التنافسية على الطريق الصحيح
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
لم تنجح الانتخابات الرئاسية الديمقراطية النزيهة بكل أسرارها، وتحتاج إلى البحث والتحليل والدراسة، لاستخلاص الدروس التى يجب وضعها فى منهج العمل خلال الفترة القادمة، وهى تحتاج إلى متخصصين فى السياسة والاقتصاد والإحصاء، لتحليل كثافة التصويت، وأعداد الأصوات التى حصل عليها كل مرشح فى هذه الانتخابات غير المسبوقة، التى كشفت وعى الشعب المصرى وعكست قوة مصر فى مواجهة التحديات.
هذه الانتخابات أكدت أن الشعب المصرى مارس حقه الدستورى بكامل إرادته المستقلة بأنه صاحب السيادة وحده فى اختيار رئيسه، وهو مصدر السلطات كما أكدت الانتخابات أن الشعب أحسن الاختيار، عندما جاء الرد سريعًا من الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسى فى كلمة ألقاها عقب إعلان نتيجة الانتجابات أعلن فيها احترامه للديمقراطية وحرية الرأى، موجه التحية للمرشحين المنافسين وهم الدكتور عبدالسند يمامة رئيس حزب الوفد، وفريد زهران رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.. بأنه عمل عظيم، وأداء سياسى راق يمهد الطريق أمام حالة سياسية مفعمة بالحيوية والتنوع، وهو يقصد بذلك احترامه للنظام السياسى الذى نص عليه الدستور المصرى الذى يقوم على أساس التعددية السياسية والحزبية، والتداول السلمى للسلطة، والفصل بين السلطات والتوازن بينها.
لم يكتف الرئيس السيسى بترحيبه بمنافسيه فى كلمته، ولكن استقبلهم فى قصر الاتحادية فى اليوم التالى، وأكد لهم تقديره لأدائهم السياسى خلال العملية الانتخابية، على النحو الذى يثرى العددية والتنوع فى المشهد السياسى والديمقراطى المصرى، هذا الاستقبال من الرئيس لمنافسه فى الانتخابات يؤكد أن الحياة الديمقراطية فى مصر تسير على خطاها الصحيح، وأن المنافسة كانت وفقاً تعددية حزبية جادة، وإنها منافسة شريفة تصب فى صالح الوطن، كما ضرب الاستقبال الرئاسى للمرشحين مثالاً قوياً أمام العالم على الشفافية التى سارت بها العملية الانتخابية دون أى تعديات أو تجاوزات مما يؤكد مدى عظمة مصر أمام العالم، ومشهد راق لم يحدث مسبقاً فى أى دولة أخرى.
نعود إلى كلمة الرئيس السيسى بعد إعلان نتيجة الانتخابات، لنؤكد أنها كشفت عن إرادة سياسية من الرئيس السيسى لتسليم السلطة بعد انتهاء فترة رئاسته الجديدة عام 2030. حيث جاء فى آخر فقرة من الكلمة «إن اختياركم لى (وهو يخاطب المصريين) لقيادة الوطن. إنما هو أمانة.. أدعو الله أن يوفقنى فى حملها بنجاح، وتسليمها بتجرد، فلنعمل معاً، لأجل مصرنا العزيزة وبقوة شعبها واصطفافه الوطنى، دائماً وأبداً».
الرئيس من خلال احترامه لتداول السلطة، واحترامه للدستور والقانون، فإنه يوجه دعوة لجميع الأحزاب السياسية وجميع أبناء الشعب المصرى، ببذل العمل معا كل جهد للاستمرار فى بناء الجمهورية الجديدة التى يسعى المصريون لإقامتها وفق رؤية مشتركة، أجمع الجميع دولة ديمقراطية فى إطار من احترام الدستور والقانون، وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية. وتعهد الرئيس بأن يكون صوت المصريين جميعا مدافعاً عن حلمهم لمصر، واستكمال الحوار الوطنى بشكل أكثر فاعلية وعملية، والاستفادة من التجربة الثرية، التى شهدتها العملية الانتخابية التى أفرزت تنوعاً فى الأفكار والرؤى نتيجة تنوع المرشحين واتجاهاتهم السياسية.
تقدير الرئيس لتعددية المنافسين فى الانتخابات يحمل الأحزاب السياسية التى خاضت الانتخابات أو التى كانت تراقب العملية التنافسية مسئولية كبيرة، تجعلها تعيد ترتيب أوراقها بأن تبدأ بترتيب بيوتها الحزبية من الداخل وتبدأ بفض المنازعات التى تدور داخل بعضها، وتعيد صياغة خطابها السياسية وبرامجها وتبنى قواعدها، وتنزل إلى الشارع، وتستفيد من العملية الديمقراطية لتكون جاهزة فى الانتخابات القادمة سواء برلمانية أو محلية أو رئاسية، وأن تكون الانتخابات الرئاسية الحالية بداية لتغيير ثقافة التصويت.
نحن فى دولة التعددية السياسية والحزبية لثقة الدولة بنفسها وفى استقرارها ولا توجد ديمقراطية حقيقية بدون معارضة حقيقية تمارس حق الاختلاف فى الرأى الذى لا يفسد للوطن قضية، معارضة تنحاز للإيجابيات وتكشف السلبيات، وتشارك فى تقديم الحلول لها، معارضة تشارك فى البناء وليس معارضة الصياح أو المعارضة لمجرد المعارضة، فالمعارضة ليست عيباً ولا خيانة، المعارضة الوطنية شريكة فى الوطن، وعليها دور كبير فى مواجهة التحديات وفى معركة البناء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس السيسي حزب الوفد رئيس حزب الوفد حكاية وطن الشعب المصرى
إقرأ أيضاً:
قيوح: قطاع النقل واللوجستيك يعزز التنافسية الاقتصادية للمغرب... وننفذ مشاريع على مساحة 750 هكتارا
أكد وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أن قطاع النقل واللوجستيك يضطلع بدور استراتيجي في تعزيز التنافسية الاقتصادية للمغرب.
وقال قيوح، خلال افتتاح أشغال الدورة الـ 12 للمعرض الدولي للنقل واللوجستيك بإفريقيا والمتوسط (Logismed)، إن « قطاع النقل واللوجستيك يتبوأ مكانة استراتيجية ضمن رؤية المملكة المغربية لمجال التنافسية الاقتصادية. ونعمل على تعزيزه لجعله دعامة أساسية بالنسبة لخططنا التنموية، بهدف ترسيخ موقع المغرب كقطب لوجستيكي رائد في المنطقة الإفريقية والمتوسطية ».
ولبلوغ هذا الهدف، يضيف الوزير، يتم تعزيز البنية التحتية اللوجستيكية الوطنية من خلال مشاريع كبرى تهدف إلى تحسين الموانئ والمطارات، وتوسيع شبكة الطرق والسكك الحديدية، فضلا عن تطوير منصات لوجستيكية حديثة. وفي هذا الإطار، أكد قيوح أن الوزارة تولي، من خلال الوكالة المغربية لتنمية الأنشطة اللوجيستيكية، اهتماما خاصا لتهيئة المناطق اللوجستيكية في مختلف جهات المملكة، مشيرا إلى أنه يتم حاليا تنفيذ برنامج ذي أولوية يغطي العديد من مشاريع المناطق اللوجستيكية على مساحة إجمالية تبلغ 750 هكتارا.
وذكر الوزير، في هذا الصدد، بالإعلان الأخير عن إطلاق تسويق المنطقة اللوجستيكية بالقليعة (جنوب أكادير)، مؤكدا أيضا على مشاريع أخرى لمناطق لوجستيكية سيتم إطلاقها في سنة 2025 بكل من الدار البيضاء والقنيطرة وفاس، في إطار مرحلة أولى. وأضاف أنه « سيتم إيلاء اهتمام خاص للجهات الجنوبية، لاسيما الداخلة والكركرات، من أجل تطوير مناطق لوجستيكية بما يتماشى مع أهداف المبادرة الأطلسية للمملكة ».
من جهة أخرى، أبرز قيوح أنه، بفضل التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى النهوض بهذا القطاع الاستراتيجي من خلال تنزيل مشاريع هيكلية وإصلاحات تشريعية وتنظيمية، فإن المغرب يمتلك اليوم فرصة حقيقية لتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات واستكشاف آفاق جديدة للتعاون، بهدف بناء منظومة لوجستيكية ذكية ومستدامة ومندمجة، قادرة على تلبية احتياجات السوق والمساهمة في تنمية الاقتصاد الوطني.
من جهته، قال رئيس مجلس جهة الدار البيضاء – سطات، عبد اللطيف معزوز، إن هذه الجهة، التي تدر وحدها حوالي ثلث الناتج الداخلي الخام الوطني، وتضم ما يقرب من نصف التجارة الخارجية وكذا الإنتاج الصناعي، تضطلع بدور هيكلي.
وأضاف معزوز أن جهة الدار البيضاء – سطات تتطلع إلى الحفاظ على مكانتها الاقتصادية على المستوى الوطني وتعزيز دورها على الصعيد القاري في ما يخص إنتاج السلع والخدمات، معتبرا أن الخدمات اللوجستيكية تشكل عاملا حاسما لتعزيز هذا الطموح.
وسجل، في هذا الصدد، أن المجلس الجهوي قد اضطلع بمسؤولياته كاملة في ما يتعلق بالتنمية الاقتصادية، من خلال تحديد العقبات الرئيسية التي يتعين إزالتها لتسريع الدينامية الجهوية. على صعيد آخر، أكد معزوز على أن النقل السلس، سواء تعلق بالأشخاص أو السلع، يتطلب التوفر على بنيات تحتية قوية. وأوضح أنه « في إطار مخطط التنمية الجهوية 2022-2027، من خلال إدماج على الخصوص المتطلبات المرتبطة بتنظيم كأس العالم، نعمل على استثمار أزيد من 11 مليار درهم في البنيات التحتية الطرقية. وينضاف إلى ذلك الاستثمار المتوقع في مشاريع السكك الحديدية. نحن نركز بشكل خاص على القطار الحضري والجهوي ».
وتتواصل أشغال المعرض الدولي للنقل واللوجستيك بإفريقيا والمتوسط (Logismed)، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 15 ماي الجاري، وذلك تحت شعار « سلسلة التوريد بالمغرب: صناعة في خدمة التنافسية والسيادة وتعزيز الاقتصاد ».
ويشكل هذا المعرض، الذي يعد واجهة مغربية حقيقية ومنفتحة على التحديات العالمية، مناسبة لتقييم تقدم الاستراتيجية الوطنية لتطوير التنافسية اللوجستية، مع تحديد الأولويات المستقبلية في ظل المتغيرات المتسارعة على الصعيد الدولي.