شخصية اسلامية معروفة تلتقي سلفاكير
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أعلن حزب المؤتمر الشعبي، عن أن أمينه العام علي الحاج محمد، التقى الرئيس سلفا كير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان، اليوم الجمعة، في جوبا.
وأكد علي الحاج محمد أن اللقاء مع الرئيس سلفاكير يأتي في إطار العلاقة المميزة التي تربط السودان بدولة جنوب السودان، وعلاقات المؤتمر الشعبي الوثيقة بالحركة الشعبية لتحرير السودان منذ العام 2000 م.
وتأتي الزيارة على رأس أجندة ومساعي المؤتمر الشعبي لوقف الحرب والتي راح ضحيتها آلاف الأبرياء من أبناء الوطن الأعزاء في مساحات واسعة ، وتدمرت المؤسسات الخدمية العلاجية المختلفة وإتقطت سبل الحياة بالمواطنين وتشتت بقايا الأسر في أنحاء البلاد هروبا من جحيم الحرب، هذا فضلا عن التدمير المتواصل لمقدرات بلادنا.
وقال الشعبي في بيان إن اللقاء تناول اللقاء ضرورة إيقاف الحرب وتجنيب المدنيين ويلاتها، وإعادة المؤسسات الخدمية المختلفة وعلى رأسها العلاجية الي تقديم خدماتها للمواطنين، وهو ما أكد عليه الطرفان بإلحاح.
دعا علي الحاج الى ضرورة أن تلعب دولة جنوب السودان والرئيس سلفا كير الدور الرئيسي والفعال للوصول الى حلول لأزمة السودان، بما لها من علاقات وروابط وإمتداد تاريخي بالسودان يؤهلها دون غيرها لهذا الدور، داعيا الرئيس سلفاكير لدعوة كل الفرقاء السودانيين للإجتماع عاجلا في جوبا لوضع خريطة طريق لمعالجة الأزمة ووقف تمدد الحرب.
وأمن الحاج على مقترح الرئيس سلفاكير بضرورة أن يتجاوز السودانيون خلافاتهم ويسقطوا عنهم دواعي الفرقة والشتات في هذا الظرف العصيب، وأن يلتقوا جميعا بجوبا بلا إستثناء أو إقصاء للوصول الى حل لأوضاع بلادهم يتجاوز ما وصلت إليه الأوضاع من درك سحيق.
في ختام اللقاء شكر الدكتور علي الحاج الرئيس سلفاكير على إهتمامه بأمر السودان وجدد دعوته للقاء جامع بجوبا لكل الفرقاء السودانيين لمعالجة الأمر.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: اسلامية تلتقي سلفاكير شخصية معروفة الرئیس سلفاکیر علی الحاج
إقرأ أيضاً:
محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
مهدي رابح
حسبو محمد عبد الرحمن، القيادي في المؤتمر الوطني، نائب رئيس الحركة الإسلامية ونائب رئيس الجمهورية واللواء في جهاز الأمن.. كل ذلك سابقاً طبعاً، وحاليا احد قيادات الدعم السريع وعقولها المدبرة.
هذه الشخصية المفصلية في الأزمة الحالية لن تجد لسيرتها أثرا تقريبا في الخطاب السائد من كلا طرفي الحرب، بل لن تجد لها أثرا حتي في الخطاب الذي يناهض استمرارها ويسعى لإيقافها..
والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا؟
في تقديري لأن ذلك يتناقض مع السرديات التبسيطية السائدة حاليا، ويكشف حجم التعقيد الذي تتسم به ازمتنا وصعوبة تعريفها تعريفا صحيحا، بكافة مستوياتها..
وبذلك أعني، وفي المستوى الأول، أن الحرب الحالية هي دون شك صناعة إسلاموية بامتياز بدأت منذ استيلاء الاسلامويين على الحكم بانقلاب عسكري عام 1989م، وبناءهم لنظام سياسي قائم على الاستبداد والقمع والفساد والافلات من العقاب، ثم نهبهم لثروات السودان وتدمير وتسييس مؤسساته وعلي راسها القطاع الامني والعسكري والعمل علي زرع الفتنة بين مكونات المجتمع المختلفة بتزكية الدوافع الاثنية والجهوية، وانشائهم لقوي مسلحة موازية أبرزها الدعم السريع نفسه.
وهو ما يفسر الوجود القوى للاسلامويين في صفوف الأخير وان كان أقل تأثيرا من وجودهم في الجانب الآخر، اي اصطفافا مع الجيش.
أي أن هذه الحرب هي صناعة إسلاموية لم تبدأ باطلاقهم الرصاصة الأولي في 15 ابريل 2023 ولن تنتهي غدا صباحا.
المستوي الثاني هو أن أحد عناصر هذه الحرب الاساسية هي تقاطع المصالح المادية و الصراع على الثروات بين مجموعات محدودة من النافذين. فهي نتاج لانفجار التناقضات والتنافس المتصاعد داخل الكارتيل الاحتكاري اللصوصي، الذي انقلب على ثورة ديسمبر بانقلاب أكتوبر 2021… والذي ضم بجانب بعض الانتهازيين من المدنيين، قيادات الجيش والدعم السريع والاسلامويين وبعض الحركات المسلحة، التي انضمت لهذا لكارتيل بعد الثورة..
اما المستوى الثالث فهو التدخل الخارجي، وبالاخص لدول الجوار الإقليمي، والذي اتخذ طابعا سافرا ظهرت ملامحه منذ عام 2019م، وما نتج عنه من مجزرة بشعة ضد المعتصمين أمام القيادة العامة وما تلي ذلك من انقلاب ثم تمويل ودعم طرفي الحرب حتى اليوم.. فهو صراع غير معلن بين قوى إقليمية تسعى استراتيجيا للسيطرة على السودان عبر وكلائها – ابرزها بالطبع قيادات الجيش والدعم السريع – من أجل تأمين نصيبها من تدفق مياه النيل وتعظيمه أو وضع يدها على منافذ تطل على البحر الأحمر أو على الثروات الطبيعية الهائلة التي تعج بها هذه البلاد المكلومة، او بالمقابل، وفي حال بع الدول الجارة، منع الدول المنافسة لبلوغ الأهداف المذكورة أعلاه.
إن التعريف الصحيح للأزمة يساهم في إيجاد الحلول الصائبة والمستدامة، أي تلك التي تتجاوز الوقف المؤقت والهش للقتال إلى آفاق بناء الدولة.. تلك الدولة التي لم تحظى بها الشعوب السودانية اصلا منذ الاستقلال، اي الدولة التي توفر الأمن والاستقرار والحرية والكرامة لكافة أفرادها بالتساوي.
وذلك يتطلب أن نحدد كل العناصر التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق ذلك – أي الوصول إلى سلام مستدام يمهد لبناء الدولة المنشودة – علي رأسهم الاسلامويين كعنصر مشترك ثابت، لكن أيضا قيادات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وتجار الحرب من جهة ومن الجهة الأخرى القوي الاقليمية التي تتحمل وزر هذه المأساة بنفس القدر.
ان اي مقاربة للحل لا تتضمن كيفية التعامل مع العناصر الأخرى لمعادلة الدمار التي تحدث في السودان يعني تطاول أمد الحرب وتعمّق آثارها الإنسانية المروِّعة .
بإستعارة مقولة غرامشي الشهيرة يمكننا أن نختم بالقول إن
“السودان القديم انتهى والسودان الجديد تأخّر في الظهور … وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش.”
وهي في حقيقة الأمر وجوه أو رؤوس متعددة لوحش واحد، ظل يتغذى علي الجهل والفقر والعنف والفساد والظلم الاجتماعي لمدى ستة عقود. ولن يقضي عليه قطع رأس واحدة لأنه سينمو في مكانه رأس جديد كما التنين في الأسطورة السومرية القديمة.