العين- وام

احتفلت حديقة الحيوانات بالعين الاثنين، بالزائرة رقم 10 مليون وعائلتها في استقبال حافل؛ شاركت فيه رئيسة وحدة خدمة كبار الزوار في الحديقة، نورة عبد الزراق الخميري.

وقدمت الحديقة للزائرة الفائزة جائزة تمثلت في منح العضوية السنوية لها ولعائلتها، وجولة فارهة عبر خدمة المها الملكية وسفاري العين ومركز الشيخ زايد لعلوم الصحراء.

وتقدم غانم مبارك الهاجري، مدير عام المؤسسة العامة لحديقة الحيوانات والأحياء المائية بالعين، بالشكر الجزيل للزائرة التي جاءت زيارتها هي وعائلتها؛ تتويجاً لإنجازات الحديقة السياحية والبيئية وجهودها في نشر ثقافة صون الطبيعة واستقطاب الملايين من الجماهير على اختلاف فئاتهم المجتمعية والمؤسسية، مقدماً شكره أيضاً لجميع الزوار والشركاء الذين ساندوا الحديقة بزياراتهم وشراكاتهم على مدار سنوات، فكانوا داعماً قوياً لنجاحها وإبرازها على خريطة السياحة العالمية.

من جانبها، عبرت الزائرة سارة علي النعيمي وعائلتها عن فرحتهم وفخرهم بلقب «الزائر 10 مليون» مؤكدين أن حديقة الحيوانات بالعين تشكل ارتباطاً قوياً مع الزوار منذ طفولتهم وليست مجرد مكان للترفيه، مشيدين بدورها في دعم وحماية الحياة البرية.
وكانت الحديقة أعلنت في سبتمبر الماضي، أنها تنتظر الزائر رقم 10 مليون للاحتفال بزيارته المميزة وإهدائه عضوية سنوية؛ تخوله الدخول مجاناً إلى الحديقة ومرافقها والاستمتاع بالتجارب والخدمات والمغامرات المتجددة.

جدير بالذكر أن تمييز الزائر رقم 10 مليون جاء نتيجة إحصائية محددة امتدت من عام 2010 إلى منتصف العام الجاري 2023؛ شهد الزوار خلالها تجارب وخدمات مميزة أخذت في النمو والتطور عاماً تلو الآخر وأسهموا بحضورهم في نشر ثقافة حماية البيئة واستدامة المستقبل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات حديقة الحيوانات حديقة الحيوانات بالعين

إقرأ أيضاً:

قبل أن يقع الخلل

 

 

 

خالد بن حمد الرواحي

 

في مؤسساتٍ كثيرة، لا تبدأ الحركة إلّا بعد أن يقع الخلل، ولا تُستدعى الحكمة إلا حين تتعقّد المشكلة. نعيش ثقافةً تُجيد إطفاء الحرائق أكثر مما تُحسن منع اشتعالها، فتتحوّل الإدارات إلى غرف طوارئ لا تهدأ إلا لتشتعل من جديد. وبين أزمةٍ وأخرى، يبرز سؤالٌ مُقلق: لماذا ننتظر حتى تتفاقم الأمور؟ ولماذا لا يتحول التخطيط الوقائي إلى ممارسةٍ مؤسسية ثابتة بدل أن يبقى ردّة فعل متأخرة؟ لقد أصبح انتظار المشكلة كي تُعلن عن نفسها جزءًا من الروتين اليومي، مع أن نصف الجهد كان يمكن توفيره… لو أننا بادرنا في اللحظة المناسبة.

تعود جذور هذا السلوك إلى منظومةٍ إدارية اعتادت التعامل مع الواقع خطوةً بخطوة، لا مع المستقبل وما يحمله من احتمالات. فحين يغيب التخطيط الاستباقي، يتحوّل الموظفون إلى منفذين جيدين، لكنهم يفتقرون إلى القدرة على التنبؤ أو اتخاذ المبادرة. وتغدو التقارير مرآةً لما حدث، لا لما يمكن أن يحدث، بينما ينشغل القادة بمعالجة النتائج بدل فهم الأسباب. ومع مرور الوقت، يتكرس داخل المؤسسة وعيٌ جمعي يقوم على الانتظار: ننتظر الشكوى لنُحسِّن، وننتظر التعثر لنُعدِّل، وننتظر الأزمة لنغيّر. وهكذا تعود المشكلات بالوجوه ذاتها والسيناريو نفسه، وكأن الزمن يعيد تشغيل الحلقة ذاتها دون توقف.

وغالبًا ما تتوارى خلف هذا النمط أسبابٌ أعمق من مجرد نقص الأدوات؛ فالمبادرة تحتاج إلى شجاعة، بينما الاستجابة لا تتطلب أكثر من الامتثال. فالموظف الذي يبادر يتحمّل مسؤولية قراره ويعرّض نفسه لاحتمال الخطأ، في بيئة قد لا تُميّز دائمًا بين الاجتهاد المخلص والخطأ المبرَّر. أما الاستجابة فهي الطريق الأكثر أمانًا؛ لا مخاطرة، ولا مساءلة، ولا حاجة لاستشراف المستقبل أو مواجهة المجهول. وهكذا تتسع دائرة الحذر، ويتراجع الحسّ الابتكاري، حتى تغدو المبادرة استثناءً فرديًا لا ثقافةً مؤسسية راسخة.

وليس أدلّ على أثر هذا السلوك من المشاهد اليومية في الميدان؛ فحين تُعالج المشكلة بعد وقوعها، تكون كلفتها أعلى ووقتها أطول وانعكاساتها أعمق. تتكدس المعاملات، وتتأخر الخدمات، ويُرهق الموظفون في محاولات اللحاق بما فات. والأصعب من ذلك أن ثقة المتعاملين تتآكل تدريجيًا، لأن المؤسسة لا تبدو مستعدة ولا مبادرة. ومع مرور الوقت، يتحول الضغط إلى جزءٍ من البيئة، ويغدو العمل تحت «مُنبّه الأزمات» هو النمط السائد، بينما تتبخر فرص التحسين الوقائي التي كان يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا بأقل جهد وأوضح أثر.

المؤسسات التي تتجاوز هذه الدائرة ليست بالضرورة تلك التي تمتلك موارد أكبر، بل تلك التي تبني عقلية مختلفة. فهي تدرك أن المبادرة ليست مشروعًا إضافيًا بل طريقة عمل، فتزرع في فرقها منهجية رصدٍ مبكرٍ للمخاطر، وتمنح موظفيها مساحة آمنة للتجريب، وتشجعهم على طرح الأسئلة قبل ظهور المشكلة لا بعدها. أما المؤسسات التي تكتفي بالاستجابة، فهي غالبًا ما تُغلق الأبواب أمام الأفكار الجديدة وتنتظر التعليمات قبل كل خطوة، فتتقدم خطوة حين يتقدم الآخرون عشر خطوات. وهنا يتجلى الفارق بين مؤسسة تصنع الحدث… وأخرى تكتفي بملاحقته.

وفي نهاية المطاف، لا تحتاج مؤسساتنا إلى جهدٍ خارق كي تنتقل من ثقافة الاستجابة إلى ثقافة المبادرة، بل إلى وعي إداري يدرك أن الوقاية ليست رفاهية، وأن الاستباق جزءٌ أصيل من الحوكمة الحديثة. فحين يتبنى القادة عقلية المبادرة، ويتعاملون مع المستقبل بروح الباحث لا بردّات الفعل، يتحوّل الخلل من مصدر إرباك إلى فرصة تحسين. وعندما يشعر الموظف بأن المؤسسة تثق في اجتهاده وتسمح له بأن يسبق المشكلة بخطوة، تتولد طاقة إيجابية تدفع الجميع نحو أداءٍ أذكى وأكثر استدامة. فالمبادرة ليست مهارة فردية فحسب، بل ثقافة تُبنى… ونقلة تصنع الفرق بين مؤسسة تُطفئ الحرائق، وأخرى تمنع اشتعالها.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • قبل أن يقع الخلل
  • منافسات قوية في بطولة الإمارات الوطنية للفنون القتالية المختلطة بالعين
  • الصحة تستقبل 65.6 مليون لتلقي خدمات الفحص والتوعية للسيدات
  • الصحة تستقبل 65 مليون و631 ألف زيارة لتلقي خدمات فحص وتوعية السيدات
  • “الصحة" تستقبل 65 مليون و631 ألف زيارة لتلقي خدمات الفحص والتوعية للسيدات
  • قصة البحيرة الزرقاء.. لماذا لا يدخلها السياح إلا بعد مسح أحذيتهم؟
  • وفد سعوديً مشارك في مهرجان الرياضات التراثية والفنون يزور الوادي الجديد
  • موعد إعادة افتتاح حديقة الحيوان بالجيزة
  • المصدر قالالشيخ زايد تستقبل مليون رحلة يوميا..وتحديات جديدة مع النمو السياحي
  • إنشاء حديقة على الطراز التركي في الإسكندرية