اعتبر د. جمال عبدالجواد، مستشار مركز «الأهرام» للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن عملية «طوفان الأقصى» أظهرت أن تجاهل القضية الفلسطينية وإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه ليس اختياراً، لأنه سينفجر على فترات. وقال «عبدالجواد»، إنه لا توجد على الأجندة العالمية الآن سيناريوهات غير «حل الدولتين»، إلا أننا ما زلنا بعيدين جداً عنه.

. وإلى تفاصيل الحوار:

هل أعادت «طوفان الأقصى» قرار «حل الدولتين» إلى دائرة الضوء من جديد؟

- بالتأكيد أن «طوفان الأقصى» أظهرت أن تجاهل القضية الفلسطينية وإبقاء الوضع الراهن على ما هو عليه، ليس اختياراً، لأن هذا الوضع سينفجر على فترات، وبعض الانفجارات ستكون شديدة الكلفة وصادمة، فلا بد من التحرّك إلى الأمام، وبالتالى بعدما كان العالم قابلاً بإدارة الوضع الراهن، وأنه لا يوجد سلم ولا حل نهائى للقضية الفلسطينية، ولا توجد دولة فلسطينية، أصبح مقتنعاً بأنه لا بد من الوصول إلى الجذور، والوصول بهذه المشكلة إلى حل سياسى، ولا توجد على الأجندة العالمية سيناريوهات غير سيناريو حل الدولتين.. إذن العالم أدرك أن هذا الحل أصبح مهماً، لكن هل اقتربنا من هذا الحل وتحقيقه، وهل هناك إمكانية لتحقيقه؟ فى رأيى أننا لا زلنا بعيدين جداً، فنحن ندرك ما هو الطريق، لكننا أمام متاهة، وغير واضح بالمرة كيف سنصل فيها إلى نقطة النهاية؟

كيف يمكن الضغط لتنفيذ حل الدولتين؟

- لكى يتحقق حل الدولتين نحن محتاجون إلى شرط فلسطينى، وشرط إسرائيلى، وشرط أمريكى، وشرط إقليمى أيضاً. فنحن نحتاج على الجانب الإسرائيلى والفلسطينى إلى قوى سياسية قابلة لفكرة الاقتسام وحل الدولتين، وهذا كان موجوداً فى مرحلة سابقة تحقّق فيها بعض التقدّم، لكن هذا الوضع تغيّر، وقوى الاعتدال والحل الوسط ضعفت، فأصبح الفلسطينيون والإسرائيليون بعيدين جداً عن الحل. ونحن محتاجون أيضاً إلى اشتباك من جانب الأطراف الإقليمية والدولية بجدية لفترة متواصلة فى هذا الصراع، لأننا محتاجون إلى تغيير الطرف الإسرائيلى والطرف الفلسطينى.

وماذا عن الحكومة الإسرائيلية؟

- إسرائيل الحالية غير جاهزة فى الحقيقة للسلام وحل الدولتين، وبالتالى نحتاج أيضاً إلى أن نُغير فى إسرائيل، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا من خلال حل إقليمى ودولى يستخدم ويقدّم مجموعة من الحوافز والضغوط للأطراف المختلفة، لكى تُظهر المرونة الكافية، ولا بد أن يقدّم ضمانات للأطراف بأن التنازلات لن تؤدى إلى مزيد من التنازلات، أو أن التنازلات لن تؤدى إلى الإضرار بأمنه أو وجوده.

وفى الوقت نفسه تضغط عليه لأنه لا أحد يقدم تنازلات دون ضغوط، وأمريكا مهمة جداً فى هذا المجال، وهذا هو الشرط الإقليمى والدولى الذى أتحدث عنه، فأمريكا ما زالت قادرة على التأثير فى إسرائيل جداً، والحرب الأخيرة أثبتت ذلك، فالولايات المتحدة كانت البلد الوحيد الذى استطاع أن يُعدّل فى سلوك إسرائيل، وبالتالى فالأمر محتاج إلى الولايات المتحدة، وبإدارة أمريكية مستعدة لأن تنفق وقتاً وجهداً فى هذه القضية.

وماذا عن دول المنطقة والإقليم؟

- نحتاج إلى ائتلاف إقليمى يدعم الاختيار الفلسطينى ويشجّع الاعتدال الفلسطينى، ويقول للأطراف الفلسطينية نحن معكم وسندعمكم فى هذه الاختيارات ويشجعهم على التقدّم فى الاتجاه الصحيح، وهنا أنا أتكلم تحديداً عن حماس، وبالتالى لا بد من سياسة جديدة تجاه حماس، حيث إنه لن يمكننا تجاهلها مرة أخرى، ولا بد أن تكون موجودة على مائدة المفاوضات القادمة، لأنه طول ما هى خارج التفاوض فإن المفاوض الفلسطينى سيكون هناك شك فى شرعية تمثيله للفلسطينيين، وفى الوقت نفسه ستظل لدى حماس القدرة على ممارسة حق النقض على أى اتفاق يتم التوصل إليه.

هل اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية سيُشكل عنصر ضغط أيضاً؟

- نحن تفاوضنا كثيراً على «حل الدولتين»، وليس المطلوب هو استهلاك مزيد من الوقت فى التفاوض، ولكن المطلوب هو الانتقال بسرعة لتنفيذ حل الدولتين، وبالتالى دعوته إلى اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية كطريقة لتحريك الوضع الراكد الذى نحن فيه، وتحويله إلى واقع، فلو هناك اعتراف دبلوماسى بالدولة الفلسطينية ولها عضوية فى الأمم المتحدة، فذلك سيُشكل ضغطاً بالتأكيد على إسرائيل بأن تتوقف عن المراوغة وتنتقل إلى مرحلة التنفيذ بسرعة.. وهذا طبعاً ليس بديلاً لحل الدولتين وللتفاوض والاتفاق على كل الجوانب والقضايا المكونة لهذا الحل، ومنها قضايا الحدود والمستوطنات واللاجئين والأمن.

التوسّع الاستيطانى

لو واصلت الحكومات اليمينية فى إسرائيل الحكم لعدة سنوات قادمة دون تقدّم فى حل القضية الفلسطينية، ستحدث تغييرات أكبر على الواقع، والفرصة الضيقة التى لدينا ستنتهى تماماً، لذلك لا بد من التحرّك بسرعة لتوظيف ما بقى من فرصة، لأن إسرائيل بالفعل أخذت مساحة كبيرة من أراضى الضفة، وتكاد تكون منعت التواصل بين البلدات والمدن الفلسطينية ببناء مستوطنات تعترض التواصل ما بينها.

وفى كل الأحوال أعتقد أن تبادل الأراضى أصبح مهماً فى أى اتفاق جديد ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأن هناك أمراً واقعاً تم خلقه فى السنوات الماضية ويصعب التراجع عنه، جزئياً على الأقل، حيث إن بعض أراضى الضفة أصبحت أراضى يعيش فيها يهود، وليس من السهل تفكيك بعض هذه المستوطنات الكبرى، وهى مدن كبيرة فى الحقيقة، فهنا لا بد من الأخذ بمسألة تبادل الأراضى بجدية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل حل الدولتين لا بد من

إقرأ أيضاً:

حسين الشيخ : عربدة وعنف المستوطنين قرار من حكومة إسرائيل‎

أكد حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني، مساء الأربعاء 25 يونيو 2025، أن عربدة وعنف المستوطنين الإسرائيليين "قرار سياسي" من حكومة بنيامين نتنياهو ، داعيا المجتمع الدولي لحماية الشعب الفلسطيني.

وقال حسين الشيخ عبر منصة إكس: "عربدة وعنف المستوطنين بحماية جيش الاحتلال هو قرار سياسي من حكومة إسرائيل ينفذ بأيدي المستوطنين".

وتابع نائب الرئيس الفلسطيني أن "حكومة إسرائيل بسلوكها وقراراتها تدفع المنطقة للانفجار".

ودعا حسين الشيخ المجتمع الدولي إلى "التدخل العاجل لحماية أبناء شعبنا الفلسطيني".

وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، بـ"ارتقاء 3 شهداء وإصابة 7 آخرين جراء عدوان المستوطنين على بلدة كفر مالك" شرق مدينة رام الله (وسط).

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن "عشرات المستعمرين هاجموا بلدة كفر مالك، وأحرقوا مركبات فلسطينية، وسط محاولات من مواطني البلدة والقرى المجاورة التصدي لهم".

فيما قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر بيان، إن طواقمها غرب مدينة أريحا (شرق) تعاملت ميدانيا مع "8 حالات اختناق بدخان نتيجة قيام المستوطنين بإحراق منزل".

كما قال رئيس مجلس محلي قرية عصيرة القبلية جنوب مدينة نابلس (شمال) حافظ صالح للأناضول إن "مواطنا أصيب بحجر في رأسه خلال هجوم المستوطنين على القرية".

** تواطؤ دولي

وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، "بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي تشنّها مليشيات المستوطنين المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين العُزل في قرية كفر مالك".

ولفتت إلى أنهم "أضرموا النيران في عدد من المنازل والمركبات، وأطلقوا الرصاص الحي بشكل مباشر على المواطنين، ما أدى إلى استشهاد 3 داخل منازلهم وإصابة عدد كبير من المدنيين".

وحملت الخارجية الفلسطينية "الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المستمرة".

ودعت المجتمع الدولي، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن، إلى "التحرك العاجل لتوفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين".

كما دعت إلى "مساءلة ومحاسبة منظمات المستوطنين الإرهابية وملاحقتهم قضائيا، وفرض عقوبات فورية على الجهات التي تدعمهم وتوفر لهم الحماية السياسية والأمنية".

بدورها، قال متحدث حركة "فتح" عبد الفتاح دولة، عبر بيان، إن ما جرى في كفر الديك "جريمة مكتملة الأركان، تمت بتشجيع من حكومة الاحتلال الإسرائيلي وغطاء مباشر من جيشه".

وشدد على أن "استمرار هذه الجرائم دون محاسبة يعكس تواطؤا دوليا مع منظومة الاحتلال وانحيازا أعمى يعمّق شلال الدم الفلسطيني، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها".

وخلال مايو/ أيار الماضي، ارتكب مستوطنون إسرائيليون 415 اعتداء بالضفة الغربية المحتلة، وفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان (حكومية).

وأفادت الهيئة بأن الاعتداءات "راوحت بين هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض وإعدامات ميدانية وتخريب وتجريف أراض واقتلاع أشجار والاستيلاء على ممتلكات وإغلاقات وحواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية".

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة تعلن وصول 3500 وحدة دم وبلازما إلى مستشفى ناصر في غزة مفتي فلسطين: الخميس غرة محرم لعام 1447 هـ غزة: الإعلامي الحكومي يتحدث عن مراكز توزيع المساعدات الأمريكية الأكثر قراءة سعر صرف الدولار مقابل الشيكل اليوم الخميس 19 يونيو 16 شهيدا و100 مصاب في مجزرة جديدة بحق منتظري المساعدات وسط قطاع غزة شاهد: 65 إصابة وأضرار جسيمة في تجدد القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل مـن يفشـل في غــزة هل ينجح في إيران؟ عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الانتصار على إيران يفتح فرصا للسلام
  • رؤية ترامب ونتنياهو لحل الدولتين: وقف الحرب خلال أسبوعين وتوسيع اتفاقيات أبراهام
  • إسبانيا تطالب بتعليق اتفاق التعاون الأوروبي مع إسرائيل فورا
  • ساندرز: يجب وقف دعم حكومة نتنياهو التي تبيد وتجوع سكان غزة
  • حسين الشيخ : عربدة وعنف المستوطنين قرار من حكومة إسرائيل‎
  • مستشار الجمعية المصرية بالأمم المتحدة: خسائر إسرائيل تجاوزت 150 مليار دولار
  • ائتلاف المالكي:لايمكن إرسال الأموال إلى حكومة مسرور دون الحصول على إيرادات الإقليم
  • ستيف بانون: حكومة نتنياهو كذبت على ترامب وتُهدد دعم إسرائيل في واشنطن
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • شكر لترامب وتحذير لطهران.. أول بيان من حكومة نتنياهو بعد وقف إطلاق النار مع إيران