موقع 24:
2025-05-08@18:55:34 GMT

الحوثيون في مواجهة أكبر من حجمهم بكثير

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

الحوثيون في مواجهة أكبر من حجمهم بكثير

هل ستكتفي الإدارة الأمريكية بعملية محدودة لتأمين حركة السفن التجارية العاملة في البحر الأحمر والخليج من هجمات الحوثيين أم أن إطلاق عملية "حارس الرخاء" ستكون بمثابة الخطوة الأولى في طريق اليمن الجديد؟

التهديد القادم من اليمن إلى إسرائيل ليس وليد حرب غزة. سنة 2019 هدد الحوثيون بضرب عمق إسرائيل وأعلنوا أنهم يملكون الترسانة الصاروخية التي تمكنهم من ذلك.

حملت إسرائيل تلك التحذيرات محمل الجد ونفذت ضربة عسكرية على اليمن خلال العملية العسكرية ضد الجهاد الإسلامي سنة 2022، شملت موقعاً قرب صنعاء، يتم فيه تصنيع تلك الصواريخ وتطويرها من قبل وحدة 340 التابعة لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.

لم ترد جماعة "أنصارالله" آنذاك على تلك العملية، واستمرت حركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب من دون أن تتعرض السفن المتجهة نحو ميناء إيلات لأيّ مضايقات تذكر.

مع تصعيد إسرائيل نطاق عمليتها العسكرية في قطاع غزة، حاولت إيران لعب ورقة جديدة بعد أن سقط من حساباتها خيار توسيع الجبهة في جنوب لبنان، وذلك من خلال نقل التصعيد إلى مضيق باب المندب والتشويش على المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة بغية دفعها إلى مراجعة حساباتها وتعديل موقفها الذي سيحسم مسألة الحرب وما بعد الحرب.

هذا التصعيد فيه أيضا إشارات ورسائل لدول المنطقة ولكل من يستشرف وضعا مغايرا لقطاع غزة بعد الحرب تكون فيه حركة حماس خارج المعادلة.

وإن صح القول فإن إيران تربط مصير حركة الملاحة في البحر الأحمر بمصير حماس في غزة، وفي نفس الوقت ترى في هذه الحرب فرصة لممارسة ضغوط من خلال وكلائها في اليمن تسمح بالحصول على المزيد من أصولها المجمدة، وهو ما نقله الحوثيون إلى الوسطاء في سلطنة عمان كأحد الشروط التي ستساهم في وقف أعمالهم التصعيدية في باب المندب في حال تمت تلبيتها.

يقتصر دور عملية "حارس الرخاء" على تأمين حرية الملاحة والشحن في البحر الأحمر وخليج عدن وهو دور ضروري لاستعادة ثقة شركات الشحن الكبرى، كما أنه يضمن نوعاً من الاستقرار لأسواق النفط. لكنه لا يعني ضمان الاستقرار طويل الأمد مع الفشل الذي تعرفه التسوية السياسية في اليمن.

وبما أن حرب غزة تشكل فرصة للحوثيين في تعزيز نفوذهم المالي وتحسين صورتهم في العالم العربي، فإن التصعيد في مضيق باب المندب سيستمر لوقت أطول وهو ما تتخذ منه إيران وروسيا أفضل فرصة للتداول على إزعاج مصالح الغرب الاقتصادية.

فبعد أن وظفتهم إيران في صراعها مع دول الخليج، يتم توظيف الحوثيين اليوم في صراع أكبر من حجمهم بكثير بزجهم في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة ستقود المكابرة والعناد فيها بلا شك إلى ابتلاع اليمن بمن فيه.

ومع ذلك يبدو الحوثيون غير مدركين لخطورة الموقف ولما ستقود إليه أعمالهم التصعيدية في البحر الأحمر بإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية وربما قد تفتح الباب لاحقا لتتخذ واشنطن من عملية تحرير اليمن من الإرهاب سبباً قويا لتعزيز وجودها البري في منطقة الخليج بغية قطع الطريق أمام أيّ محاولة روسية أو صينية للتغلغل في هذه المنطقة الإستراتيجية.

أمام حقيقة أن الإدارة الأمريكية تدفع اليوم ثمن الأخطاء القديمة في الشرق الأوسط وثمن إدارة ظهرها للتحالف العربي في اليمن إلى أن انقلب السحر عليها، أضحت معالجة المعضلة اليمنية ضرورة تقتضيها المصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية في آن واحد.

لكن التوقيت والسياق الدولي من شأنهما أن يطرحا مشكلة وجهة إدارة بايدن المنغمسة في مشاكل تمويل حرب أوكرانيا واستحقاق 2024 الرئاسي.

ولهذا فإنه من الصعب جدا أن تمتد عملية "حارس الرخاء" إلى أبعد من الهدف المعلن.

ومع أن ذلك كاف في الوقت الحالي إلا أنه ومع مرور الوقت سيكون مقدمة لمشروع آت لا محالة، سينتقل فيه الدفاع عن المصالح التجارية إلى هجوم تسوّق له أمريكا وتقوده إسرائيل من خلف الستار بغية تحقيق أبعادها الجيوستراتيجية في المنطقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل اليمن فی البحر الأحمر باب المندب

إقرأ أيضاً:

عقب إطلاق مُسيّرة.. الحوثيون: اتفاق وقف النار مع أميركا لا يشمل إسرائيل

قال محمد عبد السلام، كبير المفاوضين في جماعة أنصار الله في اليمن (الحوثيون)، اليوم الأربعاء، إن اتفاق وقف إطلاق النار بين الجماعة والولايات المتحدة لا يشمل العمليات ضد إسرائيل.

وقال في تصريحات لوكالة "رويترز": "الاتفاق لا يتضمن إسرائيل بأي شكل من الأشكال.. والذي حصل هو مع الأميركي بوساطة عُمانية والتوقف سيكون عن استهداف السفن الأميركية... طالما أعلنوا التوقف والتزموا فعلًا فموقفنا دفاعي وسيتوقف الرد".

وفي ذات السياق، قال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه اعترض مسيرة أطلقت من جهة الشرق بعد تفعيل الإنذارات.

وأضاف الجيش في بيان: "اعترض سلاح الجو طائرة مسيرة أطلقت من جهة الشرق حيث تم تفعيل إنذارات وفق السياسية المتبعة".

ولم يحدد الجيش المنطقة التي انطلقت منها المسيرة، ولكن صحيفة "يديعوت أحرونوت" قالت إنها أطلقت من اليمن.

المصدر : التلفزيون العربي - الأناضول اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية شهيد في قصف إسرائيلي استهدف مركبة بصيدا جنوب لبنان قتلى وجرحى في تصعيد عسكري خطير بين الهند وباكستان بيان مصري قطري مشترك بشأن مواصلة جهود التوصل إلى اتفاق في غزة الأكثر قراءة أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة مؤسسات الأسرى: تفشٍ واسع النطاق للأمراض بين صفوف الأسرى تفاصيل عملية عسكرية إسرائيلية في دمشق بإدعاء حماية الدروز شاهد: سبب وفاة سمر عبد العزيز الفنانة السورية – ويكيبيديا سمر عبد العزيز عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يطالبون بتحقيق دولي.. وزارة الخارجية التابعة لأنصار الله تتهم إسرائيل بالعدوان الممنهج على بنية اليمن التحتية المدنية
  • هل يستطيع الحوثيون فرض حظر جوي على إسرائيل؟
  • الحوثيون يطلقون صاروخاً تجاه إسرائيل ويسقط في السعودية
  • إيران ترحب بوقف الهجمات الأميركية على اليمن
  • عقب إطلاق مُسيّرة.. الحوثيون: اتفاق وقف النار مع أميركا لا يشمل إسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: الحوثيون سيوقفون استهداف السفن بالبحر الأحمر وباب المندب
  • الحوثيون: استهداف إسرائيل للمنشآت المدنية في اليمن لن يمر دون رد
  • ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف
  • الحوثيون يتوعدون بالرد على الغارات الإسرائيلية في اليمن
  • كاتب فلسطيني: أمريكا منعت ضرب إيران وأعطت إسرائيل الضوء الأخضر لقصف اليمن