الأرشيف والمكتبة الوطنية يرتقي بأمن المعلومات إلى "الآيزو"
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
اجتاز الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد إدارة أمن المعلومات اختبار ترقية معيار إدارة أمن المعلومات إلى الآيزو 27001:2022، وهو من المعايير الهامة في إدارة أمن المعلومات في المؤسسات، محققاً إنجازاً ونجاحاً باهراً.
ويأتي حرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على تحقيق شروط هذا المعيار بوصفه يمثل منظومة متكاملة لحماية أمن المعلومات من المخاطر، وهذا المعيار العالمي في إدارة المعلومات يتيح إمكانية التعامل مع التهديدات التي تواجه حماية المعلومات، ولا سيما أن المعلومات التي يحتفظ بها الأرشيف والمكتبة الوطنية هي من ذاكرة الوطن المرقمنة التي يتيحها للباحثين ويحفظها للأجيال.
وصرح المدير العام عبد الله ماجد آل علي: "إن تحقيق هذا المعيار الجديد تأكيد على المساعي المتواصلة لبلوغ أفضل معايير التميز، وأحدث الأساليب المتبعة عالمياً، وتحري الإبداع والجودة، وإننا في الأرشيف والمكتبة الوطنية نحرص على أمن المعلومات انطلاقاً من حرصنا على الحفاظ على كنوزنا من السجلات والوثائق التاريخية، المحفوظة لدينا بشكلها الرقمي، وحصولنا على هذا المعيار المميز دليل على تطبيق الحوكمة المؤسسية، وهذا ما يزيدنا شعوراً بالسعادة والأمان على مقتنيات الأرشيف والمكتبة الوطنية التي نعمل جاهدين للحفاظ عليها بعيداً عن مخاطر القرصنة الإلكترونية".
كما شكر فريق الأرشيف والمكتبة الوطنية المعني بمتابعة أفضل المعايير الخاصة بأمن المعلومات، موضحاً أن النجاح باجتياز التدقيق على المعيار الجديد برهان على جهودهم وإخلاصهم واهتمامهم بالحفاظ على ذاكرة الإمارات التي تعد أمانة في أعناقنا جميعاً.
وقالت رئيس مكتب التخطيط الاستراتيجي في الأرشيف والمكتبة الوطنية سمر المشجري: "إن استراتيجية التطوير تقتضي منا مواكبة المستجدات بما يخدم رسالة الأرشيف والمكتبة الوطنية ورؤيته، وهذا الإنجاز يبرهن على نجاح المساعي الحقيقية من أجل بلوغ أقصى درجات التميز والجودة".
وأوضح رئيس قسم تقنية المعلومات في الأرشيف والمكتبة الوطنية عبد العزيز العميم: "إننا حريصون على الاستفادة من تجارب الآخرين المميزة وممارساتهم العالمية في مجال أمن المعلومات، والبرامج التي يستخدمونها للارتقاء بحماية المعلومات في مجال الأرشفة وإدارة الوثائق وحفظها وإتاحتها، وما حققه الأرشيف والمكتبة الوطنية بهذا الإنجاز خطوة حقيقية على طريق رفع مستوى الأداء وصولاً إلى أفضل المعايير والممارسات المتبعة عالمياً، وهذا هدفنا ونحن نؤدي الأمانة بصدق وثقة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة أبوظبي الأرشیف والمکتبة الوطنیة أمن المعلومات
إقرأ أيضاً:
كأس العرب ... وكأسك يا وطن!
لم نعد في حاجة لإهدار المزيد من الوقت في الحديث عن أسباب"فشل" لاعبي منتخب مصر في منافسات كأس العرب الأخيرة، فالمعركة الكلامية، وتوجيه اللكمات اللفظية لهذا أو لذاك، ليست سوى طلقات فارغة لا تفيد ، فالهزيمة وقعت، وليس لها من دون الله كاشفة.
ولكن المهم الآن وما يجب أن نتوقف عنده كثيرا، هو أن ندرك حقيقة الفكر الذي قادنا إلى الهزيمة .
والهزيمة لا تقع مع إطلاق صافرة نهاية المباراة، بل تبدأ قبل ذلك بزمن طويل، تبدأ من عقول المسئولين، ومن مكاتب بعيدة عن الملاعب، فتهزم الفريق قبل أن يدخل أرض الملعب!
و نكسة كأس العرب لم تكن مجرد نكسة رياضية فحسب، بل كان شاشة عاكسة ومرآة صادقة كشفت عن خلل خطير يضرب صميم بنية الجهاز الإداري نفسه!
في الماضي، كنا نُرجع هزائم كرة القدم لأسباب فنية: سوء حظ، أو نقص لياقة، أو تكتيك خاطئ، أو استهانة بالمنافس...
في الماضي أيضا كنا نسمى الهزائم" نكسة" أو حتى "وكسة"، ونرتضي بذلك ونكتفي به، ونصمت بعده، بينما يبقى السر الأكبر وراء كل الهزائم و" النكسات" كامنا داخلنا، ومتغلغلا في قلب المجتمع ، وهذا السر هو "غياب الوطنية لدى المسئولين".
إن الخسارة في"كأس العرب" ليست سوى قمة جبل جليد يخفي ما هو أخطر، وهو أن "كأس الوطن" نفسه أصبح مهددا، وأن مستقبل الأمة بأكملها يمكن أن ينكسر بسبب تصرفات مسئولين منشغلين بذاتهم لا بعملهم، وبمصلحتهم الشخصية لا بالمصلحة العامة!.
لقد صار واضحاً للعيان أن هناك صراعات خفية، أو ربما ليست خفية، بين أجنحة وأجهزة داخل كثير من منظوماتنا الإدارية، وأن هناك مسئولين في المؤسسات العامة يرى كل منهم نفسه "الحارس الأمين" دون سواه، وهناك من يرى منصبه "غنيمة" يجب الدفاع عنها بأي ثمن ، حتى لو كان الثمن هو سمعة مصر ذاتها!.. وهناك من يصرف كل طاقته ووقته وجهده لا لحل مشاكل الناس ولا لوضع خطط لمستقبل أفضل، وإنما لتصفية الحسابات، وتوجيه الاتهامات، وتشويه "السمعات"، وتمزيق الثياب، وفضح السوءات وكشف العورات..
وهذا هو القاتل الحقيقي لأي تقدم، وهو السر الأكبر لكل الهزائم والنكسات و"الوكسات" والانكسارات.
بالله عليكم .. كيف ننتظر أن يلعب فريق كجماعة متكاملة، بينما أجهزته الإدارية "جماعات متصارعة"؟ .. وكيف يمكن لمؤسسات أن تحقق "النصر"، في حين أن طاقاتها بالكامل تتبدد في الصراعات الداخلية بين مسئوليها؟.. وكيف نطلب من الجمهور أن يثق في "غد أفضل" بينما يرى كبار المسئولين في بعض مؤسسات الدولة تتقاتل وتتصارع كما لو كانوا أعداء وليسوا شركاء في تحقيق الصالح العام ؟
وفي يقيني أن الكارثة لن تتوقف عند خسارة بطولة كروية، بل تتخطاها إلى ما هو أبعد وأخطر، فعندما يرى المواطن هذا التصدع داخل بعض مؤسسات الدولة، وهذا الانشغال بالصراع على النفوذ بدلاً من العمل الجاد، فإن شعوره الأول يكون الإحباط، وشعوره الثاني هو فقدان الثقة.. وفقدان الثقة هو الانهيار الأكبر.
فإذا اهتزت ثقة الناس في قدرة الحكومة على إدارة شؤون البلاد حتى في الأمور البسيطة ككرة القدم، فكيف يمكن أن يُطلب منهم تحمل الصعاب لبناء مستقبل أفضل ووطن أقوى؟
وأمام هذا الحال صار لزاماً على الأجهزة الرقابية جميعا أن تتحرك - اليوم وليس غدا- لمحاسبة كل مسئول يتجاوز في مسئولياته ومهامه ، و أيضا لـ "فض الاشتباك المؤسسي" في كثير من الجهات والهيئات العامة.. يجب أن تُرسم خطوط واضحة تفصل بين مهام كل مسئول ومهام مسئول آخر، ويجب أن يلتزم جميع المسئولين أيا كانت مناصبهم ، وأيا كانت جهات عملهم،.. الكل يجب أن يلتزم بتحقيق هدف واحد أوحد، وهو: المصلحة العامة.
إن لم نقم بذلك الآن، فالحقيقة القاسية التي يجب أن نتوقعها، هي أن ما شاهدناه في كأس العرب من إهانة ومهانة وانكسار لن يكون سوى "بروفة" أولى لسلسلة من الإخفاقات التي تنتظرنا في ميادين أخرى قد تكون أشد خطراً وأكثر حساسية.