صدى البلد:
2025-07-12@05:10:04 GMT

الفرق بين التوكل والتواكل.. علي جمعة يوضحه

تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن حقيقة التوكل على الله رعاية الأسباب، إذا راعيت الأسباب فأنت متوكلٌ على الله، إذا تركت الأسباب فأنت متواكل، ولست متوكلًا.

جاؤ في حديث وإن كان بسندٍ ضعيف: أن أحدهم أتى ببعيرٍ فتركه خارج المسجد، وسأل رسول الله ﷺ: يا رسول الله، هذه بعيري أو راحلتي، أعقلها وأتوكل .

- يعني: أربطها لكي لا تذهب هنا ولا هنا، وتوكل على الله. يعني: آخذ بالسبب وأتوكل على الله؟ أو أتركها وأتوكل؟- قال: «بل اعقلها وتوكل».

فصارت هذه العبارة مثالًا بين الناس. يقول لك: يا أخي، اعقلها وتوكل. يعني: ائتِ من الأسباب ما تستطيع ثم قل: يا رب.

حتى قالوا: إن الفلاح يلقي الْحَبّ ثم يدعو ويقول: يا رب. فإذا لم يلقِ الْحَبّ لن يوجد زرع ، يعني: لو جلس الفلاح ولم يلقِ الْحَبّ وقال: يا رب، أنبت لي هنا قمحًا ، ولا شيء حيطلع .

لكن لو ألقى الْحَبّ -حَبّ القمح- ودعا: يا رب، استرها، يا رب، أنزل المطر، يا رب، طَلَّع النبات. فيطلع النبات .

إذن، ترك الأسباب: جهل، والاعتماد على الأسباب وأن هي الفاعلة شرك .

قال العلماء -وهذا موجود في حديث عمر بن الخطاب : « لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير». وماذا عن الطيور ؟ تغدو وتروح. ولكن إذا جلست في وكناتها، في أوكارها، في عشتها، ولم تسعى ؟ والله في سماه، ما هتاكل ولا هتشرب. لازم الطير يطلع يبحث عن رزقه، فربنا يرزقه.
إذن لابد من السبب «تغدو خماصًا». (خماصًا) يعني: جائعة ، عايزه تاكل، «وتروح ... » ترجع « ... بطانًا». بطنها مليان وشبعانة ، من أين أتت بالرزق ؟ ربنا رزقها، من غير تدبير . 

سيدنا النبي ﷺ عندما خرج إلى أُحُد، دخل فلبس درعين، وليس درع واحد، وخالف بينهما. يعني: درع في الوجه ، ودرع بالظهر، الدرع ده عبارة عن زراديات من الحديد؛ علشان السيف لو نزل عليها لا يجرح .
ولكن أليس درع واحد يكفى؟ لأ، درعين، درع فوق درع. ولبس الخوذة، يسموها: اللأمة.

ولكن الله تعالى قال له: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} ربنا يحميه فلا يوجد شيء يؤذيه ، ولكن يجب أن نأخذ بالأسباب ونلبس الدرع، ونخالف معه درع أخر، ونلبس الخوذة، ونحضَّر السيف، ونقول: يا رب انصرنا، يا رب استرها معنا.

إذن لابد من الغدو والرواح؛ حتى يتحقق التوكل مع إتيان الأسباب وليس الاعتماد عليها، ونقول دائمًا : يا رب.

فيأتي من يقول: هذا الفلاح الذى ألقى الْحَبّ دعا، وهذا الفلاح الذى ألقى الْحَبّ لم يدع، فهذا حَبّه خرج وهذا حَبّه خرج ! 
فنرد عليه: ربنا سبحانه وتعالى هو الذى رزق هذا، ورزق هذا ، والذى لم يدع هو حر فـ«الدعاء هو العبادة» فهو عايش في حياته بِرِجْل واحدة، عايش بالحياة الدنيا وأسبابها ، أما الذى دعا فهو في حالة عبادة، في حالة إيمانية، في حالة يرى فيها الحقيقة.

إذن نحن نقرأ القرآن، ونقرأ الأكوان: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. وهو الأكوان.
{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ} وهو الوحي، فنحن نرى كتاب الله هذا، وكتاب الله هذا.
هذه الأحاديث رَبَّت في أنفس المسلمين أعلى أنواع التوكل على الله، والتوكل على الله ينتج منه: الرضا بأمر الله.

التوكل على الله ينتج منه: التسليم والرضا بأمر الله، وأنه لا يكون في كونه سبحانه وتعالى إِلَّا ما أراد، فاللهم اجعلنا مِمَّنْ يتوكلون عليك حَقَّا. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التوکل على الله

إقرأ أيضاً:

القبض على مستأجر سوق المواشى بدمنهور لاتهامه بتقديم خطاب ضمان مزور

تمكنت الأجهزة الأمنية بالبحيرة  اليوم الخميس، من إلقاء القبض على مستأجر سوق المواشى بمدينة دمنهور واحد شركائه، وذلك لاتهامهما، بتقديم خطاب ضمان مزور بالتأمين النهائى لمزاد السوق وذلك بمبلغ 41 مليون جنيه.

وتم تحرير محضر بالواقعة، وجار العرض على النيابة العامة التى باشرت التحقيقات فى الواقعة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، بحق المتهمين.

فيما تتابع الأجهزة التنفيذية بمحافظة البحيرة والوحدة المحلية لمركز ومدينة دمنهور الأمر عن كثب للوقوف على الأوضاع القانونية لإدارة السوق بمعرفتها حتى الانتهاء من التحقيقات.

يذكر أنه تم تسليم سوق المواشى بدمنهور إلى المستأجر الجديد بمعرفة اللجان الحكومية المختصة، وذلك بعد استكمال جميع إجراءات التسليم والاستلام القانونية.

وكانت محافظة البحيرة قد قامت باجراء مزاد لتأجير سوق دمنهور للمواشى ووصل العرض النهائى إلى 126 مليون جنيه و50 ألف جنيه فى السنة بزيادة 10% سنويا لمدة التعاقد 3 سنوات، وعقب انتهاء المزاد انسحب التاجر الذى رسى علية المزاد، وتم تسليم السوق لصاحب العطاء الذى يليه بمبلغ 126 مليون جنيه وهو الذى يتم التحقيق معه الان أمام الجهات القانونية لاتهامه بتقديم خطاب ضمان مزور بعد ترسية مزاد سوق المواشى.



مقالات مشابهة

  • خطيب الأزهر: الهجرة جسدت مزيجا فريدا بين الأخذ بالأسباب وصدق التوكل
  • أوائل الثانوية العامة لـ العرب: التوكل على الله ودعم الأسرة والمدرسة مفاتيح التفوق الدراسي
  • خطيب الجامع الأزهر: النبي كان يأخذ بالأسباب ويصدق التوكل على الله.. فيديو
  • خطيب الأزهر: الله يفسد الأسباب أحيانا لتأتي النتائج على خلاف رغبة العباد
  • القبض على مستأجر سوق المواشى بدمنهور لاتهامه بتقديم خطاب ضمان مزور
  • الرئيس اللبنانى يطالب الاتحاد الأوروبى بدعم بلاده لاستعادة كامل أراضيه
  • على جمعة: الرضا نعمة عظيمة تجلب السرور للقلب
  • علي جمعة: الدخان من علامات الساعة الكبرى وتسبق يوم القيامة
  • علي جمعة: ترك الأمور لله يجعل قلبك معلّقًا به واضيًا بقضائه
  • علي جمعة: النبي عظَّم أمرَ الصلح بين الناس تنفيذًا لأوامر الله