مع استمرار الصراع بين إسرائيل وحماس، يسلط توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة. ويشدد على الظروف التي لا تطاق في المنطقة، والتي تفاقمت بسبب الأعمال العسكرية الإسرائيلية، والتي أدت إلى وضع رهيب للمدنيين.

 

يشير الكاتب إلى عدم وجود خطة شاملة من قبل إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية، مسلطًا الضوء على المدنيين النازحين في غزة وغياب استراتيجيات لإدارة ومعالجة الآثار.

ويشدد على الحاجة إلى تحفيز التعاون بين العرب وإسرائيل والفلسطينيين من خارج حماس لإعادة بناء غزة بعد الحرب.

 

يشكك فريدمان في قيادة قوات الإحتلال الإسرائيلية، ويعرب عن عدم ارتياحه لخوض حرب دون هدف سياسي محدد بوضوح، أو جدول زمني، أو آلية لتحقيق السلام والحفاظ عليه. وهو يقترح أن على إسرائيل أن تفكر في الانسحاب الكامل من غزة، مما يسمح لحماس بتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار المنطقة وإدارتها.

 

ورغم اعترافه بالتدهور العسكري الذي تعاني منه حماس، يؤكد فريدمان أن الخسائر التي لحقت بالمدنيين في غزة أدت إلى كارثة إنسانية كبيرة. وهو يشجع على التحول في التركيز من الحل العسكري إلى الحل الدبلوماسي، ويحث الولايات المتحدة وحلفائها على التدخل والضغط من أجل وقف إطلاق النار الذي يشمل الإشراف الدولي.

 

ويدعو الكاتب إلى إعادة النظر في خيارات إسرائيل، محذراً من الغرق في رمال غزة المتحركة سعياً لتحقيق "نصر كامل" بعيد المنال. ويختتم فريدمان بالتأكيد على ضرورة التقييم العقلاني للوضع وأهمية انخراط إدارة بايدن في نقاش صريح مع إسرائيل لتوجيهها نحو حل أكثر استدامة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل وحماس غزة أخطاء إسرائيل في غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟

مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.

حدود الثقة

رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.


 

اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك

الخطوة الأخيرة

رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.

سباق الشركات نحو تجاوز العجز

تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت  Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.

أخبار ذات صلة Perplexity تطلق نماذج ذكاء اصطناعي متطورة للمشتركين مليار مستخدم لأداة «ميتا» الذكية

أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.


 

 

ثورة سطحية


رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.

 

الطموح يصطدم بالواقع


تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.

 

 

الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل


في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.



إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • بيع أحجار كريمة من نورستان بأكثر من 42 مليون أفغاني
  • توماس هاردي والمرأة.. نقد اجتماعي أم اتهام بالظلم؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب الصهاينة؟
  • هجوم بالنار على متضامنين مع إسرائيل.. من هو المصري الذي أرعب كولورادو؟
  • إسرائيل تعتزم زيادة الضغط العسكري على قطاع غزة في الشمال
  • إسرائيل تستعد لتكثيف الضغط العسكري على "حماس"
  • بعد إعلان إسرائيل عن اغتياله.. من هو محمد السنوار رأس الجناح العسكري لحماس في غزة؟
  • مظاهرة حاشدة في برلين احتجاجا على حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة
  • هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
  • موقع أمريكي: إسرائيل تشعر بتداعيات وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب مع الحوثيين (ترجمة خاصة)