بريطانيا.. طواقم طبية تنضم لإغاثة غزة رغم التحديات
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
لندن- تتحدى الطواقم الطبية الراغبة في الانضمام لبعثات إغاثية إلى قطاع غزة تيارا صعبا للحكومة البريطانية التي انتهكت خصوصية عائلة الدكتور الفلسطيني غسان أبو ستة أثناء وجوده بمهمة إغاثية في غزة، عبر إرسال ما تسمى "وحدة مكافحة الإرهاب" لاستقصاء سبب وجوده والمنظمة الطبية الإغاثية التي تسانده في القطاع.
وبعكس ما تتصوره الحكومة من أن هذا الإجراء -فضلا عن القنابل والصواريخ التي تقصف مستشفيات غزة- سيثني الطواقم الطبية بكافة تخصصاتها عن دعم غزة، إلا أن الإقبال التاريخي على المشاركة بالإغاثة الطبية تحت النار في القطاع غير مسبوق من كافة الدول وليس بريطانيا فحسب.
قال أبو ستة العائد مؤخرا من مهمة إغاثية في غزة للجزيرة نت "لدي آلاف الأطباء والممرضين ينتظرون السفر إلى القطاع من كافة التخصصات والجنسيات والألوان وجميعهم يريدون تلبية نداء الواجب والانضمام إلى الطواقم الطبية في غزة، ولا يكترث أحد للتهديدات أو للقصف، المشكلة في منع دخول الفرق الطبية إلى القطاع وهذا هو العائق الوحيد".
وأضاف "إسرائيل لديها فيتو على دخول كل مواد الإغاثة والفرق الطبية، ودخول الأطباء دون أدوية ومستلزمات لا فائدة منه، وإسرائيل تمنع هذه المواد بغطاء دولي وهو بالتأكيد جزء من المجزرة".
وقالت الطبيبة آنغ سوي شاي -وهي عضو مؤسس لمنظمة إغاثة طبية من أجل الفلسطينيين- للجزيرة نت إن "المنظمة لها طاقم بالفعل في غزة التي تضم مليوني شخص ولكنه لا يتجاوز 6 أشخاص".
وتضيف "والأعداد المصرح لها بالدخول لا تكفي مطلقا لتلبية الاحتياجات في غزة، لدينا طواقم طبية كاملة مدربة وإمكانات وتبرعات لتغطية كافة الاحتياجات الجراحية والطبية المطلوبة، لكن المشكلة في السماح بالدخول للأعداد التي نعرضها".
كما أكدت أن هذا كله لن يكون فاعلا إن لم يحدث وقف فوري لإطلاق النار وإمداد كامل لغزة بالمياه والكهرباء والدواء "فلا يمكن إجراء عمليات جراحية بلا مياه أو كهرباء".
ولدى منظمة الإغاثة الطبية من أجل الفلسطينيين 25 شاحنة تنتظر الدخول، وأوضحت سوي شاي أنه حتى عند عبورها فإن الطرق تكون إما مغلقة بسبب الدمار أو الشاحنات محاصرة من جيش الاحتلال داخل غزة وتُمنع من الوصول إلى الشمال "وهذا عندما يُصرح لها بالدخول".
وأوضحت أن فريقها في غزة مدها بتفاصيل تؤكد عدم وجود أي مشاف تستطيع تقديم أي خدمة طبية متكاملة شمال القطاع، وأنه يجب أن يكون هناك أولوية للتخطيط للمرحلة الحرجة المقبلة.
وأشارت الطبيبة إلى تفشي الأوبئة بسبب الأوضاع، مشددة على أهمية دخول عدد كبير من أطباء الباطنة والعموم من أجل تمهيد إعادة بناء النظام الصحي في غزة.
وقالت إن التطورات السريعة لخروج المستشفيات عن الخدمة تجعل الأمر مأساويا وخارجا عن السيطرة، وأكدت أن الأمر يحتاج لأعداد ضخمة من طواقم التمريض مع جراحي العظام والحروق والتجميل والحوادث.
وأضافت المتحدثة أنه رغم الإقبال غير المسبوق من الطواقم الطبية التي يمكنها أن تسد كل هذا العجز، فإن تصريح دخولهم مع المعدات الجراحية لا يتناسب أبدا مع حجم الدمار، حيث وصلت أعداد الجرحى والمصابين إلى 52 ألفا و586 مصابا ولا يُسمح إلا للعشرات فقط بالخروج لتلقي العلاج خارج غزة، على حد قولها.
أكد الدكتور شافي أحمد، استشاري جراحات الأورام بمستشفى لندن الملكي -والذي يقود التخطيط لبرامج التدريب والإغاثة في غزة منذ عام 2015- ضرورة الاهتمام بمرضى السرطان والأمراض المزمنة إلى جانب المصابين والجرحى.
وأوضح أن هذا الجانب يشمل مراحل عدة أهمها -حاليا- التقييم والتدريب خصوصا لمرضى السرطان، حيث يُمنع العديد منهم ومن الحالات الخطرة من السفر لتلقي العلاج الذي يتطلب منهم الحصول على تصاريح شبه مستحيلة من الجانب الإسرائيلي.
ولذلك، يقول، إن مهام البعثات تكمن في استدامة العملية الإغاثية، وأشار إلى أنهم حاليا في المرحلة الرابعة والأخيرة من اكتمال بناء البرنامج الطبي لمرضى السرطان وأنه يُفترض أن تتوجه به البعثة إلى مستشفى الشفاء والإندونيسي والأوروبي وناصر "ولكن مع خروج المستشفيات عن الخدمة، أصبح الأمر على المحك".
ومع ذلك، أكد المتحدث أنه بمجرد وقف إطلاق النار سيتم بناء مستشفى سرطان بمعايير طبية دولية، حيث يقتصر دور البعثات الطبية الخارجية على تزويد الأطباء الفلسطينيين بالمهارات التي يصعب حصولهم عليها بسبب الحصار وعدم خروجهم للخارج، ومدهم بأحدث المناظير الطبية والآلات الجراحية الحديثة.
وشدد أحمد على أنها قصة إنسانية، وكل الأطباء من مختلف الأعراق والأديان تتطلع للذهاب إلى غزة لخدمة المرضى، وأكد أن إهمال فئة من المرضى ضد ما تؤمن به الطواقم الطبية، وهناك ملحمة من الطواقم الطبية لدعم الشعب الفلسطيني وضمان المساواة في حصولهم على حقهم الرئيس في تلقي العلاج.
وتستعد البعثة حاليا للدخول لتقييم الاحتياج والطاقة الاستيعابية والمطلوب للتخطيط للمرحلة القادمة لسد الوضع الطارئ، وقد يتطور الأمر لإعادة بناء المنظومة الطبية من جديد أو عمل مشاف ميدانية مؤقتة.
ولصعوبة الحصول على تصاريح الدخول، فإن منظمات مدنية عدة في بريطانيا توجهت بطلب استخراج التصاريح من خلال منظمة الصحة العالمية، وقد اطلعت الجزيرة نت على تصريح دخول بعض الأفراد من فرق الإغاثة الدولية من جنسيات مختلفة لمنظمات عدة ولكنه لا يتناسب مع الأعداد المتقدمة لطلب الدخول والتي تنتظر السماح لها بالعبور.
وتستعد بعثة محدودة للتقييم والطوارئ حاليا للذهاب إلى غزة بينما يظل الآلاف من الطواقم على أهبة الاستعداد خلال الفترة المقبلة تمهيدا للدخول.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الطواقم الطبیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين
قال محمد أبو عفش مدير الإغاثة الطبية في غزة، إنه يرفض مقترحات توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بإشراف الجيش الإسرائيلي وبتنسيق أمريكي، مشددًا على أن العدو لا يمكن أن يكون مغيثًا، في وقت يواصل فيه الاحتلال عملياته العسكرية التي تشمل قتل المدنيين واستهداف المراكز الصحية.
وأضاف أبو عفش، في تصريحات مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ جميع المؤسسات الوطنية والدولية العاملة في القطاع ترفض المشاركة في أي آلية توزيع يشرف عليها الاحتلال، مشيرًا، إلى أن الصورة اليومية في غزة تؤكد على حجم المعاناة، حيث يعاني السكان من النزوح القسري دون طعام أو مأوى.
وتابع: "وتُظهر المشاهد من خان يونس ومناطق أخرى ظروفًا إنسانية بالغة السوء، إذ ينتقل الناس مشيًا على الأقدام أو بعربات بدائية وسط ركام منازلهم المدمرة"، لافتًا، إلى أن الوضع الإنساني في القطاع لا يتيح حاليًا أي بيئة لتوزيع المساعدات بشكل سليم".
وذكر، أن الاحتلال يستهدف المستشفيات بشكل ممنهج، حيث تم تدمير مستشفيات رئيسية مثل الإندونيسي، الأوروبي، كمال عدوان، والشفاء، ثم يتحدث صباحًا عن نية إدخال مساعدات طبية إليها، متسائلًا: "إلى أين ستذهب هذه المساعدات؟ لا توجد منشآت صحية قائمة أصلاً".
وأكد أن هذا النهج يفتقر إلى المنطق ويهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي، محذرًا، من أن آلاف الجرحى ما زالوا تحت الأنقاض في مناطق مثل القرارة، الزيتون، والتفاح، دون أن يُسمح بانتشالهم أو علاجهم.
وشدد، على أن ما يحدث مجزرة كبرى على مرأى ومسمع العالم، لافتًا، إلى أن غزة تعيش نكبة مركبة تتجاوز النقص في الغذاء والدواء لتشمل غيابًا تامًا لأبسط مقومات الحياة.