرار ضرورة ملحة لتحقيق الريادة والتميز عالمياً.
وقالت معاليها: نعيش في منتصف عقد تاريخي تتسارع فيه وتيرةُ المتغيرات المحورية، وتتداخل فيها الأزمات المزدوجة، ونواجه فيه أسئلة غير مسبوقة، ومع تسارع وتيرة التحولات، نشهد اليوم أزمة ثقة على المستوى العالمي، حيث إن الثقة العالمية بالمؤسسات انخفضت في اقتصادات الدول المتقدمة إلى 49%، وهو ما يؤكد الحاجة إلى إعادة النظر في النماذج التنموية العالمية.
وأشارت إلى أن التحول الثاني هو تصاعد وتسارع الموجة الرقمية الجديدة، إذ تشير آخر الدراسات إلى أن 70% من القيمة المضافة الجديدة خلال العقد المقبل تقوم على نماذج الأعمال التي تنتجها التكنولوجيا الرقمية.
وتابعت: أصبح الذكاء الاصطناعي قوة تنموية محفزة يمكنها أن تضيف ما يصل إلى 7 تريليونات دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030، لكنها تتطلب تصميماً محوره الإنسان، ومعايير وحوكمة أخلاقية عالمية، ومهارات جديدة للمجتمع لتحقيق الدور الأمثل لها. وأكدت معاليها أنه، مع تنامي دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، هناك تصاعد في التوترات السيبرانية، إذ من المتوقع أن تبلغ التكلفة العالمية للتهديدات السيبرانية ما يقارب 20 تريليون دولار سنوياً بحلول 2030، ما يؤكد أن المرونة والثقة والبنية التحتية الرقمية الآمنة باتت من الركائز الأساسية لمستقبل الازدهار.
ولفتت إلى أن التحول الثالث هو إعادة تعريف المرونة، في ظل سرعة المتغيرات التي تفوق قدرات الأنظمة والنماذج الحالية على الاستجابة والتفاعل، مؤكدة أن على العالم التعامل مع الأزمات بطريقة مختلفة، تمثل فيها المرونة عنصراً في بناء فرص جديدة معززة بالذكاء الاصطناعي والبيانات، ويعاد من خلالها تعريف المرونة بمنظور جديد، باعتبارها منهج عمل استباقياً ومتجدداً.
من جانبه، سلّط بورغ برينده، الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، الضوء على التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم، والذي يترافق مع تعقيدات في المشهد العالمي الراهن التي تُلقي بظلالها على هذا التقدم. وقال: العالم يعيش حالة من عدم اليقين، الناتجة عن التجزؤ الجيوسياسي، وارتفاع سقف التوقعات، والتغيرات التكنولوجية المتسارعة، التي تُعيد رسم ملامح العالم بشكل جذري، الأمر الذي انعكس على معدلات النمو الحالية، وعدم تكافؤ الفرص، رغم ما أظهره الاقتصاد العالمي من قدرة استثنائية على الصمود، داعياً الحكومات إلى إعادة ترتيب أولوياتها.
وأكد برينده أن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصاً واعدة لدفع النمو الاقتصادي والتعامل مع التحديات في القطاع الصحي، معتبراً التقنيات الناشئة محركاً رئيسياً للتنمية في المستقبل، وأن هذه الفرص تأتي في ظل حالة غير مسبوقة من التوترات العالمية والتهديدات السيبرانية، مما يستدعي تسريع وتيرة التعاون والعمل الجماعي لتجاوز الأزمات قبل تفاقمها.
وكشف برينده عن أن الاجتماع السنوي المقبل للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس سيُعقد تحت شعار «روح الحوار»، مؤكداً أن مجالس المستقبل العالمية ستسهم في إرساء الأسس الفكرية لتلك الروح، ومشدداً على أن دبي والإمارات خير مكان لتحقيق هذا الهدف، لما تجسده من قيم ومبادئ تدفع نحو الحوار المشترك والابتكار والرؤية العالمية.